(815 - 901 ه‍ = 1412 - 1496 م) قايتباي المحمودي الأشرفي ثم الظاهري، أبو النصر سيف الدين: سلطان الديار المصرية، من ملوك الجراكسة. كان من المماليك. اشتراه الأشرف برسباي بمصر، صغيراً، من الخوجه محمود (سنة 839 ه‍) وصار إلى الظاهر جقمقق بالشراء، فأعتقه واستخدمه في جيشه، فانتهى أمره إلى أن كان " أتابك " العساكر في عهد الظاهر تمربغا (سنة 872 ه‍) وخلع المماليك تمربغا في السنة نفسها، وبايعوا " قايتباي " بالسلطنة، فتلقب بالملك الأشرف. وكانت مدته حافلة بالعظائم والحروب، وسيرته من أطول السير. واستمر إلى أن توفي بالقاهرة. وفي أيامه تعرضت الدولة لأخطار خارجية أشدها ابتداء العثمانيين (أصحاب القسطنطينية) بمحاولة احتلال حلب وما حولها، فأنفق أموالاً جسيمة على الجيوش لقتالهم. وشغل بهم، حتى أن صاحب الأندلس استغاث به لإعانته على دفع الفرنج عن غرناطة، فاكتفى بالالتجاء إلى تهديدهم بواسطة القسوس الذين في القدس، وبالأسلوب " الدبلوماسي " كما يقال اليوم، فاحتلوا غرناطة وذهبت الأندلس. ويذكر ابن إياس - وكان معاصراً له - أن ما أنفقه على التجاريد (الجيوش) بلغ زهاء سبعة ملايين وخمسمائة وستين ألف دينار، عدا ما كان ينفقه على الأمراء والجند عند عودتهم من جبهات القتال. قال. وهذا من العجائب التي لم يسمع بمثلها. وذكر أنه كان متقشفاً، له اشتغال بالعلم، وأنه كثير المطالعة، فيه نزعة صوفية، شجاع عارف بأنواع الفروسية، مهيب عاقل حكيم، إذا غضب لم يلبث أن تزول حدّته. أبقى كثيراً من آثار العمران في مصر والحجاز والشام ولا يزال بعضها إلى الآن.
 

المراجع

موسوعة شبكة المعرفة الريفية

التصانيف

ملوك