غزو نورماندي

غزونورمندي بالإنگليزية: Invasion of Normandy (الاسم الكودي هوعملية نيبتونOperation Neptune) هي عبارة عن سلسة من المعارك جرت  سنة 1944 بين ألمانيا النازية وقوات الحلفاء كجزء من صراع كبير خلال الحرب العالمية الثانية. وأهمية هذه المعركة هي نزول قوات الحلفاء إلى أوروبا ونقل المعركة مباشرة ضد الألمان. وهي الجزء المبدأي من حملة تنقسم لعدة مراحل عهدت بمجملها باسم حملة نورماندي.

لقد تم إنزال قوات أمريكية وبريطانية على شواطئ نورماندي الموجودة في جهة شمال فرنسا، وقد شاركت فها نحو 6900 من السفن الحربية (من ضمنها 4100 سفينة إنزال)، و12,000 طائرة حربية، ومليون جندي بين مظلات وبحرية، وقاد العملية الجنرال الأمريكي دوايت أيزنهاور، وتمكّن الحلفاء من احتلال الشاطئ، ثم أكملوا باتجاه مدينة برلين.

مؤتمر طهران

في كانون الاول  عام 1943 اجتمع الرؤساء الثلاثة: جوزيف ستالين رئيس مجلس السوڤييت الأعلى للاتحاد السوڤييتي، وفرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا في طهران (إيران) لمناقشة استراتيجيتهم العسكرية لإنهاء الحرب، وسياستهم بعد الحرب في أوربا. وقرر الزعماء الثلاثة فتح جبهة ثانية في الغرب وغزوفرنسا سنة 1944 على الرغم من معارضة تشرشل. وقد عُدّ هذا الاجتماع ذروة التحالف بين الشرق والغرب في زمن الحرب العالمية الثانية (1939- 1945).

كان ذلك أول لقاء يجمع بين تشرشل وروزفلت من جهة وستالين من جهة أخرى. وكان روزفلت وتشرشل قد صدقا سلفاً على خطة عهدت باسم عملية أوفرلورد لغزوأوربا ومهاجمة ألمانيا عبر القنال الإنكليزي. وكان روزفلت متحمساً لبدء العملية في أوائل سنة 1944 إذا جاز الطقس. غير حتى تشرشل اقترح في طهران إعطاء الأفضلية إلى إيطاليا، والقيام بهجوم في البلقان أوفي جنوبي فرنسا. ولكنه غُلب على أمره أمام إصرار روزفلت وستالين. وتقرر حتى تنفذ عملية أوفرلورد في أيار/مايو1944.

كان فتح الجبهة الثانية أمراً محتوماً. ولكن موعدها لم يكن قد حان بعد حين طالب بها الكثيرون في عام 1942 لتخفيف الضغط الألماني على روسيا.فقد كانت الجيوش السوڤييتية في تلك الأيام تتقهقر أمام الهجوم الألماني الكاسح باتجاه نهر الفولغا والقفقاس. وكان أي إنزال في الغرب - ولومن غير تحضير - يقوم به البريطانيون والأمريكيون يمكن حتى يخفف بعض الشيء، ولومؤقتاً، عن الروس المرهقين.

غير حتى القيادة العليا للحلفاء كانت على قناعة بأن القيام بمثل تلك المغامرة قد يؤدي إلى كارثة حربية ونفسية إذا لم يتم الإعداد لها إعداداً مناسباً. وكانت التجربة الوحيدة التي نفذت في ذلك العام الإنزال الجوي في دييب، ضمن استعدادات الحلفاء للغزو، وقد انتهى إلى إخفاق ذريع استغلته النادىية الألمانية استغلالاً واسعاً. ولكن فتح الجبهة الثانية الموعودة في عام 1944 لم يعد استعراضاً يائساً للتخفيف عن روسيا، بل عملاً حاسماً يمكن حتى يسدد للألمان في تلك الحرب ضربة قاتلة.

كان مؤتمر طهران ذروة التحالف بين الشرق والغرب، واتى ستالين إلى المؤتمر زعيماً متوجاً بالنصر، واتُخِذ قرار فتح الجبهة الثانية إرضاء له بعد طول مماطلة. وكانت الجيوش السوڤييتية تزداد قوة وخبرة، وقد شرعت للتوفي تطبيق عمليات هجومية ناجحة على عدة اتجاهات، تُوجت في يناير عام 1944 بحمل الحصار عن لينينغراد وطرد مجموعة جيوش الشمال الألمانية إلى ما وراء خط نهر نارڤا - بحيرة بيبوس. حيث عثر الألمان ملجأ لهم وراء أحد قطاعات الجدار الشرقي المحصن. وتمكنت على الجناح الجنوبي من هزيمة القوات الألمانية على جبهة عريضة ودفعها خارج الأراضي السوڤييتية باستثناء قطاعات صغيرة منها في عمليات هجومية متلاحقة، كان آخرها في مارس وأبريل 1944. وتم أسر أواغتال القسم الأكبر من القوات الألمانية والرومانية التي حوصرت في شبه جزيرة القرم وبلغ تعدادها 150000 جندي، بعد حتى أخفق الجسر البحري المتأخر في إخلائهم من سيفاستوبول.

ومن جهة أخرى، ازداد قلق الزعماء الغربيين من وصول القوات السوڤييتية إلى حدود الدول الأوربية الشرقية الصغيرة، وإصرار ستالين على حتى تعود الحدود بين بولندا والاتحاد السوڤييتي بعد الحرب إلى ما كانت عليه إثر هزيمة بولندا عام 1939، ومعارضته الشديدة لمقترحات تشرشل حول خططه في البلقان.

غير حتى التغلب على نشاط الغواصات الألمانية في المحيط الأطلسي والقضاء على خطرها، إلى جانب التفوق الجوي للحلفاء أحدث تبدلاً جذرياً في الأوضاع التي كانت سائدة في عامي 1941-1942. كما كان للنجاح الذي حققه الحلفاء الغربيون في شمالي إفريقيا ونزولهم في صقلية والشروع في تحرير إيطاليا دوره في تهيئة الشروط المناسبة لتطبيق عملية أوفرلورد ومهاجمة ألمانيا في عقر دارها.

استعدادات الحلفاء

 تمحور الاهتمام الرئيسي للحلفاء في أواخر شهر أبريل وبداية شهر مايوعام 1944 على الإعداد لغزوأوربا من الغرب. ولم يغب عن الألمان حتى الغزوقادم لامحالة، وأنه وشيك الوقوع. ولكن موعد التطبيق ومكانه لم يكن مؤكداً لديهم. وأُدخل في روعهم حتى الغزوسيكون في آن واحد وعلى أجزاء متفرقة متباعدة، ولكن الهجوم الرئيسي سيكون موجهاً إلى مرافئ القنال الإنجليزي، وخاصة مرفأي كاليه Calais وبولون Boulogne الأقرب إلى إنكلترا. وتحسباً لكل احتمال فقد تم نشر قوات ألمانية ضخمة على جميع خطوط السواحل.

كانت حملة الحلفاء في إيطاليا تتقدم ببطء شديد عندما استدعي الجنرال دوايت أيزنهاور في ديسمبر من عام 1943 إلى رئاسة الأركان المشهجرة لقوات الحلفاء ليمنح رتبة جنرال بأربع نجوم ويعين قائداً أعلى لقوات الحملة المتحالفة Supreme Commander of the Allied Expeditionary Forces، التي كان عليها تطبيق عملية أوفرلورد وعبور القنال الإنجليزي واالإبرار في فرنسا ثم الاندفاع إلى قلب ألمانيا. وتقرر حتى يبدأ الغزوفي ربيع 1944.كان أيزنهاور يؤمن بضرورة التغلب على جميع الصعوبات وتحمل جميع معاناة ومخاطرة من أجل نجاح العملية، فقد كان الإخفاق فيها يعني خسارة الحرب.

وبالتالي جرى التدريب على قدم وساق وبالذخيرة الحية. وكانت المشكلة الرئيسية توفير العدد اللازم من مراكب الإنزال لنقلثمانية فرق دفعة واحدة. ولتحقيق المفاجأة اختار أيزنهاور منطقة الإنزال جنوباً باتجاه النورماندي وليس شرقاً باتجاه كاليه، حيث التحصينات الألمانية وقواتهم هي الأقوى. وكانت تلك مقامرة كبرى؛ لأن النجاح كان يحتاج عدم نقل الألمان قواتهم إلى النورماندي قبل الغزو.تمكن الحلفاء في غضون بضعة أشهر من حشد أسطول ضخم عند السواحل البريطانية ضم 1200 سفينة حربية من مختلف الأنواع و10000 طائرة و4266 مركب إنزال و804 سفينة نقل ومئات الدبابات البرمائية وغيرها من المركبات المعدة للمهمات الخاصة. وبلغ عدد القوات التي أعدت لغزوالنورماندي 156000 جندي (73 ألف جندي من الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الجنرال عمر برادلي. و83 ألف جندي من بريطانيا وكندا بقيادة الجنرال البريطاني برنارد مونتگمري ) وتم نقل 132 ألفاً منهم بحراً عبر القنال الإنجليزي.

استعدادات الألمان

 بحلول سنة 1944، عهد النازيون ان هجوم الحلفاء أمر حتمي، ولكنهم لم يعهدوا موعده أومكان انطلاقه، كانوا يعتقدون ان الهجوم سيتم من اضيق منطقة في القنال على ساحل مدينة كالي، نتيجة لذلك هجرزت اقوى قواتهم هناك، اما الهدف العملى فكان من أفضل ماحفظ من خفايا الحرب، اذ كان الهجوم سيكون على طول 50 ميلا من شاطيء مقاطعة نورماندى، حيث يندفع بقوة غرب نهر الاورن إلى شاطىء في شبه جزيرة كوكونتا الذى يشرف عليها مرفأ شربورج الحيوى. في تلك الفترة تراجعت القوة العظيمة للقوات الجوية النازية اللوفتواف.ظلت القيادة الألمانية واثقة من حتى الحلفاء لن يتمكنوا من النزول على السواحل الحصينة لقلعة أوربا Fortress Europe والمدافع عنها بقوة. فقد كان جميع ما حول فرنسا والنروج مطوقاً بجدار من التحصينات المنيعة عهد باسم جدار الأطلسي، الذي تم تشييده في ثلاث أوأربع سنوات من الهدوء النسبي.

وكان الألمان واثقين من أنه طالما تمكن الحلفاء من النزول بعد خسائر لا يعهد مداها، فسوف يُستدرَجون إلى الداخل بعيداً عن مدافع سفنهم ليدمروا على يد قواتهم الميدانية معتمدين على مواصلاتهم السهلة وقرب مركز إمدادهم. وقد أقيمت لهذه الغاية منظومة متكاملة من الموانع والمواقع الدفاعية في العمق لتكون مصائد أكيدة للغزاة. وكان الفيلد مارشال الألماني إرڤن رومل المكلف قيادة مقاومة الغزوالمتسقط قد شرع في تعزيز الدفاعات الألمانية وبناء الموانع تحت الماء والتحصينات المضادة للقنابل وحقول الألغام على امتداد السواحل الفرنسية.كان هتلر يتسقط حتى يتم غزوشمال غربي أوربا في الربيع، وقد رحب بهذه الفرصة ليكسب الحرب؛ لاعتقاده بأنه إذا استطاع طرد الأمريكيين والبريطانيين من السواحل فلن يعاودوا الكرة مرة أخرى. وسيكون في وسعه آنئذٍ زج قواته كلها - ونصفها موجود في أوربا - ضد الاتحاد السوڤييتي. وعلى هذا الأساس أبلغ قادته على الجبهة الشرقية في نوفمبر 1943 أنهم لن يتلقوا أي تعزيزات قبل القضاء على الغزو.وكان الألمان قد تبنوا لعام 1944 خطة جديدة.

ففي حين كان اعتمادهم في العامين 1940-1941 على تفوقهم الميكانيكي وعلى الحرب الخاطفة بتحركاتها السريعة وأعمالها الحاسمة، أدركوا في نهاية العام 1943 مع تنامي التفوق المادي للحلفاء الغربيين والروس حتى أمل ألمانيا كله متوقف على حرب استنزاف دفاعية بطيئة. إلى غير ذلك تقرر حتى يتحول الألمان مع بداية العام 1944 إلى الدفاع في لقاءة تفوق الحلفاء، وتحويل الحرب الميكانيكية إلى معارك مشاة، النواة الأساسية لكل الجيوش. وكان الألمان يأملون في خوض حرب استنزاف طويلة الأمد تعرِّي الحلفاء في خاتمة المطاف، مع أنها لا يمكن حتى تجلب لهم النصر ولكنها ستحول دون هزيمتهم. وظلوا حتى أواخر العام 1944 متمسكين بذلك الاحتمال، وظلوا يتشبثون حرفياً بكل شبر من الأرض ويلحقون بالحلفاء خسائر فادحة لقاء جميع تقدم مهما ضؤل. وكانت لديهم ميزة القتال على أرض يعهدونها ويعتمدون على خطوط إمداد قصيرة، في حين كانت خطوط الحلفاء في الشرق وفي الغرب تزداد طولاً حدثا ازدادوا قرباً من قلب ألمانيا النازية.

الغزو

 بعد مشاورات مطولة عقدها أيزنهاور مع ضباطه منح إشارة بدء الغزومع أول ضوء من يومستة يونيو، وهواليوم الذي اشتهر في التاريخ باسم اليوم «ي» D- Day (جرى التقليد لإخفاء التاريخ الحقيقي في العمليات الحربية الكبيرة حتى يرمز ليوم البدء باليوم «ي» كما يرمز لساعة بدء التطبيق بالساعة «س»).بعد منتصف الليل بقليل أقلعت مجموعات من طائرات النقل تحمل القوات المحمولة جواً متوجهة إلى النورماندي. وتم إسقاط وحدات الفرقتين 82 و101 الأمريكيتين قبل الفجر بالقرب من بلدة سانت - مير- إغليز Sainte-Mère-Église، في حين تولت وحدات الكوماندوس البريطانية الاستيلاء على الجسور الرئيسية وبترت طرق مواصلات القوات الألمانية.ومع أول ضوء تحركت الموجة الأولى من المشاة على مراكب الإنزال متوجهة إلى شواطئ النورماندي الرملية التي قسمت إلى خمسة قطاعات أعطيت أسماء رمزية هي: يوتا Utah وأوماها Omaha وغولد Gold وجونوJuno وسورد Sword.

وقد تم الاستيلاء على أربعة منها بسرعة وسهولة، ولكن القوات التي نزلت في القطاع الخامس - الذي دعي أوماها الدموي - قابلت مقاومة ألمانية شرسة. وما إذا حل المساء حتى كانت رؤوس الجسور البحرية الخمسة قد أصبحت تحت السيطرة. وبدأت الحملة الأخيرة لإنهاء الحرب.امتدت الشواطئ الرملية التي اختيرت للإنزال مسافة 72كم بين مصب نهر أورن Orne والحافة الجنوبية الشرقية لشبه جزيرة كوتنتان. وخصصت الشواطئ الشرقية منها لنزول القوات البريطانية والكندية، والشواطئ الغربية لنزول القوات الأمريكية.كان تفوق الحلفاء جواً غير منازع، وقد تمكنت قواهم الجوية من تدمير معظم الجسور على نهر السين إلى الشرق ونهر اللوار إلى الجنوب، وحرمت الألمان من تعزيز وحداتهم المعزولة عند رؤوس الجسور بسرعة. وعندما هاجم الحلفاء ركزوا جميع قواهم على منطقة إنزال واحدة رئيسية بعيداًً عن المرافئ الموجودة على بحر المانش.

إلى غير ذلك تم تجنب خطر وقوع قواتهم تحت وطء ضربات الدفاع الألماني المتفوق؛ لأن الألمان لم يجرؤوا على سحب قواتهم بعيداً عن مرافئ بحر المانش وسواحل الأطلسي وسواحل بحر الشمال.كانت الخطة الأساسية للحلفاء تقضي بأن يقوم البريطانيون باحتلال بلدة كاين Caen في اليوم الأول من الإنزال. وقد تم التغلب على الدفاعات الساحلية في الساعة التاسعة صباحاً، غير حتى تقدم القوات البريطانية في العمق باتجاه كاين لم يبدأ إلا بعد الظهر بسبب ازدحام المرور على السواحل بالدرجة الأولى وبسبب الحذر البالغ الذي أبداه القادة البريطانيون هناك. ولما بدأت قواتهم تندفع باتجاه كاين كانت قد وصلت إلى المنطقة فرقة بانزر (دبابات) ألمانية، هي الوحيدة التي كانت متمركزة في منطقة الغزو، وأوقفت الزحف. وفي اليوم الثاني وصلت فرقة دبابات أخرى. وتطلب الأمر ما يزيد على الشهر من القتال العنيف قبل حتى تتم السيطرة على كاين وتحريرها. كذلك قابلت القوات الأمريكية على القطاع الغربي مقاومة عنيفة في شبه جزيرة كونتنتان إلى حتى تمكنت في خاتمة المطاف من احتلال مرفأ شيربورغ Cherbourg في 27 يونيو.في الأسابيع السبعة التي تلت النزول في النورماندي وسعَّ الحلفاء تدريجياً رؤوس الجسور التي احتلوها ولكنهم لم ينجحوا في اختراق الدفاعات الساحلية الألمانية.

وأدى أسلوب مونتجومري الحَذِر في إدارة الحرب إلى إحباط المعنويات وإثارة الجدل؛ لأن القادة الأمريكيين كانوا يعتقدون حتى حذره أكثر من اللازم. وحض كثير منهم أيزنهاور على إعفائه من منصبه وأيدهم في ذلك بعض القادة البريطانيين، ولكن أيزنهاور كان يعهد مدى شعبية مونتغومري فرفض اقتراحهم.اصطدم الحلفاء بمقاومة ألمانية قوية عند رؤوس الجسور الساحلية. ولم تكن مواقع أقدامهم مستقرة فيها كما كان متسقطاً. ومع ذلك لم ينفذ الهجوم العام المعاكس القوي الذي كان هتلر قد افترضه لإلقاء قوات الغزوفي البحر، لا في اليوم «ي» ولا في غيره من الأيام. وقد عاق التفوق الجوي الضخم للحلفاء فوق شمالي فرنسا محاولات رومل - الذي كان مسؤولاً عن المسرح - عن تحريك احتياطاته المحدودة.

كانت المعوقات الرئيسية التي قابلت الألمان اضطرارهم إلى تغطية 4800كم من سواحل أوربا الغربية، تمتد من هولندا إلى الحدود الإيطالية الجبلية مروراً بسواحل فرنسا كلها. وكانت لديهم في غربي أوربا 59 فرقة متمركزة في مواضع ثابتة ومرتبطة بقطاعات الدفاع على طول تلك السواحل. كما كان لديهم أيضاً نصف ذلك من الفرق الميدانية بينها عشر فرق مدرعة (بانزر) ذات قدرة كبيرة على الحركة. وكان في مقدورهم هجريز قوات متفوقة لطرد الغزاة وإلقائهم في البحر قبل حتى يثبتوا أقدامهم على السواحل. ولكن تلك الضربة لم تنفذ بسبب الخلاف في القيادة العليا الألمانية حول مسقط الإنزال المحتمل، وحول أفضل الطرق للقاءته.

وقد ضاعت حسابات الجنرالات الألمان قبل تلك الأحداث أمام تخمينات هتلر حول مكان الإنزال، الذي كان مقتنعاً بأن الإنزال في النورماندي زائف وأن الاقتحام الحقيقي سيكون إلى الشمال من نهر السين. ورفض بالتالي تحريك الفرق التي كانت له هناك وأصر على دفع التعزيزات من مناطق بعيدة، وكان لتشدده وتدخله المستمر بعد الإنزال دور كبير في حرمان قادته من إمكانية استعادة السيطرة على الوضع، ومكَّن الحلفاء في خاتمة المطاف من الخروج من مواقعهم المحصورة ليبدؤوا اكتساحهم السريع للأراضي الفرنسية.في حين توالت التعزيزات على قوات الغزوبلا انقطاع، ولم ينته شهر يونيوحتى كان قد أصبح بتصرف أيزنهاور على شواطئ النورماندي 850000 جندي و150000 مركبة قتال.

ومع نهاية شهر يوليوتمكن الجيش الأول الأمريكي بقيادة عمر برادلي من اختراق دفاع الألمان إلى سان لوSaint-Lô، وتم زج الجيش الثالث الأمريكي الذي يقوده الجنرال باتون Patton. واندفعت دبابات باتون متوغلة في فرنسا. وتم تحرير باريس يوم 24- 25 أغسطس، وفي سبتمبر كان الألمان قد طردوا من فرنسا كلها.غير حتى إمدادات الحلفاء كانت قد استهلكت، ولم يعد هناك ما يكفي من البنزين ليتابع جيشا باتون في الجنوب ومونتجومري في الشمال تقدمهما السريع. غير حتى أيزنهاور ظل يصر على متابعة الهجوم على جبهة عريضة، وتقدم الجيشين جنباً إلى جنب، فتباطأت وتيرة الهجوم، وخاصة لدى وصول قوات الحلفاء إلى تحصينات الحدود الألمانية.


المراجع

.kachaf.com

التصانيف

معارك  معارك الحرب العالمية الثانية   التاريخ   حرب   معراك وغزوات