مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر (وهو شنوءة) بن أزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. أول ملك لتنوخ حكم في الفترة (196- 231م بعد نزوحهم من اليمن وهو الذي قاد بقية الأزد إلى عُمان عقب هجرتهم من اليمن إثر انهيار سد مأرب وتفرقهم في الجزيرة العربية وطرد الفرس من عمان بعد معركة سلوت الشهيرة وكانت معركة حاسمة انتصر فيها العرب على الفرس، وحكم مالك عمان لسبعين سنة ).
حياته
تقول الروايات أنه كان شريفا في قومه، يسكن السراة قرب جبل العرنين * (يوجد الجبل في منطقة دوس) وبسبب حميته لجاره بعد اعتداء أبناء أخيه عليه قرر المغادرة وتبعه قوم من ازد اليمن، ونسب له أنه قال في ذلك:
|
ألا مـن مبلغ أبناء فـهـم |
|
مغـلغـلة عـن الرجل العماني |
ومـبلغ منهبا وبنـي بشير |
|
وسـعد اللات والحي الـمدان |
تـحية نـازح أمـسى هواه |
|
بـجنح البحر من أرض عمان |
فحـلـو بالسراة وحل أهلـي |
|
بأرض عمان في صرف الزمان |
جنبنا الخيل من برهوت شعثاً |
|
لى تـلهاب مـن شرقي عمان |
وبالعـرنين كـنا أهـل عـز |
|
مـلكنا بـربراً وقـرى معان |
وتذكر معظم الروايات نزوله بمنطقة البحرين وتحالفه بها مع "تنوخ"، وقيل أن تنوخا من الإناخة ويقصد بها التحالف، و"تنوخ" هو حلف قبلي يرجع تأسيسه وهجرته لإقليم البحرين إلى القرن الأول الميلادي على أقل تقدر وهو مذكور في النقوش العربية الجنوبية وذكره بطليموس في جغرافيته، وكان شيوخ الحلف عند وصول مالك بن فهم إلى البحرين هما مالك بن زهير ومالك بن فهر، وبعد إقامته تزوج ابنه جذيمة من "لميس" ابنة مالك بن زهير، ثم تنازل الإثنان عن القيادة لصالح مالك بن فهم، وتقول تلك الروايات أنهم تطلعوا بعد ذلك للهجرة إلى العراق، إلا أن مؤرخي عمان مثل الازكوي في (كشف الغمة) وابن رزيق في (الشعاع الشائع باللمعان) والسالمي في (تحفة الأعيان بسيرة اهل عمان) فينقلون عن ابن السائب الكلبي ان مالكا بن فهم لم يذهب إلى عراق بل عاد ومعه قومه بعد أن اختلف مع بقية الأقوام التنوخية المتحالفة لسبب تافه، فعاد من البحرين ماراً بمدن شمال ساحل عمان حتى وصل إلى عمان فوجد أنها بيد الفرس وأن حاكمها كان مرزباناً فارسياً فقاتله مالك بن فهم الأزدي قتالا شديداً في معركة سلوت انتهى باندحار المرزبان الفارسي وهرب جيوشه إلى فارس، ثم أودع مالك حكم عمان لإبنه سليمه، ويبدو أنه قد بقى فترة في عمان تزوج فيها من امرأة عمانية فولدت له "هناءة" و"الحارث"، وهناك روايات تقفز أصلا على اتجاهه إلى بمنطقة البحرين بل تقفز إلى مسيره لعمان. ومن ترتيب الأحداث يتضح أن هجرة تنوخ كان هدفها إقليم البحرين ويبدوا أن مالك بن فهم هو المقصود بنقش يرجع لزمن شمر يهرعش ورد فيه "أرض مالك ملك الأزد/أسد (...) وأرض تنوخ" بفترة ترأس مالكا تنوخ بعد تنازل شيخيها، ثم هاجروا إلى العراق فسكنوا في الأنبار وذلك في زمن الأشكانيين، وبعد قيام أردشير بالسيطرة على دولة الأشكانيين وسع سلطانه باتجاه ساحل عمان وهناك حاربه مالك وسيطر على عمان. ذكر أن لمالك أحد عشر ولدا، أشهرهم (جذيمة) ملك العراق و(سليمه) ملك عمان و(هناءة) الذي ينسب إليه (بنو هناء) من أهل عمان والإمارات، ورابع الأولاد هو الحارث الذي ينسب إليه (لقيط) الجد الأكبر للشحوح في الإمارات وعمان.
مقتله
اتخذ من أولاده حرساً له حيث كان يحرسه في كل ليلة واحداً منهم وكان يحب أصغر أولاده سليمة بن مالك ويخصه بالعناية ويعلمه الرماية فغار منه إخوته وكادوا له عند أبيه وقالوا أن سليمة ينام أثناء حراسته لك فقام مالك بالتخفي للتأكد مما قاله أبنائه عن سليمة فأحس سليمة بصوت فرمى باتجاهه فأصابه بسهمه فلما تكلم عرفه سليمة فقال أنا سليمة فقال مالك ولأمك الويل أحسبك والله قد قتلتني فادن فاحملني فحمله، فقال مالك قبيل موته جراء تلك الرمية:
|
|
جـزاه الله من ولد جزاء |
|
سليمة انه ساء ماجزاني |
أعـلمه الرماية كل يوم |
|
فلما اشتد ساعده رماني |
فلا ظفرت يداه حين يرمي |
|
وشلة منه حاملة البناني |
فأبكوا يابني علي حولا |
|
وأرثوني وجازوا من رماني |
والحكمة من ذلك أن مالكا أراد أن يعطي سليمة فرصة للهروب من عقاب إخوانه عندما طلب رثائه حولا كاملا ثم محاسبة سليمه.
وقال سليمة في ذلك ندما على رمايته لأبيه:
|
|
إني رميت بغـير ثائرة |
|
بيت المكارم من بني غنم |
ما كنت فيما قلت تعلم |
|
من قد أحاطت من ذوي الفهم |
ولقد رمبت الركب إذا عرضوا |
|
بين التليل فـروضة النجم |
فرميت حاميهم بلا علم |
|
أن ابن فهم مالكا أرمي |
فوددت لو نفع المنى أحدا |
|
إني هناك أصابني سـهمي |
المراجع
ويكيبيديا الموسوعة الحرة
التصانيف
جاهليون ملوك عرب تاريخ العراق شعراء العصر الجاهلي أساطير بلاد الرافدين أزديون تنوخ