حصن بابليون

حصن بابليون (بالإنجليزيّة: The Fortress of Babylon) هو حصن قديم يوجد في مدينة القاهرة في جمهورية مصر العربية ؛ تحديداً في منطقة القاهرة القديمة بجانب المتحف القِبطي،  وبالقرب من أهرامات الجيزة. كما يعتبر الحصن من أعظم الحصون الشاهدة على الحضارة الرومانية التي قامت في مصر، وهو من أعظم القلاع التي شيدتها الإمبراطورية، كما يعتبر المركز الذي بُنِيَت عليه مدينة الفسطاط، ولاحقاً مدينة القاهرة، وفي العهد المسيحي القبطي لمصر لعِبَ الحصن دوراً مركزياً هاماً قبل قدوم الإسلام،[٢] كما كان الحصن ذو أهمّية بالغة في العهد الإسلامي أثناء فتح عمرو بن العاص لمصر؛ حيث يتمتّع الحصن بموقع استراتيجي هامّ في قلب مصر.

سبب بناء حصن بابليون

يرجع تاريخ تشيد حصن بابليون إلى النصف الثاني من القرن السادس قبل الميلاد؛ عندما احتلّ الملك البابلي نبوخذ نصّر مصر وحَكَمها،  ثم عقب احتلال الإمبراطورية الرومانيّة لمصر في القرن الأول قبل الميلاد خلال عهد القيصر أغسطس، استعملت بابل وحصنها لحماية الطُرُق الجنوبية لدلتا النيل ومدينة الإسكندرية الكبرى، وفي مطلع القرن الثاني بعد الميلاد قرّر الإمبراطور الروماني تراجان بناء حصن جديد وضَخم في المنطقة تصل مساحته إلى 60 فداناً؛ مستفيدا بذلك من الأهميّة الاستراتيجية والعسكرية للمنطقة؛ حيث استعمل الحصن في السنوات اللاحقة من الحُكم الروماني كقاعدة رئيسيّة لانتشار الإمبراطورية، ومدّ نفوذها في المنطقة التي تقع أسفل نهر النيل.[٢] أمّآ الروايات الأُخرى حول سبب بناء حصن بابليون فتعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد؛ حيث قام الفرعون سنوسرت -وهو من سلالة ملوك الأسرة الفرعونية الاثنتي عشر- بهزيمة البابليين بعد معركة دامية جداً، وقام بعدها بأخذ السجناء إلى مصر بهدف استعبادِهم؛ لكنّ السجناء تمرّدوا وقاموا ببناء حصن منيع للدفاع عن أنفسهم في المنطقة التي كانوا يُقيمون بها، ومنذ ذلك الحين سُمّيت ببابل.

تسمية حصن بابليون

تتعدد الروايات بخصوص سبب تسمية حصن بابليون بهذا الاسم؛ فمنها ما يُرجِع سبب تسمية الحصن إلى اسم عاصمة مُجاوِرة تُعرَف باسم بابل، كما توجَد روايات أُخرى تُنسِب سبب تسمية الحصن بهذا الاسم إلى منزل النيل لهليوبوليس (بالإنجليزيّة: Pr-Hapi-n-Iwnw) التي كانت مساكن الآلِهة في هليوبوليس، وكان يسكنها الإله حابي (إله النيل). كما يمتلك الحصن أسماءً أُخرى، فيُعرَف أيضاً باسم قصر الشموع؛ وذلك بسبب عادة قديمة كانت تقتضي تزيين أبراج الحصن بالشموع المُضيئة في بداية كل شهر، وبالتالي يمكن للناس متابعة حركة الشمس من برج إلى آخر.[١]

فَتح حصن بابليون

عقب فتح فلسطين وتخليصها من يد الروم، امتدّ الفتح الإسلامي إلى مصر باقتراح من الصحابيّ عمرو بن العاص على الخليفة عمر بن الخطاب في ذلك الحين ؛ حيثُ كان يهدف الاقتراح إلى حماية الفتوحات الإسلامية من الروم وهجماتهم عقب انسحابهم من بلاد الشام وتمركُزِهم في مصر، فتوجّه عمرو بن العاص إلى مصر مع جيش متالف من 3500 رجل، ثم طلب الإمداد من الخليفة عمر بن الخطاب، فأرسل الأخير جيشاً مُكوّناً من 4000 رجل بقيادة الزُّبير بن العوّام إلى جانب صحابة من أبرزهم: عبادة بن الصامت، والمقداد بن الأسود، ومسلمة بن مخلد، وغيرهم. عند وصول الزبير بن العوام إلى مصر، وجد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص يُحاصر حصن بابليون، وكان الروم يتحصّنون بداخله وهو أحصَن ما لديهم؛ حيثُ استمرّت فترة الحصار لمدة 7 أشهر، ثم قام الروم بحفر خنادق حول الحصن، ونثروا سكك الحديد أمام الأبواب، وخصّصوا أبواباً ومخارِج من الحصن، فأخذ الزبير بن العوام بالطوفان على ظهر حصانه حول الحصن حتى رأى خللاً في سور الحصن، ثمّ نصب سِلّماً على السور، وأمر المسلمين بإجابته إذا سمعوا تكبيراً، ثم صعد إلى أعلى سور الحصن إلى جانب محمد بن مسلمة الأنصاري، ومالك بن أبي سلسلة، وآخرين، وبدأ الزبير بن العوام بالتكبير والمسلمون يردّدون من خلفِه، فظنّ الروم أنّ المسلمين استولوا على الحصن فهربوا منه، ففتح الزبير باب الحصن ودخلهُ المسلمون.

 


المراجع

mawdoo3.com

التصانيف

كنائس  آثار قبطية  آثار القاهرة  معالم القاهرة القبطية  مواقع رومانية في مصر  قلاع مصر   التاريخ   الجغرافيا