كتب بقلم: نورا سعيد
ابن الشيطان..الذي قتل ما يقرب من 100ألف شخص..و ما هي غابة الخوازيق
أثارت شخصيته الذعر في قلوب الأتراك، يُعرف باسم " فلاد ابن دراكول" أو "ابن التنين" وله ألقاب أخرى، وأُطلق عليه هذا لأن والده كان أحد أفراد منظمة جماعة يطلق عليها اسم "جماعة التنين" وهي مكونة من نخبة الفرسان والجيوش وهي تهدف للقضاء على الأتراك، واتخذوا من "الدراجون" أو "التنين" شعارًا لهم، وهو يرمز للشر، وهو تنظيم قام الإمبراطور الروماني "سيجموند" بتأسيسه بالتعاون مع باقي أمراء أوروبا لحماية المسيحية في أوروبا الشرقية من الزحف العثماني.
"فلاد الثالث" أو دراكولا المخوزق..
فلاد الثالث الوالاخي، حاكم الأفلاق (1413-1476)، وهو ينتمي لأفراد عائلة دراكوليشتي، حكم الأفلاق ثلاث مرات وأطول الفترات كانت بين عامي 1456 و1462، ويُذكر أنه بطل قومي في بلغاريا وذلك لحمايته الأقليات الموجودة بها في شمال وجنوب سهول نهر الدانوب، فاكتسب شعبيته من نبلاء بلغاريا وشاركوه في الهجوم على الاتراك وساندوه.وُلد في ديسمبر 1431 في مدينة تُعرف باسم "سيغيشوارا" في إمارة ڤلاخيا، وكان يعيش مع والده الأمير "فلاد دراكول"، وله أن يُدعى "ميرشا ورادو". ويُذكر أنه انتقل للعيش بالبلاد العثماني عندما أُخذ كرهينة سياسية في عهد السلطان "مراد الثاني"، لمدة ست سنوات، وكانت هذه بمثابة تقليد لدى الأتراك عند فرض نفوذهم على مناطق يحتلونها، ويقومون بفرض الجزية على حكامها ويأخذون أبناءهم كرهائن لضمان ولاء الحكام، وعدم الغدر، إلا أن فلاد الثالث انقلب على العثمانيين فيما بعد، وكان يُطلق عليه من قِبل أعدائه "الشيطان"
كان "فلاد" حاكم ولاخيا ببلقان في القرن الخامس عشر، تبنى "فلاد" سياسات معارضة الأتراك و كان مهاجمًا للدولة العثمانية وتوسعاتها وذلك عندما كان أمير "ولاخيا"، خاض معارك ضد الأتراك وكان بمثابة عائق لمنع توسعهم في أوروبا، ورغم شدة المناوشات، واستمرار الحروب بين الأمراء المسيحيين وبعضهم ، وبينهم الأتراك الزاحفون بقوة ، وقد شهدت الحرب هزيمة حملة فارنا الصليبية التي حاولت طرد العثمانيين من أوروبا عام 1431.
تولي الإمارة والثأر لأبيه وأخيه...
وخلال وجوده بالبلاط العثماني تعلم الكثير عن الفنون العسكرية ومهارات الفروسية وخلال الأعوام التي قضاها هناك أصبح رجلًا عسكريًا لديه القدرة على إدارة المعارك، وعلم فيما بعد بما حدث لأبيه من قِبل الخائنين (نبلاء منطقة فلاخيا)، حيث قتلوا والده لمصالح سياسية.
ساعده على ذلك شخص يُدعى الباشا "مصطفي حسن التركي"، والذي ساعده في استعادة العرش و ذلك وفقًا للمصادر، ونجح بالفعل في اعتقال قتلة أبيه.وبحسب ما ورد بالروايات أنه اشتهر بالمخوزق لاستخدامه الخوازيق في التعذيب، وذلك عندما قام بالثأر من الجواسيس وقتلة والده وهم زعماء فلاخيا وتعليقهم على اعمدة الخوازيق ، وكان ذلك لنشر الرعب والخوف وفرض سيطرته، وذلك لأنهم اتفقوا مع التجار السكسونيين الألمان، الذين يحطون من شأن المواطن الروماني، بالإضافة لذلك أجبر بقية عوائلهم على الذهاب لمنطقة "بران" والتي أمر فيها ببناء قلعة بران والتي تُعرف الآن باسم "قلعة دراكولا"، وعمل على تأسيس طبقة نبلاء جديدة تهدف لمصلحة الوطن ويُقال أنه قام باختيارها من المخلصين لعائلته.
الخازوق وأبشع الطرق للعقاب...
تنوعت أساليب تعذيبه للأعداء والأسرى، وذاع صيته ليصل إلى الإمبراطورية الرومانية غربًا وموسكو شرقًا، ويُقال أن عدد الضحايا بلغت عشرات الألاف، ومنها استوحي "برام ستوكر" الروائي الانجليزي شخصية كانت دراكولا في روايته "دراكولا" عام 1897.
كانت قوانينه صارمة لردع أي خائن أوجاسوس وغيرهم من المخطئين، ويُقال أن هناك حفلات أُقيمت لوضع مجموعة من هؤلاء المجرمين على الخوازيق، وكان يشرف عليها شخصيًا، بالإضافة إلى اختلاف الأشكال الهندسية والتي كانت لها مدلولها فالأشكال الهندسية الدائرية والمخروطية، وكلما ارتفع الخازوق أو الرمح دل هذا على أهمية شخصية المعاقب.فكانت العقوبات بشعة وفقًا للخطأ الذي يقوم الشخص بارتكابه، فالزانيات يتم خوزقتهن، والأرامل يتم تقطيع صدورهن، وتقطع أيدي السارقين أو يصلبوا، أما عن المرابين يتم شقهم الى نصفين أو صلبهم او تسميرهم أو تحميصهم على النار، ويُقال أن المتآمرين يقوم بدفنهم أحياء. وصدر بالمصادر أنه قام بدعوة الفقراء والشحاذين في مملكته وتخلص منهم لانه كان يراهم عبئًا على مملكته و يُقال وفقًا للمصادر أن أعدادهم كانت تقرب المئة ألف شخص، وذلك لأنه كان يطمح لبناء رومانيا العظمى وتوحيدها وخلال العام 1456 وحتى 1462 كان يسعى لفعل هذا.
لوحات فلاد...
رُسمت لوحتان تجسد" فلاد دراكولا" في صورة شيطان حارب المسيح، رغم اعتباره بطل قوميًا كان يدافع عن الديانة المسيحية ضد المد العثماني والإسلام، واللوحة الأولى يظهر فلاد الحاكم بيلاطس البنطي وهو يحكم على يسوع بالصلب، والثانية لفلاد دراكولا في صورة الحاكم الروماني لمدينة باتراس وهو يأمر بصلب قديس يُدعى "أندراوس" (وهو أحد الأنبياء المبجلين لدى الأرثوذوكس).
الغزو التركي وغابة الخوازيق...
قام السلطان محمد الثاني العثماني بتجهيز جيش كبير عدده اضعاف جيشه وهاجمه بغتة، فاضطر للانسحاب الى قلعته، وقام باتباع سياسة الارض المحروقة فحرق جميع القرى التي انسحب منها، وسمم جميع الآبار في الاراضي التي تركتها، فلم يجد الجيش المحتل طعاما ولا شرابا فأنهك جسديا.وحين وصل الى المدينة تابع الحرب النفسية معه ونصب على الخوازيق 20 الف اسير تركي كسبهم من معاركه السابقة وذلك لارهاب الجيش الغازي فيما سمي فيما بعد تاريخيا بـ «غابة الخوازيق». وتخلص في الوقت نفسه من اطعامهم وحراستهم. وكان له ما ارد اذ ان الجوع والعطش والخوف والرعب فتك بالجيش المعتدي، فاضطر السلطان الى الانسحاب بعد ان تحطمت معنويات جنوده، اضافة الى ان دراكولا أرسل لهم في جنح الليل جنودا يرتدون اللباس الاسود فقاموا بذبحهم في منطقة الرقبة وتركهم ينزفون حتى الصباح.
أصيب السلطان محمد الثاني بالرعب عندما وجد الجثث المتعفنة لعشرين ألف أسير تركي معلقة على خوازيق خارج إحدى المدن. حتى أنه عاد إلى القسطنطينية ولم يواصل الهجوم. ولم يكتفِ دراكولا بذلك بل كان يقطع الآذان والأنوف والحرق والحيوانات المفترسة ودق المسامير بالرأس.
نهاية فلاد...
اختلفت الروايات حول كونه فمنهم من يقول أن الأتراك ما لبثوا أن أرسلوا جيشا بقيادة اخيه رادو بعد ان وعدوه بتنصيبه ملكا على «فالاهيا» فتم وبخيانة عدد من المحيطين به محاصرة قلعته قلعت بويناري.ولم تحتمل زوجته الموقف فألقت بنفسها من شرفة القصر لكي لا تقع في قبضة الاعداء. وهرب من سرداب سري الى الجبال حيث ساعده بعض الشرفاء، وأوصلوه إلى امارة ترانسلڤانيا وهناك طلب مقابلة الملك المجري «ماثياس جريناس الذي قام باعتقاله وسجنه.
في السجن كان يحلم دائما بالانتقام ممن خانوه وكان يتخيل الحشرات والجرذان اعداءه، فيقوم بصلبهم وخوزقتهم، وتقطيع اوصالهم. وبقي في المجر لمدة 12 سنة حتى وفاة اخيه رادو 1474.وفي عام 1475 كون جيشا استعاد بواسطته عرشه من الاتراك، حكم ولاخيا مرة اخرى ولكن السلطان التركي ما لبث ان شكل جيشا وتمكن من دحره. ووقع هو في الأسر وفي النهاية لقى نهايته على يد الأتراك في ديسمبر 1476.
المراجع
ashariealjadid.com
التصانيف
حكام ولاخيا دراكولا حكام رومان كاثوليك أرثوذكس تحولوا إلى كاثوليك حكام تولوا الحكم أطفال حكام أطفال القرون الوسطى مسيحيون أرثوذكس شرقيون رومانيون مواليد 1431 وفيات 1476