بشير فهمي فحيمة هو من أهالي طرابلس ومن فنانيها المبدعين، ولد سنة 1907 واسمه الفني بشير فهمي بدأ دراسته الأولى بكتاب سيدي عطية بالمدينة القديمة ثم دخل إلى مكتب العرفان، اتجه بعدها إلى عالم الفن والطرب، حيث تتلمذ على يد الفنان محمد ظافر المدنى، وقد برع في العزف على العود، وكان من أشهر الفنانين في مجال كتابة وتلحين الأغنية الليبية.

عن خرائط الروح للروائي الليبي أحمد إبراهيم الفقيه - الجزء الأول خبز المدينة فقد شاع في الأيام الأخيرة من عهد الحكم الايطالى في ليبيا بعض الاغاني التي يقوم بتسجيلها عرب المهجر من الفنانين الليبيين، مثل المغني الشعبي الليبي بشير فهمي، المقيم بين تونس وباريس، الذي اثاره قانون الجنسية الذي ايده قبل صدوره عدد من شيوخ البلاد من بينهم مفتي الديار الليبية، فاطلق هذا الفنان عددا من الاغاني الشعبية الهجائية، التي تهاجم هذا القانون، وتهاجم الإدارة الاستعمارية الإيطالية، ورموزها مثل الحاكم العام، واعوانه من الليبيين مثل مفتي الديار، وكانت آخر هذه الاغاني، تلك التي يقول مطلعها : ــ مبروك عليكم يا ناس قاضيكم أصبح بيباص وبسبب سهولة الحانها وبساطة اللغة التي كتبت بها، بالإضافة إلى مضمونها السياسي الذي يوافق هوى الناس، فقد انتشرت هذه الأغاني بين كل طبقات الليبيين، وصاروا يرددونها جهارا، بما في ذلك الاطفال أثناء لعبهم في الشارع، مما اثار غضب رجال السلطة في طرابلس أثناء الحكم الايطالى، فوضعوا بشير فهمي وأغانيه بما في ذلك العاطفية والفكاهية في القائمة السوداء، واصدر الرقيب الإيطالي قرارا بمعاقبة كل من يغني اويسمع اغانيه أو يقتني أو يبيع أو يشتري اسطواناته، أو أي اسطوانة من إنتاج شركته "فهمي فون".

من الاغانى المشهورة والتي لحنها الفنان بشير فهمى فحيمة أغنية "ريدي اليوم باعثلي سلامه " التي لحنها الفنان المبدع بشير فهمي وتغنى بها الفنان الجميل محمد الجزيري رغم أن كل لغانيه والحانه لاقت رواجا كبيرا في الشارع اليبي والبلدان المجاورة عن (محطات مضيئة في تاريخ الأغنية الليبية) قيل فيه بأنه في بداية العقد الثالث من القرن الماضي وبالتحديد عام 1924 هاجر إلى تونس، وقد شارك في بعث النهضة الفنية بها الفنان الكبير المرحوم بشير فهمي فحيمة حيث وجد الترحاب وحسن الوفادة وقام بافتتاح مؤسسة فنية لإنتاج وبيع الاسطوانات الغنائية حيث قام بطبع أعماله الناجحة التي نالت إعجاب الجماهير الفنية في كل من تونس والجزائر وليبيا.. ونقل إليها العديد من الالحان الشعبية الليبية كما رفع شأن الفن الليبي خارج البلاد وداخلها وهو أمر لم يسبقه إليه أحد من الفنانين الليبيين ولغزارة إنتاجه أقبلت عليه الإذاعات وخاصة التونسية والفرنسية على إذاعة أغانيه، وكان له الفضل باعتراف التونسيين في نشر فن الغناء في تونس.

كان هذا الفنان إلى جانب ذلك زجّالاً ينُظمّ الشعر الشعبي، حيث كان يشارك في إحياء العديد من المناسبات الأدبية والفنية وعاد إلى طرابلس نهائياً واستقر بها مواصلاً نشاطه بالإذاعة الليبية حيث قدم بعض الأعمال الناجحة، أثناء توليه رئاسة القسم الموسيقي بالإذاعة الليبية. توفي بمدينة طرابلس سنة 1972.

مما سبق يتضح لنا أن الأغنية الليبية كانت حقيقة واقعة بالفعل لها شخصيتها المميزة بدليل اعتراف الفنانين التوانسة بفضل بشير فهمي عليهم في هذا المجال الذي كان جديدا ً في بلادهم، خاصة إذا علمنا أن الفنان بشير فهمي كان مؤلفا ً وملحنا ً ومطربا ً متمرسا ً ومشهورا ً، وكان في قمة عطائه الفني في بلاده ورائدا ً من رواد الأغنية الليبية عندما هاجر إلى تونس وبقى فيها لأكثر من ثلاثين عاما ً. هو صاحب أشهر أغنية تونسية "لاموني اللي غاروا مني" التي لحنها وغناها الهادي الجويني وأداها العديد من الفنانين بعده. من إنتاجاته التونسية أيضا "لو كنت اليوم" و"هذي الجنة" وأداهما محمد الفرشيشي و"أنا قلبي طاب" لعفيفة جمال و"يا عزيزة الروح " لعلية وهي من تلحين الهادي لجويني. (اقتباس)

المراجع

ويكيبيديا, الموسوعة الحرة

التصانيف

مغنون ليبيون  مواليد 1907  فنانون ليبيون