الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي (≈ 37 - 97 هـ / 661 - 715 م) من آل البيت تابعي من رواة الحديث النبوي الشريف، وكنيته أبو محمد،، كبير الطالبيين في عهده . ولد ب المدينة المنورة وقضى حياته فيها. وهو أحد أبناء الحسن السبط بن علي بن أبي طالب من زوجته خولة بنت منظور. وكنية المثنى أطلقها عليه المتأخرون لكيلا يقع خلط في التسمية مع سميه وأبيه الحسن السبط وقد وقع الخلط ويقع. ويعرف عند أهل الحديث وفي كتب التراث باسم الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وكذلك عرف ابنه عبد الله الكامل عند الأقدمين ورواة الحديث.
نسبه
هو: الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وفي الحسن بن الحسن قيل:
أبلغ أبا ذبان مخلوع الرسن |
|
أن قد مضت بيعتنا لابن الحسن |
ابن الرسول المصطفى والمؤتمن |
|
من خـير فتيان قريش ويمـن |
وفادته على عبد الملك بن مروان
تذكر كتب التاريخ الإسلامي أنه وفد على عبد الملك بن مروان فأكرمه ونصره على الحجاج بن يوسف الثقفي، وأقره وحده على ولاية صدقة علي بن أبي طالب. وقد ترجمه الحافظ ابن عساكر فأحسن، وذكر عنه آثارا تدل على سيادته وعلمه وتسننه،. ودونك خبر ذلك: لما قدم الحسن بن الحسن بن علي على عبد الملك بن مروان، وقف ببابه يطلب الإذن، فمر به يحيى بن الحكم، فلما رآه عدل إليه وسلم عليه وسأل عن مقدمه فأخبره، فقال يحيى: إني سأنفعك عند عبد الملك. ودخل الحسن بن الحسن على عبد الملك فرحب به، وأحسن مساءلته، وكان الحسن قد أسرع إليه الشيب، فقال له عبد الملك: لقد أسرع إليك الشيب. فقال يحيى: ومَا يمنعه يا أمير المؤمنين شيبه أماني أهل العراق كل عام يقدم عليه منه ركب يمنونه الخلافة. فأقبل عليه الحسن بن الحسن وقال: بئس والله الرفد رفدت، وليس كما قلت ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب، وعبد الملك يسمع فأقبل عليه عبد الملك وقال: هلم ما قدمت له؟ فأخبره بقول الحجاج فقال: ليس ذلك له فاكتبوا إليه كتابا لا يجاوزه، ووصله وكتب له، فلما خرج من عنده لقي يحيى بن الحكم وعاتبه على سوء محضره، وقال: ما هذا الذي وعدتني. فقال له يحيى: إيهاً عنك، والله لا يزال يهابك، ولو لا هيبته إياك ما قضى لك حاجة، ومَا ألَوْتُك رفداً، أي: ما قصرت في معاونتك.
جور الوليد بن عبد الملك عليه
وقيل: إن الوليد بن عبد الملك كتب إلى عامله ب المدينة: إن الحسن بن الحسن كاتب أهل العراق، فإذا جاءك كتابي هذا فاجلده مائة ضربة، وقفه للناس، ولا أراني إلا قاتله. فأرسل خلفه فعلمه ابن عمه علي بن الحسين (زين العابدين) كلمات الكرب، فقالها حين دخل عليه فنجاه الله منهم، وهي: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم.
موته
كان عبد الملك بن مروان يهاب الحسن المثنى. وقد اتهم هذا الأخير بمكاتبة أهل العراق وأنهم يمنُّونه ب الخلافة، فبلغ ذلك الوليد بن عبد الملك كما سبق ذكره، فأمر عامله ب المدينة بجلده، فلم يجلده العامل، وكتب الوليد يبرئه. وقيل للحسن : ألم يقل رسول الله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه». فقال : بلى، ولكن والله لم يَعْن رسول الله بذلك الإمارة والسلطان ولو أراد ذلك لأفصح لهم به. قال صاحب عمدة الطالب: كان عبد الرحمن بن الأشعث قد دعا إليه وبايعه، فلما قتل عبد الرحمن على إثر ثورته، توارى الحسن حتى دس إليه الوليد بن عبد الملك من سقاه سماً فمات وعمره إذ ذاك خمس وثلاثون سنة. (وفيه خلاف عن سن موته). ويروى أنه رأى في منامه قبيل وفاته، كأنَّ مكتوباً بين عينيه: ((قل هو الله أحد)) فاستبشر بذلك أهله وفرحوا، فعرضوا الرؤيا على سعيد بن المسيب، فقال: إن كان رآها قلّ ما بقي من عمره، فلم يلبث قليلاً حتى مات، وكان ذلك في سنة (97هـ). توفي إذا ب المدينة المنورة ودفن ب ينبع وبالضبط في ينبع النخل ومزاره معروف بها بين المزرعة وذي هجر. وقيل أنه دفن في مقبرة البقيع (وهو ضعيف).
المراجع
ويكيبيديا الموسوعة الحرة
التصانيف
تابعون رواة الحديث حجازيون أعلام المدينة المنورة حسنيون