رباط الشونيزية

المقدمـــة

إن كلمة رباط وجمعها رُّبُط: معناها الحصن أو المكان الذي يرابط فيه الجيش.

أي أن الرباط هو عبارة عن الحصن الذي يقيم فيه المقاتلين الذين يدافعون عن الثغور، المواجهة للعدو، للذود عن ديار المسلمين. كما إن هذه التسمية مقتبسة من القرآن الكريم وذلك في قوله: {وأعدُّوا لهم مَّا اسْتَطعتُم من قُوَّة ومن رِّبَاط الخَيْل}.وقوله تعالى: { يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اصبْرُوا وَصَابرُوا وَرَابطُوا واتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

فلقد كانت الرُّبُط إضافة لدورها في التصدي لمواجهة المعتدين، فهى كانت أيضا المنطلق لنشر العقيدة الإسلامية من عبادة وأخلاق ومعاملات. ونتيجة مكوث المرابطين فيها مدة طويلة، تطورت الرُّبُط فغدت مدارس علمية تدرس علوم الدين من فقه وحديث وتفسير، إضافة للكثير من العلوم الأخرى. وكانت الحياة فيها تقوم على أساس من التعاون الجماعي بين أفراد هذه الرُّبُط. والرباط والمرابطة ملازمة ثغر العدو، واصله ان يربط كل واحد من الفريقين خيله، ثم صار لزوم الثغر رباطا. والرباط في الاصل الإقامة على جهاد العدو.

رباط الشونيزية

إن رباط الشونيزية يقع بالجانب الغربي من بغداد بالقرب من مقبرة الشونيزية واسماه ياقوت الحموي "خانقاه" تعريفه للشونيزية فقال: «وهناك خانقاه للصوفية».

ولم يتبين لنا مؤسس هذا الرباط ولا تاريخ انشائه، ولعله اسس في القرن الخامس الهجري فيما روى عن سكناه في ذلك العصر، ولكن يذكر ابن الفوطي انه رباط الجنيد (ت297هـ)، وقد كان الرباط موجوداً في سنة 584هجري، ولكن من غير المعروف ما إذا كان مستمراً دون انقطاع منذ زمن الجنيد وحتى القرن السادس الهجري، ولو كان وجوده مستمراً لكان اقدم الربط البغدادية ويبدو انه قريب من مسجد الشونيزية ولهذا الرباط أوقافا كانت تكفي لسد حاجة الفقراء المقيمين فيه والانفاق في تعميره وصيانته، قال ابن الدبيثي في ترجمة ابي عمرو الصوفي (ت605هـ/1208م): «انتقل إلى رباط الشونيزية مقدما فيه وخادما للفقراء الساكنين فيه وناظرا في وقفه فعمر الموضع وظهر من توقد همته على مصالح ماشهد بحسن نيته وحمد عليه».وانه الآن أصبح أثرًا بعد عين.

وفي عام (606هـ/1209م) عهد برباط الشونيزية لابي محمد الزبيدي (ت620هـ/1223م) فيما ذكر ابن الدبيثي عنه: «تولى رباط الشونيزي يخدم الصوفية فيه وينظر في وقفه». حيث يظهر ان هذا الرباط كان يتمتع بخزانة من الكتب الموقوفة وانها كانت في خدمة الساكنين فيه. ولعل هذا السبب الذي دفع أبا حامد البلخي ليوقف كتبه فيه. قال ابن الدبيثي: «وقف كتبه برباط الشونيزية».


المراجع

areq.net

التصانيف

تاريخ بغداد  تصوف  اثار  معالم أثرية  تراث   التاريخ