عبد الملك بن هشام، هو الإمام العلّامة النحويّ الأخباريّ الملك بن هشام بن أيّوبالذهلي السدوسي، وقي الحميري، المعافري البصري، ويُكنى بأبو محمد، نزيل الديار المصريّة، جاءت شهرته الكبرى من تهذيبه لسيرة ابن إسحاق التي سمعها من زياد بن عبد الله البكّائي الذي كان أحد أصحاب ابن إسحاق، وهو ممّن روى سيرة ابن إسحاق وقد أخذها عنه ابن هشام.

وكان من تلامذة زياد البكّائي الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، وقد خفّف ابن هشام من أشعار سيرة ابن إسحاق حين هذّبها، وقد رواها عنه -أي سيرة ابن إسحاق- جماعة من الناس منهم أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ابن البرقي وأخوه وغيرهما، ويرى الإمام الذهبي أنّه ذهلي وليس حميري، ويروي الإمام الذهبي عن الإمام الدارقطني أنّ ابن هشام التقى الإمام الشافعي في مصر فأُعجب به وقال: "ما ظننتُ أن اللهَ خلَقَ مثل الشافعي"، توفي عام 218هـ، وسيقف المقال فيما يأتي مع نُبَذٍ من حياة ابن هشام.

ولد ابن هشام في البصرة خلال الخلافة العبّاسيّة، والعراق حينها كان قبلة العلماء وطلّاب العلم، فنشأ في إحدى حواضر العالم الإسلامي آنذاك، ولم يذكر مصدر من المصادر التي أرّخت لحياة ابن هشام تاريخ ميلاده، ولكنّهم ذكروا يوم وفاته، وهذا حال كثير من العلماء قديمًا ممّن لم تذكر المصادر تاريخ ميلادهم، ولكنّهم ذكروا تاريخ وفاته، فيمكن إذا علم المرء عمره عند الوفاة أن يرجّح عام ميلاده، وقد ارتحل ابن هشام في طلب العلم كثيرًا، ولكن أبرز محطّتين وقف فيهما ابن هشام هما مصر والبصرة؛ إذ بعد البصرة سافر ابن هشام إلى مصر ومن هنا يحصره عدد من المؤرّخين بين البصرة ومصر، وهذا خطأ والصواب أنّه قد تنقّل في غير مكان، ولكن ربّما لأنّه قد أقام في مصر كثيرًا فإنّهم يعتقدون ذلك الاعتقاد، ولكن في عصر ابن هشام كان العلم يؤخذ بالسّماع عن الشيخ، ولذلك فلا غنى لطالب العلم عن السّماع، وكذلك لا يعقل أن يكون ابن هشام قد اكتفى بمصر والبصرة وترك باقي حواضر العالم الإسلامي التي كانت تموج بالعلماء.

كان ابن هشام عالمًا بالنحو وباللغة وبالأنساب وبأخبار العرب، وكان من الأئمّة باللغة العربيّة، وكان يحفظ كثيرًا من أشعار العرب حتى إنّه حين التقى الإمام الشافعي في مصر تذاكرا كثيرًا من الأشعار، وهو الذي قد هذّب سيرة ابن إسحاق، والتهذيب يقال له اليوم التلخيص، وفيما بعد جاء السهيلي وشرح السيرة النبويّة التي هذّبها ابن هشام، وسمّى السهيلي كتابه "الروض الأُنُف في شرح السيرة النبوية لابن هشام"، والسيرة هي لابن إسحاق وابن هشام إنّما كان مهذّبًا لها، فنسبت لابن هشام من باب نسبة التهذيب إليه لا التأليف، وكتابه "سيرة ابن هشام" هو أشهر مؤلّفاته على الإطلاق وقد طُبع عدّة طبعات وما يزال. 

  • كتاب "القصائد الحِميَريّة"، وهو كتاب وضعه في أخبار اليمن وملوكها في الجاهليّة،
  • وكتاب "شرح ما وقع في أشعار السير من غريب"، والكتاب واضح من اسمه أنّ موضوعه هو شرح الشعر الغريب الذي يقع في كتب السير،
  • كتاب في أنساب حِمْيَر وملوكها،.
  • كتاب التيجان.

المراجع

sotor.com

التصانيف

سياسيين   العلوم الاجتماعية   شخصيات  أدباء وكتاب  كُتاب   الآداب