هومطلق بن مخلد بن حبيب الله الذيابي الروقي العتيبي واسمه الفني سمير الوادي ولد في عمّان عام 1346 هجرية، يعتبر من الرواد ومن المؤسسين الذين وضعوا اللبنة الأولى في مسيرة الفن السعودي وهو أيضاً من الذين شكلوا قالب الفن السعودي قديماً وحديثا. له من الإبداع ما عجز عنه رسام وله من الرؤية ما اعترفت به الأيام ولد فنان يشار إليه بالبنان فهو أديب وشاعر وفنان له بصمة واضحة في الفن السعودي خاصةً والفن العربي عامة. غنى فأطرب ولحن فأعذب، غنى له عمالقة الفن المحلي والعربي، غاص في بحور الشعر فأخرج لؤلؤه وتاه في سطور الأدب فأنتج أروعه حديثه أدب وغنائه طرب وموسيقاه تجلي الكرب.
نشأته
ولد في الأردن بعمّان عام 1346 هجرية ترعر في أحضان أسرته التي كانت محافظة على الدين الإسلامي الحنيف ومن ثم أنتقل مع أسرته إلى المملكة العربية السعودية في مكة عام 1373هجرية، أحب الفن منذ نعومة أظافره فضلاً عن حبه للشعر والأدب كان الراحل شغوفاً بالغناء والموسيقى وقد عانا الكثير في مسيرته الفنية لأن والده لم يوافق على تعلمه الموسيقى والغناء. تلك الحواجز لم تكبح جماحه بل ثابر وصابر وحافظ على بر والديه إلى أن أصبح شخصية عملاقة حوت الثقافة الإسلامية فأخلصت، وعن الشعر فأبدعت، وعن الفن فأطربت.
بدايته المهنية
كان أول منصب عمل فيه الراحل سمير الوادي وكيلاً للجوازات والجنسية بمكة المكرمة وتتدرج فيه بعد ذلك، غير أن مواهبه ومداركه الفنية والفكرية وجهته بأن يعمل في المديرية العامة للإذاعة والصحافة والتي تحولت بعد ذلك إلى وزارة الإعلام.
مسيرته الإعلامية
شكل طوال مسيرته الإعلامية والأدبية نقاطاً مضيئة في عقود مضت كانت المملكة العربية السعودية مع بداية نشأتها تنظر للمثقف والمطلع والمستنير وصاحب الرأي النير نظرة إجلال وإكبار على المستوى الرسمي والشعبي وبغض النظر عن المؤهل الدراسي والتحصيل العلمي. فالراحل مطلق الذيابي لم يكن في عام 1952 ميلادي حينما التحق بالعمل الحكومي يحمل أي مؤهل دراسي حتى الابتدائية إلا أن الشافع له بالقبول في العمل الإذاعي بعد نشأة الإذاعة بسنوات قلائل أنه يقرأو يكتب ويجيد قراءة الشعر ونظمه، وكان لديه إلمام تام بالموسيقى والعزف على آلتي العود والكمان وتمتعه بصوت جذاب إلقاءً وغناء. كان مذيعاً بارزاً تألق في الكثير من البرامج وأشهر تلك البرامج : من البادية وثمرات الأوراق وألحان من الجزيرة العربية. و من ثم قاده حبه للفن والموسيقى إلى القسم الموسيقي الذي وجد نفسه فيه ليقدم إبداعه وفنه الجميل غنى له عمالقة الفن مثل : وديع الصافي وعادل مأمون وطلال مداح ومحمد عبده (مغني) وغيرهم في الوطن العربي من فنانين وفنانات. إذ تمتع الراحل مطلق الذيابي بإحساس مرهف بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فكان عطاءه للفن وافراً ومتجدداً، فكان له الباع الطويل في النهوض بالثقافة والأدب بالمملكة العربية السعودية وبمستوى الأغنية السعودية والعربية فقد أشاد بموهبته الكثير من عمالقة الفن وعلى رأسهم الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي قال في لقاء له
(مطلق الذيابي "سمير الوادي" خامةٌ فنية وصوته نادرةٌ في السعودية فألحانه ذات طابع كلاسيكية مميزه، يغوص في اللحن مثلما يغوص في الشعر حقيقةً ألحانه جميلةً جداً وأنا أحبها) و عمالقة الشعر مثل الأستاذ طاهر زمخشري -- القائل فيه :
شاعري له الموازين أوتار
و بأفكارك الشوارد يجـرى و هو فيض نوالـه تكريـم
بلسان يرقرق القول شدواً و (كمان) به تشافت كلوم
و في بيانه أبياتاً للعلامة الكبير الشيخ أبو تراب الظاهري -- القائل :
أ(مطلق) كنت فينا لحن حـب سمير الوادي تأتي بالعجاب
لك النبرات تجلو حلو معــنى فتـرسلها بأوتار عذابــ
نبغت مبـرمجا ورققت شعرا و حرت بعفة مثل الشهـاب
رأيتك قبل موتك جئت تزجى تحاياكـ الجيـلة كالــملاب
و الذي أثنى عليه فضيلة الشيخ علي الطنطاوي -- في برنامج نور وهداية من تلفزيون المملكة العربية السعودية والذي قال فيه الشاعر الكبير والأديب محمد حسن فقي : مطلق مخلد الذيابي.. ذلك الأديب الفنان الذي أسهم بكل طاقاته في خدمة وسائل الإعلام والصحافة ومجال الفنون حتى أثقل قلبه الكبير أثقالاً لم يحتمله فتوقف عن النبض... و عندما عمل رئيساً للقسم الموسيقي في الإذاعة إلتقى بكثير من الفنانين وكان أكثرهم في بدايتهم أمثال طلال مداح وطارق عبد الحكيم وغيرهم من الفنانين، كان أول لحن يقدمه للفنان محمد عبده (مغني) هي أغنية (سكبت دموع عيني) إذ يعتبر الراحل مطلق الذيابي من المساهمين في بروز فنان العرب محمد عبده (مغني)، حيث كان يوجهه بكل حب لما وجد لديه من موهبة تنبئ بمستقبل فني رائع والجدير باذكر أن أول لقاء لهما كان بصحبة رفيقه الراحل عمر كدرس الذي عرفه على الفنان سمير الوادي. أهتم الفنان الراحل مطلق الذيابي بالتراث والفلكلور فقدم العديد من هذه الألوان وخصوصاً الأغنيات التي تنبع من الريف، فغنى للخيل والبادية. ولم ينسلخ من ثوبه فابجانب إجادته ومقدرته في تلحين القصائد الشعرية الفصحى، كان يجيد أيضاً تلحين الشعر النبطي بكل اقتدار.
وفاته
توفي الراحل الأديب الشاعر الفنان مطلق الذيابي—يوم الجمعه من شهر صفر عام 1403 هجرية إثر نوبة قلبية قد بلغ من العمر 60 عاماً، كانت خبر وفاته صدمه غير متوقعه على محيطه الإعلامي إذ تحدث عنه بعد وفاته أكثر من ثمانين كاتبا وكاتبة من مفكرين وشعراء وأدباء وصحفيين وفنانيين..
أعماله
أعماله الأدبية :
- ديوان أطياف العذارى.
- ديوان غناء الشادي.
- ذخائر الذيابي في الفكر الإسلامي والثقافة والأدب والفنون.
أعماله الإعلامية :
- من البادية.
- خاطره.
- كلمة حق.
- ثمرات الأوراق.
- عالم الأدب.
- آلحان من الجزيرة العربية.
- الموسيقى العالمية.
- ومضة.
- سهرة الأربعاء.
المراجع
مطلق_بن_مخلد_بن_حبيب_الله_الذيابي - ويكيبيديا
التصانيف
شعراء سعوديون مغنون سعوديون حجازيون