معركة الإسماعيلية، عبارة عن معركة بين الجيش الإسرائيلي والمصري في حرب 1973 وجزء من ثغرة الدفرسوار.
نجحت القوات الإسرائيلية في التسلل إلى غرب قناة السويس ليلة 15\16 تشرين الأول 1973، في البداية تمثل العبور في عدد 30 دبابة برمائية تقريبآ 300 جندي مظلي من فرقة شارون المدرعة، تصور القادة المصريون طبقا لبلاغات القائد المحلي أن القوة الإسرائيلية لا تزيد عن سبع دبابات فقط، بالرغم من ذلك نجحت قوة الاختراق الإسرائيلي المحدودة تلك في تحقيق ما فشل فيه سلاح الجو الإسرائيلي أثناء أحد عشر يوم من القتال، فقد اختبأت تلك الدبابات في
منطقة الدفرسوار والتي تزداد بها زراعات المانجو، وبدأت تنطلق في مجموعات صغيرة لمهاجمة مواقع صواريخ الدفاع الجوي المصري، والتي لم تكن تتوقع وجود دبابات إسرائيلية في المنطقة، أحدث ذلك فجوة عميقة في حائط الصواريخ المصري، أعطت سلاح الجو الإسرائيلي حرية الحركة في قطاعات معينة بعيدا عن مدى الصواريخ المصرية، بعد أن كانت منطقة القناة محرمة عليها منذ بداية الحرب.
في صباح يوم 18 تشرين الأول ، أي بعد 48 ساعة تقريبا من بدأ الثغرة فعليا، أصبح للجيش الإسرائيلي على الضفة الغربية لقناة السويس، نحو 300 دبابة و 2000 جندي مظلي بالإضافة إلى وحدات المدفعية الخاصة، بينما تعرضت القوة المصرية التي لا تزيد عن 100 دبابة للتدمير بعد فشل الهجمات المصرية المضادة يومي 17 و18 تشرين الأول ، وبذلك أصبح التواجد المصري المدرع غرب القناة منعدما تماما.كانت التعليمات الصادرة لشارون وأدان أن هناك قرارا وشيكا يتم التحضير له في مجلس الامن لوقف إطلاق النار، وأن التحرك السريع لتطويق الجيش الثاني والثالث وحصارهم واحتلال مدينتي الإسماعيلية والسويس بات أمرا ملحا، فانطلقت فرقة شارون شمالا تجاه مدينة الإسماعيلية، بينما اتجهت فرقتي أدان وماجن جنوبا نحو مدينة السويس.
أحداث المعركة
بقدوم يوم 20 تشرين الأول، بدأ الجنرال أرئيل شارون قائد مجموعة العمليات رقم 143، التي كانت تعمل على المحور الشمالي بعد العبور الإسرائيلي إلى غرب القناة، في إدارة معركته الأخيرة في اتجاه الإسماعيلية، بعد أن أبلغته القيادة الجنوبية بأن قرار وقف إطلاق النار على وشك الصدور. ومنذ الصباح الباكر قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بالقيام هجمات عنيفة على مدن الإسماعيلية وبورسعيد وبور فؤاد. وقد تركز القصف الجوي بصفة خاصة على مواقع الصواريخ أرض-جو سام والأسلحة المضادة للطائرات بهدف تدميرها أو إسكاتها، وكذا على أمكنة تجمع القوات، ومنها معسكر الجلاء بالإسماعيلية ومنطقة جبل مريم والكباري المقامة على الترعة الحلوة. وقامت أيضا بإلقاء القنابل الزمنية وقنابل النابالم لإحداث الحرائق وبث الذعر في نفوس الأفراد.أصابت بعض القنابل جسر الترعة الحلوة في منطقة رأس العش على بعد 15 كيلومترا جنوب بورسعيد، مما أدى إلى تدفق مياه الترعة الحلوة إلى قناة السويس.
ولتدارك الموقف أصدر اللواء أ.ح عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني أمره إلى رئيس مهندسي الجيش بإغلاق مياه الترعة الحلوة عند نقطة التحكم في القنطرة، لإنزال مستوى مياه الترعة ريثما يتم إصلاح الجسر المعطوب عند رأس العش لكي يمكن إعادة فتح المياه ثانية إلى مدينة بورسعيد.طلب قائد قطاع بورسعيد اللواء سعد الدين صبري من قيادة الجيش الثاني دعمه بوحدات دفاع جوي بدلا من كتائب الصواريخ التي دمرت، كما طلب معاونة جوية عاجلة لتخفيف الضغط عن قطاعه. وكانت حدود قطاع بورسعيد تمتد من الشمال بحذاء البحر المتوسط من بورفؤاد شرقا وحتى دمياط ورأس البر غربا، كما تمتد من الجنوب من التينة شرقا على بعد 25 كيلومترا جنوب بورسعيد حتى صان الحجر بمحافظة الشرقية غربا. ونظرا لأن قيادة الجيش الثاني لم تكن لديها أي قدرات أو إمكانات لإمداد قطاع بورسعيد بالقوات أو معاونته بالنيران أو بمجهود جوي، فقد طلب قائد الجيش الثاني إخراج هذا القطاع من تحت قيادته، وأن يتبع القيادة العامة مباشرة حتى يمكنها تزويده بما يطلبه من إمدادات ومعونات. ولكن القيادة لم يكن في مقدرتها وقتئذ نظرا للظروف التي كانت تواجهها الاستجابة إلى هذا المطلب.عبر لواء آمنون إلى الضفة الغربية للقناة يوم 19 تشرين الأول، وبذلك أصبحت مجموعة عمليات شارون غرب القناة تتكون من لواءين مدرعين، وهما لواء آمنون ولواء حاييم ولواء مشاة مظلي بقيادة العقيد داني مات. كان أقصى تقدم لقوات شارون على المحور الشمالي هو وصوله إلى منطقة طوسون يوم 20 أكتوبر على بعد حوالي 12 كيلومترا جنوب الإسماعيلية. وفي صباح يوم 21 أكتوبر، قامت مفرزة من دباباته ومشاته الميكانيكية، بمهاجمة تبة الشيخ حنيدق على بعد حوالي كيلومتر ونصف شمال طوسون، واستولت عليها قبل آخر ضوء من نفس اليوم، واضطرت سرية المظلات من الكتيبة 85 مظلات التي كانت تدافع عنها إلى الارتداد في اتجاه الشمال.[4]
المراجع
areq.net
التصانيف
حرب أكتوبر التاريخ الإسماعيلية الحرب