قطاع غزة سياحيا
قطاع غزة بوضعه الراهن، نعني به تلك المساحة الصغيرة من الأرض المتبقية من لواء غزة الفلسطيني، والتي تمكنت القوات العربية من الاحتفاظ به إثر توقيع اتفاقيات الهدنة عام 1949 بعد حرب عام 1948، لذا جاءت تسمية القطاع بهذا الاسم كاصطلاح عسكري، وليس بوصفه إقليميا جغرافيا متميزا، فهو جزء من السهل الساحلي الفلسطيني بطبوغرافيته ومناخه.
 
الموقع وأهميته:
على الجزء الجنوبي من الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، يتربع قطاع غزة وهو قطعة مستطيلة الشكل تمتد من الشمال إلى الجنوب بطول 45 كم، ومن الشرق إلى الغرب يطول يتراوح ما بين 6 كم إلى 11 كم ، وبمساحة إجمالية تقدر بـ 365 كم مربع ، ويحده من الغرب البحر المتوسط ، ومن الشمال والشرق إسرائيل ، ومن الجنوب مصر لذا فهو يحتل موقعا جغرافيا هاما على مر التاريخ الطويل ،إذ يشرف على طرق القوافل التجارية القادمة من جزيرة العرب والمتجهة إلى بلاد الشام ومصر. كما شكل القطاع نقطة اللقاء والاحتكاك بين الحضارات المختلفة، ونقطة الارتحال أو البدء، ومسرحا لكثير من المعارك والمواجهات الكبرى عبر الزمن.
معالم سطح قطاع غزة
سطح قطاع غزة مستو بشكل عام، إذ لا تظهر فوقه تضاريس مفاجئة الارتفاع أو الانخفاض، ويبلغ معدل ارتفاعه مابين 20-40 متر فوق سطح البحر ولكن بعض المواقع ترتفع أكثر من ذلك لتصل إلى 85 م عند تل المنطار الشرقي مدينة غزة و70 مترا عند بيت حانون، ويقطع وادي غزة القطاع جنوب مدينة غزة وقد كان لهذا الوادي أهمية في الزمن الماضي إذ قامت على جانبيه الكثير من المدن والحضارات اشهرها، تل العجول وتل جمة وغيرها.
ويظهر الانحدار العام لسطح قطاع غزة من الشرق إلى الغرب ليصل على شاطئ البحر بحواف جروف شديدة الانحدار، وتظهر هذه الجروف بوضوح في أماكن متعددة بالقرب من شاطئ البحر.
أما من الناحية الجيولوجية فيمكن تقسم أراضي القطاع إلى ثلاث نطاقات طولية من الشمال إلى الجنوب.
النطاق الأول:
وهو نطاق الرمل، ويقع محاذيا لشاطئ البحر برماله الناعمة التي تأخذ أشكال التلال الثابتة، والتي يصل عرضها إلى 2 كم في الوسط تتسع في الشمال والجنوب لتصل على حوالي 5كم، وقد سيطرت إسرائيل على أجزاء كبيرة من هذا النطاق لتقيم عليها مستوطناتها، فيما راح الغزو العمراني غير المنظم يأكل من معالمه الجميلة ومناظره الخلابة، هذا بالإضافة إلى ما يتعرض له من أعمال إزالة وتجريف، مما يهدد الوضع البيئي في هذه المنطقة.
وهناك أهمية أخرى وهي أن هذا النطاق يعتبر من أهم مناطق تزويد الخزان الجوفي بالمياه إذ يقدر الخبراء أن 60% من كمية المياه الواردة للخزان الجوفي لقطاع غزة ، ترد من هذا النطاق.
النطاق الثاني: الأوسط، وهو نطاق التكوينات الطينية حيث يتمحور معظم النشاط البشري لسكان قطاع غزة بمختلف أشكاله الزراعي والصناعي، وعليه يسير الطريق الرئيسي للقطاع.
النطاق الثالث: ويشمل شرق القطاع، ويعتبر الأكثر ارتفاعا، وهو عبارة عن تكوينات رملية متماسكة خشنة تسمى محليا الكركار وتنشط فيه الزراعات البعلية.
المناخ
يدخل قطاع غزة ضمن مناخ البحر المتوسط، وإن كان يتأثر بالمناخ شبه الصحراوي السائد في شمال شبه جزيرة سيناء، ويتميز بصفة عامة باعتدال مناخه إذ يبلغ المعدل السنوي لدرجة الحرارة 20 درجة مئوية، أما كمية الأمطار فيصل معدلها إلى 374 ملم، وعموما فإن درجة الحرارة ترتفع صيفا وتنخفض شتاءا. أما كمية الأمطار فهي متذبذبة من سنة إلى أخرى، ومن منطقة إلى أخرى فهي أكثر في المناطق الشمالية، وتقل كلما اتجهنا جنوبا، ففي حين تصل في منطقة بيت لاهيا وبيت حانون، في الشمال إلى 400 ملم سنويا، فإنها تنخفض إلى 350 ملم في منطقة غزة وجباليا، ثم إلى 300 ملم في المنطقة الوسطى و250ملم في خانيونس و200 ملم في رفح.
ويتعرض القطاع للرياح الشمالية الغربية الدائمة، التي تسبب سقوط الأمطار وللرياح الشمالية الشرقية، التي كثيرا ما تحمل التيارات الهوائية البادرة شتاءا، والموجات الحارة صيفا.
التربة والمياه:
تسود التربة الرملية في قطاع غزة، وتتخلها بعض المناطق الطينية وخصوصا في المنطقة الوسطى من القطاع.
أما المياه فإن المطر هو المصدر الأول لها، ولما كانت كمية المطر متذبذبة من سنة إلى أخرى، فإن السكان باتوا يعتمدون بشكل أساسي على مياه الآبار الجوفية، ولهذا توجد أعداد كبيرة من الآبار المنتشرة في أرجاء القطاع، الذي بدأ يعاني من نقص خطير في المياه نتيجة الاستهلاك المتزايد للسكان، واستهلاك المستوطنات الإسرائيلية التي أريد لها أن تسيطر على معظم مناطق المياه العذبة في القطاع.
التجمعات السكانية في القطاع
توجد في قطاع غزة أربع مدن كبرى ، اثنتان منها من المدن القديمة وهما غزة ورفح ، واثنتان أنشئتا وتطورتا في العصور الوسطى بعد الفتح الإسلامي وهما دير البلح وخان يونس .
وهناك عددا من القرى المنتشرة في القطاع، هذه القرى من الشمال إلى الجنوب هي: بيت حانون – بيت لاهيا- جباليا- النزلة- الزوايدة- القرارة- بني سهيلا- عبسان الكبرى- عبسان الصغرى- خزاعة.تحول البعض نها الى مجالس بلدية مثل جباليا والزوايدة
وبعد عام 1948 تدفق الفلسطينيون إلى قطاع غزة، فتكونت عدة مخيمات للاجئين هي مخيم جباليا- مخيم الشاطئ- مخيم النصيرات- مخيم البريج- مخيم المغازي- مخيم دير البلح- مخيم خانيونس- ومخيم رفح.
وتتلقى المدن والقرى خدماتها من ماء وكهرباء من قبل البلديات والمجالس القروية، أما المخيمات فتتلقى خدماتها عبر وكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة.
سكان القطاع
بلغ عدد سكان قطاع غزة طبقا لنتائج الاحصاء الشامل الذي قام به الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني 1063274 نسمة وفي اخر تقدير لعدد سكان قطاع غزة ورد في تقرير للجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني بتاريخ 31/12/2003 ان عدد سكان القطاع بلغ 1.4 مليون نسمة.
هذا ويعتبر قطاع غزة من أكثر مناطق العالم كثافة للسكان، إذ تبلغ كثافة السكان فيه 2913 نسمة /كيلومتر مربع ، وسوف ترتفع هذه الكثافة إذا وضعنا في الاعتبار الأراضي التي تسيطر عليها المستوطنات لتصل إلى 3333 نسمة /كيلومتر مربع.
أما من حيث التركيب الديموغرافي فإن نسبة الذكور تقارب نسبة الإناث مع زيادة طفيفة، إذ يزيد عدد الذكور على عدد الإناث بـ 10 آلاف نسمة تقريبا.
والمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة يعتبر مجتمعا شابا، إذ تصل نسبة من هم أقل من 15 عاما 50.4 % من عدد السكان ، وأما من هم في مراحل التعليم من المرحلة الثانوية فتصل نسبتهم إلى 25%.
النشاط الاقتصادي:
يمارس السكان العديد من الأنشطة أهمها، القطاع الصناعي والتجاري والخدماتي ، حيث يضم النسبة الكبرى من القوى العاملة في القطاع ، إذ تصل النسبة فيه إلى 69% ويرجع السبب في هذه الزيادة إلى ازدحام السكان ، وهجرة الكثير من عمال الزراعة، ونسبة اللاجئين الكبيرة التي انصرفت لممارسة المهن الصناعية والتجارية بعد فقدانهم أرضهم.
أما العاملون في القطاع الزراعي فلم يتعدوا نسبة أل 14.8% من جملة القوى العاملة عام 2002، وقد بدأوا باستخدام الأساليب العلمية الحديثة في الزراعة ، حتى تساعد على زيادة الإنتاج الزراعي ، وخاصة قطاع الخضروات.
وهناك حرفة صيد الأسماك، بالإضافة إلى الموظفين في قطاع الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها.
أما قطاع الصناعة فقد بلغت نسيبة العاملين فيه 12.9% من جملة عدد القوى العاملة عام 2002، وتنتشر الكثير من الصناعات في قطاع غزة ، مثل صناعة الغزل والنسيج ، الملابس الجاهزة، الصناعات المعدنية، صناعات الأخشاب، وصناعات المواد البناء ، مثل الحجارة والباطون والبلاط وكثير من الورش المتعددة الأغراض.
أما المحاصيل الزراعية فقد تراجعت زراعة الحمضيات لتحل محلها زراعة الخضروات والجوافة، وحاليا يميل السكان إلى الإكثار من زراعة الزيتون، بالإضافة إلى اللوزيات ، كما توجد مساحات مزروعة بالعنب والتين.
أما بالنسبة لصيد السمك فقد تراجعت هذه الحرفة ، بسبب حرمان الصيادين من التوغل في البحر ، من قبل القوات الإسرائيلية وهنا نسجل بأن الإنتاج السنوي للسمك لا يتعدى 2627 طن عام 2002.
وكذلك فإن مهنة تربية الحيوانات ليست بالمستوى المطلوب، إذا اقتصر إنتاج قطاع غزة من اللحوم الحمراء في عام 2002 على حوالي 1500 طن وهي كمية لا تفي بحاجة الاستهلاك المحلي للقطاع.
الفصل الثاني
الاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزة
لقد أقامت إسرائيل في قطاع غزة في الفترة ما بين 1968- 1973 خمس مستوطنات، في مواقع تضمن لها السيطرة والتحكم، وهي كما يلي:
مستوطنة إيرز أنشئت عام 1986 وهي تقع على الحدود الشمالية لقطاع غزة، على الطريق الرئيسي المؤدي إلى إسرائيل ويوجد بها معبر إيرز.
مستوطنة كفار داروم على الطريق العام صلاح الدين إلى الجنوب قليلا من دير البلح للتحكم في الطريق الرئيسي وهو الشريان الوحيد الذي يربط مدينة غزة بالمنطقة الجنوبية وقد أنشئت هذه المستوطنة عام 1970م.
مستوطنة نيتسر حزاني، لأغراض عسكرية على البحر وقد أنشئت عام 1973.
مستوطنة موراج، على الطريق الرئيسي بالقرب من مدينة رفح مع خانيونس. وقد أنشئت هذه المستوطنة عام 1972.
أما في المرحلة الثانية الواقعة بين 1977- 1991، فقد أقامت أربعة عشرة مستوطنة تسد الفراغ الجيوسياسي/ الأمني الذي تم تعديله لغير مصلحة إسرائيل عندما اضطرت لتفكيك مستوطناتها في سيناء، وقد برزت الحاجة لإقامة تلك المستوطنات لتكون جاهزة لتجمع قوات عسكرية إسرائيلية قريبة من الحدود المصرية من جهة، وتكون مراكز استيطانية من جهة أخرى تحكم سيطرتها بالكامل على معظم المناطق الشاطئية لقطاع غزة آخذة في الاعتبار بعض المشاريع الاستيطانية مثل مشروع آلون ومشروع شارون.
وقامت هذه المستوطنات بشق الطرق العرضية والداخلية والتي سنتطرق لها في مكان آخر من هذه الدراسة. أما في هذا الفصل فسوف يدور الحديث عن المستوطنات الإسرائيلية في عهود الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وأنماط الاستيطان، والكتل الاستيطانية.
أولا: المستوطنات الإسرائيلية في عهد الحكومات الإسرائيلية.
سارت السياسة الاستيطانية الإسرائيلية في قطاع غزة وفقا للمتغيرات السياسية في إسرائيل وفي المنطقة.
فقد حكم حزب العمل إسرائيل فترة امتدت من 1967 – 1977م، قامت إسرائيل خلالها ببناء مستوطنات تخدم أهدافها الإستراتيجية المتمثلة في تمزيق أوصال القطاع، والتحكم في طرقه الرئيسية وشواطئه، خاصة وأن تزايد العمليات الفدائية، وثورة شعبنا ضد الاحتلال، جعل إسرائيل مضطرة لمراقبة الشواطئ والطرق الرئيسية في القطاع عن طريق مستوطنات إيرز- كفار داروم- نتساريم- موراج- نيتسر حزاني.
أما حزب الليكود والذي حكم إسرائيل من عام 1977 – 1992م تخللها فترة بسيطة لحكومات الائتلاف فقد قام ببناء 14 مستوطنة جميعها بالقرب من شاطئ البحر.
بالإضافة إلى المستوطنات السابقة أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدد من المواقع الاستيطانية اعتبرتها فيما بعد مستوطنات إلا أنها مازالت وحتى ألان غير مأهولة وما زالت مكونة من عدد قليل من البيوت المتنقلة وهذه المواقع هي:
1 – المنطار ، وتقع شرق مدينة غزة بالقرب من معبر المنطار ( كارني )
2 – دورون شوشان ، شرق دير البلح ، بالقرب من معبر كيسوفيم
3 – ميراف ، شرق مدينة خانيونس
4 – يغول ، داخل مجمع غوش قطيف
5 – تل قطيف ، داخل مجمع غوش قطيف
6- سلاو ( سلاف ) غربي مدينة رفح
وفي العام 1992 وبعد صعود حزب العمل بزعامة اسحق رابين لسدة الحكم، أصدرت الحكومة الإسرائيلية قرارات بتجميد عمليات الاستيطان في قطاع غزة والضفة الغربية، وذلك تحت الضغط الدولي وبدء عملية السلام مع الطرف الفلسطيني، إلا أن هذا القرار ألغي فور تسلم حزب الليكود بزعامة ينيامين نتنياهو السلطة عام 1996م.
ففي الضفة الغربية بدأت عمليات مصادرات أراضي جديدة، مثل وادي التين في طولكرم، وسلفيت وغيرها. ولعل أهمها وأخطرها ما يجري الآن في جبل أبو غنيم، حيث عزمت إسرائيل على إقامة مستوطنة هارحوماه لإكمال الطوق الاستيطاني حول القدس وعزل المدينة عن محيطها العربي.
أما في قطاع غزة فقد شمل قرار التجميد الاستيطاني، الذي أقرته حكومة حزب العمل بزعامة رابين، منع بيع أو إشغال مجموعة من الشقق الفارغة في المستوطنات الإسرائيلية وقد قام الليكود بزعامة نتنياهو بالسماح ببيع هذه الشقق وإشغالها وفيما يلي بيان بعدد الشقق والمساكن في القطاع:
في مستوطنة إيلي سيناي 25 شقة.
في مستوطنة نيسانيت 21 شقة.
في مستوطنة نفيه دكاليم 120 شقة.
في مستوطنة قطيف 9 شقة.
في كفار دروم شقة.
ثانيا: أنماط الاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزة.
بلغ عدد المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة 19 مستوطنة، أقيمت على مساحة 23000 دونم، هذا بالإضافة إلى 23 ألف دونم جعلت كمحيط أمني لهذه المستوطنات، وبهذا تكون المستوطنات الإسرائيلية قد احتلت ما مساحته 46000 دونم أي بمعدل 41.8% من جملة الأراضي الحكومية البالغة 110 ألف دونم، و12.6% من مساحة القطاع البالغة 365 ألف دونم، والذي يسكنه قرابة المليون نسمة كما ذكرنا آنفا.
يسكن هذه المستوطنات التسع عشرة قرابة 5000 مستوطن حتى تاريخ 31/12/1995 ،في حين أشارت إحصائيات المجلس الإقليمي للمستوطنات بان عدد المستوطنين الإسرائيليين في قطاع غزة بلغ 5936 أغلبيتهم في مستوطنات غوش قطيف.على أي حال فقد أشارت أخر الإحصائيات التي أوردها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في نشرته الصادرة في أغسطس 2003 أن عدد المستوطنين الإسرائيليين في قطاع غزة قد بلغ 7300 مستوطن حتى نهاية عام 2002.
ويلاحظ أنه بعد وصول حزب الليكود سدة الحكم زاد عدد المستوطنين في عدد المستوطنات وانخفض في عدد آخر. فقد زاد عدد المستوطنين في مستوطنة نيسانيت من 30 عائلة إلى 160 عائلة، ومستوطنة نيفيه دكاليم من 300 عائلة إلى 360 عائلة.وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإحصائيات ليست ثابتة ولكنها متغيرة تبعا لتطور الظروف السياسية والامنيه في المنطقة بالإضافة إلى عدم توفر إحصائيات دقيقة عن عدد المستوطنين.
وإذا عدنا إلى أنماط الاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزة فإنه يمكننا تحديد ثلاثة أنماط هي:
الأول: النمط المكاني "للتوزيع".
الثاني: النمط الوظيفي.
الثالث: النمط التقليدي.
النمط المكاني: بالنظر إلى خريطة توزيع المستوطنات الإٍسرائيلية في قطاع غزة، يمكن ملاحظة طبيعة التوزيع الجغرافي لهذه المستوطنات، إذ أن هذا التوزيع لم يأت عبثا، وإنما جاء مخططا لإحكام السيطرة المطلقة على قطاع غزة، فالمستوطنات تتركز على ثلاث محاور أو أحزمة رئيسية، اثنان منها داخل قطاع غزة، والآخر داخل الخط الأخضر. الذي لا يبعد عن حدود قطاع غزة الشرقية بأكثر من 500م إلى 2000 متر.
الحزام الأول: وهو الممتد على طور شاطئ قطاع غزة باستثناء شاطئ مدينة غزة ومنطقة جباليا، لأن العمران العربي قد سبق الاستيطان الإسرائيلي نظرا للكثافة السكانية الشديدة في هذه المنطقة، ويضم هذا الحزام 16 مستوطنة وهي مستوطنات: نتساريم- إيلي سيناي- دوجيت- نتساريم- قطيف- ياكال- نيتسر حزاني- جاني طال- نفيه دكالم- جديد- جان أور- بني عتصمونة- بيت سيدح- كفار يام- رافيح يام- بدولح.بالاضافة إلى 3 ماقع استيطانيه هي يغول – تل قطيف – سلاف (سلاو )
الحزام الثاني: الأوسط ويقع على الطريق الرئيسي لقطاع غزة، وهو طريق صلاح الدين رقم 4 ويضم ثلاث3 مستوطنات وهي: ايرز- كفار داروم- موراج.
الحزام الثالث: ويقع داخل الخط الأخضر على بعد 500 – 2500م فقط من الحدود الشرقية لقطاع غزة، ويضم اثنتي عشرة مستوطنة وهي:
أشدروت- نيرعام- جبعات نيزمت- مفلسايم- كفار عزة- ساعد- نحال عوز- عين هاشلوشاه- نيريم- كيرم شالوم. بالإضافة الى 3مواقع استيطانية تقع داخل أراضي قطاع غزة وهي المنطار – ميراف – دورون شوشان .
وقد جاء الحزام الأول ليفرض طوقا على التجمعات الفلسطينية من الغرب ويعزلها عن شاطئ البحر. صحيح أن هناك ثغرة لم يشملها الطوق الاستيطاني متمثلة في شاطئ غزة إلا أن هذه الثغرة خاضعة لرقابة شديدة من السفن الحربية الإسرائيلية قبالة الشاطئ، حيث يمكن رؤية هذه السفن عيانا حتى أن المواطنين الفلسطينيين أحيانا كانوا يشاهدون بوضوح حالات المطاردة من قبل هذه السفن لقوارب الصيد الفلسطينية.
أما الحزام الثاني، فقد جاء للإشراف والتحكم في الطريق الرئيسي صلاح الدين أو طريق رقم 4. وقد جاء توزيع المستوطنات في هذا الحزام بشكل يسمح بالسيطرة، حيث جاءت مستوطنة إيرز لتشرف على المدخل الشمالي لقطاع غزة إلى إسرائيل، أما مستوطنة كفار داروم فجاءت لتفصل بين مدينة خانيونس ودير البلح، ومستوطنة موراج جاءت للتحكم في الطريق من رفح إلى خانيونس . وليس أدل على خطورة موقع هذه المستوطنات إلا ما حدث في أيلول 1996 أثناء هبة الأقصى، إذ قطعت هذه المستوطنات بين أجزاء القطاع الجنوبية والوسطي والشمالية، وما حدث ويحدث منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في 29/9/2000 من قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بتقسيم القطاع إلى ثلاثة أقسام وأحيانا إلى أربعة أقسام مستخدمة المواقع الاستراتيجية لمستوطنات هذا الحزام.
أما الحزام الثالث، والذي يقع داخل الخط الأخضر فقد وضع لتدعيم الحزامين الأول والثاني، من خلال تجميع قوات عسكرية تكون قريبة من القطاع، لاستعمالها عند أي خطر وقد ظهر ذلك بوضوح أثناء هبة النفق وانتفاضة الأقصى، إذ كانت هذه المستوطنات رافدا لطلائع القوات الإسرائيلية التي كانت على أهبة الاستعداد للتحرك إلى القطاع لحماية المستوطنات.
النمط الوظيفي: يتماشى النط الوظيفي للمستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة والنمط العام للمستوطنات الإسرائيلية في فلسطين، إذ تنقسم المستوطنات الإسرائيلية إلى أربعة أقسام رئيسية، وذلك من الناحية الوظيفية.
المستوطنات المدنية "مواقع للسكن": وتشمل كلا من: متسوطنات دوجيت- رافيح يام- كفابر يام- نتساريم- نيفيه دكاليم- نيتسر حزاني- نيسانيت- كفار يام.
المستوطنات الزراعية: وتضم كلا من: مستوطنات إبلي سيناي- بيت سيدح- بدولح- جاني طال- جديد- قطيف - جان أور.
الكييوتسات (مستوطنات تعاونية): وتضم كلا من مستوطنات بني عنصمونة- موارج.
المستوطنات الصناعية: وتضم مستوطنتي إيرز- ياكال.
إذن فإن فالمستوطنات المدنية هي التي تحتل المركز الأول في مستوطنات قطاع غزة، إذ يبلغ عددها ثماني مستوطنات، تأتي بعدها المستوطنات الزراعية التي يبلغ عددها سبع مستوطنات ثم مستوطنتان تعاونيتان، ومستوطنتان صناعيتان.
 
إن فحص هذه المسألة يقودنا إلى الاعتقاد بان الاهتمام بالمستوطنات المدنية مرده إلى كون هذه المستوطنات مقامة على أساس ديني عقائدي، ومدعمة من الجماعات الدينية المتطرفة، أما المستوطنات الزراعية، فقد أقيمت طبقا للمخططات الإسرائيلية في ابتلاع الأرض الفلسطينية، والسيطرة على مساحات كبيرة من أراضيها الزراعية، التي تحتوي على محاصيل هامة كالخضار "مثل الطماطم- الخيار- القرنبيط" والزهور. ويقوم المستوطنون بتجميع هذه المحاصيل وإعدادها للتصدير عبر إسرائيل. وبالنسبة للمستوطنات الصناعية فإن أكبرها مستوطنة هي مستوطنة إيرز التي يوجد بها عشرات المصانع والورش، وتعمل بها العمالة الفلسطينية من قطاع غزة. ويوجد في إيرز مصانع الملابس الجاهزة وصناعات الأخشاب وورش الصيانة، أما مستوطنة باكال ففيها مصنع لتعليب الطماطم ومصنع للكرتون. وهناك مستوطنتان تعاونيتان أعمالها مشتركة بين المستوطنين، بالإضافة إلى مهام المستوطنة العسكرية، مثل متسوطنة نتساريم ونيتسر حزاني اللتين يوجد يهما مقرات للوحدات الخاصة، ومراكز للمخابرات الإسرائيلية، ووحدات مراقبة للشواطئ البحرية.
 
وبشأن المستوطنات الصناعية التي أقيمت في الأراضي الفلسطينية، سواء في القطاع أو في الضفة الغربية فقد تعمدت إسرائيل أن تكون قريبة من التجمعات السكانية الفلسطينية، وبعيدة إلى درجة كبيرة عن التجمعات اليهودية وذلك لإبعاد خطر التلوث عن إسرائيل، أرضا وسكانا، وضخه إلى المناطق الفلسطينية، مما يعتبر فعلا استعماريا مرتبا ومشينا لا يراعي أبسط الحقوق الإنسانية، وينطوي على التمييز العنصري.
 
3. النمط العقائدي:لقد لبعت الحركات الاستيطانية الدينية الإرهابية دورا كبير في إقامة المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين ونحن هنا لسنا بصدد بدراسة تفصيلية حول هذه الحركات والتي أشهرها: غوش قطيف- بيشع- أعوادات إسرائيل- المزراحي- هبوعل مزراحي- كاخ كهاناحي- الكيبوتس الديني.
 
أما في قطاع غزة فقد كان لحركة المزراحي- هبوعيل مزراحي الدور الأكبر في إقامة 9 مستوطنات في القطاع.
 
ومما ذكر أن المزراحي- هبوعيل مزراحي هما حزبان اتحدا عام 1955، تحت شعار أرض إسرائيل لشعب إسرائيل حسب تعاليم التوراة، وكونا بذلك حزبا دينيا واحدا هو المفدال. وقد أكدت قيادة الحزب على الاستيطان في الأرض الفلسطينية باعتباره المبدأ الأساسي لدولة إسرائيل، وقد كان لهذا الحزب دور كبير في تأسيس حركة غوش أيمونيم، والتي أثرت بشكل كبير في الواقع الاستيطاني في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويسيطر الحزب الديني المتطرف المفدال على 9 مستوطنات وهي نيسانيت- نتساريم- كفار داروم- غوش قطيف- جاني طال- نتسير حزاني—جان أور- جديد وموارج.
أما حركة غوش أمونيم فقد ولدت عام 1974م وأعلنت كتنظيم جديد داخل الحزب الوطني الديني المفدال، ويعتبر الحاخام المتعصب العنصري، موشي لليفنجر الأب الروحي لها. وتسيطر هذه الحركة على مستوطنتين هما: بني عتصمونة وإيلي سيناي، بينما يسيطر مجلس المستوطنات في قطاع غزة على مستوطنتين هما: نيفيه دكاليم، ورافيح يام. وهما مستوطنتان علمانيتان، أما المستوطنات المتبقية وعددها 6 مستوطنات فهي مستوطنات مشتركة، وبذلك يكون توزيع المتسوطنات من الناحية العقائدية على النحو التالي:
9 مستوطنات دينية.
6 مستوطنات مشتركة.
2 مستوطنات علمانية.
2 مستوطنات أخرى.
 
ثالثا: الكتل الاستيطانية في قطاع غزة.
ذكرنا أن هناك ثلاث أحزمة من المستوطنات في قطاع غزة، اثنان منها في داخل القطاع، والآخر داخل الخط الأخضر محاذي للحدود الشرقية لقطاع غزة.
 
وقد وضعت هذه الأحزمة للسيطرة على قطاع غزة، وذلك بوضع طوق حوله من الغرب ومن الشرق بالإضافة إلى الأسافين الاستيطانية المتموضعة على الطريق الرئيسي في القطاع. وسوف نعرض هنا وصفا تفصيليا لهذه المستوطنات وذلك بإلقاء الضوء على كل مستوطنة على حده.
 
أولا: مستوطنات الحزام الغربي: إذا أمعنا النظر في خريطة توزيع المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة، لوجدنا أن المستوطنات التي تقع ضمن هذا الحزام يمكن تقسيمها إلى ثلاث كتل استيطانية ،تتصل بإسرائيل عبر طرق عرضية تضمن لها سهولة الاتصال بالدولة الأم، وسوف نتحدث عن هذه الكتل على التوالي:
الكتلة الشمالية: وتضم ثلاث مستوطنات هي نيسانيت- ايلي سيناي- دوجيت.
 
مستوطنة إيلي سيناي: تقع على بعد 1 كم إلى الشرق من شاطئ البحر ملاصقة تماما لحدود قطاع غزة الشمالية، وهي مستوطنة زارعية أنشئت عام 1983 لاستيعاب عددا من المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من سيناء في أعقاب اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية وتقوم مباني هذه المستوطنة على مساحة 175 دونم ومساحة إجمالية 763 دونم سكنهاما بين 30 -40 عائلة زادت بعد مجيء نتنياهو وإلغاءه قرار تجميد الاستيطان الذي اتخذه سلفه رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين.كما تزايدت بعد صعود ارئيل شارون الى سدة الحكم فياوائل عام 2001 ليصل إلى نحو 60 عائلة يقدر عدد افرادها بنحو 300 مستوطن .
 
مستوطنة نيسانيت: تقع على بعد 5كم إلى الشرق من شاطئ البحر وعلى بعد 1.5كم إلى الجنوب من الحدود الشمالية لقطاع غزة، وهي من المستوطنات الزراعية أنشئت عام 1982 لتستوعب أعدادا من المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من سيناء، وتقوم المستوطنة على مساحة عمرانية تقدر بـ41.6 دونم بمساحة إجمالية 1620 دونم.
 
ويقيم في هذه المستوطنة نحو 160 عائلة يقدر عدد افرادها ب 550 مستوطن بعد ان توالت زادة اعدادهم بعد صعود حزب الليكود للحكم وصعود ارئيل لسدة احكطم في اسرائيل في اوائل عام 2001.
مستوطنة دوجيت قرية الصيادين: وتقع على بعد 1 كم من شاطئ البحر على بعد 2كم جنوب الحدود الشمالية لقطاع غزة، أنشئت عام 1990 وهي من المستوطنات المدنية مساحتها العمرانية 258دونم وبمساحة إجمالية تصل إلى 600 دونم، يسكنها الآن 70 مستوطنا.
 
وتتصل هذه المستوطنات فيما بينها بطريق معبد أنشئ خصيصا لهذه المستوطنات يحظر على المواطنين الفلسطينيين المرور عليه، وتكمن خطورة هذه المستوطنات في اتصالها المباشر مع إسرائيل لقربها منها ثم قربها من التجمعات الفلسطينية في بيت لاهيا وبيت حانون. وعلى هذا فهي عبارة عن رأس حربه لمواجهة التجمعات السكنية الفلسطينية خصوصا مستوطنة دوجيت التي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن قرية بيت لاهيا، ويشكل وجودها عائقا لوصول المواطنين الفلسطينيين إلى شاطئ البحر، الذي يعتبر المتنفس الوحيد لسكان تلك المناطق وما خلفها، والذي يمكن أن يستخدم كمناطق سياحية تخدم الجزء الشمالي لقطاع غزة.
 
2. الكتلة الوسطى: وهي ليست كتلة بالمعنى المفهوم، لأنها لا تحتوي إلا على مستوطنة واحدة، ولكن نظرا لاتساع مساحة هذه المستوطنة، وموقعها المتميز جنوبي مدينة غزة، والمشاكل الناجمة عن هذه المستوطنة، جعلت منها كتلة استيطانية قائمة بذاتها وهي مستوطنة نتساريم: أنشئت هذه المستوطنة عام 1972م لتقسم قطاع غزة إلى قسمين شمالي وجنوبي، فهي تقع على بعد 1كم إلى الشرق من شاطئ البحر، وعلى بعد 1كم إلى الغرب من الطريق الرئيسي، وعلى بعد 4كم جنوب غزة، وتقوم على مساحة عمرانية 858دونم بمساحة إجمالية 2200دونم، ويسكنها 41 عائلة زاد عدها بعد صعود حزب الليكود للحكم سواء في عهد نتنياهو او شارون ، ويوجد بها مقرا للوحدات الخاصة الاسرائيلية .
 
3. الكتلة الثالثة: وهي كتلة مجمع مستوطنات غوش قطيف، وهذه الكتلة معظمها أنشئ بعد اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية: "كامب ديفيد" وما أعقبها من جلاء القوات الإسرائيلية عن سيناء، ما عدا مستوطنة نيتسر حزاني التي أنشئت عام 1972م ومستوطنات هذه الكتلة تمتد من الشمال إلى الجنوب لتستحوذ على معظم الأراضي القريية من شاطئ البحر من جهة والمدن الفلسطينية من جهة أخرى، وتحاول هذه المستوطنات عزل المدن الفلسطينية دير البلح- خانيونس ورفح، حيث تطوق هذه المستوطنات مدينة خانيونس من الشمال والغرب والجنوب لتعزلها عن دير البلح، بل هي تعزل بعض سكان هذه المناطق كما هو حاصل اليوم حيث نم عزل سكان المواصي من مدينة خانيونس ورفح، بحيث جعلت سكان المواصي يعانون من صعوبة التنقل من وإلى خانيونس، بالإضافة إلى استفزازات المستوطنين المتكررة والتي سنذكر بعض حالات منها لاحقاً.
 
وقد أنشئت هذه الكتلة الاستيطانية بهدف تجميع قوات عسكرية إسرائيلية لتواجه القوات المصرية التي أصبحت قريبة من حدود قطاع غزة بعد اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية ويبلغ عدد مستوطنات هذه الكتلة 12 هي:
 
نيتسر حزاني: تقع على بعد 2 كم إلى الشرق من شاطئ البحر، وفي منتصف المسافة بين دير البلح وخانيونس، "المسافة بين المدينتين 7 كم": وأنشئت عام 1973م مساحتها العمرانية 818 دونم بمساحة إجمالية 2050 دونم، ويقطنها ما بين 50-60 عائلة وبها حوالي 180 منزلاً، الزراعة من أهم الأنشطة بها وفيها مصنع للتعليب وثلاجات لحفظ الخضار ومصنع للكرتون، ويوجد في هذه المستوطنة مقراً للمخابرات الإسرائيلية الشين بيت، ومقراً للوحدات الخاصة.
 
مستوطنة ياكال: وتقع على بعد 2 كم من شاطئ البحر بين مستوطنتي قطيف ونيتسر حزاني وهي مستوطنة صناعية أنشئت عام 1991 تستقبل كافة المنتجات الزراعية للمستوطنات الإسرائيلية في غوش قطيف.
 
مستوطنة قطيف: وتأسست هذه المستوطنة عام 1977م على بعد 2 كم إلى الشرق من شاطئ البحر غرب السطر الغربي القريب من خانيونس، مساحتها العمرانية 400 دونم ومساحتها الإجمالية 1993 دونم. وهي متسوطنة زراعية بها 70-80 منزلاً، ويقيم فيها نحو 50 عائلة يبلغ عدد افرادها نحو 250 مستوطن، ويوجد بها مصنع للنجارة، وللورق- وفندق، ومحطة لتكرير المجاري، ومزرعة دواجن، ومزرعة لتربية الخيول، وميدان للسياق، وملاعب رياضية، وبركة سباحة، ومطاعم وهي تضم أكبر تجمع سكني في مستوطنات القطاع.
 
د. مستوطنة جاني طال: وقد أنشئت عام 1987م كمستوطنة زراعية بمساحة عمرانية 750 دونم ومساحة إجمالية 2450 دونم ويقيم فيها نحو 65 عائلة وعدد افرادها نحو 400 مستوطن ، وتقع على بعد 1.5 كم إلى الجنوب من مستوطنة قطيف على مسافة 2 كم شمال غرب مدينة خانيونس وعلى بعد 1.5 كم إلى الشرق من شاطئ البحر، بها ملعب كرة القدم، ومخزن أدوية، ومحطة وقود، وكنيس للصلاة، وبقالة كبيرة، ومخازن للخضار، وبجوارها موقع للجيش الإسرائيلي.
 
هـ. مستوطنة نفيه دكاليم: وتقع على بعد 1.5 كم إلى الشرق من شاطئ البحر، وعلى بعد 1كم من الناحية الجنوبية أنشئت عام 1983م على مساحة عمرانية 300 دونم بمساحة، إجمالية 2000 دونم، يسكنها نحو 400عائلة يبلغ عدد افرادها نحو 2000 مستوطن ، وهي تعتبر أكبر المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة يوجد بها المجلس الإقليمي للمستوطنات، وجامعة للطلاب والطالبات، ومدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية، وحضانة أطفال مستشفى ومكتب بريد، وبنك، ومركز الشرطة، وكنيسان للصلاة، وسوق تجاري كبير، ومحطة وقود، وعدد من المصانع مثل الملابس الجاهزة والمنازل الجاهزة، وعدد من الورش.
 
و. مستوطنة جديد: أنشئت عام 1979م على بعد 2.5 كم إلى الشرق من الساحل البحر وإلى الجنوب مباشرة من مخيم خانيونس بمسافة 1 كم. مساحتها العمرانية 733 دونم بمساحة إجمالية 1476 دونم يقطنها نحو 40 عائلة تقريباً يبلغ عدد افرادها نحو 250 مستوطن. ، وبها كنيس للصلاة، ومنتدى لسكان المستوطنة، وملعب كرة قدم وسلة، وروضة أطفال، وعيادة صحية مع سيارة إسعاف وأخرى للمطافي.
 
و. مستوطنة جان أور: تقع على بعد 2 كم إلى الشرق من ساحل البحر وعلي بعد 4 كم من الحدود الجنوبية لقطاع غزة، ومساحتها العمرانية 1000 دونم بمساحة إجمالية 1692 دونم يسكنها حوالي 74 عائلة يبلغ عدد افرادها نحو 280 مستوطن، وبها يوجد بها مخيم لقوات الجيش الإسرائيلي، وكنيس للصلاة وتأسست عام 1980م.
 
ز. مستوطنة بدولح: تقع على بعد 2.5 كم شرق البحر، وعلى بعد 3.5كم من حدود قطاع غزة مع مصر، وقد أنشئت عام 1986م على مساحة عمرانية 150 دونم بمساحة إجمالية 1456 دونم، وهي مستوطنة تعاونية زراعية بها مكتب بريد، وحضانة أطفال وكنيس للصلاة وملعب كرة قدم وسلة يسكنها ما بين 40-50 عائلة من بينها 15 عائلة من القادمين الجدد من فرنسا.
 
ح. مستوطنة بني عتصمونة: وتقع على بعد 3 كم من ساحل البحر وقرابة 3 كم عن حدود قطاع غزة مع مصر مساحتها العمرانية 141.6 دونم بمساحة إجمالية 1500 دونم يقطنها حوالي 56 عائلةيبلغ عدد افرادها نحو 450 مستوطن ، معظمهم من المتدينين المتعصبين أنشئت 1979م.
 
ط. مستوطنة بآت سدى: وتقع على بعد 2 كم من ساحل البحر، و2 كم من الحدود المصرية مساحتها العمرانية 41 دونم، ومساحتها الإجمالية نحو 1500 دونم. بها 45-50 عائلة معظمها من جنود الجيش الإسرائيلي أنشئت عام 1989م.
 
ي. مستوطنة رافيح يام: تقع على بعد 1.5 كم من شاطئ البحر، وحوالي كم من حدود القطاع مع مصر. أنشئت عام 1984م بمساحة عمرانية 50 دونم ومساحة إجمالية نحو 570 دونم يقيم فيها 23 ويبلغ عدد افرادها نحو 120 وأغلب المقيمين فيها من الجنود الإسرائيليين.
 
ك. مستوطنة كفار يام: أسست عام 1987م على شاطئ البحر مقابل نيفية دوكاليم، يقع بجوارها موقع عسكري إسرائيلي، وتسكن بها عائلتان.
 
ثانياً: الحزام الأوسط:
أنشئ هذا الحزام في عهد حكومات حزب العمل، وجاء ليشرف على الطريق العام الرئيسي- طريق صلاح الدين "رقم 4" الذي يعتبر الشريان الرئيسي بل والوحيد للقطاع، ويتمركز حوله النشاط البشري في القطاع، وقد جاء توزيع المستوطنات الإسرائيلية على طول هذا الطريق بشكل يتيح لإسرائيل التحكم فيه، من خلال ثلاث مستوطنات هي:
 
مستوطنة إيرز: أنشئت هذه المستوطنة عام 1968م على الحدود الشمالية لقطاع غزة مباشرة، وعلى رأس الطريق الرئيسي المؤدي إلى إسرائيل، وعندها يقع معبر إيرز ويبعد عن شاطئ البحر مسافة 6 كم مساحتها العمرانية 433 دونم بمساحة إجمالية وقدرها 1200 دونم. بها عشرات المصانع والورش كما يوجد بها بنك ومكتب بريد، ومكاتب الإدارة الإسرائيلية لشؤون القطاع. ويعمل بها عدد كبير من العرب الفلسطينيين يدخولن إليها بتصاريح ممغنطة وخاصة.
 
- مستوطنة كفار داروم: تقع إلى الشرق مباشرة على جانب الطريق العام، على بعد 500 متر من دير البلح وعلى بعد 3 كم شرق البحر المتوسط و3 كم غرب الخط الأخضر. مساحتها العمرانية 50 دونم ومساحتها الإجمالية 450 دونم، صادرت إسرائيل 15 دونم غربي الطريق بعد مقتل حاخام المستوطنة وأقامت جسراً يربط بين الجانبين يسكنها حوالي 42 عائلة يبلغ عدد افرادها نحو 200 مستوطن بها مصنع لتعليب الخضروات، وبئر للمياه، ومكاتب، وعيادة للإسعافات، وملعب كرة
 
مستوطنة موراج: تقع إلى الشرق مباشرة من طريق غزة-رفح على بعد 6 كم من شاطئ البحر وعلى بعد 5كم غرب الحدود الشرقية لقطاع غزة. يسكنها ما بين 20-25 عائلةيبلغ عدد افرادها نحو 150 مستوطن, 150. بها محطة لتقوية الإرسال، ومخيم لقوات الجيش الإسرائيلي، أنشئت عام 1972م مساحتها العمرانية 50 دونم ومساحتها الإجمالية 1230 دونم.
 
بعد هذا العرض للمستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة بحزاميها الغربي والأوسط والمدعمان بحزام آخر داخل الخط الأخضر، نستطيع القول أن هذه المستوطنات هي مستوطنات سياسية أنشأتها إسرائيل لتحقيق أطماعها في الأرض الفلسطينية، ولتضييق الخناق على الفلسطينيين وبالتالي دفعهم للهجرة إلى خارج فلسطين وإحلال المستوطنين مكانهم، وهذه هي السياسة التي اتبعتها الحركات الصهيونية اليهودية منذ بداية هذا القرن.
 
ولا يقتصر الأمر على إقامة المستوطنات، فهناك بعض المناطق الحيوية أخضعتها إسرائيل لسيطرتها على شاطئ قطاع غزة مثل منطقة حوف شكمة التي تبلغ مساحتها 311 دونم، والواقعة في أقصى الشمال الغربي لقطاع غزة على الشاطئ مباشرة، ومنطقة حوف دكاليم غربي مستوطنة بنفية دكاليم بمساحة 620 دونم، وحوف اشليم بمساحة 385 دونم، وأرض المزرعة بالقرب من تل السلطان بمساحة 100 دونم.
 
رابعاً: المستوطنات الإسرائيلية والتجمعات الفلسطينية في قطاع غزة.
لو نظرنا إلى خريطة توزيع المستوطنات في قطاع غزة، نلاحظ على الفور طبيعة هذا التوزيع، فقد اتخذت المستوطنات مواقعها بالقرب من التجمعات السكنية الرئيسية في قطاع غزة لعدة أهداف منها:
سهولة مراقبة الأنشطة الفلسطينية المختلفة داخل هذه التجمعات.
إعاقة الاتصال بين هذه التجمعات.
محاولة وقف وعرقلة الامتداد العمراني الفلسطيني وعدم الاستفادة من الأراضي الحكومية من قبل المواطنين الفلسطينيين.
إيجاد فرص للاحتكاك المباشر بين المواطنين الفلسطينيين والمستوطنين، مما ينجم عنه حدوث بعض الاشتباكات والصدامات لاستغلال ذلك من قبل السلطات الإسرائيلية كذريعة للاستيلاء على الأراضي بدواع أمنية.
فرض طوق استيطاني محاذي لشاطئ البحر كي يحصر قطاع غزة بين طوقين غربي وشرقي لا يبعدان كثيراً عن حدود عام 1967م.
التحكم في الطريق الرئيسي في القطاع وهو طريق صلاح الدين.
السيطرة على مصادر المياه الجوفية العذبة.
 
ولتحقيق هذه الهداف جاءت الكتل الاستيطانية في قطاع غزة، فالكتلة الشمالية المكونة من مستوطنات نيسانيت، وايلي سنياي، ودوجيت وإيرز، القريبة منها، جاءت لتواجه التجمع الفلسطيني في شمال قطاع غزة، ولتسيطر على مساحات واسعة من الأراضي تبلغ 2983 دونم كمساحة للبناء، وما يماثل هذه المساحة كمنطقة أمنية للمستوطنات.
 
ولقد جاءت هذه المستوطنات لتقف بالقرب من التجمع السكني الكبير في شمال قطاع غزة إذ يبلغ عدد سكان كل من بيت حانون وبيت لاهيا 65254 نسمة حسب إحصاء عام 1997 . وتجاورهما كل من مستوطنتي نيسانيت ودوجيت، حيث لا تبعدان سوى مئات الأمتار عن التجمعات السكنية العربية ومن هنا فقد وقفت هذه المستوطنات كحجر عثرة في طريق التوسع العمراني الفلسطيني ليس هذا فحسب، بل وحظرت على الفلسطينيين دخول المناطق الاستيطانية أو المرور بطرقها.
 
أما الكتلة الوسطى: فقد جاءت لتضع نتساريم جنوبي مدينة غزة التي تعد أكبر تجمعاً سكانياً في القطاع، مسيطرة على المسافة بين الطريق رقم 4 صلاح الدين والبحر، وإذا علمنا أن الجزء الشرقي من القطاع والواقع شرقي طريق رقم 4 في هذه المنطقة قليل ومبعثر سكانياً، استطعنا القول بأن مستوطنة نتساريم قد قسمت قطاع غزة إلى قسمين، قسم شمالي، وقسم جنوبي، يربط بينهما قناة واحدة هي طريق صلاح الدين.
 
ثم جاءت الكتلة الجنوبية، وهي مجمع مستوطنات غوش قطيف التي أنشئت، باستثناء مستوطنة نيتسر حزاني، في عهد حكومة حزب الليكود وفي أعقاب اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية هذا التجمع الاستيطاني جاء ليحول بين التجمع السكني الفلسطيني في كل من خانيونس ورفح وساحل البحر، وليعزل المدنيين عن بعضهم البعض، وليعترض التوسع العمراني الفلسطيني في هذه المنطقة ويحرم سكان المنطقة من الوصول لشاطئ البحر المنتفس الوحيد لسكان هذه المنطقة ليس هذا فحسب، بل وجاءت هذه المستوطنات لتعزل جزءاً كبيراً من سكان مناطق خانيونس ورفح وهم سكان المواصي عن المدينتين الكبيرتين من خلال وضع العراقيل أمام حركتهم وانتقالهم وممارسة حياتهم اليومية وهكذا أيضاً جاء موقع كل من مستوطنة كفار داروم وموراج على الطريق الرئيسي لتمكينهما من السيطرة عليه ولإغلاقه متى دعت الحاجة، ولقد أغلق في وجه المواطنين أثناء هبة الأقصى في أيلول عام 1996م وكذلك منذ اندلاع انتفاضة الاقصى في يوم 29/9/2000.
 
هذا من حيث الموقع، أما من حيث العلاقة المباشرة بين المواطنين الفلسطينيين والمستوطنين، فإن المواطنين الفلسطينيين يتعرضون دائماً لعمليات استفزاز من قبل هؤلاء المستوطنين، ولا تقف الاعتداءات عند هذا الحد، بل تمتد إلى منع السكان من المرور على الطريق الرئيسي للمستوطنات، بالإضافة إلى منعهم أيضاً من إقامة أي مبنى.
 
أما مستوطنة دوجيت والمستوطنات الشمالية، فإنها تعمل على منع السكان من تمهيد أرضهم لاستغلالها زراعيا، بالإضافة إلى منع المواطنين من المرور على الطرق والوصول إلى الشاطئ.
 
وفي المنطقة المتاخمة لمستوطنة نتساريم، تتعرض الأراضي الزراعية الخاصة بالمواطنين إلى عمليات اعتداء وتخريب منتظمة، وإغلاق شارع الشهداء القريب لنتساريم أمام المواطنين الفلسطينيين، كما حاولوا مرارا السيطرة على قطعة أرض على الشاطئ عند التقاء شارع الشهداء بالطريق الساحلي.
 
والحال نفسه بالنسبة لمستوطنة كفار داروم، حيث يكثر قيام الجنود الإسرائيليين في هذه المنطقة بإطلاق النار على السكان، وقد تم قبل شهور قتل مواطن فلسطيني بحجة اتقرابه من المستوطنة هذا بالإضافة إلى حظر مرور أية سيارات بسائقها بمفرده وإنما يجب عليه أن يصطحب معه مرافقاً.
 
أما بالنسبة لمستوطنة موراج فتلعب نفس الدور، وأبرز ما قامت به المستوطنة في الفترة الأخيرة، محاولة مصادر مساحات كبيرة من الأراضي لتوسيع المستوطنة، ولقد تصدى لها المواطنون باعتصامهم داخل أراضيهم.بعند اندلاع انتفاضة الأقصى بتاريخ 29/9/200 صعد المستوطنون الإسرائيليون من اعتداءاتهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني وبحماية كاملة من الجيش الإسرائيلي الذي كثف من انتشاره وتواجده في محيط المستوطنات بالإضافة إلى اقامتة العديد من أبراج المراقبة التي كثيرا ما يقوم الجنود الإسرائيليون المتواجدين فيها بإطلاق النار بمناسبة أو بدون مناسبة على المواطنين ناهيك عن فرض الاغلاقات المتكررة وتقسيم القطاع إلى عدة أقسام ولعل حاجزي المطاحن وابو هولي القريبين من مستوطنة كفار داروم ، واغلاق الطريق الساحلي وطريق صلاح الدين عند مفترق الشهداء وكلا المنطقتين تقعان بالقرب من مستوطنة نتساريم
 
الفصل الثالث:
الطرق التي تخدم المستوطنات: تتصل المستوطنات الإسرائيلية فيما بينها وبين إسرائيل، بشبكة من الطرق الداخلية داخل نطاق المستوطنات، وثلاث طرق عرضية تربطها مع إسرائيل، وسوف نتحدث عن هذه الطرق بشئ التفصيل.
 
أولاً: الطرق الداخلية:
الطرق الرئيسية:
المنطقة الشمالية: هناك طريقان رئيسيان:
الأول: من معبر إيرز في الشرق ويسير بمحاذاة الحدود الشمالية لقطاع غزة ليلتقي بالطريق الساحلي بطول 6كم.
الثاني: الطريق الساحلي: الذي يمتد من الحدود الشمالية للقطاع حتى مدينة غزة والجنوب، ولكن المسافة المحددة للمستوطنات هي 2.5كم وتصل هذه الطرق مستوطنات إيرز ونيسانيت وايلي سيناي ودوجيت.
هناك طريق فرعي: يبدأ من الطريق الرئيسي ويبعد 1.4كم من الحدود الشمالية للقطاع.
ويتجه شرقاً ليصل إلى مستوطنتي دوجيت إلى جنوب الطريق وايلي سيناي شمال الطريق ويحظر على الفلسطينيين المرور على هذا الطريق.
ولا يوجد طريق عرضي يخدم هذا المجمع الاستيطاني نظراً لاتصاله المباشر بإسرائيل.
 
المنطقة الجنوبية: وهناك طريقان رئيسيان:
الأول: الطريق الساحلي الذي يمتد من دير البلح حتى رفح، وهو امتداد لطريق الساحل الرئيسي الذي يبدأ من الحدود الشمالية حتى دير البلح.
الثاني: الطريق الطولي الداخلي الذي تتمحور حوله جميع المستوطنات الإسرائيلية القريبة من شاطئ البحر "مجمع مستوطنات غوش قطيف".
 
يبلغ طول هذا الطريق حوالي 17 كم حيث يبدأ من طريق رقم 4 طريق صلاح الدين عند مستوطنة موراج، ويتجه إلى الغرب مخترقاً المناطق الرملية إلى الجنوب من مستوطنة بني عتصمونة، ثم يتجه إلى الشمال بين مستوطنتي بيت سيدح وبدولح وجان اور، ويواصل اتجاهه إلى الشمال، ثم إلى الشمال الشرقي، ليعود الاتصال على طريق رقم 4 "صلاح الدين" وتقع معظم المستوطنات الإسرائيلية في هذه المنطقة إلى الشرق من هذا الطريق وهي على التوالي من الجنوبي إلى الشمال بني عتصمونة- بدولح- جان اور- جديد- نيفيه دكاليم- جاني طال- قطيف- ياكال- نيتسر حزاني.
 
أما مستوطنات رافيح يام- بيت سيدح وكفار يام فتقع إلى الغرب من هذا الطريق وتتفرع من هذا الطريق طرق فرعية لتصل المستوطنات بالطريق وهناك ثلاث طرق عرضية داخلية تربط بين الطريقين الرئيسين الطوليين هي:
طريق رفح/ البحر – طريق خانيونس/ البحر – طريق السطر الغربي / البحر.
 
الطرق الفرعية الداخلية:
1. طريق متفرع إلى الجنوب ليصل إلى مستوطنة رافيح يام.
2. طريق متفرع إلى الشرق ليتفرع إلى طريقين أحدهما يصل إلى مستوطنة بني عتصمونة ومستوطنة بدولح.
3. على بعد 2200م يتفرع طريق يتجه إلى الشرق ثم يتفرع إلى فرعين: جنوباً إلى مستوطنة جان أور، وشمالاً إلى مستوطنة جديد.
4. على بعد 1600م إلى الشمال هناك شارع فرعي يتجه إلى الشرق، حيث يؤدي إلى مستوطنة نيفيه دكاليم.
5. على بعد 3600م من الطريق السابق إلى الشمال من الطريق العرضي السطر الغربي/ البحر، وهناك طريق فرعي يؤدي إلى مستوطنة جاتي طال، ومستوطنات قطيف وياكال ونيتسر حزاني.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الطرق الفرعية والرئيسية محظور على الفلسطينيين ـ وخاصة على سكان المواصي ـ المرور بها، ما عدا مسافات قصيرة وهي:
طريق بطول 1600م من غرب خانيونس إلى المواصي.
طريق بطول 2000م من رفح إلى المواصي.
طريق على الطريق الساحلي بطول 600م يصل منطقة دير البلح بالمواصي.
 
ثانياً: الطرق العرضية.
تخدم المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة ثلاث طرق عرضية تربطها بإسرائيل وهي من الجنوب إلى الشمال:
طريق معبر صوفا ـ غوش قطيف بطول 8.50كم وهو مكون من جزئين رئيسين:
الأول صوفا ـ طريق رفح خانيونس الشرقي.
الثاني طريق رفح خانيونس الشرقي ـ موراج ـ غوش قطيف.
طريق كوسيفيم ـ غوش قطيف بطول 3200م وهو جزئين: الأول كوسيفيم وطريق صلاح الدين رقم 4، ومن ثم إلى كفار داروم وإلى شمال غوش قطيف إلى الجنوب.
طريق المطار "معبر كارني" ـ نيتساريم بطول 6400م وهو ثلاث أجزاء:
الأول من معبر كارني إلى الطريق الشرقي، شرق حي الشجاعية بغزة، بطول 1000 متر.
الثاني من نهاية الجزء الأول وحتى طريق رقم 4 بطول 3800م.
الثالث: من نهاية الجزء الثاني إلى نيتساريم بطول 1800م.
 
هذا وتخضع جميع هذه الطرق لمراقبة القوات الإسرائيلية، وتسير عليها دوريات الارتباط الفلسطينية ـ الإسرائيلية المشتركة، كما توجد مواقع عسكرية وحواجز ـ كما هو الحال في الموقع العسكري الإسرائيلي عند تقاطع طرق نتساريم مع طريق رقم 4.
وكذلك الموقع الإسرائيلي عند التقاء طريق كوسيفيم مع طريق رقم 4 وبداية الطريق من طريق رقم 4 إلى غوش قطيف.
هذا ويتعرض المواطنون الفلسطينيون لمضايقات عند المرور على هذه الطرق، إذ يجبر الفلسطينيون بالتوقف لدى مرور أية سيارة إسرائيلية، ويحظر على السائقين المرور إلا بصحبة مرافق مع السائق، وقد حدثت منذ فترة عملية إطلاق نار على المواطنين الذين يسيرون على هذه الطرق مما أدى إلى استشهاد أحدهم.
 
الفصل الرابع:
الأراضي المقامة عليها المستوطنات ـ الأراضي المجاورة للطرق العرضية ـ قضايا المواطنين القاطنين بالقرب من المستوطنات.
 
أولاً: الأراضي المقامة عليها المستوطنات.
كما ذكرنا فإن مساحة القطاع 365 ألف دونم مقسمة كالتالي:
110 ألف دونم أراضي حكومية.
62 ألف دونم "أراضي جبل" تسمى اراضي بئر السبع.
193 ألف دونم أملاك مواطنين وبلديات وأوقاف.
 
هناك حوالي 23000 دونم مقامة عليها المستوطنات، و23000 دونم أخرى مناطق أمنية للمستوطنات، أي ما مجموعه 46 ألف دونم. بمعدل 41.8% من جملة الأراضي الحكومية البالغة 110 ألف دونم و 12.6% من مساحة القطاع.
 
هذا ويلاحظ أن جميع الأراضي التي أقيمت عليها المستوطنات هي أراضي حكومية باستثناء مستوطنة (كفارداروم) التي كانت موجودة قبل عام 1948. وأعادت إسرائيل بناءها عام 1970.
 
ولقد حرمت إسرائيل المواطنين الفلسطينيين من الاستفادة من هذه الأراضي وهم في أمس الحاجة إليها، نظراً للزيادة السكانية الكبيرة التي طرأت على سكان قطاع غزة، الذين وصلوا الآن قرابة المليون نسمة. كما أن وجود هذه المستوطنات في هذه المناطق بالذات أتاح لإسرائيل السيطرة على أهم مناطق المياه العذبة في القطاع، فمن المعروف أن المياه الموجودة في هذه المناطق هي مياه عذبة، حيث تحتوي على أقل نسبة للأملاح والنترات وفي هذا السياق قامت إسرائيل بحفر قرابة 26 بئراً تضخ ما يقارب 20 مليون متر مكعب، في نفس الوقت التي تقوم حالياً ببيع 5 مليون متر مكعب من مياه القطاع بقيمة 7 مليون دولار سنوياً، فهي تسرق المياه وتبيعها لسكان القطاع.
 
هذا وقد ظهر لنا أثناء الجولة الميدانية، بأن جزءاً كبيراً من هذه الأراضي كان المواطنون يقومون باستثمارها زراعياً عن طريق الإيجار، وقد أجبرتهم السلطات الإسرائيلية على ترك هذه الأراضي لإقامة المستوطنات عليها.
 
ثانياً: الأراضي المجاورة للطرق العرضية.
الأراضي المجاورة لطريق صوفا غوش قطيف.
جميع الأراضي المجاورة لهاذ الطريق هي أراضي حكومية، باستثناء جزء صغير منها وهي على النحو التالي:
الجزء الأول من معبر صوفا إلتقائه ـ بطريق رفح ـ خانيونس الشرقي ـ أراضي تتبع أراضي بئر السبع وتعتبر أراضي حكومية يستثمرها أفراد من عائلة العمور.
الجزء الثاني من الطريق الشرقي خانيونس رفح ـ موراج أراضي تتبع أراضي بئر السبع. وتقيم عليها أسر من عائلة شعث.
الجزء الثالث من موراج لغوش قطيف، إلى الشمال من الطريق أراضٍ حكومية خالية، أما من الجهة الجنوبية فهي لمواطن من عائلة قشطة، يقوم باستثمارها زراعياً وهي ملك طابو.
 
الأراضي المجاورة للطريق العرضي كوسيفيم ـ غوش قطيف.
الجزء الأول من الطريق من معبر كوسيفيم ـ طريق رقم 4 جميع الأراضي المجاورة لهذا الطريق تبع أراضي بئر السبع ويقيم عليها منذ عشرات السنيين أسر من عائلات القدرة وأبو هولي.
 
الجزء الجنوبي من طريق رقم 4 إلى غوش قطيف، فهي أراضي ملك طابو ما عدا قطعة أرض قيل أن مواطنة اسمها محفوظة الفرا قد باعتها للجيش الإسرائيلي ويقع عليها موقعاً عسكرياً إسرائيلياً.
الأراضي المجاورة للطريق العرضي كارتي ـ نتساريم.
الجزء الأول من الطريق من معبر كارني إلى إلتقائه بالطريق الشرقي حي الشجاعية الأراضي الواقعة إلى شمال الطريق هي أراضي حكومية تابعة لأرض المطار. الأراضي الواقعة جنوب الطريق أراضي ملك طابو لمواطنين.
 
الجزء الثاني من انعطاف الطريق إلى الغرب حتى مفترق نتساريم تقاطع الطريق رقم 4 الجانب الجنوبي أراضي تتبع بئر السبع وهي بذلك أراضي حكومية ـ الجانب الشمالي من الطريق ملك طابو على الجانبين أراضي مزروعة ببساتين البرتقال والزيتون.
 
الجزء الثالث من تقاطع الطريق العرضي بطريق رقم 4 حتى نتساريم فالجانب الجنوبي أراضي تابعة للأوقاف ما عدا القطعة المحصورة بين الطريق الرئيسي والسكة الحديد فهي أراضي ملك "طابو".
 
الجانب الشمالي: أراضي ملك لأفراد من عائلة الوحيدي والعلمي والسقا أم غرب المستوطنة حتى الطريق الساحلي فهي لعائلة بكر وشملخ، وعلى الجانب الجنوبي أراضي لآل أبو مدين.
 
أما الأراضي التي تقع على الشاطئ ومقابله تماماً لإلتقاء الطريق العرضي بالطريق الساحلي فهي تابعة لأبو مدين.
 
ثالثاً: قضايا المواطنين في المناطق القريبة من المستوطنات والطرق العرضية.
من خلال الجولات الميدانية التي قام بها فريق البحث حول الأراضي المقامة عليها المستوطنات، والأراضي المجاورة للطرق العرضية، ومن خلال المقابلات التي تمت مع بعض المواطنين المقيمين في المناطق القريبة من المستوطنات، اتضح التالي:
نقص الخدمات العامة في المناطق المجاورة للمناطق الاستيطانية، خصوصاً المغراقة القريبة من نتساريم، ومنطقة المواصي، كما تنقصها الخدمات التعليمية حيث لا توجد مدارس، والخدمات الصحية فلا توجد عيادات صحية، كما وينقصها الكهرباء، فسكان منطقة المغراقة يرسلون أبناءهم للدراسة في مخيم البريج والنصيرات وكذلك الأمر للعلاج. وسكان المواصي أيضاً يرسلون أبنائهم إلى خانيونس ورفح للتعليم وكذلك للعلاج.
 
يعاني سكان المواصي من صعوبة في إيصال مستلزمات نشاطهم الزراعي من اسطوانات غاز وبلاستيك وغيرها. وهذه الصعوبات يواجهونها من قبل سلطات الاحتلال.
 
هناك استفزازات من قبل المستوطنين إذ كثيراً ما يمنع المستوطنون المواطنين الفلسطينيين من الاقتراب من حدود المستوطنة حتى ولو كانوا على أراضيهم للعمل، بل أن هناك اعتداءات متكررة يقوم بها المستوطنون خاصة في منطقة المواصي.
 
منع المواطنين من إقامة أية مبنى على طول الطرق العرضية والأراضي المجاورة للمستوطنات بل يمنع المواطنين من إقامة حتى معرشات من عسف النخيل للاستظلال بها صيفاً في مزارعهم.
 
نتائج الدراسة
مما سبق يتضح الآتي:
أن إسرائيل قد نشرت مستوطناتها في قطاع غزة طبقاً لخطط الاستيطان التي انتهجتها وخصوصاً خطة شارون التي تنص على نشر المستوطنات بشكل يجعل من التجمعات العربية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة جيوب معزولة عن بعضها يمكن السيطرة عليها بسهولة.
 
أن هذه المستوطنات لم تقام لأسباب سياسية ظرفية كما يعتقد البعض قياساً بتفكيك مستوطنة يميت الإسرائيلية في سيناء، فعلى الرغم من التكلفة المادية التي تتكلفها إسرائيل على هذه المستوطنات، لتبقيها لأهميتها الاستراتيجية لقربها من الحدود المصرية ومراقبة الجزء الجنوبي لساحل البحر ـ وللسيطرة على موارد المياه والتي تضعها إسرائيل على سلم أولوياتها.
 
وبناء على ما تقدم فإن هذه المستوطنات تعمل الآن على محاولة عزل التجمعات الفلسطينية خصوصاً بين دير البلح، خانيونس ـ رفح وعزل مدينة غزة عن المنطقة الجنوبية وذلك من خلال مستوطنة نتساريم وكفارداروم وموراج واتصال الأخيرتين بمجمع مستوطنات غوش قطيف.
 
الأراضي المقامة عليها المستوطنات هي جزء من الأراضي الحكومية البالغة 110 ألف دونم وتقوم المستوطنات على مساحة 46 ألف دونم. أي بنسبة 41.8% من جملة الأراضي الحكومية و12.6% من مساحة القطاع. وقد كان عدداً من المواطنين يقومون باستثمار هذه الأراضي زراعياً عن طريق الإيجار وقامت إسرائيل بطردهم منها وحرمتهم من الاستفادة.
 
المواطنون الفلسطينيون المقيمين بجوار المستوطنات خصوصاً سكان منطقة المغراقة بالقرب من نتساريم وسكان المواصي بخانيونس ورفح يعانون من استفزازات المستوطنين، وذلك عن طريق إطلاق النار من قبل الجنود الإسرائيليين بحجة الاقتراب من المستوطنات واعتداءات المستوطنين على منازلهم.
 
يعاني سكان المناطق المجاورة للمستوطنات من نقص الخدمات التعليمية والصحية وصعوبة التنقل.
هناك مناطق بعينها على شاطئ البحر سيطرت عليها إسرائيل لأهداف عسكرية وهي:
حوف شكمة: أقصى شمال غرب بيت لاهيا بالقرب من الحدود الشمالية.
حوف دكاليم: مقابل مستوطنة بنفيه دكاليم.
حوف أشليم: مقابل مستوطنة جان أور.
 
هناك أراضي تم تأجيرها من قبل سلطات الاحتلال للمستوطنات مثل أرض مطار غزة والمزرعة في تل السلطان وحسب مصادر وزارة الإسكان فلا يعرف لهذه الأرض عقود بل أخذت مع إسرائيل عند انسحابها من قطاع غزة.
 
جدول رقم (1) عدد سكان محافظات قطاع غزة عام 2004
اسم االمحافظة
المجموع
 
محافظة شمال غزة
265.980
 
محافظة غزة
492621
 
محافظة دير البلح
202707
 
محافظة خانيونس
271787
 
محافظة رفح
166.701
جدول رقم (2) النمط العقائدي للمستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة
الرقم
المستوطنات الدينية
المستوطنات المشتركة
المستوطنات العلمانية
أخرى
 
1
بني عتصمونا
إيلي سيناي2
رافيح يام
أيرز
 
2
جان أور
نيسانيت
كفار يام
ياكال
 
3
غدير
جاني طال
4
قطيف
بدولح
5
كفار داروم
بات سدى
6
موراج
دوجيت
 
7
نتساريم
8
نفي دكالين
 
9
ندنسر حزاني
 
المستوطنة مسيطر عليها من قبل حركة غوش إيمونيم باقي المستوطنات، الحزب الديني "المفدال" وهو المنبثق عن حركة هبوعيل ـ مزراحي.
المستوطنة مسيطر عليها بشكل كبير حركة غوش ايمونيم، الباقي مستوطنات دينية مشتركة.
المراجع
1 – المستعمرات الإسرائيلية ـ المركز الجغرافي الفلسطيني 1995م.
2 - الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، سكان التجمعات الفلسطينية 1997 – 2010 ، ديسمبر 1999
3 - الاستيطان ـإعداد جمال البابا ـ مكتب الرئيس مركز التخطيط 1996.
4 - الديموغرافيا السياسية ـ مكتب الرئيس مركز التخطيط.
5 - المصادرات الجبرية للأراضي العربية بعد اتفاقية أوسلو جمعية الدراسات العربية.
6 - الحركات الدينية الإرهابية في إسرائيل ـ وزارة التخطيط ـ دائرة الشؤون الإسرائيلية.
7 - المستوطنات الإسرائيلية ـ المخابرات العامة 1996 ـ دائرة الشؤون الإسرائيلية.
8 - الملامح البيئية لقطاع غزة ـ وزارة التخطيط.
9 - الاستيطان الصهيوني في قطاع غزة ، جهاد شعبان البطش، رسالة ماجستير الطبعة الأولى 2003
10 - غزة وقطاعها، سليم المبيض،1987
11 - مسح شامل للمستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، سلسلة الدراسات (10)، مايو 2001
12 -خريطة اتفاقية غزة أريحا مقياس رسم 1: 20000سم.
13 -خريطة توزيع المستوطنات مقياس رسم 1: 20000سم.
14 - نتائج الدراسة الميدانية التي قام بها الباحث مع مجموعة من زملائه حول الطرق العرضية والأراضي المجاورة لها.
 

المراجع

موسوعة الجغرافيا دراسات و ابحاث

التصانيف

تصنيف :الجغرافيا