واضح أن زيارة كيري التي جاءت على عجل إلى المنطقة، وانتهت على عجل، تحمل في طياتها الكثير من الاختراقات السياسية والتمهيدية

فكواليس الزيارة التي انتهت بجلسة دامت قرابة الـ خمس ساعات -مع اللي ما ينذكر اسمه رئيس وزراء دولة الاغتصاب- حملت اشتراطات قابلة للاستحقاق، مما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى رفض تأخير اجتماعه مع كيري من مساء الاثنين الماضي الى ما بعد منتصف الليل واحالة الملف الى وفد التفاوض، الى جانب الافصاح رسمياُ عن توقيع طلبات الانضمام الى مؤسسات دولية، كورقة تغطي نوايا تمديد مرحلة التفاوض.

العارفون بملف التفاوض يسرِّبون تسريبات اعلامية، تتحدث عن صفقة كبيرة تشمل الإفراح عن أعداد مهمة من الأسرى الفلسطينيين وترتيبات خاصة في الاستيطان، بهدف امتصاص حالة الغضب الفلسطينية، مقابل منح «اسرائيل» ورقة «جوناثان بولارد» الجاسوس الإسرائيلي المعتقل في الولايات المتحدة بتهمة التجسس لصالحها، رغم كل الصخب الذي تلا الزيارة

هذه الجائزة او الترضية الأمريكية استدعت سفر «كيري» على عجل الى «بروكسيل» ومنها الى واشنطن، للبحث مع الرئيس الأمريكي عن احتمالية استخدام هذه الورقة، مقابل ضمان امكانية حل عقدة التفاوض بين الجانبين وتمديد مهلة المسار التفاوضي حتى نهاية العام الحالي.

هل يكون «بولارد» هو مفتاح الحل لنظرية الإطار عند «كيري» بحيث تنطلق أوراق التطمينان بين طرفي المعادلة الفلسطينية «والإسرائيلية» تلك اسئلة واجابات ستكشفها مجريات الأيام القادمة، وتداعيات اجتماع مجلس الجامعة العربية المرتقب

ترى هل تنجح «الدبلوماسية» الأمريكية والزيارات المكوكية على الطريقة «الكيسنجرية» بفك تقاطعات المنطقة أم أن الرهانات الامريكية لا تزال تحتفظ بأوراق اخرى يمكن استخدامها في التوقيت المناسب، ما جعل الأطراف الاقليمية، تبدأ بالاستعداد نحو سيناريوهات ما بعد ملابسات الحل النهائي؟


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  جمال علوي   جريدة الدستور