أبو الوليد محمد بن أحمد ابن محمد بن رشد، المعروف عند الغربيين في القرون الوسطى باسم أفروس Averroes ولد بقرطبة عام 520هـ(1126م). وكان جده قاضي قرطبة، وقد خلف عدة مؤلفات قيمة؛ كما كان أبوه قاضياً كذلك. ودرس ابن رشد في مسقط رأسه الفقه المالكي و الطب و من اشهر كتبه في الفقة (بداية المجتهد و نهاية المقتصد في الفقه ) ووصل الى منصب قاضي القضاة وذلك في ايام الخليفة يوسف ابن عبد المؤمن
ومن الأمور المهمة التي حدثت في حياة ابن رشد هي اتصاله بالخليفة يوسف ابن عبد المؤمن و الذي قدمه الى الخليفة هو الفيلسوف ابن طفيل و طلبب منه ابن طفيل بعد ذلك بناء على رغبة الخليفة ايضا ان يقدم لهم شروحات ارسطو لقد اراد الخليفة ان يقرأها ولكنه كان يشكو من الصعوبات التي يجدها في عبارات ارسطو كما ترجمها المترجمون فطلب منه ابن طفيل شرح شروحات ارسطو
وقد حدثت لأبن رشد نكبة في اواخر حياته تمثلت في اجراء محاكمة له و نفيه الى بلدة على مقربة من قرطبة
كان من اهم اسبابها مجيء خليفة كان يكره الفلسفة و التلفسف وهو هو ابو يوسف المسمي بالمنصور

فلسفة ابن رشد


ابن رشد و ارسطو
لقد شرح ابن رشد كتب ارسطو ثلاث انواع من الشرح
شرح اكبر وشرح وسيط و شرح اصغر اي تلاخيص
ولا يخفي ابن رشد و الذي يعد اخر الفلاسفة العرب اعجابة الشديد بارسطو فهو على سبيل المثال يقول في مقدمة شرحة لكتاب الطبيعة لأرسطو (مؤلف هذا الكتاب اكثر الناس عقلا و هو الذي الف في علوم المنطق و الطبيعيات و ما بعد الطبيعة و اكملها و سبب قولي هذا ان جميع الكتب التي الفت قبل مجيء ارسطو في هذة العلوم لا تستحق جهد التحدث عنها)
و يمكن القول ان ابن رشد يتميز بحس نقدي عال و يقول الدكتور عاطف العراقي ان الفلاسفة الذين يتميزون بحس نقدي انما يقفون على قمة عصورهم الفلسفية
و لقد نقد ابن رشد الصوفية نقدا عنيفا
ثم نقد الأشاعرة نقدا عنيفا ايضا

موقفه من الأشاعرة


ربما نستطيع ان نلخص موقفه من الأشاعرة في موقفه من ابي حامد الغزالي لأن الرجل كان يمثل الأتجاه الأِشعري و الصوفي معا ويقول الدكتور عاطف العراقي ان ابي حامد الغزالي لا يعد فيلسوفا و ان كان قد حشر في زمرة الفلاسفة حشرا
الغزالي قد الف كتاب اسماه تهافت الفلاسفة
لينتقد فيه افكار قد ذكرها الفارابي و ابن سينا و انتهى فيه الى تكفير الفلاسفة في 3 مسائل هيا :
  1. القول بقدم العالم
  2. القول بان الله تعالى يعلم الكليات دون الجزئيات
  3. القول بأن الثواب و العقاب في الأخرة انما هو للنفس وليس للجسد
  4. ولقد تصدى ابن رشد في كتابه تهافت التهافت لأراء الغزالي موضحا ان الفلاسفة لم يقولوا بهذه الأراء على الصورة التي فهمها الغزالي
    و كان ابن رشد يرى ان الغزالي غرضه التشويش
    دلائل ابن رشد على وجود الله
    • دليل العناية الألهية
    • دليل الأختراع (يعني ان كل اختراع لابد له من مخترع )
    • دليل الحركة (ويعني ان حركة الكون لايمكن ان تكون مصادفة فلابد ان يكون لها محركا )
ان ايمان ابن رشد بالعلاقة بين الأسباب و المسببات ايمان كبير جدا و لولا هذا الأيمان ما كان ابن رشد قد كلف نفسه العناء في الدفاع عن العقل العربي ضد الأشاعرة و على راسهم الغزالي
فانهم قد ذهبوا الى القول بانه لا توجد ضرورة بين الأسباب و المسببات
و ابن رشد يؤكد دائما على السببية
و اذا كان ابن رشد قد اهتم باثبات وجود الله تعالى من خلال ادلة عقلية و على اساس نظرة تقوم على العلاقة بين الأسباب و المسببات
فاننا نجده ايضا مهتما بالتوفيق بين الدين و الفلسفة
فلقد دافع ابن رشد وبقوة عن التأويل و الأجتهاد في فهم الأيات القرأنية
وكان رايه صريحا وجريئا اذ انه كان يعني
اذا ما توافق العقل مع الشرع فانه لا توجد هناك مشكلة وان اختلفا فانه يجب علينا ان نعيد تفسير الأيات تفسيرا يقبله العقل لأن الله هو من خلق لنا العقل و ارسل لنا الدين و الطبيعي ان لا يتعارضا
(ونحن نقطع قطعا كل ما ادى اليه البرهان و خالفه ظاهر الشرع ان ذلك الظاهر يقبل التأويل على قانون التأويل العربي و هذه قضية لا يشك فيها مسلم ولا يرتاب فيها مؤمن )
و يؤكد ابن رشد ان التفسير للنص لا يجب ان يكون تفسيرا حرفيا و ان المعني يجب ان نتامل فيه و نفكر فيه
و يمكن القول بكل ثقة ان ابن رشد و غيره من الفلاسفة شجعتهم ايات من القرأن الكريم تحث على التأمل
و البحث و النظر
هل الأنسان مخير ام مسير عند ابن رشد :
كان الجبرية قد رأو ا ان الأنسان مثل الريشة في مهب الريح ولا يملك ان يختار
و الأشاعرة حاولوا الوقوف موقف وسط بين الجبرية و حرية الأرادة (المعتزلة)
و انحاز ابن رشد الى المعتزلة
ابن رشد و الغرب
و لقد كان اثر ابن رشد قويا جدا في ارثاء اسس العقل العربي ولكن للأسف لم نستفد منها
و نجح تلاميذ ابن رشد في اوروبا ان يؤسسوا ما عرف باسم عصر العقل و هو العصر الذي سبق و ادى بالضرورة الى قيام النهضة الأوروبية التي نراها الأن
و لقد ضحي الكثيرين من الأوروبيين بحياتهم في سبيل نشر افكار ابن رشد و شروحاته لأرسطو
و منهم الكاهن الهولندي هرمان فان ريزويك الذي قال يوم احراقه بتهمة الهرطقة في لاهاي عام 1512
(ان أعلم العلماء أرسطو وشارحه ابن رشد هما اقرب الى الحقيقة بهما اهتديت وبفضلهما رأيت النور الذي كنت عنه عميا)
يقول الاستاذ لويجي رينالدي في بحثه ( المدنية العربية في الغرب) قال (ومن فضل العرب علينا أنهم هم الذين عرّفونا بكثيرٍ من فلاسفة اليونان وكانت لهم الايدي البيضاء على النهضة الفلسفية عند المسيحيين. وكان الفيلسوف ابن رشد أكبر مترجم وشارح لنظريات ارسطاطاليس ولذلك كان له مقام جليل عند المسلمين والمسيحيين على السواء)
وكتب المفكر الانجليزي جون روبرتسون في كتاب ( تاريخ وجيز للفكر الحر)
ان ابن رشد اشهر مفكر مسلم لأنه كان أعظم المفكرين المسلمين أثرا وأبعدهم نفوذا في الفكر الأوروبي فكانت طريقته في شرح أرسطو هي المثلى..



المراجع

موسوعة الفلسفة والفلاسفة

التصانيف

فلسفة