كشفت الأرقام التي نشرتها "الغد" في عددها يوم أول من أمس بشأن الإحصاءات النهائية للموسم الكروي، أسباب هيمنة الوحدات على ألقاب البطولات الأربع الكبرى، وإخفاق بقية الفرق التي كانت تنافس بقوة في السابق، وبروز فريق المنشية من دون سابق إنذار وهبوط فريقي الحسين والأهلي إلى الدرجة الأولى.
وفي هذا المقام، يجدر التأكيد مرة أخرى، أن الأرقام غير محكومة بالعاطفة طبقا للقاعدة الشعبية المتعارفة "واحد زائد واحد يساوي اثنين"، وبالتالي، فإن الأرقام يجب أن تمنح الفرق القدرة الكافية على قراءة واقعها بواقعية مطلقة، والاطلاع بشكل واضح على أسباب النجاح والفشل التي حدثت في موسم اختلفت الاجتهادات بشأن قوته، فمنهم من رآه من دون طعم منافسة حقيقية؛ لأن الوحدات كان ينافس نفسه على البطولات، ومنهم من رأى في اجتهاد الوحدات حقا فنال نصيبه من الإنجاز والبطولات، ما جعله يعيد كتابة إنجازه التاريخي بحروف من ذهب.
لماذا نجح الوحدات ومن بعده المنشية وأخفقت فرق أخرى عريقة؛ كالفيصلي والجزيرة والحسين والعربي، وطموحة كشباب الأردن؟.. سؤال يستطيع الفنيون الإجابة عنه بمنطق العلم والقدرة على تحديد مكامن القوة والخلل في كل فريق، كما يستطيع المتفرج العادي الإجابة عنه طبقا لأهوائه النادوية، ولكن ربما تجرفه تلك العاطفة بعيدا عن الحقيقة.
إن للنجاح مقومات كما للفشل أسبابه وهي كثيرة في الحالتين، فالوحدات عرف طريقه نحو البطولات، إثر براعة إدارية في توفير أجواء النجاح للفريق، وكفاءة تدريبية أحسنت استغلال إمكانات اللاعبين وتوفير البديل المناسب، لتغطية النقص الحاصل بعد ابتعاد عدد من النجوم الأساسيين لأسباب مختلفة، وجمهور وفيّ كان خلف فريقه في كل مكان وزمان.
ومقابل ذلك، دخلت فرق كثيرة تتخبط في خطواتها، فكشف الدرع غياب الهدف، فتارة يشارك الفيصلي بلاعبين شباب وتارة يزج بنجوم مخضرمين حتى فاته قطار الدور الثاني، وما هي إلا أيام معدودات حتى خسر الفريق لقب كأس الكؤوس أيضا، معانيا من حالات إقصاء متتالية للمدربين، وحالات حرد وتذمر بين اللاعبين بسبب مقدمات العقود والرواتب الشهرية، فلم يكن بالإمكان أفضل مما كان، والسبب أن الفيصلي دخل الموسم بإعداد فني وبدني ونفسي منقوص.
ما جرى في الموسم الماضي بات في سجل التاريخ، والموسم الجديد سيبدأ بعد شهرين وكل الفرق تمتلك حق البحث عن الإنجاز، والسعي لاستقطاب أفضل اللاعبين المحليين ومن الخارج، والمهم أن يعرف النادي ما يريد، ويفرش بالورود طريق الفريق إلى منصات التتويج، لا أن يضع العصي في دواليبها من حيث يدري أو لا يدري.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   تيسير محمود