اللّبأ هو معنى يدل على الأيام الأولى الأربع للرضاعة.
اللّبأ (المعروف أيضا بـ أول حليب بعد الولادة) هوتعبير عن حليب يُنتج بواسطة الغدد الثديية من الثدييات في أواخر الحمل تحديدا قبيل الولادة. ويحتوي اللبأ على أجسام مضادة لحماية حديثي الولادة من الأمراض فضلا عن كونه يحتوي على كمية دهون أقل وكمية بروتينات أعلى مقارنة بالحليب العادي.
Colostrum اللِبَأ وهي نفس الحدثة المستخدمة في السعودية لوصف هذا النوع من اللبن الحليب (لبا ولباة في لهجات القبائل الحضرية والبدوية في انطقيم السعودية كنجد واليمامة والحجاز وغيرها) وهي في مصر لبن السرسوب بالعامية المصرية، أول اللبن (الحليب) الذي يصدر من ثدي الأم بعد الولادة أوقبلها بقليل، وهوسائل ذولون لبني مصفر غني بالبروتينات والأملاح وفقير إلى الدهن والكازيين.
وهويتكون في الأيام الأولى بعد الولادة (3 – أربعة أيام) وهويتكون قبل اللبن الطبيعي. ويكون لبن السرسوب سائل سميك اصفر اللون ويحتوى على الكثير من مضادات البكتريا والمواد المدعمة للمناعة والعناصر الهامة والضرورية للطفل التي لا تتواجد في أي نوع من الألبان الصناعية. ونظراً لكثافة محتواه من البروتين فإن لبن السرسوب عالي اللزوجة ويتدفق ببطء شديد مما يمكن الطفل الرضيع من تفهم كيف من الممكن أن يرضع وكيف يربط بين عملية المص والبلع والتنفس.
بعد ثلاثة – أربعة أيام من الرضاعة يبدأ لبن السرسوب يتحول إلى فترة أخرى من اللبن يسمى لبن انتنطقي Transitional Milk يستمر لمدةعشرة أيام حتى يتحول إلى اللبن الناضج Mature Milk الذي يعتبر الفترة الأخيرة في تكوين لبن الأم.
وتبدأ كمية اللبن في التزايد تدريجيا تبعا للرضاعة، حيث حتى عملية الرضاعة تنبه جسم الأم لتكوين المزيد من اللبن. لهذا ننصح الأم بالإكثار من الرضاعة والاعتماد كليا عليها لأنه حدثا زادت الرضاعة حدثا زادت كمية اللبن في ثدي الأم.
اللبأ له أهمية قصوى في حماية الرضع في أيامهم الأولى من الأمراض، ذلك لاحتواءه على قيمة غذائية عالية وعلى أضداد تعمل على حماية الجسم نظراً لعدم اكتمال نموالجهاز المناعي للرضيع في هذه الفترة.
لبأ البشر
يعتبر اللبأ مناسب لحديثي الولادة لأن مكونات الجهاز الهضمي لديهم تعتبر صغيرة جدا ؛ حيث انه يحتوي على مواد مغذية بشكل مركز في كميات صغيرة. ويعتبر اللبأ ملين خفيف يساعد على نزول البراز الأول في حياة الطفل وهوما يسمى بـ العقي حيث يتم التخلص من البيليروبين الزائد في جسم الرضيع الناتج من تكسر خلايا الدم الحمراء التي تنتج بكميات كبيرة عند الولادة نظرا لنقص حجم الدم فبذلك يساعد اللبأ على منع حدوث اليرقان.
يحوي اللبأ على اجسام مضادة تسمى غلوبيولينات مناعية كالغلوبيولين المناعي-أ (IgA)، الغلوبيولين المناعي-ز (IgG) والغلوبيولين المناعي-م (IgM) في الثدييات. يتم امتصاص الغلوبيولين المناعي-أ من خلال النسيج المبطن للامعاء وينتقل خلال الدم ليتم افرازه على الاسطح المخاطية من النوع-1 الأخرى. هذه هي المكونات الرئيسية للنظام المناعي التًّكًيُّفي. ويحتوي اللبأ أيضا على مكونات مناعية من مكونات النظام المناعي الفطري (الغريزي) مثل اللاكتوفيرين، اللايسوزايم، اللأكتوبروكسيديز، المتممات (المكملات) المناعية وعديدة البيبتيدات الغنية بالبرولين. وتوجد السيتوكينات أوالمنشطات الالتهابية (ببتيدات رسولية صغيرة تتحكم بسير الجهاز المناعي) أيضا في اللبأ وتضم كلا من : الانترليوكينات (المثيرات الخلوية بين خلايا كريات الدم البيضاء)، عامل النخر الورمي، والكيموكينات ومكونات أخرى. يحتوي اللبأ أيضا على عدد من عوامل النمومثل عوامل النموالتي تشبه الانسولين الأول والثاني، عوامل النموالمحوِّلة ألفا وبيتا-1 و2، عوامل نموالخلايا الليفية، عامل نموطبقة البشرة، عامل النموالمحفز للخلايا المحببة والملتهمة، عامل النموالمشتق من الصفيحات، عامل نموبطانة الأوعية الدموية، وعامل تحفيز المستعمرات الأول.
اللبأ غني جدا بالبروتينات وفيتامين-أ وكلوريد الصوديوم، ولكنه يحتوي على كربوهيدرات ودهون وبوتاسيوم بكميات اقل مقارنة بالحليب الطبيعي. أبرز المكونات النشطة بيولوجيا في اللبأ هي عوامل النمووالعوامل المضادة للجراثيم حيث ان الأجسام المضادة في اللبأ توفر المناعة السلبية في حين حتى عوامل النموتحفز نمووتطور الامعاء فعندما تصل هذه المركبات إلى حديث الولادة توفر له الحماية الأولى ضد الجراثيم.
الشمندور
الشمندور ويسمى اللبئ أيضاً وهوالحليب متخثر يخرج من البقر أوالغنم عقب الولادة؛ وهوكالصمغة عند الإنسان.
يحوي الشمندور الكثير من المواد المفيدة في المناعة والتغذية للحيوان الرضيع ويعد الشمندور غذاء جيد للإنسان كما يقي من الكثير من الأمراض ويزيد من مناعة الجسم.
في تربية الحيوانات
اللبأ مهم بالنسبة لحديثي الولادة في المواشي بسبب عدم استقبالهم لأي من مكونات المناعة السلبية من خلال المشيمة قبل الولادة، لذلك يجب تناول الأجسام المضادة التي يحتاجون لها. ويمكن حتى يحدث انتنطق المناعة عن طريق الفم من المعدة التي تتميز بكثرة المسامات فيها، وهذا يعني حتى البروتينات الكبيرة (مثل الأجسام المضادة) يمكن حتى تمر من خلال جدار المعدة. ويجب حتى يتلقى الحيوان الوليد اللبأ خلالستة ساعات من ولادته ليتم انتنطق أقصى ما يمكن من الأجسام المضادة، رغم حتى جدار المعدة يظل مفتوحا إلى 24 ساعة من العمر لكنقد يكون النقل أكثر محدودية.
عادة ما يقوم مربوالماشية بتخزين لبأ المواشي حيث يعتبرون حتى لبأ المواشي في أماكن التربية أفضل من اللبأ من مصادر أخرى بسبب انه أُنتج بواسطة حيوانات معرضة بالعمل لمسببات الأمراض وبالتالي يحتوي لبأها على الأجسام المضادة لتلك المسببات. وقد أفادت دراسة ألمانية حتى الأفراس كثيرة الولادة نتتج نقريبا 1 لتر من اللبا يحتوي على 70 غراما من الغلوبيولين-ز.
وتنتج الأبقار اللبأ للعجول حديثي الولادة، لكن في الكثير من بتران البقر الحلوب لا يسمح للعجول بالرضاعة ويتم اعطائهم اللبأ ثم الحليب في زجاجة ثم دلو.
شرب البشر لـ اللبأ البقري
التأكيدات التي تقول بأن استهلاك اللبأ من مصلحة الإنسان تحمل أكثر من علامة استفهام لأن معظم مكونات اللبأ بما في ذلك الأجسام المضادة وجميع البروتينات الأخرى تخضع لعملية الهضم في معدة البالغين. ومن ناحية أخرى فإن الغرض من اللبأ البقري هوحتى يُستخدم لفائدة العجول الرضع فقط. فما زال هناك حاجة إلى أدلة تؤكد حتى اللبأ يوفر فوائد للبالغين. الدراسات الحالية تشير إلى حتى الرياضيين الذين يتناولون اللبأ البقري يعودون إلى بنيتهم السابقة بسرعة فضلا عن وجود زيادة في قوة الجهاز المناعي لديهم.
يعتبر اللبأ البقري (ومكوناته) آمن للاستهلاك البشري، إلا طالما وجود حساسية من اللاكتوز أوغيره من المكونات. وقد ساعد في العلاج أوالوقاية من الكثير من الامراض.
روي أوسبورن وآخرون (2010) وجدوا حتى لللبأ آثارا إيجابية للرياضيين حيث يساعدهم ليعودوا إلى بنيتهم السابقة ويزيد من إنتاج العضلات عند نخبة الرياضيين.
اللبا البقري من الأبقار التي تتغذى على المراعي تحتوي على غلوبيولينات مناعية محددة ضد مسببات امراض كثيرة، بما في ذلك الاشريكية القولونية، الكريبتوسبوريديوم بارفام، الشيغيلة الفلكسنرية، السالمونيلا، المكورات العنقودية، وفيروس روتا (الذي يسبب الإسهال عند الرضع.قبل إنتاج المضادات الحيوية كان اللبأ هوالمصدر الرئيسي للغلوبيولينات المناعية التي تساعد على استخدامها لمكافحة العدوى. في الواقع، عندما قام ألبرت سابين بصنع أول لقاح فموي ضد شلل الأطفال فانه قد استخرج الغلوبيولينات المستخدمة من اللبأ البقري. عندما بدأت تظهر المضادات الحيوية فإن الاهتمام اللبأ قد تضاءل، ولكن الآن بعد حتى ظهرت مقاومة بعض البكتيريا للمضادات الحيوية، فأن الاهتمام قد عاد مرة أخرى إلى بدائل طبيعية للمضادات الحيوية وهواللبا.
استخدم بعض الرياضيين اللبأ في محاولة لتحسين أدائهم، تقليل الوقت اللازم ليعودوا إلى بنيتهم السابقة، ومنع الإصابة بالسقم خلال مستويات الأداء العليا. وقد تناول لاعبي المنتخب الأسترالي الأولمبي للسباحة اللبأ وفازوا بميداليات مضىية أكثر من الصين في دورتي الألعاب الأولمبية 2000 و2004. لكن البحوث قد فشلت لتاكيد وجود تاثير لـ اللبأ على كتلة الجسم النحيل.
قد يترافق نقص عامل النموالذي يشبه الانسولين الأول مع الخرف لدى كبار السن، على الرغم من عدم كشف السبب. وقد عثر أيضا ان الاشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الأكل يعانون أيضا من نقص عامل النموالذي يشبه الانسولين الأول بسبب سوء التغذية، في السمنة المفرطة. وقد يحدث تناول اللبأ الغني بعامل النموالذي يشبه الانسولين الأول مفيدا كجزء من برامج خفض الوزن. على الرغم من حتى عامل النموالذي يشبه الانسولين الأول لايتم امتصاصه بهجريبه إلا انه يقوم بتحفيز إنتاج عامل النموالذي يشبه الانسولين الأول.
ويحتوي اللبأ أيضا على مضادات للأكسدة، مثل اللاكتوفيرين والهيموبيكسين الذي يربط جزيء الهيم الحر في الجسم.
اللبأ مفرط المناعة
كان إنتاج اللبأ مفرط المناعة محاولة مبكرة لزيادة فعالية اللبأ البقري الطبيعي من خلال تحصين الأبقار بأسباب مسقمة محددة والحصول على اللبأ بعد حتى تلد تلك الابقار. في بداية الامر عثر حتى الأجسام المضادة كانت موجهة تجاه المسببات المحددة (مولدات المضادات) التي استخدمت في لإنتاج اللبأ مفرط المناعة الأصلي. لكن بناء وبعد فحص دقيق وعلى سبيل المقارنة، فقد عثر حتى مستويات الغلوبيولين المناعي-ز في اللبأ الطبيعي الموجه نحو19 من مسببات معينة للأمراض البشرية كانت عالية كما هوالحال في اللبأ مفرط المناعة، وقد عثر ان اللبأ الطبيعي يحتوي على نسبة أعلى من الأجسام المضادة مقارنة باللبأ مفرط المناعة مفرط. لكن ترافيلان وهودواء يستخدم لمنع الإصابة بالإسهال للمسافرين تم تصنيعه باستخدام هذا الأسلوب، ولقد عثر يمنع السقم في ما يصل إلى 90 ٪ من الناس.
عديدة البيبتيدات الغنية بالبرولين
تم اكتشاف وجود هذه البيبتدات المناعية الصغيرة في اللبأ ومصادر أخرى مثل بلازما الدم في الولايات المتحدة وبولندا حيث سميت بأسماء مختلفة كالكولسترينين والسي ا ل ان وعديدة البيبتيدات الغنية بالبرولين. وقد عثر انها تعبير عن جزيء يعمل كموصل إشارة تؤثر ثاثيرا فريدا من خلال تحوير الجهاز المناعي حيث تقوم بتحفيزه عند التعرض لهجوم من مسببات الامراض وتثبيطه عندما يتم القضاء على المسبب أوتحييده. كان يعتقد في البداية انها تقوم بنقل المناعة من نظام مناعي لاخر، لكن عثر انها بشكل مبسط تقوم بتحفيز المناعة الخلوية.
أشارت دراسة نشرت في مجلة العلاج التجريبي والأورام عام 2006 م إلى حتى عديدة البيبتيدات الغنية بالبرولين قد يحدث لها تأثير على عملية الشيخوخة عن طريق الحد من حدوث طفرة تلقائية أومكتسبة في الحمض النووي للخلايا. وبحثت الدراسة التي أجريت على جميع من الخلايا البشرية وخلايا قوارض الهامستر تأثير عديدة البيبتيدات الغنية بالبرولين على وتيرة حدوث طفرات في الحمض النووي تلقائية كانت أوكانت ناجمة بسبب التعرض لمادة كيميائية أوفيزيائية وقد عثر ان الخلايا التي تم تعريضها للتاكسد كانت عديدة البيبتيدات تققل من وتيرة حدوث الطفرات التي تسببها أنواع الأكسجين التفاعلية النشطة بكيفية تعتمد على مدى الجرعة. ويتسقط ان ميزة عديدة البيبتيدات من خلال الحد من حدوث الطفرات تتحقق عن طريق آليات متعددة : خفض مستويات أنواع الأكسجين التفاعلية النشطة داخل الخلايا ومنع حدوث تلف وطفرات للحمض النووي من خلال زيادة كفاءة آليات إصلاح الحمض النووي الطبيعية.
وجد ان عديدة البيبتيدات الغنية بالبرولين الموجودة في اللبأ البقري أظهرت بعض النشاط ضد الأمراض المتنوعة ومنها الالتهابات الفيروسية كالقوباء وفيروس نقص المناعة وكذلك الالتهابات البكتيرية والفطرية صعبة العلاج مثل التصادفية المتفطرة ومتفطرة السل، الكربتوسبورايدوسيس عند سقمى الإيدز، والمبيضات. أيضا لأشكال مختلفة من السرطان مثل داء هودجكن، ساركوما العظم، سرطان البروستاتاوغيرها. وباعتبارها تساعد على تحوير الجهاز المناعي فإن عديدة البيبتيدات فعالة أيضا في الامراض التي تتميز بنشاط مفرط للجهاز المناعي مثل الحساسية، الربو، وأمراض المناعة الذاتية.
لعديدة البيبتيدات بعض التأثير في أمراض الاعصاب، وخصوصا سقم الزهايمر، ولكن لم يظهر بعد على المدى البعيد تأثيره لتثبيط أوتأخير السقم. من خلال تجربة اكلينيكية محكمة على 106 من سقمى الزهايمر لأكثر من 30 أسبوعا اكتملت في عام 2002 م اظهرت النتائج مدى نجاعتها في نسبة كبيرة من السقمى الذين عولجوا. حيث ان حوالي 40 ٪ من السقمى الذين تناولوا عديدة البيبتيدات عثر لديهم تحسن أواستقرار في الحالة بعد 15 أسبوعا من العلاج استنادا إلى تحليل تام للاستجابة للعلاج و33 ٪ من السقمى استمر لديهم التحسن والاستقرار بعد 30 أسبوعا من العلاج على الرغم من حتى نسبة الاستفادة كانت أعلى قليلا في الـ 15 أسابيع من التجربة. وكان نظام الجرعات المستخدمة في التجربة 100 ميكروغرام من عديدة البيبتيدات تعطى يوم وتهجر يوم لمدة ثلاثة أسابيع تليها فترة أسبوعين دون عديدة البيبتيدات.
هناك تقرير واحد عن استخدام عديدة البيبتيدات في السقمى الذين يعانون من الصرع المستعصي.