كتاب العالم السفلي Book of the Netherworld هو أحد النصوص الجنائزية المصرية القديمة في عصر الدولة الحديثة في مصر .

ويعرف كذلك بـ "كتاب ما هو كائن في العالم السفلي"، ويشار إلى كتب العالم السفلي في الدولة الحديثة وأقدمها على أنها "كتاب القاعات السرية".

أقسام الكتاب

 

يتكون الكتاب من 12 ساعة تمثل ساعات الليل. فقد لاحظ المصري القديم أن الشمس تشرق لمدة 12 ساعة وتغرب مثلها، وأنها تشرق من خلف الجبال الشرقية التي تعرف بـ"مانو"، ثم تغرب وراء الجبال الغربية التي تعرف باسم "باغو" ثم تشرق من جديد. وتستغرق رحلة الشمس خلال الليل 12ساعة، إلى أن تعاود الشروق من جديد في العالم السفلي المليء بالخيرات والأنهار. ويعبر الإله الأكبر النهر في مركب المساء التي تعرف باسم "معنجت".

 ويحيط بضفتي النهر العظيم سلسلتان من الجبال، إحداهما في الشرق، والأخرى في الغرب، وينساب ماؤه متجهاً من الغرب إلى الشمال لنصف الوقت، ثم يعود فيجري من الشمال إلى الشرق في النصف الثاني من الليل.

 والواضح أن كهنة الإله آمون قد لعبوا دوراً كبيراً في إعداد هذا الكتاب، ورغم أن هذا الإله قد صور بشكل إنسان له رأس كبش، إلا أنه لم يذكر صراحة على أنه آمون، بل: "يوف"، أي: "الجسد"، إشارةً إلى الشمس الغاربة، أي التي توفت وخرجت منها الروح.

 الإصدار

 ويعتقد الباحثون أن هذا الكتاب قد ظهر منذ عهد الملك أمنحتب الأول، وإن أرجع البعض أصوله الأولى إلى عصر الدولة الوسطي. وأقدم مثال لهذا الكتاب هو ذلك المسجل على جدران حجرة الدفن في مقبرة تحتمس الأول في وادي الملوك، وهو أول ملك ينقر لنفسه مقبرة في وادي الملوك. وقد سجل هذا الكتاب كاملاً في مقابر الملوك: تحتمس الثالث وأمنحتب الثاني وأمنحتب الثالث، وجزئياً في مقابر توت عنخ آمون وآي، كما سجلت نصوص هذا الكتاب في مقابر ملوك الأسرة 19، ابتداءً من عهد الملك سيتي الأول وحتى رمسيس التاسع، وسجل جزئياً في عهد الملك رمسيس الثالث، وابتداء من الأسرة 21 أصبح يسجل على جدران مقابر الأفراد فقط، وكذلك على التوابيت والبردي.

 نصوص الكتاب

 تدور نصوص هذا الكتاب حول "المنزل الخفي" الذي هو منزل أوزير (أو قبره) في العالم الآخر، والذي شيده له ابنه "حور" لكي يكون مقره الأبدي. وقد زينت جدران هذا المنزل بمناظر تحدد مسار الشمس خلال ساعات العالم السفلي الاثنتي عشرة في محاولة من حور لإرشاد والده أوزير إلى خبايا هذا العالم.

 وترتبط كل ساعة من ساعات كتاب ما في العالم السفلي باتجاه جغرافي معين، فالساعات الأولي والثانية والثالثة والرابعة مسجلة على الجدار الغربي للمنزل الخفي، والخامسة والسادسة على الجدار الجنوبي، والسابعة والثامنة على الجدار الشمالي، والساعات من التاسع إلى الثانية عشرة مسجلة على الجدار الشرقي.

 ويختلف مسار مركب الإله "يوف" عن التحديد الجغرافي المشار إليه، ففي الساعتين الثانية والثالثة تصل المركب شمالاً قبالة أبيدوس، وفي الساعتين الرابعة والخامسة تصل إلى ما يقابل سقارة في العالم السفلي...الخ.

 مضمون الكتاب

 وقد تعددت الآراء حول مضمون وهدف نصوص هذا الكتاب، فهو وصف لكائنات العالم السفلي وإحاطة المتوفي بمناطق العالم الآخر، وتعاليم خاصة بالحياة الأخري، ومشاركة المتوفي في رحلة مركب إله الشمس التي تستغرق 12ساعة في العالم السفلي.

 ساعات العالم السفلي

 وتمثل الساعة الأولى الغسق بعد أن غابت أشعة الشمس. وترتبط الساعتان الثانية والثالثة بالإله أوزير باعتباره إمام الموتى الذين يستقرون في الغرب. وتعتبر الساعة الثالثة مسكن الإله أوزير وتعرف هذه الساعة باسم "التي تقطع الأرواح".

 أما الساعة الرابعة فهي جحيم الإله سكر (إله الجبانة)، وتسمى هذه الساعة (ذات القوة العظيمة).

 وتعتبر الساعة الخامسة امتداداً لجحيم الإله سكر، الذي يوجد مقره داخل تل الرمال.

 أما الساعة السادسة، ففيها يبحر مركب الإله "يوف" نحو الشمال، نحو "جدو" مركز عبادة الإله أوزير في الدلتا (أبو صير بنا، مركز بسيون، غربية).

 أما الساعة السابعة، فهي تلك التي تسمى "تلك التي تواجه الثعبان" "هيا"، وهي مخبأ الإله أوزير.

 أما الساعة الثامنة، فتعرف باسم "سيدة الظلام"، وهي الساعة التي تبدو فيها الآلهة وكأنها مومياوات تصحبها اللفائف والتوابيت. كما توجد مجموعة من المقاصير يسكنها آلهة. أما الساعة التاسعة فتسمي "الآلهة التي تحمي سيدها"

وفي الساعة العاشرة يبحر الإله العظيم إلى الجنوب، حيث يصل إلى عين شمس (أون)، ويدخل منطقة جبانة الجيزة التي يعتبر الإله رع سيداً لها، حيث يأخذ شكل الإله "خبري" الذي سوف يتحد في هذه الساعة مع جسد الإله "يوف".

 أما الساعة الحادية عشرة فإنها تمثل الجحيم، حيث العذاب الشديد، وحيث يحرق اللهب الأشخاص المذنبين.

 أما الساعة الثانية عشرة والأخيرة، فتمثل المنطقة في العالم السفلى، حيث يولد الإله، ويخرج من المياه الأزلية "نون"، ويتحد مع بطن الإلهة "نوت" إلهة السماء.

 وتمثل هذه الساعة الشفق قبل شروق الشمس، حيث يبدأ إله الشمس في الصباح الباكر "خبري" في الظهور.


المراجع

موسوعة المعرفة

التصانيف

الآداب   أساطير مصرية