محمد حسن طنون
عضو هيئة علماء السودان

أمريكا حضارتها التي تتبجح بها؛ ساعتها آتية لا ريب فيها، وحضارة الغرب إلى انهيار زوال، فكل الدلائل تشير بل تؤكد أن تلك الحضارة قد تفسخت وبعدت عن قيم الإنسانية الحقة، وارتدت إلى البهيمية وصارت مزرعة للحيوانات ولا بد إنها صائرة إلى اضمحلال وسقوط مريع.
وليس أدعى للأسى من أن ترى بعض من ضلوا واتبعوا أهواءهم وضلوا السبيل، بعد حجهم للبيت الأبيض، وزيارتهم للبنتاغون، يروجون لهذه الحضارة البهيمية ويعلنون أن أمريكا منهج حياة الزيارات المريبة حجبت عقولهم وطمست أفئدتهم وحرمتهم الرؤية الواضحة الأصيلة. سنن الله في الكون والحياة والإنسان تنبئ أن نهاية أمريكا قد دنت.
أول تلك السنن، هذا الظلم الأمريكي الممارس يوميا على شعوب الأرض عامة، وعلى المسلمين الموحدين خاصة، فالظلم سبب كاف لهلاك أمريكا وتوابعها: (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا) الآية .
ثاني تلك السنن أنهم يأتون الفاحشة ما سبقهم بها أحد من العالمين؛ وأفحشها زواج المثليين، وفي هذا انحراف خطير عن الفطرة السليمة، وإنذار بالهلاك كما هلك قوم لوط: (إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون).
أما الفساد المالي فيكفي أن الله ورسوله في حرب دائمة مع المرابين و أهل الغرب من أساطين المرابين الذين يمتصون دماء الشعوب وينهبون ثرواتهم ويأكلون أموالهم بالباطل، فهلاك أمريكا من الحتميات، كما هلك أهل مدين (فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين).
أمريكا وتوابعها من دول الاتحاد الأوربي تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى – يظهرون الرأفة والشفقة رئاء الناس وطمعا في السيطرة على أرض المسلمين على أهل دارفور المسلمين- ولكن ممارستهم اللانسانية في بلاد المسلمين القريبة والبعيدة تفضحهم وتعريهم، إن كان أصلا على أجسادهم لباس يواري سوءاتهم.
وشهد شاهد من أهلها، فقد أقر البرلمان الأوربي، في فبراير الماضي التقرير النهائي للجنة الخاصة التابعة له، ويحتوي التقرير على إدانة واضحة لإنشاء وكالة المخابرات الأمريكية – رمز الظلم والجور في العالم- سجونا سرية في دول أوربية وقيام طائرات الـ CIA بالتوقف في مطارات أروبية أو المرور بأجوائها أكثر من 245 مرة ما بين عامي 2001م و2005م، تم خلالها اعتقال وخطف أعداد كبيرة من الأبرياء المسلمين بتهمة الإرهاب.
ولقد وجدت أمريكا المجرمة من يعاونها في جرائمها ضد الإنسانية، من دول أوربا التي تدعي الحضارة والرقي، وتملأ الأرض صراخا وعويلا بدعاوى حقوق الإنسان .تلك الدول الفاقدة للإرادة الحرة، هي بريطانيا وألمانيا و إيرلندا وأسبانيا وإيطاليا والبرتقال, ورومانيا, وبولندا, وبلغاريا، وهنغاريا. إحدى الجرائم البشعة التي ارتكبتها هذه الدول، هي خطف إمام مصري من إيطاليا إلى القاهرة، في قرصنة تضاهي قرصنة القرون الوسطي، ومصر معروفة من عهد فاروق الهالك إلى يوم الناس هذا بسجلها الذي لا يقيم للإنسان وحقوقه وزنا .
أما دولة اليهود – إحدى صنائع أمريكا الظالمة وتوابعها – فقد فضحتها التقارير المنشورة في صحفهم، بألسنة جنرالاتهم. لقد ارتكبت هذه الدولة انتهاكات صارخة للقانون الدولي، إذ أبادت الأسرى المصريين في حربي 56م و 67م، وهذه الجرائم جرائم حرب، لا تسقط بالتقادم، ولو كان في العالم عدالة وقصاص لسيق كل قادة اليهود المجرمين إلى المحكمة الجنائية زمرا، ولكن أمريكا الظالمة وتوابعها أسود على الدول المستضعفة، وجبناء وأشباه النساء العوارك أمام اليهود، ولا أدري لماذا صمتت أجهزة الإعلام العالمية والعربية والإسلامية صمت أهل القبور، عن هذه الجرائم؛ ولم ينتهز المسلمون والعرب الفرصة لفضح اليهود والمتهودين.
الظلم في هذا العالم قد بلغ مداه، واقتراف الآثام والموبقات جعل الشيطان يسرح ويمرح قائلا:(إني جار لكم)، ولا بد من هلاك أمريكا قريبا قريبا، وأقرب مما يتصوره العملاء الجدد لأمريكا، ولن تنفعها دعاوى المدعين من أن حضارتها ستبقى بسماتها الرئيسية الحالية إلى الأبد، أو كما تحدث الجاهلون الجدد عن نهاية التاريخ كما تحدث من قبل أصحاب الجهالة العلمية عن الحتميات، وإن المرحلة الشيوعية الأخيرة هي آخر المراحل التي ستصل إليها البشرية(إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون)، ثم ها هي الفكرة الماركسية تنهار بحتمياتها المدعاة بين عشية وضحاها، فكانت الإمبراطورية الشيوعية هي أقصر الإمبراطوريات عمرا.
جاء في دراسة لأحد الأمريكيين هو البروفيسور جيفري شاس الأستاذ في جامعة هارفارد أن الإمبراطورية الأمريكية في طريقها إلى الأفول والزوال، مشيرا إلى أنه كان في استطاعة أمريكا استخدام قوتها في صالح البشرية، ولكنها تستخدمها لتدمير الإنسان.
اليوم الإمبراطورية الأمريكية التي يقودها (المسيحيون) البيض، المتعصبون والمتهودون فعلا، مع اليهود النافذين، اتخذت الإسلام عدوا مبينا، وخصما بديلا للشيوعية المنهارة. وبإيعاز من اليهود أصحاب المصلحة الحقيقية في دمار البشرية تورطت أمريكا في بلاد المسلمين، في أفغانستان قاهرة الإمبراطوريات قديما وحديثا، وفي العراق، وتساند اليهود في عدوانهم على فلسطين ولبنان، وتتآمر على الصومال، وتريد تكرار حماقاتها في السودان.
حماقة أمريكا أعيت من يداويها، وها قد بدأ العد التنازلي لامبراطورية الظلم والجور والظلمات في العراق وأفغانستان، وهو بداية الانكسار والانهيار؛ فالإسلام الذي يعادونه بغيا وظلما، هو كسّار الإمبراطوريات، والمسلمون منذ عهد رسولهم صلى الله عليه وسلم محطموا الطواغيت.. ألم يكن هم الذين حطموا امبراطورية فارس والروم، ولهم نصيب كبير في انكسار وتحطيم الإمبراطورية الشيوعية ؟
معركتنا مع أمريكا وتوابعها ليست معركة سياسية، ولا معركة اقتصادية ولا معركة عنصرية ولا هي شيء من هذه ولا تلك, إنها معركة عقيدة، معركة من يريد محو الإسلام من الوجود، وطمس الهوية، وتحريف الدين باسم العولمة والشرعية الدولية.لن ننخدع عن حقيقة المعركة، كما انخدع الذين اتبعوا الشهوات، وغلبت عليهم الرواسب الثقافية في تكوينهم العقلي والنفسي (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)

المراجع

شبكة المشكاة الاسلامية

التصانيف

تصنيف :أحداث   أحداث جارية