لم نسمع يوماً قبل عام 2003 بسرقة الشوارع
لم نسمع بعصابةً استولت عليه أو شخصاً بنا في وسطه منزل وأغلق طريق الآخرين، لكن بعد 2003؟ نعم.. فالشارع تم الاستيلاء عليه وتمت سرقته وتم بناء البيوت عليه . |
شارعنا أصابته الوحدة والكآبة، فهو لسوء حظه لم يبقى شارعا كباقي الشوارع، إذ أن باقي الشوارع تتمتع بالمارّة وحرية المرور وحركة السيارات والأطفال الذين يلعبون والعشّاق الذين يتسامرون، لكن هذا الشارع المسكين بعد أن أُغلقَ بقي هو والمولدات الكبيرة والأدخنة المتصاعدة منها والرجال المدجَّجين بالسلاح والسيارات المضلّلة التي لايرى من في داخلها ...
لمن يشكو الشارع ؟ ولمن يشكو الجيران؟ أيشكون حالهم للحكومة؟؟ فالحكومة سرقت الكثير من الشوارع |
إذن لمن يشكون حالهم؟
دعنا من الحكومة فالحكومات لا تخاف الله على مرّ الدهور، لكن ما بال المرجعيات الدينية التي أغلقت شوارع الناس وسرقتها؟ ما بال من يمثلون الدين حين يستولون على شوارع الله والناس ؟؟
شارعنا يبكي والجيران يبكون معه على حالهم وتعاسة حظهم الذي جلبَ لهم السماحة (أدام الله ظله وضل حمايته في شارعنا) ..
قرّرنا معاً أن نُكسر حاجز الخجل والاحترام وأن نُفاتحَ سماحته بالموضوع، فذهبنا جميعاً إلى مدير المكتب ليُسجّل لنا موعد لقاء مع سماحته.
ارتَسَمت ابتسامة جميلة وعريضة على وجه المدير الإيماني وقال: (بارك الله فيكم تأتون لتجددوا البيعة للمرجع؟ | بارك الله بكم)،
نظربعضنا الى بعض بتعجُّب | وتساءلنا هل نحن في العهد الفرعوني؟ | ،
أردنا أن نخبره عن سبب زيارتنا، لكنّه لم يُعطنا الفرصة للكلام .. وتابع حديثه بسرد الروايات عن أهل البيت (ع) في ثواب خدمة نوّابهم ووسرد الآيات القُرآنية في ذلك وأكمل كلامه: (سأخبر سماحته بالموضوع وبالطبع سيفرح فرحاً شديداً حينما يسمع أنّ الجيران سيزورونه، سأُسجل لكم موعداً يوم الجمعة إن شاء الله تعالى)..،
لم استطع أن أتحمل أكثر من ذلك فقاطعته وقلتُ له: (لا يا أخي العزيز، غايتنا من الزيارة ليس تجديد بيعة أو ما شابه، بل نوّد زيارته لنشكو له حالنا، نشكو له حال عوائلنا الذين حُرموا من الخروج بسبب حماياته ووفوده اليومية، فمنهم من يسترق النظر إلى بناتنا وأمهاتنا وزوجاتنا، لنشكوا له غلق الشارع والخ)..،
هُنا تغيّر لون وملامح وجه المدير ونظر إليّ نظرة الغضب قائلاً: (اتّقوا الله، أترضون بأن تخسر الأمة مفكّريها؟؟ | | اتقوا الله وكونوا في خدمة (المرجعية) كونوا (رساليين)، أتعلمون أنّ غيركم يتمنّى أن يكون سماحته في شارعه ليتبرّك بوجوده | )..
(بعض) مراجع الدين: تقرأ رسائلهم العملية فتجد مسائل قد اتفقوا عليها جميعاً وهي حرمة الصلاة في الطرقات إذا أضرت بالمسلمين وحرمة إيذاء المسلمين وحرمة السرقة من الأموال العامة وتقرأ النصائح والكتب عن الزهد وعن حياة الإمام علي (عليه السلام) والبساطة وعدم ردّ السائل والمسكين والاستحباب العظيم لقضاء حوائج الناس وتسهيل أمورهم والعقاب الكبير لعكس ذلك،.. إذن يا مرجعنا المفدى أنت بدلا من أن تُسهّل أمور الرعية -كما تُسمي الناس- بفتح الطرقات والشوارع، تسد عليهم المرور فتغلق الطريق ليضطروا إلى السير الكثير والبحث عن طرق بديلة، بعيدة | |
أهذه الأمورأ ليست هي أذية مسلم؟ |
مرجعنا المفدى : أهكذا كان يصنع من تدّعي نسبه أو تدّعي خلافته أو نيابته؟؟،
هل أكان يركب هكذا سيارات من أموال بيتِ المال؟ أو هل كان أولادهُ يتلاعبون بالأموال الطائلة بحجة المشاريع الخيريّة التي أذهبت الفقر من بلادنا ورفّهت اليتيم المسكين؟ | |
هل كان الإمام ( ع) يُعطي الثلث لوكلائه عندما كانوا يجلبون له الأخماس والزكوات ؟ | لتُشجّعهم على جلب الأخماس | ؟
أنصحكَ مرجعي المفدّى أن ترجع وتقرأ سيرة علي بن أبي طالب (ع) جيداً، قارن بين أفعاله وأفعالك اتجاه الناس، لقد كان إمامُكَ يعمل فلاحاً ولا يأكلُ من بيت المال.. كما أنصحكَ بالتمعُّن في قوله تعالى (كبُرَ مقتاً عندَ الله أَن تَقولوا ما لا تَفعلون)..
وغيرُ تقيٍ يأمرُ الناسَ بالتُقى طبيبٌ يداوي الناس وهوَ عليلُ
يقال حينما كان جحا قاضياً جاءه أحد جيرانه وقال له: (لقد نزَلَت بقرتك في حقلي ودمرت جزءاً كبيراً من زرعي.. فما حكم القانون في ذلك يا جحا؟) فرد عليه جحا: (البقر حيوان غير عاقل ولا يمكن أن يكون صاحبه مسؤول عنه وبالتالي ليست هناك عقوبة)، فقال له جاره: (لم أكن أقصد ما قلته فالذي حدث أن بقرتي هي التي نزلت حقلك ودمرت زرعك) | | ، عندها قال جحا وهو يفتح كتاباً ضخماً: (في هذه الحالة دعنا نفتح كتاب القانون) | | .
عدد من الشوارع والأهالي الذين نذروا أنفسهم لخدمة المرجعية المُباركة في النجف الاشرف:
1- شارع الرسول: يقع مقابل الصحن العلوي الشريف، تتفاجئ برجال مدججين بالأسلحة والعتاد، وبألبسة مدنية، يبلغ عددهم أكثر من 50 شخصا منتشرين في داخل الأزقّة، شارعان مغلقان بسبب بيت سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظله) | | | | | | | | | | ..
2- منطقة الجديدة: تقع مقابل شارع الرسول ثلاثة شوارع كبيرة مهمة مغلقة- والحمايات والمولدات والسيارات المضللة بسبب وجود بيت سماحة المرجع الكبير الشيخ محمد إسحاق الفياض(دام ظله)
| | | | | | | | | | | | (*ملاحظة: لقد اشترى سماحته أكثر المنازل في الشوارع الثلاثة -المغلقة من قبله- الذي يلغ سعر المتر المربّع هناك 7 ملايين دينار عراقي أي 6000 دولار أمريكي).
3- كذلك الجديدة: خلف الجبل شارعان كبيران مغلقان وكذلك السيارات المضللة والمولدات العملاقة التي تُغذي جميع المدارس الدينية في المدينة القديمة وبعض البيوت في منطقة الحويش والحمايات المنتشرة في أنحاء الشارع، بسبب وجود بيت سماحة المرجع الكبير الشيخ بشير النجفي (دام ظله) | | | | | | | | | | | | .
4- كذلك في الجديدة ثلاثة شوارع مغلقة وكذلك الحمايات والسيارات والمولدات بسبب وجود بيت سماحة المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) | | | | | | ابن اخت شهيد المحراب أي حفيد السيد محسن الحكيم (قده) | | | | | | | | | .
5- كذلك في الجديدة: شارع كبير أُغلِقَ حديثاً بسبب مرجع لا أحد يعرفه يسمى بسماحة المرجع الديني السيد علاء الدين الغريفي (دام ظله) | | | | | | | والحمايات منتشرة والكرفانات والمولدات.
6- حي الحنانة: شارع رئيسي مغلق تماماً وشارع رئيسي مغلق من جهة واحدة والحمايات والسيارات المجدَّدَة- والمولدات والكرفانات بسبب وجود بيت سماحة السيد القائد المجاهد مقتدى الصدر (دام عزه)
| | | | | | | (مرجع المستقبل) الذي يأتي إليه (بالسنة حسنة) (*ملاحظة: سيارات سيدنا القائد كانت من طراز BMW سوداء اللون 1992 الموديل، نجف الرقم، لكن أصبحت سياراته الآن وبعد تشكيل الحكومة الحالية تحديداً، من طراز تويوتا (Land Cruiser GXR) بيضاء اللون، 2011 الموديل، سليمانية الرقم) | .
7- حي الزهراء: شارع رئيسي كبير مغلق والحمايات منتشرة في أنحائه والسيارات المضللة- والمولدات الكبيرة والوفود المتراكمة، المعزيّة منها والمُهنّئة والمسؤولين ولافتات المديح والفداء، بسبب وجود منزل سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
| | | | | | | | حفيد الخطيب الكبير والشاعر الأديب الشيخ محمد علي اليعقوبي (قدس سره) | | | | | | | | | | الذي عاش الفقر بسبب زهده وتواضعه الشديدين..
8- منطقة خان المخضّر: شارع كئيب للغاية مغلق من البداية إلى النهاية ولا أحد فيه إلا مولدة كبيرة ورجلان يرتديان الزي العسكري (المرقط) الأول في بدايته والآخر في نهايته، بسبب وجود منزل حجة الاسلام والمسلمين المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم (قده) | | | | | | | الذي ما سكن فيه ليلة واحدة، وقضى جميع أيّامه بعد السقوط في بغداد –ولا أضنّ بأنّه يعلم أنّ لديه بيت في هكذا مكان- إلى أن وافاه الأجل في العاصمة الإيرانية طهران.
9- حي الحسين: شارع كامل مغلق من بدايته إلى نهايته والحمايات منتشرة والسيارات والمولدات ولا أحد يدري من الذي يسكن في هذا البيت | | | | | | | |
10- أماكن لا تستحضرها ذاكرتي كذلك مغلقة والحمايات والمولدات والكرفانات...
تساءلتُ بيني وبين نفسي ذات مرّة بأنّه لو أصبحَ جميع من يدرس الحوزة في النجف مرجعاً –كما في حوزة قم المقدسة- هل كانت النجف تُغلقُ عن بكرة أبيها؟؟ | | اللهم إنّا نسألكَ وندعوك بأن لا تجلبَ لنا ذلك اليوم التعيس..
المراجع
www.alrashead.net/index.php?partd=3&derid=1776
التصانيف
سياسة
| | |
|