إنْ تَرْجُ طُولَ عُبَيدِالله لا تَخِبِ،

أوْ تَرْمِ في غَرَضٍ من سَيْبِه تُصِبِ

لمْ تَلْقَ مِثْلَ مَساعيهِ، التي اتّصَلَتْ 

وَما تَقَيَّلَ مِنْهَا عَنْ أبٍ فأبِ

رَأيٌ صَليبٌ عَلى الأيّامِ، يَتْبَعُهُ

ظَرْفٌ متى يَعترِضْ في عَيشِنا يَطِبِ

ذاكَم أخٌ أفتَديهِ، إنْ يُحِسّ أسى،

بالنّفْسِ مِمّا تَوَقّاهُ، وَبالنّشَبِ

إذْ كانَ من فارِسٍ في بَيتِ سُؤدَدها، 

وَكنتَ من طَيِّئٍ في البَيتِ ذي الحَسبِ

فلَمْ يَضِرْنا تَنائي المَنْصِبَينِ، وَقَدْ 

رُحْنا نَسيبَينِ في خُلْقٍ وَفي أدَبِ

إذا تَشاكَلَتِ الأخْلاقُ، وَاقترَبَتْ، 

دَنَتْ مَسافَةُ بَينَ العُجْمِ وَالعَرَبِ

إسْلَمْ، وَلا زِلتَ في سِترٍ منَ النُّوَبِ،

وَعِشْ حَميداً على الأيّامِ وَالحُقُبِ

وَلْيَهْنِكَ البُرْءُ مِمّا كُنتَ تألَمُهُ، 

فَالأجرُ في عُقْبِ ذاكَ الشّكوِ وَالوَصَبِ

أوْحَشتَ مُذْ غبتَ قَوْماً كنتَ أُنسَهُمُ 

إذا شَهِدْتَهُمُ، فاشْهَدْ وَلا تَغِبِ

إلاّ تَكُنْ مَلِكاً تُثْنَى تَحِيّتُهُ، 

فإنّكَ ابنُ مُلُوكٍ سَادَةٍ نُجُبِ

وَإنْ قَصَدْتَ ابتِغاءَ البُرْءِ من سَقَمٍ،

فقَدْ أرَقْتَ دماً يَشفي من الكَلَبِ

اسم القصيدة: إنْ تَرْجُ طُولَ عُبَيدِالله لا تَخِبِ.

اسم الشاعر: البحتري.


المراجع

adab.com

التصانيف

قصائد   الآداب