(1)
رأى دمعتي
مَن يسوس الناسَ كما يسوس البغال
فأرادها نجمةً تزّين كتفيه العريضتين
وسنواته العجاف.
ورآها الطفلُ فأرادها لعبةً
تسلّيه وقت المساء
ووقت الصباح.
وأرادتها المرأة
لتزّين بها
عقدها المتدلّي بين النهدين.
(2)
غير أنّ الله
رأى دمعتي في جوف الليل:
ليل أرض السواد
فقال خذْها نقطةً تسمّي الشيء واللاشيء
تسمّي الوطنَ واللاوطن
تسمّي الرعبَ والطمأنينة
قال خذْها
ونمْ
فدمعتكَ صارتْ نقطةً
تضيء بزهدِ الأصلعِ البطين
وتتألق بنجوم المعذبين
وتعيد – يا أسفي على يوسف – ليعقوب الأعمى
مَن ضاع في البئر صبياً
وتعيد الحمامة َإلى نوح الذي بكى
على كلّ شيء ولّى: الولد والغراب
وتعيد يدَ موسى بيضاء
من غير سوء آيةً للناظرين
وتربط على قلبك
فلا يبدي من السرّ شيئاً
سوى السين والراء
سوى الماء.

دمعة مضيئة.

أديب كمال الدين.

 

المراجع

adab.com

التصانيف

قصائد   الآداب