العقيد أديب بن حسن الشيشكلي، كان قائد الانقلاب العسكري الثالث في تاريخ سوريا الذي حدث في 19 كانون الأول 1949، وأصبح رئيساً لها بين عامي 1953 و1954، مواليد 1909 في حماة توفي 27 أيلول عام 1964 في البرازيل.

عمل أديب ضابطاً سابقاً في الجيش السوري، استولى على السلطة على دفعات منذ عام  1951 وحتى عام 1954، وكان قبلها أحد العسكريين السوريين الذين شاركوا في حرب 1948 وتأثر خلالها بأفكار الحزب السوري القومي الاجتماعي. 

حياته

ولد عام 1909 في مدينة حماة في سورية، من عائلة كردية حموية كبيرة ومشهورة، وكلمة شيشكلي أو جيجكلي بالجيم المعجمة يقصد بها صاحب الورد باللغة التركية، كبر في حماة وتخرج من المدرسة الزراعية في سلمية، ثم من المدرسة الحربية في دمشق، تطوع في جيش المشرق الفرنسي، ثم انتقل مع غيره من الضباط إلى الجيش السوري، شارك في معركة تحرير سورية من الفرنسيين عام 1945، ثم كان على رأس لواء اليرموك الثاني في جيش الإنقاذ  في  فلسطين عام 1948.

اشترك مع حسني الزعيم في الانقلاب الأول في 30 آذار 1949، لكنهما اختلفا فصرفه الزعيم من الخدمة، ولم يلبث أن عاد قائداً للواء الأول برتبة عقيد في عهد سامي الحناوي كما اشترك مع الحناوي في الانقلاب الثاني في 14 أيار 1949، لكن الشيشكلي لم يحقق في الانقلابين طموحه الشخصي، فهو مغامر يتطلع إلى السلطة ويبحث عن سلم يوصله إلى قمتها بأسلوب بارع ومقبول من الجماهير. له شقيق هو النقيب صلاح الشيشكلي عضو في الحزب القومي السوري الاجتماعي، وبحكم هذا الواقع ارتبط الشيشكلي بصلات قريبة مع العقيد أمين أبو عساف والنقيب فضل الله أبو منصور الذين ساهما في اعتقال سامي الحناوي، وانتقض بمساعدتهما على الحناوي أواخر 1949، فسيطروا على الحكم، وتقلد الشيشكلي رئاسة الأركان العامة 1951. كما مهدا الطريق لأديب الشيشكلي المسيطر على مجلس العقداء، لمنازعة رئيس الدولة هاشم الأتاسي على السلطة، حيث أصدر الشيشكلي في صباح (19 كانون الأول 1949) بلاغاً بتوقيعه، أكد فيه إقصاء سامي الحناوي وأسعد طلس عن القيادة، لتآمرهم على سلامة الجيش وكيان البلاد ونظامها الجمهوري.

إنجازاته

امتد الحكم العسكري المباشر بقيادة العقيد أديب الشيشكلي مدة ستة أشهر، وخلال هذه المدة أراد الشيشكلي الرد على الحملات العربية، ومعارضة الأحزاب والسياسيين لانقلابه بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية في البلاد، للبرهان على أن ما حققه العسكريون خلال ستة أشهر لم يحققه السياسيون خلال ست سنوات منذ الجلاء. فقد صدر عن رئيس الدولة (257) مرسوماً، تناولت تنظيم الحياة الداخلية في البلاد، فبدأت هذه المراسيم بقانون إلغاء الأحزاب وقانون جمع الصحف، وقانون منع انتماء الطلاب والمعلمين والموظفين والعمال إلى الأحزاب السياسية أو الاشتغال بالسياسة، وصدر قانون لتنظيم الشؤون المالية اعتمد على مبدأ فرض الضرائب التصاعدية والتخفيف قدر الإمكان من الضرائب غير المباشرة التي تقع على كاهل ذوي الدخل المحدود، وأُلغيت الرقابة على النقد الأجنبي فسمح باستيراده بينما منع خروج النقد المحلي، وصدر قانون الإصلاح العقاري لتنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر، وآخر للإصلاح الزراعي يقضي بتوزيع أملاك الدولة على الفلاحين ممن لا أرض لهم، وباشرت الدولة بتوزيع 5 ملايين هكتار على 50 ألف أسرة فلاحية بهدف توطين ربع مليون نسمة.وبدأت الدولة خططاً لتنفيذ مشاريع الري الكبيرة في البلاد، وأبرزها مشروع تجفيف الغاب، ومشروع اليرموك، وبدأت مفاوضات مع مصرف الإنشاء والتعمير الدولي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة لتمويل خطة الدولة لري 120 ألف دونم، وتوطين 25 ألف أسرة، وقطعت الدولة شوطاً في تنفيذ مشروع مرفأ اللاذقية لتفريغ 800 ألف طن من البضائع سنوياً، ووضعت خطة خمسية لإنجازه، بالإضافة إلى مشاريع الكهرباء وإنارة الريف.كما أولت الدولة اهتماماً خاصاً بالجيش لزيادة قدراته وتزويده بالأسلحة الحديثة. فاشترت ثلاث سفن حربية فرنسية، وعقدت صفقة لشراء طائرات نفاثة مقاتلة بريطانية، وأجرت اتصالات مع الولايات المتحدة للحصول على الدبابات والمدفعية، وشجعت أجهزة الإعلام التي تنادي بتجنيد النساء في صفوف القوات المسلحة. وعلى الصعيد الأمني، شهدت البلاد حالة من الهدوء والطمأنينة.

قلت نسبة الجرائم وحوادث السرقة والسطو، بينما سارت أمور وزارات الدولة بإشراف الأمناء العامين سيراً حسناُ، وأعلم الشيشكلي مندوبي الدول العربية والأجنبية أن لا حاجة لحصول انقلابه على اعتراف جديد وأنه يكتفي بالاعتراف القائم.حقق الشيشكلي استقراراً داخلياً لم تشهده البلاد من قبل، وكان من أشد أعداء إسرائيل، وفي كل يوم من أيام عهده كانت تحرر تلة حتى أنه قال: (إن الطريق من دمشق إلى الخليل سيكون سالكاً أمام الجيش السوري). عندما شعر الشيشكلي بتعاظم المعارضة الداخلية لنظامه العسكري، أصدر مرسوم تشكيل وزارة في 6 حزيران 1952، وأعلن بعد تشكيل الوزارة بأن الجيش سيدعم مشاريع الحكومة دون التدخل في شؤونها، وأكد بأن هذه الحكومة مؤقتة مهمتها إيصال البلاد إلى الانتخابات النيابية في إطار قانون جديد للانتخابات يفتح السبيل أمام تمثيل حقيقي للشعب.

وفاته

تم اغتياله في البرازيل عام 1964 على يد شاب درزي هو نواف غزاله. حيث فاجأه نواف غزاله في شارع ببلدة سيريس في البرازيل وأطلق عليه النار فقتله انتقاما من ممارسات الشيشكلي العسكرية ضد الدروز في منطقة جبل العرب. وقعت الحادثة قرب جسر ريالما القريب من منزله في مقاطعة سيريس في محافظة غاياس، حيث كمن له نواف غزاله وقام بإطلاق النار عليه من فوهة مسدسه بعد عودة الشيشكلي من عزاء أحد الأصدقاء في قرية مجاورة.


المراجع

areq.net

التصانيف

حمويون  عسكريون سوريون  أشخاص حاربوا من أجل عروبة فلسطين   العلوم الاجتماعية   التاريخ