بافل سوخوي

كان بافل سوخوي، مصمم الطائرات في الاتحاد السوفييتي، أحد مبتكري الطيران الروسي التفاعلي والأسرع من الصوت ومؤسس مكتب Sukhoi Design Bureau الشهير (OKB Sukhoi).

وُلد بافيل أوسيبوفيتش سوخوي في عائلة روسية عادية لمدرس مدرسة في 22 يوليو 1895 في قرية صغيرة بالقرب من مدينة فيتيبسك في الجزء الغربي من الإمبراطورية الروسية (بيلاروسيا حاليًا). التحق بمدرسة غوميل للألعاب الرياضية من سنة 1905 ولغاية سنة 1914. خلال هذا الوقت ، رأى مُنشئ ومصمم الطائرات المستقبلي أول طائرة له - وهي طائرة "فارمان" ذات السطحين.

"كنت أسير مع أصدقائي من صالة الألعاب الرياضية وفجأة حلقت طائرة فوق رؤوسنا. كانت غير متوقعة ، مذهلة ومذهلة ليس طائرًا ولكن كان هناك رجل حقيقي يحلق فوقنا " استدعى بافيل سوخوي في وقت لاحق. بعد هذه الرؤية الأولى ، طور اهتمامًا كبيرًا ببناء نماذج الطائرات والطائرات الشراعية.

بعد تخرجه من صالة الألعاب الرياضية في عام 1915 ، التحق سوخوي بكلية الفيزياء والرياضيات في مدرسة إمبريال موسكو التقنية ، المعروفة الآن باسم جامعة بومان موسكو التقنية الحكومية (BMSTU).

خلال الحرب العالمية الأولى خدم في الجيش ولكن تم تسريحه في عام 1920 بسبب مشاكل صحية وعاد إلى الجامعة وتخرج في عام 1925.

برزت موهبته بين الطلاب الآخرين. لاحظه أندريه توبوليف ، رائد تصميم الطائرات السوفيتية وأحد أشهر مصنعي الطائرات. ابتكر بافيل سوخوي عمله الخاص بالتخرج "طائرة تشاسور ذات المحرك الواحد 300 حصان" تحت إشراف أندري توبوليف وتم توظيفه من قبل TsAGI (المعهد المركزي للهيدروديناميك) ، الذي كان يطور أحدث تقنيات الطائرات في ذلك الوقت. كانت مهمته الأولى في مجموعة Tupolev هي تطوير القاذفات الثقيلة المشهورة عالميًا الآن TB-1 و TB-3.

 

خلال منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي ، واصل بافيل سوخوي العمل تحت قيادة توبوليف. تم تعيينه مشرفًا تنفيذيًا لمشروع ANT-25 ، وهو طائرة سوفيتية تجريبية بعيدة المدى. أصبحت الطائرة فيما بعد أسطورة تسجل العديد من الأرقام القياسية العالمية لرحلات المسافات الطويلة دون انقطاع. من هذا المشروع جاءت أيضا ANT-37 "Motherland" ، أول قاذفة سوفييتية بعيدة المدى. طورت مجموعة تصميم Sukhoi أيضًا عددًا من المشاريع الأخرى ، بما في ذلك القاذفة قصيرة المدى BB-1. كان للطائرة نظام تحكم سهل ، تسارعت بشكل أسرع بكثير من منافسيها ، ولديها قدرة كبيرة على المناورة وأثبتت نجاحها الكبير.

في 29 يوليو 1939 ، تم تعيين بافل سوخوي رئيسًا لـ KB (مكتب التصميم). كانت المهمة الأولى للمكتب هي مواصلة تطوير مشروع BB-1 ، والذي أصبح يُعرف فيما بعد باسم Su-2. كان النموذج الأول لما يقرب من مائة تم تطويره بواسطة OKB Sukhoi الشهير عالميًا (Sukhoi Design Bureau).

تم استخدام النموذج الأولي BB-1 لتطوير نماذج مختلفة من القاذفات والطائرات الهجومية والمدمرات مثل Su-4 و Su-6. قدمت هذه الطائرات مساهمة كبيرة في انتصار روسيا في الحرب العالمية الثانية. في عام 1943 ، حصل Sukhoi على جائزة دولة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية لدوره في تطوير قاذفة Su-6.

تميز عام 1945 باختراق في صناعة تصميم الطائرات - محركات الهواء التفاعلية. طورت شركة OKB Sukhoi المقاتلة الثورية Su-9 دون سرعة الصوت ، والتي تعمل بمحركين توربينيين تفاعليين. كان للطائرة عدد من الأنظمة المبتكرة مثل مظلة الفرامل لتقليل مسافات مدرج الهبوط وطرد الطيار.

في عام 1948 ، قامت OKB Sukhoi ومصممها الرائد ببناء Su-15 دون سرعة الصوت الاعتراضية. يمكن أن تصل إلى ما يقرب من 1030 كم / ساعة ولديها أيضًا عدد من الأنظمة المبتكرة مثل المقصورة محكمة الإغلاق. ولكن بسبب وقوع حادث توقف مزيد من انقباض الطائرة.

في 1953-1954 بدأ Pavel Sukhoi في تطوير منصة جديدة لجيل جديد من الطائرات النفاثة. كانت نتيجة هذا العمل هي النموذج الأولي S-1 بمحرك توربو تفاعلي ، وهو سلف الجيل الجديد من Su-7 و Su-9. كانت أول طائرة سوفيتية تستخدم ذيل الطائرة المتحرك بالكامل وجسم مركز الترجمة - وهو مخروط متحرك في مدخل الهواء لإدارة تدفق الهواء إلى المحرك بسرعات تفوق سرعة الصوت.

في سنة 1957 ، تم العمل على تعديل S-1 ودخلت الطائرة الخدمة باسم Su-7 في عام 1959. كانت Sukhoi Su-7 عبارة عن محرك توربيني ذو أجنحة مجنحة يعمل على قاذفة قنابل أسرع من الصوت وكان اسمه الذي حدده الناتو "مجرب". في وقت لاحق ، تم تطوير نسخة ما بعد الحرق وأصبحت تُعرف باسم "Fitter-A". في الخدمة لأكثر من 20 عامًا ، أصبحت قوة مهيمنة في الجو للاتحاد السوفيتي وحلفائه. شهدت Su-7 قتالًا مع مصر في حرب الأيام الستة عام 1967.

 

تم تطوير Su-9 في نفس الوقت مع Su-7 Fitter. دخلت الخدمة في عام 1959. كانت Sukhoi Su 9 عبارة عن محرك توربيني واحد تفاعلي يعمل بالطاقة الصاروخية الاعتراضية الأسرع من الصوت في جميع الأحوال الجوية وقد أطلق عليها الناتو اسم "Fishpot". في 4 سبتمبر 1962 ، سجلت طائرة Su-9 معدلة بقيادة فلاديمير إليشين رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا للارتفاع المطلق عند 28852 مترًا (94658 قدمًا). في نوفمبر من نفس العام ، حدد إليوشن العديد من سجلات الارتفاع والسرعة المستديمة الجديدة في نفس الطائرة.

أولي بافل سوخوي ومكتب التصميم الخاص به اهتمامًا كبيرًا لتوسيع القدرات القتالية والتكتيكية للطائرات المتطورة. كان لدى Su-7 و Su-9 عدد كبير من المتغيرات والتعديلات المختلفة. إدراكًا للقيود المفروضة على طائرات Su-9 و Su-11 ، نظر Pavel Sukhoi إلى التقدم السريع في التقنيات الجديدة وبدأ في التركيز على الطائرات الجديدة المعدلة بشدة والأكثر قدرة ، Su-15 و Su-17. تم تجهيز هذه الطائرات بأحدث التقنيات في ذلك الوقت.

عمل Pavel Sukhoi و OKB الخاص به ، في تحالف مع TsAGI ، على تكنولوجيا الجناح الهندسي المتغير. كان لدى Su-17 هذا الابتكار الثوري. لقد زاد بشكل كبير من القدرات التكتيكية والقتالية للطائرات الهجومية. كانت هذه الأنواع من الطائرات أكثر موثوقية وأمانًا ولديها قدرة أفضل على المناورة وعدد من المزايا الحيوية الأخرى. دخلت صناعة البناء الجوي السوفيتية ، التي يقودها بشكل أساسي بافيل سوخوي ، حقبة جديدة من المقاتلة الأسرع من الصوت. وكانت النتيجة Su-24 و Su-25 و Su-27 Flanker. لا يزال Su-27 في الخدمة حتى اليوم. غالبًا ما تطير الطائرة في مهام التفوق الجوي ولكنها قادرة على أداء جميع العمليات القتالية تقريبًا أيضًا.