في القلب غصة، ذلك أن “النشامى الشباب” فشلوا في حجز مكانهم بين الأربعة الكبار في النهائيات الآسيوية لكرة القدم المقامة حاليا في الإمارات، وبالتالي عدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم كما فعل منتخب الشباب قبل نحو ست سنوات.
كانت الخسارة ثقيلة أمام أستراليا أول من أمس، وانتهت بـ”حمد الله” إلى “ثلاثية نظيفة”، بعد أن كادت تتحول إلى “هزيمة ثقيلة”، لا سيما بعد الانهيار الشديد والعجيب الذي أصاب الفريق في نصف الساعة الأخير، بعد أن افتقد الفريق للتركيز وانعدمت الروح القتالية واستسلم نجومه للخسارة، غير آبهين بدروس وعبر كثيرة جسدتها فرق ومنتخبات في مناسبات عديدة، عندما عادت من بعيد وقلبت التوقعات رأسا على عقب، وآخر تلك الدروس كان قبل فترة وجيزة في تصفيات كأس العالم الحالية، عندما تقدم المنتخب الألماني على نظيره السويدي 4-0 حتى الثلث الأخير من زمن المباراة، لكن السويديين نجحوا حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع في تسديد الحساب كاملا.
كثيرون يقولون إن هذا المنتخب نال من العناية ما يؤهله للوصول إلى كأس العالم، من حيث الحوافز المالية والمعسكرات التدريبية والمباريات الودية وتفريغ اللاعبين من أنديتهم لفترة طويلة، وفي حساب النتائج، فقد شكل المنتخب إخفاقا أصاب الجماهير بالصدمة، لكن ما جرى ليس نهاية المطاف لمنتخب فتي يمكنه أن يشكل مع منتخب تحت 22 سنة “مستقبل الكرة الأردنية”.
النصف الممتلئ من الكأس يشير إلى أن كثيرا من لاعبي منتخب الشباب مؤهلون لأن يكونوا ضمن التشكيلة الأساسية لفرق أنديتهم في المسابقات المحلية، كما أنهم يشكلون “مخزونا استراتيجيا” على صعيد المنتخب الأول، بعد أن وصل عدد لا بأس به من اللاعبين الكبار إلى “سن التقاعد” أو كادوا يصلون.
ثمة أسماء برزت في منتخب الشباب؛ أمثال بلال قويدر ونور الدين بني عطية وليث البشتاوي ورجائي عايد وأحمد العيساوي وعامر أبوهضيب ومنذر رجا وفادي عوض وخالد العبد، ولاعبين آخرين ربما خانتني الذاكرة في طرح أسمائهم، يمكنهم بمزيد من التدريب أن يكونوا ضمن “النشامى الكبار” في السنوات المقبلة، اذا ما صقلت موهبتهم وتوحدت جهودهم نحو جماعية الأداء وليس الفردية والأنانية.
في القلب غصة، ومع ذلك، فإن منتخب الشباب يستحق كل إعجاب وتقدير، ويستحق نجومه عبارات الإشادة رغم مرارة الخسارة أمام أستراليا.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   تيسير محمود