رينالد من شايتون، (و يكتب أيضا ريجنالد Renaud de Châtillon بالفرنسية)، (1120 فرنسا - 4 يونيو 1187 الجليل، فلسطين) اشتهر بإسم أرناط عند العرب، أثناء الحرب الصليبية الثالثة. والده هنري من شايتون Henri de Châtillon.توجّه رينالد إلى الأرض المقدّسة، حسب الإعتقاد المسيحي، في 1147 ووضع نفسه أولا تحت إمرة الملك بالدوين الثالث في مدينة القدس وبعد ذلك تحت إمرة كونستانزا أميرة أنتيوخ (Constanza of Antioch).

كونستانزا التي مات زوجها في عام 1149 وقعت في حب ريجنالد وتزوجته في 1153، منجبا منها إبنته أغنس من شايتون Agnes de Châtillon، و بزواجه أصبح أمير أنتيوخ. رينالد كان شجاع لكن عنيف؛ كان يعامل الأبرشية بوحشية لإبتزاز المال. و بتحريض من الإمبراطور البيزنطي مانويل الأول كومنينوس Manuel I Comnenus, هاجم سيلسيا الأرمنية Armenian Cilicia (جنوب شرق الأناضول)، لكن بعد ذلك عقد إتفاق سلام مع ثوروس الثاني من سيلسيا و شاركه بإجتياح جزيرة قبرص البيزنطية عام 1156. إلا أن مانويل إنتقم في 1159 عندما خضع رينالد كتابع له.بعد سنة أخذ المسلمون رينالد أسيرا (1160 - 1176) في دولة سوريا.

بعد سجن رينالد لمدة 16 عام، خرج ليجد أن زوجته توفت في عام 1163، تاركة الإمارة لبومند الثالث Bohemond III, ابن زوجها الأول. فقفل عائدا إلى القدس حيث قام الملك بلدوين الرابع ملك مملكة بيت المقدس الأفرنجية في عام 1177، بتزويج رينالد من ستيفاني، أرملة لورد أوتره-جوردن (لورد منطقة شرق وجنوب البحر الميت)، هكذا أصبح أمير صحراء الكرك و الشوبك و مونتريال.

كان الملك بلدوين الرابع قد وقع هدنة مع صلاح الدين الأيوبي، تحددت مدتها بسنتين، بدأ من أيار عام 1180م. من شروط الهدنة حرية التجارة للمسلمين والمسيحيين و حرية إجتياز أي من الطرفين بلاد الطرف الآخر. لكن رينالد لم يقبل ان تمر قوافل المسلمين حاملة الثروات والاموال من منطقته بدون مقابل. في صيف عام 1181م خرج رينالد مع قوة كبيرة، متجها إلى تيماء، على الطريق التجاري بين دمشق والمدينة مكة ، حيث سطى على قافلة عربية واستولى على كل ما تحمله من ثروة و أسرى من فيها، منتهكا هدنة 1180.قام صلاح الدين بمراسلة بلدوين الرابع بغضب مذكرا اياه بالهدنة و طالباً التعويض . فقام بلدوين الرابع بمخاطبة رينالد في الأمر، فقام رينالد برفض طلبه. أستطاع المسلمون أن يأسروا أكثر من 2500 حاج فرنجيا كانت سفنهم قد جنحت إلى مصر بعد كانوا في طريقهم إلى بيت المقدس .

أمر صلاح الدين بحبسهم ثم راسل بلدوين عارضا أطلاق سراحهم مقابل السلع و السبي التي نهبها رينالد .رفض رينالد المبادلة، و إندلعت الحرب. في فبراير 1183، دعا رينالد فرسان الصليب للسيطرة على مكة و المدينة. و بغرض إلهاء صلاح الدين عن القدس أرسل بعضا من رجاله لهذه المهمة، مما إضطر صلاح الدين لإرسال جيش من دمشق لإيقافهم.قطع رينالد أشجار غابات الكرك و معظم نخيل العريش. وحمله إلى قلعة الكرك.

حيث طلب من الرهبان صنع بعض المراكب. و طلب من صليبية عسقلان صنع البعض الآخر. منشئا إسطولا من خمس سفن حربية كبيرة. وعدد كبير من المراكب الصغير و الخفيفة. قام بعدها رينالد بنقل المراكب مفككة على الجمال إلى ساحل البحر الأحمر (بحر القلزم). ثم ركب المراكب ودهنها بالقار الأسود، و جهزها بالرجال و الالات القتالية. خصص مركبين لمحاصرة جزيرة قلعة أيلة، مانعا السكان من الوصول إلى مصادر مياه الشرب، فيما أكمل باقي الإسطول طريقه إلى عيذاب، و وصل بعضهم إلى باب المندب و عدن. أحرق الأسطول ستة عشر مركبا للمسلمين. وأستولوا على مركبً لنقل الحجاج في عيذاب، كما إستولوا على مركبين محملين بتجارة وبضائع من اليمن، و دمروا مؤن الحجاج في ساحل عيذاب.بعث صلاح الدين إلى مصر لبناء أسطول في مصر والإسكندرية. و قام قائد الأسطول حسام الدين لؤلؤ بحل المراكب مفككة على الجمال و أشرف على تجميعها في يناير 1183 م و أحضر رجالا من المغرب لهم خبرة بحرية للعمل على المراكب. قسم لؤلؤ الأسطول قسمين. الأول غادر إلى قلعة أيلة استولى على المراكبين هنالك. و القسم الثاني ذهب إلى عيذاب، لإنجاد المسلمين، ثم عاد لؤلؤ إلى رابغ، ليواجه الصليبيين في ساحل الحوراء. كان عدد رجال رينالد أكثر من ثلاثمائة بقليل, كما انضم إليهم بعض العربان, إلا أن هؤلاء الإخرين تفرقوا لدى وصول لؤلؤ، و قتل معظم رجال رينالد.

قامت جيوش بلدوين الرابع بحماية قلعة الكرك مرتين من إنتقام صلاح الدين في عامي 1183 و 1184. بدأ صلاح الدين بتحضير الجيوش الإسلامية للحرب، و التجهيز على طول منطقتي مصر و سوريا، و في النهاية عقد صلاح الدين هدنة مع بلدوين.في عام 1185 توفي بلدوين الرابع و خلفه بلدوين الخامس الطفل الذي لم يقتنع رينالد بوجوده في الحكم، فلم يعش بلدوين الخامس أكثر من سنة، و كان لرينالد دورا في إنهاء حياته، و بجهود بلدوين تم تتويج سيبيال Sibyl أخت بلدوين الرابع و زوجها غي دى لوزيجنيان سنة 1186م. في نهاية سنة 1186 أعاد رينالد الكرّة فسطى على قافلة ضخمة. كانت أخت صلاح الدين من بين من أسر من القافلة، على الرغم من الهدنة التي وقعها مع صلاح الدين.

هذا الأمر سرع بالتجهيز للحرب، خاصة بعد رفض رينالد مقابلة سفراء صلاح الدين أو الأستماع إلى الملك غي دى لوزيجنيان، الذي لم يستطع إجبار رينالد على إعادة البضائع و الأسرى بسبب دور رينالد في وصول غي دى لوزيجنيان إلى الملك. على أثر ذلك قامت معركة حطين عام 1187م، ليتم القبض على كل من رينالد و غي دى لوزيجنيان.بعد إنتهاء المعركة، نصبت خيمة ضخمة، و تم إحضار الأمراء و فيهم رينالد و غي دى لوزيجنيان إليها، حيث كان صلاح الدين ، فوضع رينالد عن يساره و غي دى لوزيجنيان عن يمينه. طلب صلاح الدين عصير الجلاب المثلج، فشرب منه و أعطى غي دى لوزيجنيان منه ليشرب، و بعدها قدم غي دى لوزيجنيان الشراب لرينالد، فغضب صلاج الدين وقال له: "إنما ناولتك ولم آذن لك أن تسقيه هذا لا عهد له عندي" دخل صلاح الدين إلى خيمة داخل الخيمة الرئيسية وإستدعى رينالد. سحب صلاح الدين سيفه ودعا رينالد إلى الإسلام فامتنع فقال صاح الدين: "أنا أنوب عن رسول الله ص في الانتصار لأمته" و قطع رأسه بنفسه وأرسل الرأس إلى الأمراء وهم في الخيمة.


المراجع

mawsoati.com

التصانيف

أشخاص من لواريت  ملوك كاثوليك  أمراء إنطاكية الصليبية  صليبيو الحملة الثانية  مواليد عقد 1120  وفيات 1187  معدمون بقطع الرأس   العلوم الاجتماعية