هو نور الدين، أبو محمد ، عبد الله بن حميد بن سلوم بن عبيد بن خلفان بن خميس السالمي (عماني الأصل).

مولده

اختلفت الآراء حول سنة ولادة الشيخ السالمي ، فالبعض يرى أنه ولد سنة (1286) للهجرة، (1)ويرى فريق آخر أنه ولد سنة (1284) للهجرة ، كما تذكر بعض المصادر أنه ولد سنة (1288) للهجرة.

والذي يظهر أن ولادة الشيخ إنما كانت في سنة (1283) أو(1284) للهجرة بدليل قول الشيخ السالمي بنفسه في جوابه على سؤال ورد إليه من الشيخ سليمان باشا الباروني فقد طلب الباروني في سؤاله أن يذكر المجيب عمره ، فكانت خاتمة جواب الإمام السالمي هكذا: من عبد الله بن حميد السالمي البالغ من العمر ثلاثة وأربعين تقريبا الساكن القابل من شرقي عمان سنة (1326)اهــ.

وكان مولده ببلدة الحوقين من أعمال ولاية الرستاق بمنطقة الباطنة وفيها نشأ.

لما بلغ الإمام السالمي العاشرة من العمر وقيل الثانية عشر كُف بصره ،فأبدله الله تعالى ببصيرة فذة ، فكان حافظا قوي الذاكرة ، لا يكاد يسمع شيئا إلا وعاه وهي خاصية أودعها الله تعالى فيه . أما صفته فنوردها من كلام ابنه محمد حيث قال عن صفته: "كان ربع القامة ، تعلوه سمرة ، ليس بالسمين المفرط ، ولا بنحيف الجسم ‘ مكفوف البصر ، نير البصيرة ، مدور اللحية ، سبط الشعر).

صفاته

كان شديد الغيرة في ذات الله تعالى، لا تأخذة لومة لائم، يقول الحق، وينطق بالصدق ، مشهور بالبسالة، والصلابة‘ كثير الرد على من خالف ملة الإسلام، مشغول البال بأمته، يفرح بما ينفعها، ويحزن لما يضرها، وإنه ليكتئب إذا أصيب أحدج من الأمة يحدث ولو بالصين، لا تخلو مشاهده الكريمة من فائدة دينية أو عائدة دنيوية، أوشاردة أدبية، مشتغلا بتدريس العلم والتأليف، والصلح بين الخصوم بالحكم الشرعي، كان خطيباً منطيقاً، يرتجل الخطب الطوال في المجامع والمحافل، حسب ما يقتضيه المقام من السعي في إصلاح الأمة وجمع الشمل، يرغب ويرهب بأبلغ بيان وأفصح لسان.

نشأته وحياته العلمية

قرأ القرآن عند والده في بلدة (الحوقين)، ثم انتقل إلى قرية (قصرا) في الرستاق، ثم إلى الباطنة ثم الشرقية بقصد طلب العلم وكانت الرستاق تزخر بالعلماء الأفاضل كالشيخ عبد الله بن محمد الهاشمي، والشيخ راشد بن سيف اللمكي، والشيخ ماجد بن خميس العبري ، فتتلمذ على يد الشيخ راشد بن سيف اللمكي، وقد أخذ نور الدين ينتقل بين علماء الرستاق حتى نبغ في العلم، وصار ينافس شيوخه في سعة علمه، وقد قال شيخه راشد بن سيف اللمكي: أخذت العلم عن الشيخ ماجد بن خميس فصرت أوسع منه علما، وأخذ عني العلم الشيخ عبد الله بن حميد فصار أوسع مني علما.

وهكذأخذ الإمام السالمي ينتقل بين جنبات الرستاق في عمان، حتى أصبح ممن يشار إليهم وقد بدأ التأليف وهو ابن عام 19سنة تقريباً.

رحلته إلى الشرقية

هاجر الشيخ إلى المنطقة الشرقية سنة 1308هـ لما سمعه من أخبار الشيخ صالح بن علي الحارثي من علو صيته، فطلب الشيخ صالح من الإمام نور الدين السالمي أن يستوطن القابل من شرقية عمان فامتثل أمره، ولبث عنده يلتقط من فوائده، ويستخرج من فرائده، فكان الشيخ صالح أحد شيوخه الذين أخذ عنهم العلم، فدرس التفسير، والحديث، وأصول الدين، والنحو، والمعاني، والبيان، والمنطق.

وفي سنة 1314هـ توفي الشيخ صالح بن علي الحارثي، فكان لوفاته الأثر الكبير على الشيخ السالمي، فأصبح الحمل عليه أكبر، والمعاناة في أمور المسلمين أكثر من الماضي ، وتمر الأيام وتتعاقب الشهور والأعوام والشيخ السالمي قائم بدور رائد الإصلاح معلما ومنبها حتى عام 1323هـ فقد ذهب إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج، وهناك التقى بعلماء الإسلام من مختلف المذاهب، وتناقش معهم فيما يخص المسلمين، وما يحيكه أعداء الإسلام ضد المسلمين وضد رواد الإصلاح خاصة، واطلع على الكثير من علوم الحديث واقتنى كثيرا من كتبها ثم عاد إلى عمان لمواصلة مشواره.

مؤلفاته

ألف الشيخ السالمي في مجالات عدة مثل لعقيدة والفقه وأصوله، والحديث، وعلم اللغة العربية، والتأريخ، وغير ذلك.

وكان يجمع في كتاباته بين العقل والنقل ويلحظ الاتجاهات المختلفة في عصره، ويستمد من كتب الفرق المتعددة، وقد ساعد عل ذلك اتقانه لأصول الفقه الذي تمزج فيه أقوال شتى المذاهب والاتجاهات.

  • أنوار العقول، أرجوزة في علم الكلام في ثلاثمائة بيت.
  • بهجة الأنوار، شرح مختصر لأرجوزته "أنوار العقول.
  • مشارق أنوار العقول، شرح مطول واف على أرجوزته "أنوار العقول"، ألفه بعد الشرح المختصر لها.
  • غاية المراد في الاعتقاد، قصيدة لامية في العقيدة.
  • رسالة في التوحيد، وهي في بيان العقيدة باختصار.
  • الشرف التام في شرح دعائم الإسلام.
  • شمس الأصول، منظومة في أصول الفقه تتألف من ألف بيت.
  • طلعة الشمس، شرح منظومة "شمس الأصول.
  • شرح الجامع الصحيح، وهو شرح لمسند الإمام الربيع بن حبيب في ثلاثة أجزاء.
  • جوابات وفتاوى.
  • معارج الآمال ، شرح مدارج الكمال، في 18 مجلد.
  • جوهر النظام، أرجوزة تزيد عن (14000) بيت.
  • تلقين الصبيان، رسالة مختصرة فيما يجب على الإنسان.
  • الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة، طبع عل هامش طلعة الشمس.
  • سواطع البرهان، رسالة قصيرة على بعض تطورات العصر في اللباس ونحوه، جوابا على سؤال من زنجبار.
  • بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود.
  • المواهب السنية على الدرة البهية، شرح "العمروطية نظم الآجرومية".
  • تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان. (مطبوع بمكتبة الاستقامة)

وفاته

كانت وفاته بعد العتمة من ليلة الخامس من شهر ربيع الأول سنة (1332هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف للهجرة، وقد صلى عليه تلميذه أبو زيد عبد الله بن محمد بن رزيق الريامي، ودفن على سفح الجبل الأخضر ببلدة (تنوف) وقبره معروف حتى الآن.


المراجع

ويكيبيديا, الموسوعة الحرة

التصانيف

مواليد عقد 1280 هـ  وفيات 1332 هـ  مكفوفون  تاريخ سلطنة عمان  عمانيون