صور محزنة تلك التي ملأت الانترنت أمس، ومصدرها الحرم الجامعي لمؤتة، فالحرائق والمسدسات والرشاشات والملثمون وسلسلة بشرية تحمي المكتبة، وخراطيم مياه يحملها الطلاب للإطفاء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ممتلكات يمتلكها الوطن كلّه، لا تليق ببلد كبلدنا تعوّد على التسامح والتوافق.

ولست أصدّق أنّ الأمر يتعلّق باشتباكات بين عشيرتين، فأكبر مشكلة يمكن حلّها بفنجان قهوة وقبلة على الرأس، ولكنّ المزاج الحاد الذي يملأ البلاد والعباد هو السبب، وبالتعبير العامي الدارج فالناس “تتفشش” ببعضها البعض، وقد يبدو مشهد مؤتة أكثر إيلاماً، ولكنّه مشهد يتكرّر في كلّ يوم، وغير مكان.

فيمكن لسائقين تبادلا الشتائم بسبب أولوية مرور أن يحشرا مئات السيارات خلفهما لساعات، ويمكن لتصريح مستفز لمسؤول أن يُخرج مجموعة لتغلق طريقاً رئيساً، ويمكن لهتاف خارج في مباراة أن يجعل من الملعب ساحة اشتباك حقيقية.

لا نعرف حتى الآن، إلى أين ستتطور أحداث جامعة مؤتة المؤسفة، ولا تهمّنا كثيراً تلك الممتلكات التي حُرقت كما تهمّنا النفوس التي ينبغي أن تصفو، وبانتظار رواق المزاج الأردني لا نقول سوى: اللهم لا نسألك ردّ القضاء، بل اللطف فيه.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  باسم سكجها   جريدة الدستور