بيير تيلار دي شاردان
بيير تيلار دي شاردان وهو مواليد (1أيار/مايو 1881 - 10 أبريل عام 1955) Pierre Teilhard de Chardin وهو عبارة عن فيلسوف وكاهن يسوعي وجيولوجي فرنسي والذي تخصص بعلم حفريات ما قبل التاريخ والحفريات حيث ساهم باكتشاف إنسان بكين.
ومن الأعمال التي قام بها:
تصور فكرة نقطة أوميغا وتطوير مفهوم فلاديمير فردانسكي المعروف بمجال العقل أو مجال نو (Noosphere).
حيث واجهت بعض أفكاره معارضة المسؤولين في الكنيسة الكاثوليكية وتم منع العديد من كتبه ولقى لوم شديد.
وفي أهم كتبه المسمى "ظاهرة الإنسان" شرح تطور الكون بطريقة فريدة وابتعد فيها عن تفسيرات سفر التكوين التقليدية لصالح تفسير أقل صرامة مما اثار حفيظة بعض رجال الفاتيكان الذين اعتبروا أن طروحاته تقوض عقيدة الخطيئة الأصلية التي وضعها القديس أوغسطين.
وتم معارضة رؤسائه في الكنيسة أفكاره ومنع المكتب الكاثوليكي المقدس من نشر كتبه خلال حياته. وندد منشور 1950 الكنسي بالعديد من آراءه، إلا أنه ترك المسائل الأخرى مفتوحة. وفي الآونة الأخيرة، أشار البابا يوحنا بولس الثاني إلى مواقف أكثر ايجابية تجاه بعض أفكاره. وفي سنة 2009، اشاد البابا بنديكتوس السادس عشر بفكرة دي شاردان التي تعتبر الكون "المضيف الحي" وعلى الرغم من الإبقاء على التحذيرات الكنسيه لأعماله.
حياته
السنوات الأولى
ولد بيير تيلار دي شاردان في منطقة قلعة ساراسينا في مدينة أورسن، على مقربة من كليرمون فيران، في فرنسا يوم 1 مايو عام 1881.
وينحدر من عائلة تيلار القديمة المشهورة بقضاتها. أما من جانب دي شاردان فأنه ينحدر من أسرة كانت مدعاة الفخر للويس الثامن عشر. وكان الرابع من عشر أولاد. كان والده عمانوئيل تيلار (1844-1932)، يهوى الطبيعة، وجمع الحجارة والحشرات والنباتات، شجع مراقبة الطبيعة في المنزل. كما أيقظت والدته شغفه بالروحانيات. وكان في 12 من العمر عندما التحق بكلية مونري اليسوعية، في فيلفرانش سور ساون، حيث أنهى شهادة البكالوريا في الفلسفة والرياضيات. ثم دخل، في سنة 1899، الابتدائية اليسوعية في إيكس أون بروفانس حيث بدأت دراساته اللاهوتية والروحية والفلسفية.
وفي صيف عام 1901، دفع قانون فالديك روسو، بعض اليسوعيين إلى نفى أنفسهم إلى المملكة المتحدة مما دفع الطلاب اليسوعيين الشباب لمتابعة دراستهم في جيرسي. في هذه الأثناء، حصل تيلار على الليسانس في الأدب في كاين سنة 1902.
تدريب يسوع
من سنة 1905 وحتى سنة 1908، قام بتدريس الفيزياء والكيمياء في مدينة القاهرة، بمصر، في الكلية اليسوعية للعائلة المقدسة. وكتب قائلا "... هذا هو ابهار الشرق المتوقعة في حالة سكر وبشراهة... في أنوارها، ونباتاتها، وحيواناتها، وصحاريها." (رسائل من مصر، (1905-1908))
درس تلار اللاهوت في هاستينغز، في ساسكس (المملكة المتحدة)، من سنة 1908 وحتي سنة 1912. هناك كان وقام بتوليف معرفته العلمية الفلسفية واللاهوتية على ضوء نظرية التطور. واعترف بعد قرأته كتاب "التطور الإبداعي" لهنري برغسون ان الكتاب كان: "العنصر من النار الذي التهم قلبه وروحه بالفعل". والهمت وجهات نظره بشأن تطور الدين وخاصة من وحي عالم الأحياء ثيودوسيوس دوبزنسكي على طرح أفكاره حول التطور الطبيعي. وأصبح تلار كاهنا في 24 أغسطس سنة 1911، وهو البالغ 30 سنة من العمر.
علم الأحافير والمستحاثات
من سنة 1912 وحتى سنة 1914، عمل تلار في مختبر علم المتحجرات التابع للمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، في باريس، باحثا في دراسة الثدييات ق الفترة الثالث الأوسط. كما درس في وقت لاحق في مكان آخر في أوروبا. في يونيو سنة 1912 شكل جزءا من فريق الحفر الأصلي الذي عمل مع آرثر سميث وودوارد وتشارلز داوسون، المتابع لتحقيقات موقع بلتداون، بعد اكتشاف الشظايا الأولى لإنسان بلتداون والتي اعتمدت كمزورة فيما بعد. وقام البروفسور مارسيلين بول (المتخصص في دراسات النياردنتال البدائي ومكتشف الخطاء في الأصول البشرية لإنسان بلتداون)، بتوجيه تلار نحو دراسة المتحجرات البشرية. وأصبح صديقا لهنري بروي في متحف معهد حفريات الإنسان، ومما سمح له بالمشاركة معه سنة 1913 في أعمال التنقيب في مغارة كاستيلو حيث يوجد رسوم كهوف ما قبل التاريخ في شمال غرب إسبانيا.
خدمة الحرب العالمية الأولى
في ديسمبر عام 1914، خدم تلار في الحرب العالمية الأولى كحامل نقالة في فرقة الثامنة للقناصة المغاربة. وبسسب شجاعته حصل على العديد من التنويهات بما في ذلك وسام جوقة الشرف.
وخلال سنوات الحرب دون أفكاره في مذكراته ورسائله إلى ابنة عمه مارغريت تلار شامبون والتي جمعتها لاحقا في كتاب عنونته نشأة الفكر (pensée genèse). واعترف في وقت لاحق أن : "... الحرب... كانت اجتماعا مع المطلق". وكتب في عام 1916 مقالته الأولى: "الحياة الكونية" (La Vie Cosmique)، حيث بين فكره العلمي والفلسفي كما حياته الباطنية. وخلال احدى عطلاته، قام بنذوره اليسوعية في سانت فوي لي ليون، في 26 مايو 1918. وكتب في أغسطس 1919، في جيرسي، كتابه "القوة الروحية للمادة" (Puissance spirituelle de la Matière). وت\نشر مقالات كاملة مالابين 1916 و 1919 تحت العناوين التالية:
"كتابات زمن الحرب" (Ecrits du temps de la Guerre)
"نشأة فكرة" (genèse pensée، رسائل من 1914 حتي 1918)
وتابع تلار دراسته في جامعة السوربون في ثلاثة مجالات العلوم الطبيعية: الجيولوجيا، وعلم النبات وعلم الحيوان. وبعد سنة 1920، حاضر في الجيولوجيا في معهد باريس الكاثوليكي، ثم أصبح أستاذا مساعدا بعد حصوله على درجة الدكتوراه في العلوم سنة 1922.
بحوث في الصين
سافر في العام 1923 إلى الصين بصحبة الأب اميل ليسن، الذي كان مسؤولا في تيانجين عن المختبر المهم بالتعاون مع متحف باريس للتاريخ الطبيعي ومختبر مارسيلين بول. قام ليسن بالأعمال الأساسية فيما بتعلق بالمبشرين الذين كانوا يقومون بتدوين الملاحظات ذات الطابع العلمي في وقت فراغهم. كان يعرف باسم ديريجن (德 日 进) في الصين.
كتب تلار عدة مقالات، بما في ذلك كتلة العالم(La Messe sur le Monde)، في صحراء أوردوس. وتابع في السنة التالية إلقاء المحاضرات في المعهد الكاثوليكي، كما شارك في دورة المؤتمرات لطلاب مدارس المهندسين. ارسل رمقالتين لاهوتيتين حولالخطيئة الأصلية "إرسالها إلى رجال اللاهوت، بناء على طلبه، الا نهم فهموا بشكل خاطيء.
يوليو 1920: السقوط، والفداء ومركزية الأرض (Chute, Rédemption et Géocentrie)
ربيع 1922 : ملاحظات حول تمثيل تاريخي ممكن لالخطيئة الأصلية (Notes sur quelques représentations historiques possibles du Péché originel).
على الأثر، طلبت الكنيسة منه أن التوقف عن القاءالمحاضرات في المعهد الكاثوليكي، ومواصلة أبحاثه الجيولوجية في الصين.
سافر إلى الصين مرة أخرى في أبريل 1926. بقي هناك قرابة العشرين عاما، قيامه بالعديد من الرحلات في جميع أنحاء العالم. استقر حتى 1932 في تيانجين مع اميل ليسان ثم في بكين. من سنة 1926 وحتي 1935، قام تلار بخمس رحلات بحوث جيولوجية في الصين والتي مكنته من تأسيس أول خريطة عامة لجيولوجية الصين.
المراجع
areq.net
التصانيف
مواليد 1881 وفيات 1955 علماء دين مسيحي علماء حفريات فلاسفة فلاسفة القرن 20 دين علم روم كاثوليك الصوفيون المسيحيين عالم رجل دين التاريخ