أحد أصدقائي قال لي مرة أنه يستخدم بعض النصوص من كتابي "متفق عليه"، للإيقاع بالنساء، موهما إياهن أنه كاتبها، فأفتيت له بأنه ما دام الغرض نبيلاً فلا جُناح عليك!
وثمة مقالات معينة تحوز أحياناً من رضا القراء أكثر مما يتوقع الكاتب، أو لأسباب لم تكن في ذهنه، فالقراء في النهاية مجموع غريب من القناعات والأفكار والأفهام والهوايات والرموز ووو....
إحدى مقالاتي التي حازت رضا مفرطاً وعجيباً من القراء، هي واحدة من المقالات التي كنت سأتصل بالجريدة في آخر لحظة لأسحبها من النشر، ففوجئت بها تنتشر على الإيميلات والمدونات وأكثر من مائة موقع إلكتروني، وهي "لماذا تغير طعم التفاح"!
لكن هذه المقالة سببت لي صداعاً بعد ذلك، فأحد المواقع نشرها تحت عنوان "نص ابن حرام مجهول الأب" وأعلن أنه يتعاطف مع الكتاب الذين تنشر مقالاتهم هكذا كأنها لقيطة، وطلب "من الصديقة التي أرسلتها له إعلامه باسم كاتبها"، وأضاف ساخرا أنه "خصص مكافأة لمن يدل على كاتبها"!! وموقع آخر يديره أحد الكتاب "الساخرين" تجرأ على تحرير المقالة وحذف سطرين لم يعجباه!!
موقع إخباري أردني نشر المقالة تحت عنوان "لماذا تغير طعم الحياة؟" مع تغيير بسيط جدا هو اسم الكاتب فقط!! حيث نشره كاتب متدرب باسمه بجرأة متناهية ودون أن يغير فاصلةً أو نقطة منه، وحين سأله بعض القراء في تعليقاتهم أنهم قرأوا هذا المقال قبل ذلك، استشاط غضباً وأقسم أنه له، ولما تجادل المعلقون وكشف بعضهم اسم كاتبه سحبته ادارة الموقع، وأنا أراقب وأضحك!
ومن الحالات الطريفة أن أحدهم نشره على مدونته "قاسميات" باسمه ومن تأليفه، حسب وصفه الحرفي، مع أنه يضع على مدونته تحذيراً شديد اللهجة "في حال النقل من المدونة دون ذكر اسم المصدر والكاتب"!
أما منتديات «همسات اسلامية» فقامت بتحرير المقال قبل نشره، فغيرت خاتمة المقالة "لكنها كانت دائماً خضراء ... لأنك كنتِ هنا"، إذ حذفت "لأنك كنتِ هنا"، ربما لأن المحرر لا يثق تماماً بأخلاق المرأة التي أتحدث عنها..أو إن كانت محجبة أم لا!
وأنا لا يزعجني أبداً أن ينقل موقع ما مقالتي، ولكن أن ينقلها عن موقع "الغد" حيث أكتب رسمياً، لأن مواقع كثيرة نقلتها مشوهة نقلاً عن أولئك الذين عبثوا في سطورها، أو حرروها وفقاً لمنطلقاتهم الجغروسياسية والدينية!
والثلاثاء الماضي، أيقظني هاتفان صباحيان مبكران، من عمان، أن مذيعاً قرأ المقالة على "إذاعة فن. ف. ام" وأسهب في مديح المستمعة الصغيرة التي أرسلت له المقالة، بعد شهور طويلة من نشرها، من دون أن يكلف نفسه الإشارة لكاتبها..وكان المتصلان غاضبين..ولولا صدق الغيرة والحرقة في مشاعرهما، وإلحاحهما، لما كتبت هذه المقالة!
لكن أطرف الحالات التي صادفتها على الانترنت، أن مواطناً قطرياً كتب على مدونته مقالة بعنوان "لماذا تغير طعم الجح"، اقتبس فيها فقرات من مقالتي، والجح في لهجة الخليج هو البطيخ، لكنه على الأقل امتلك أمانة من نوعٍ ما، حين كتب في نهاية مقاله "مقتبس عن مقال (لماذا تغير طعم التفاح) الذي يتحدث عن المعيشة سابقاً في بلاد الشام"!
بالطبع يرضي غرور أي كاتب أن تحوز مقالاته هذا الحجم من التداول، والإعجاب، لكنه يحز في النفس أن تنشر المقالة في أكثر من نصف هذه المواقع والمنتديات من دون اسم كاتبها، مثل ملتقى المهندسين العرب، ومذكرات شامية، ومنتدى الطلبة السوريين في مصر، ومنتديات صوت فلسطين، ونادي محبي سورية، واصحاب مكتوب، والمنتدى الفلكي العربي!!
لكنه يصير من العيب..كل العيب أن تنشر مرة باسم "قاسم أحمد عبد الرسول" على قاسميات، ومرة باسم "مارد فتحاوي" على منتديات بنات فلسطين، ومرة باسم ثروت عيسى الكايد على موقع "عقار.نت"، ومرة على ملتقى أبناء عشائر بني حسن باسم هيثم الخلايلة الذي ما يزال يتلقى التهاني والمديح على "مقالته"!
....
و..أعتذر جدا لقرائي لتناولي موضوعاً شخصياً، لا يهمهم، لكنه في النهاية في صلب فكرة عامة، هي انتشار النقل عن الصحف لصالح المواقع الالكترونية والمنتديات والمدونات، من دون ايلاء اي اهتمام لحق الملكية الفكرية للكاتب..أو الصحيفة!
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة إبراهيم جابر إبراهيم جريدة الغد