الرضاعة من حليب الأم
صار من المشهور أنّ الرضاعة الطبيعية بحليب الأم (بالإنجليزيّة: Breastfeeding) تحقق النمو، والتطور الصحي لأجهزة الطفل الرضيع المتعددة ، وذلك لاشتمالها على تركيبة مميزة وفريدة ، تتالف من كافة العناصر الغذائية المهمة بكميات ونسب دقيقة؛ بحيث يرتكز الطفل في غذائه على الحليب عبر الست أشهر الأولى من حياته، وفي الحقيقة يتفوّق الحليب الطبيعي على الصناعي بمكوناته الغنية بالعناصر الغذائية، وسهولة الحصول عليه، وبكونه اقتصاديّ وغير مكلف، وتوفره بدرجة حرارة مناسبة للطفل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الرضاعة الطبيعية مهمة ومفيدة للأم أيضاً؛ حيث تساعد على خسارة الوزن، وذلك من خلال استهلاك الطاقة في عملية إنتاج الحليب، كما تقلل من كميات الدم المفقودة بعد الولادة من خلال انقباض الرحم، بالإضافة إلى أنّ الرضاعة الطبيعية تمثل إحدى طرق تنظيم الحمل الطبيعية
كيفية تكوّن حليب الأم
يتشكل الحليب تظهر بعض العلامات الأولية للحمل على منطقة الثدي نتيجة التغيرات الهرمونية؛ حيث يكبر حجم الثدي مع الاحساس بالألم عند لمسه، والشعور بالوخز في الحلمات، وتغير لون الهالة المحيطة بالحلمة لتصبح أكثر قتامة، بالإضافة إلى ظهور انتفاخات صغيرة تنتج مواد زيتية تهدف إلى تنظيف، وترطيب، وحماية الحلمة من الإصابة بالعدوى، وفي الحقيقة إنّ رائحة المادة الزيتية مشابهة لرائحة السائل الأمينوسي في رحم الأم، ممّا يجعل هذه المنطقة مألوفة لدى الطفل بعد ولادته، ومن الجدير بالذكر أنّه يتضاعف حجم الأنسجة الغدية في الثدي خلال المرحلة المتوسطة أو الأخيرة من الحمل، أو بعد الولادة، وفي الحقيقة من الممكن أن يحدث تسريب لبعض قطرات من الحليب عبر فترة الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّه بعد ولادة الطفل وخروج المشيمة، تنخفض مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون، ليتم بعدها إفراز هرمون الحليب (بالإنجليزيّة: Prolactin) من الغدة النخامية في الدماغ، إذ يرسل هرمون الحليب إشارات لبدء إنتاج وتكوين الحليب بكميات وفيرة تمهيداً لتغذية الجنين، بالإضافة إلى إعطاء المرأة الشعور بالأمومة تجاه الطفل.
تنتج الغدد الثديية (بالإنجليزيّة: Mammary glands) حليب الثدي، إذ تحتوي كل منها على الأجزاء الأساسية التالية
- الأسناخ (بالإنجليزيّة: Alveoli): وهي عبارة عن أكياس صغيرة تماثل عناقيد العنب تنمو خلال مرحلة الحمل، وتتجدّد في كل حمل، وهي محاطة بعضلات صغيرة الحجم، تضغط عليها بعد إنتاج الحليب داخل الأسناخ، ليتم دفع الحليب إلى القنيات.
- القنيات (بالإنجليزيّة: Ductules): وهي عبارة عن قنوات صغيرة تحمل الحليب من الأسناخ إلى قنوات الحليب الرئيسية.
- قنوات الحليب (بالإنجليزيّة: Milk ducts): وهي عبارة عن شبكة معقدة من القنوات، التي يتدفق عبرها الحليب إلى فم الطفل مباشرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ متوسط عددها بعد بداية الرضاعة هو تسعة قنوات أو أكثر في كل ثدي، ويزداد عددها وحجمها مع كل حمل.
خروج الحليب
باستطاعة الأم البدء في إرضاع طفلها عبر أقرب زمن بعد الولادة، وفي الواقع عندما يقوم الطفل بعملية المص من الحلمة، تقوم الغدة النخامية بإفراز الأكسيتوسين (بالإنجليزيّة: Oxytocin)، وبعد أن يصل هذا الهرمون للثدي عبر مجرى الدم، فإنّه يُحفز العضلات المحيطة بالأسناخ المملوئة بالحليب لكي تنقبض، مما يؤدي إلى إخراج الحليب عبر القنوات، فيحصل الطفل على الحليب من خلال الضغط على هذه القنوات، وتدعى عملية خروج الحليب من الأسناخ درّ الحليب (بالإنجليزيّة: Letdown)، وتجدر الإشارة إلى أنّ زيادة تدفق الحليب أثناء الرضاعة قد يرافقه الشعور بالوخز، واللسع، والحرق في الثدي، ثم ما يلبث أن يتلاشى هذا الشعور بعد ذلك، وفي الحقيقة قد تشعر المرأة بألم في البطن بعد الولادة، وخلال الأيام الأولى من الرضاعة، والذي يشبه انقباضات الولادة الخفيفة، ويعود السبب في ذلك إلى هرمون الأكسيتوسين، الذي يساعد على تقليص حجم الرحم وعودته إلى ما كان عليه سابقاً، بالإضافة إلى إعطاء الأم الشعور بالرضى والسعادة خلال الرضاعة في بعض الأحيان
مكونات حليب الأم
يشتمل حليب الثدي على أكثر من 200 مكوّن، ويتباين الحليب بما يشتمله من مواد غذائية، وسعرات حرارية باختلاف النظام الغذائي للأم، وعدد مرات الإرضاع، ووقته من اليوم، وعدد الأيام المُنقضية قبل بداية الإرضاع، وعدد الأيام التي مضت على إرضاع الطفل وغيرها، ومن الجدير بالذكر أنّه تتغير كمية الدهون الموجودة في الحليب بشكلٍ لافت للنظر أثناء جلسة الإرضاع الواحدة؛ إذ تكون الكمية قليلة في الحليب في أول الرضاعة، بينما يكون الحليب في نهاية جلسة الإرضاع وفيراً بالدهون.
وفي الحقيقة يدعى الحليب الذي يتم إنتاجه عبر الأيام القليلة الأولى بعد الولادة بحليب اللبأ (بالإنجليزيّة: Colostrum)، ويكون لونه أصفر بسبب احتوائه على كمية عالية من بيتا كاروتين (بالإنجليزيّة: Beta carotene)، بينما يكون منخفض السعرات الحرارية لقلة كمية الدهون والكربوهيدرات فيه، ويتميز حليب اللبأ بأنّه غنيّ بفيتامين هـ، وفيتامين أ، وفيتامين ك، والزنك، والأحماض الأمينية الأساسية، والأحماض الدهنية الأساسية المهمة لنموّ وتطوّر الدماغ، بالإضافة إلى احتوائه على الأجسام المضادة (بالإنجليزيّة: Antibodies) التي تقي الرضيع من الإصابة بالعدوى، وتجدر الإشارة إلى أنّ مكونات حليب الثدي تتبدل خلال الأسبوع الأول، ويدوم في ذلك حتى يصل الحليب لمرحلة النضوج في اليوم 21 بعد الولادة؛ حيث تقل فيه كمية البروتينات، والفيتامينات، والمعادن، بينما تزداد فيه كمية الدهون وسكر اللاكتوز.
المراجع
mawdoo3.com
التصانيف
الثدي الرضاعة الطبيعية سوائل الجسم حليب الثدي العلوم الاجتماعية طب وصحة احياء