لباس الجزائر التقليدي، هو عبارة عن مجموعة الألبسة التي توارثها وحافظ عليها الجزائريون جيلا بعد جيل، ترتدى بالأخص في المناسبات كالأعياد والأعراس وحفلات الختان. تبر اللباس التقليدي الأصيل من المقومات الثقافية المبسطة لانتماء الحضارة لأعرافها التراثية، التي تظهر قيم صمودها وارتقائها في التمسك بهوية الذات والتعريف بتقاليد المنطقة التي تنبع على تشريفها لتتميز بتنوعها التراثي الذي يروي المبادئ المحافظة لتعاقب الأجيال مستمدة جذور أصالة السلف من السلف. لعل التنوع الثقافي الجزائري من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه يعتبر قوة ضخامة تراثه الذي يبصم ثروة التقاليد وميزة التنوع الحضاري في الأزياء التقليدية لكل شبر من المناطق الوطنية مقدسة الأعراف القومية والشرفية لكل منطقة تراثية تروي كسوتها رمزية قومية لكل شبر من ربوع الوطن.

القفطان الجزائري

القفطان الجزائري هو عبارة عن عباءة أو ستر طویلة تصل إلى الركبتین واكمام واسعة طویلة تصل إلى الكوع ترتدى فوق ملابس اخرى ویختلف من فرد إلى احدث ومن منطقة لأخرى في التطریز والشغل الیدوي وكان في السابق وكان ارتداؤه حكراً على الرجال من الأمراء والسلاطين فقط، ليصبح متاحاً للعامة في عهد العثمانيين، ويغدو أكثر شهرة وشيوعاً بين الجزائريين؛ حيث ترتديه اليوم النساء والرجال ولكل طرازهو منه ما یلبس للنساء، وقد ظھر القفطان الجزائري في الجزائر نتیجة للمد الإسلامي وخاصة في عھد الدولة العثمانی ولم یكن في تراث الجزائر قبل ھذا والقفطان الجزائري صار الزي الشعبي في بعض المدن الجزائریة حتى الان منھا تلمسان، الجزائر العاصمة، وھران، البليدة.

بقي القفطان الجزائرى محافظاً على عراقته وأصالته، عبر حراس هذا التراث من الحرفيين والمصممين القدامى، الذين يتعاملون بحذر شديد مع تطوير هذا اللباس وإضافة لمسات جديدة على تصاميمه، خوفاً من فقدان عراقته، لما يمثله من إرث حضاري وتاريخي جزائري. لا يمثل القفطان إرثاً حضارياً وتاريخياً للجزائر فقط، بل بات يشكل رافداً مهماً لخزينة الدولة؛ حيث إنّ الاهتمام المستمر للمصممين الجزائريين في تطوير القفطان جعل منه (سفيراً للثقافة الجزائرية) في المحافل ومعارض الأزياء الدولية.

اللباس التقليدي الجزائري

حيث يتهم الجزائريون ويعتنون  بان المغرب اصبح يسوق لكل ماهو جزائري على أنه مغربي، حيث يزعمون أن هذا السطو مس كل القطاعات، لم يسلم منها اللباس التقليدي لولاية قسنطينة ولا الكاراكو  العاصمي ولا الشدة التلمسانية (اللباس التقليدي لمملكة الزيانين) ولا البلوزة الوهرانية. ليس ذلك فحسب، بل راح ينسب لدول أجنبية كل ما هو جزائري كما هو الحال بالنسبة لأغاني الراي و دقلة نور و اللباس التقليدي الجزائري.

وأن الأمر طال الشخصيات الجزائرية التاريخية كما هو الحال لملوك البربر:  ماسينيسا و  الكاهنة ويوبا الثاني وفجأة بقدرة قادر أصبحت البلوزة الوهرانية مغربية.[2]في 2017 اتهمت الكاتبة أحلام مستغانمي المغرب بالسطو على التراث الجزائري، حيث صرحت على حسابها في تويتر: «إذا لم تستحِ فانسب لنفسك ما شئت، إخوتنا في المغرب يقومون بعملية سطو معلن على التراث الجزائري من موسيقى وأزياء ومأكولات ... شاهدوا العجب».

جبة القرفاني

تعتبر "قندورة القطيفة" المطرزة بالخيوط الذهبية التي ترتديها النساء القسنطينيات بفخر واعتزاز خلال حفلات الزفاف والختان دون أدنى شك خير دليل على تلك المهارة الخالصة للحرفيين بمدينة الصخر العتيق قسنطينة. ومكنت هذه المهارة العريقة المتوارثة من الأمهات منذ زمن طويل من إضفاء الأصالة على ذلك اللباس الذي يزين بخيوط ذهبية رفيعة لماعة والذي يطلق عليه عادة "القندورة القسنطينية" أو قندورة الفرقاني تكريما لعائلة فرقاني الرائدة في مجال الخياطة بقسنطينة وهي القندورة التي لا غنى عنها في جهاز عرائس مدينة الجسور المعلقة. وتستمد القندورة القسنطينية التي تحظى بشعبية كبيرة حتى خارج الحدود والتي هي عبارة عن فستان طويل من المخمل دون طوق وذو أكمام قابلة للإزالة أصولها من ذلك "الاختلاط" الثقافي الذي شهدته مدينة الصخر العتيق منذ عدة عصور فهي تطرز بخيوط ذهبية وفق تقنية "المجبود". وتنم هذه "التحفة الفنية" الحقيقية التي لا يعرف أسرارها الدفينة سوى أولئك الأشخاص الخبيرين في الصناعة التقليدية القسنطينية عن ذلك الإتقان "اللامتناهي" لسيدات هذه المدينة كما تكشف عن جمال المرأة الجزائرية عموما والقسنطينية على وجه الخصوص.

ولحقت بهذا الزي الأسطوري الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من الثقافة الجزائرية والذي كان لونه في السابق يقتصر في العادة على الأحمر الخمري عدة تغييرات لاسيما ما يتعلق بتنوع الألوان وأشكال التطريز حيث أضحى بإمكان العروس الآن الاختيار بين ألوان الأخضر والأزرق النيلي والبنفسجي. وتتطلب عملية تجهيز هذه القندورة الخضوع لعدة قواعد معينة حيث يتعين اختيار رسم نموذجي ثم وضعه على جلد مدبوغ ليتم بعد ذلك نقش الرسم على ذلك الجلد ويلصق بعدها بواسطة غراء ويترك. ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي عملية التطريز بخيط "المجبود"

كما يغطي هذا التطريز الذي عادة ما يكون عبارة عن زخرفات تأخذ شكل ورود وفراشات وعصافير كامل القندورة وذلك حسب الأذواق كذلك. وتتميز القندورة التقليدية القسنطيينة التي يمكن أن يستغرق تحضيرها سنة بأكملها بتقسيمها إلى ثلاثة أجزاء وهو ما يعرف محليا ب"الخراطات" وهي الوسيلة الوحيدة التي تجعلها تأخذ شكل واسع الفتحة (ضيقة من الأعلى وواسعة من الأسفل). ويختلف سعر هذا الفستان وفق ما تحمله من تطريز حيث يتراوح سعر القندورة المنجزة عن طريق تقنية المجبود بين 50 ألف و 100 ألف دج وقد يتعداه أحيانا أخرى. ويتعين أن ترتدي القسنطينيات مع هذه القندورة حزاما يتكون من عملات ذهبية بقيم مختلفة يطلق عليها "المحزمة اللويز ".

برنوس

يمكن عد البرنوس زي وطني، يأتي على شكل معطف فضفاض بلا أكمام يغطي الرأس، يصنع بالصوف. يصنع بأشكال وتصاميم مختلفة ووتطريزات متنوعة خصوصا التي ترتديه النساء.

اللباس التقليدي التلمساني

وهناك الكثير من الأزياء، حيث يأتي لباس الشدة في المقام الأول وهو يعتبر الأكثر تمثيلا للباس التلمساني، وهو اللباس الرسمي للعروس، ثم الرداء وهو أخف من الشدة. والقفطان والذي يلبس في كل الأنحاء الغربية للمغرب العربي. وفي الأخير بلوزة سيدي بومدين والتي تسمى أيضا البلوزة الوهرانية.

الشدة

إن الشدة التلمسانية لباس أميري. يتكون  من: فستان من حرير واسع الأكمام ومصنوع من قماش رقيق شفاف منمق بحبات من اللؤلؤ،ومرصع بالبرقة والدانتيل المطرز. في الأعلى تاج مخروطي مطرز بالفتلة (خيط الذهبي يصنع في تلمسان) ويغطى الجزء السفلي من التاج بقلادة من الذهب مزينة بالأحجار الكريمة والذي يدعى بالزروف وفي الأعلى تماما يوجد الجبين. والأقراط الكبيرة مخرزة تسمى بالقرصة..

اللباس

وفيما يتعلق باللباس ذاته، يتكون من ثوب طويل مصنوع من قماش شفاف ولامع يسمى بالرداء ثم تضع النساء ثوب آخر من الحرير مطرز بخيوط من ذهب. ثم يوضع حول الخصر منديل يدعى بالمثقلة والذي يتميز بخطوط عريضة مذهبة -ومصنوعة كذلك في تلمسان - وفوق هاته الملابس يأتي قفطان قصير المعمول بالفتلة ومرصع بأنواع شتى من المجوهرات واللآلئ التي تغطي منطقة الصدر والذي يدعى بالجوهر.

فستان الزفاف

تم إدراج فستان الزفاف التلمساني والعادات والتقاليد والمهارات الحرفية المرتبطة به ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي اللامادي سنة 1912، وذلك تحت عنوان:" العادات والمهارات الحرفية المرتبطة بزي الزفاف التلمساني" وهي عادات تقضي بأن ترتدي العروس بحضور أهلها وصديقاتها المدعوات فستاناً تقليدياً من الحرير الذهبي اللون. وتُزين يداها بأنواع مختلفة من نقوش الحناء كتعبير عن الفرح، ثم تأتي امرأة أكبر سنا، غالبا ما تكون إحدى قريباتها لتساعدها على ارتداء قفطان مخملي مطرز بشكل فني وجمالي، وعلى وضع الحلي وتاج مخروطي. وهذه المهارات الحرفية في صناعة هذا النوع من الأزياء الجميلة المرتبطة بزي الزفاف التلمساني المميز والعادات المرتبطة به نقلت من جيل إلى آخر.

البلوزة الوهرانية

هي عبارة عن باس تقليدي جزائري يختص بمنطقة الغرب الجزائري أو ما يسمى بالقطاع الوهراني، ظهرت في القرن السادس عشر وهي تمثل عراقة وهوية المرأة بالمنطقة مستوحاة من بلوزة سيدي بومدين. وتعد البلوزة الوهرانية من أحب الألبسة لقلب العروس في منطقة الغرب الجزائري إلى جانب الشدة التلمسانية وبلوزة المنسوج، وتكون البلوزة حاضرة في تصديرة العروس والأفراح، أخذ اللباس شهرة واسعة ورواجا كبيرا لدى السيدات حتى انتقل إلى الحدود الغربية للوطن وبالتحديد مدينة وجدة، حيث لا تستغني نساء وجدة عن بلوزة وهران. وهو فستان مرصع بالأرابيسك المذهب والأحجار اللاّمعة وبصدر يكون مفتوحاً إلى غاية الأكتاف والأكمام تكون عادة قصيرة.تطورت البلوزة مع مرور الزمن وتطورّت تصاميم الجزائريات لهذا اللباس التقليدي العريق.


المراجع

areq.net

التصانيف

ملابس تقليدية عربية  تلمسان  ثقافة جزائرية   العلوم الاجتماعية   تراث