الألزاس واللورين هو إقليم أوجدته الإمبراطورية الألمانية سنة 1871م، ويوجد بالتحديد شمال شرق فرنسا، توجد سويسرا في جنوبه، ولوكسمبرغ في شماله، ويحده من الشرق نهر الراين الذي يمتد على مسافات طويلة في ألمانيا. وتُقدر مساحة الإقليم بـ8280 كيلومترا مربعا بطول يُقدر بـ190 كيلومترا وعرض يناهز 50 كيلومترا.

السكان
يتميز الألزاس واللورين بتنوعه الثقافي والعرقي الكبير، إذ تقنطه مجموعات فرنسية وألمانية ونمساوية ومجموعات من الروم أو الغجر. ولا يزال أصل تسمية الإقليم غير معروف لكثرة الفرضيات بشأن أصله اللغوي، وبالتالي تعدد التأويلات بتعدد اللغات والعرقيات الموجودة في الإقليم.

وتعتبر مدينة ستراسبورغ أهم حواضر الألزاس واللورين ويوجد بها مقر البرلمان الأوروبي، ومن المدن الهامة في الإقليم هناك ميلوز وبلفور، التي ينحدر منها السياسي الفرنسي جان بيير شوفنمان.

التضاريس والجيولوجيا
تنتشر تضاريس الألزاس واللورين بين السهول والجبال والغابات، ففي الشمال توجد مرتفعات "سيندغو" المطلة على مدينة ميلوز والمتداخلة مع غابات "ليزاردين" التي نفذ منها الجيش الألماني  إلى التراب الفرنسي عام 1940. وتتميز هذه المرتفعات بسهولة مسالكها واستواء أجزاء واسعة منها.

يتوسط الإقليم منخفض "بلفور"، وهو سهل سحيق يبلغ عرضه 20 كيلومترا يمتد من الشمال إلى الجنوب بين مرتفعات ميلوز ومرتفعات جورا.

تتوزع باقي جغرافية الإقليم بين غابات سهلية جافة نسبيا، وأودية ومرتفعات جبلية. كما تتميز المنطقة بطبيعتها الزلزالية النشطة نسبيا. ويحتفظ تاريخ الإقليم بزلزال مدمر سُمي زلزال بال (نسبة إلى مدينة بال سويسرية) وضرب المنطقة عام 1365 ميلادية.

 

المناخ
يتميز مناخ الألزاس واللورين بطبيعته القارية التي يعكسها ارتفاع معدل التساقطات المطرية صيفا مقارنة مع الشتاء، وإن كان معدل التساقطات عموما منخفضا مقارنة بباقي مناطق فرنسا والبلدان المجاورة. وتتفاوت معدلات الحرارة بين 38 مئوية كأعلى معدل و24 درجة مئوية سالبة كأدنى معدل.

الاقتصاد
يعتبر الألزاس واللورين من الأقاليم الغنية والمزدهرة، فمقاطعة اللورين غنية بمكامن الحديد والفحم الحجري والملح، والألزاس غنية بتربتها الزراعية السهلية وبيئتها المناسبة لانتشار شتى أنواع الزراعات، وبمكامن البوتاس.

كما تقوم في اللورين صناعات الصلب والحديد والآلات، إضافة إلى صناعة الآلات والزجاج والتعدين في مدن صناعية صغيرة. 

التاريخ
ظلت منطقة الألزاس واللورين موضع نزاع مستدام بين ألمانيا وفرنسا، فقد احتلتها مملكة بروسيا في حرب عام 1870، وقال رئيس وزراء المملكة أوتو فون بسمارك حينها كلمته الشهيرة: "ستراسبورغ ستكون وستبقى مدينة ألمانية إلى الأبد"، وإثر ذلك أعلن الإقليم جزءا مما تُسمى في الأدبيات السياسية الفرنسية أراضي الإمبراطورية المفقودة.

ويجد هذا النزاع أصوله في التداخل اللغوي والعرقي الكبير في المنطقة، فسكانها يتوزعون بين فرنسيين وألمان وسويسريين ونمساويين وغجر، وبالتالي ظلت بروسيا وبعدها ألمانيا تعتبر الألزاس جزءا من مجالها اللغوي والعرقي، هذا فضلا عن تطلعاتها إلى معادن الفحم الحجري الغنية.

 

لكن الهوية الفرنسية للمنطقة قديمة، فسكان الألزاس (أو الألزاسيون) شاركوا بنشاط في الثورة الفرنسية، بل تقول بعض المصادر إنهم أول من لحن وغنى النشيد الوطني الفرنسي (لا مارسييز). وفي عام 1798 أعلنت جمهورية ميلوز التي كانت قائمة يومها في الإقليم الانضمام لفرنسا.

 

وظلت قضية الألزاس مطروحة إلى أن استعادتها فرنسا في نهاية الحرب العالمية الأولى، لكن نزعة انفصالية جرمانية ظلت قائمة في الإقليم إلى حين احتلاله من قبل ألمانيا النازية عام 1940.

وقد أجج التنكيل والاضطهاد الواسع النطاق الذي مارسته الشرطة السياسية الألمانية (غستابو) تعبئة شاملة مناهضة لألمانيا، فانخرط سكان الإقليم، بمن فيهم الجرمانيون، في مقاومة الاحتلال النازي.

وعادت الألزاس واللورين إلى دولة فرنسا عام 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية، وظلت جزءا من من البلاد منذ ذلك الحين. 

 


المراجع

aljazeera.net

التصانيف

أقاليم فرنسا  تراجم  أعلام   العلوم الاجتماعية   شخصيات