الثنوية

ثنوية هى عبارة عن ديانة سُمِّي اسياد هذه الديانة «الثنوية» Dualism لأنهم نطقوا بإلهين اثنين: النور والظلمة، أوالخير والشر، في لقاء أهل التوحيد Monism الذين يعبدون إلهاً واحداً، ولقاء أهل التثليث Trinity والذين يعبدون أكثر من ذلك، وقد تشعبت بأهل التثنية الطرق وانقسموا إلى فرق متعددة وفصائل مختلفة، ولكنهم مع ذلك متفقون في القول بالثنائية، وهناك الثنوية الفلسفية أوالميتافيزيقية التي تجعل الروح Spirit والنفس Soul والعقل Mind في لقاء المادة Matter أوالجسد Body. كما وتجدر الإشارة إلى أنَّ المصادر التراثية العربية الإسلامية لا تزال تعدّ أوثق وأهم المراجع التي تقدم مادة فهمية جيدة عن «الثنوية» ونحلها المتعددة،

وذلك لأن الفهماء [المسلمين] عايشوا اسياد هذه الفرق واقعياً ورأوهم عن كثب واحتكوا بهم وناقشوهم وخَبِرُوا عقائدهم وطقوسهم وعباداتهم، وفي حين تقدِّم هذه المصادر تفاصيل دقيقة ومهمة عن الثنوية نجد المصادر الغربية الحديثة لا تتجاوز الفكرة العامة عند حديثها عنها.وينقسم أهل التثنية إلى عدة فرق يشكل القول بالثنائية أساس ديانتهم والأصل الأول لعقائدهم، وتختلف هذه الفرق في شرح هذا الأصل وتأويله، كما تختلف في التفاصيل والتفريعات الأخرى، ويمكننا رصد أبرز هذه الفرق الثنوية على النحوالآتي:

المجوس

اعتبر كثير من فهماء الأديان المسلمين والغربيين المجوس فرقة من فرق الثنوية لأنها تقول بالتثنية، لكنها اختلفت في الأصلين من حيث القدم والحدوث، يذكر هذا القاضي عبد الجبار المعتزلي (ت 415هـ) في «شرح الأصول الخمسة» فيقول: «أما المجوس فهم طائفة من الثنوية».مضى المجوس إلى القول بأصلين إلا أنهم يغيِّرون العبارة فيسمون النور «الإله» يزدان، والظلمة «الشيطان» أهرمن، واختلفوا، فنطق بعضهم: إنهما (اللّه والشيطان) قديمان وليسا بجسمين، واللّه أحدث العالم، فما فيه من الخيرات منه، وما فيه من الشرور من الشيطان، ويقولون باستحالة وقوع الشرِّ من اللّه، والخير من الشيطان،

ونطق البعض منهم إنَّهما جسمان قديمان، وبعضهم نطق: اللّه جسم والشيطان ليس بجسم، ونطق بعضهم عكس ذلك، أما أكثرهم فيقول: إذا اللّه قديم والشيطان محدث، واجتمعوا على حتى العالم محدث، ومن اللّه وقع الشيطان.وأهم فرق المجوس الزرداشتية Zoroastrianism نسبة إلى زرادشت صاحب شريعة المجوس، وهوكما ينطق من أذربيجان، عاش في القرن السابع أوالثامن قبل الميلاد، وكان يدعوإلى عبادة الله والكفر بالشيطان ونطق: النور والظلمة أصلان متضادان وكذلك يزدان وأهرمن، ومن امتزاجهما حدثت تراكيب العالم وصوره المتنوعة، وأنّ اللّه خالق النور والظلمة لا ضد له ولا ندّ وهوالإله الأعلى، وإنَّ زرادشت نبيُّه ورسوله إلى الخلق، وأنَّه أنزل عليه كتاباً هو«زَنْدَ فسْتا»، وفيه يقسم حركات الإنسان إلى الاعتقاد والقول والعمل وهي ما يكلِّفها الإنسان، فإذا قَصَّر فيها الإنسان خرج عن الدين والطاعة، وتَفرَّع عن الزرادشتية فرق كثيرة.ولما اتىت المسيحية ظهرت فرق من الثنوية تأثَّرت بها، وجمعت بين الزرداشتية وبين المسيحية، ومن أهمها:

المرقونية

كما وتُنسب هذه الفرقة إلى مرقيون Marcion مؤسسها وواضع فكرها الديني، ولد سنة مئة ميلادية، وله إنجيل لم تعترف به الكنيسة من ضمن أناجيلها المعتمدة، وهذه الفرقة تخلط بين الثنوية والمسيحية فتأخذ من هذه وتلك.ونطقت المرقونية بالأصلين القديمين: النور والظلمة، لكنهم أضافوا كوناً ثالثاً أسموه «المعدِّل الجامع» ليس بنور ولا ظلمة، وهومتوسط دون اللّه في النور ودون الشيطان في الطباع، وهوسليم، دفع بغي الشيطان عليه، فمازجه بنفسه وبنى من هذا المزاج العالم ليتطبب به وينتفع بمنافعه،

وجعل في العالم قوى تدبرّه ورتب البروج والكواكب وقدر منافع الغرس، فلما رأى النور حتى الشيطان تعدّى على هذا «المعدِّل الجامع» بعث إلى العالم «الممتزج روحاً» وهوروح اللّه وابنه وهوعيسى، فمن تبعه وهجر ملامسة النساء وتجنُّب الزهوأفلت من مكايد الشيطان.ويبدوأنَّ تأثُّر المسيحية في مرقيون جعله يميل إلى الزهد والتقشف وهجر المباحات، وذكر القاضي عبد الجبار في «المغني في أبواب التوحيد والعدل» حتى مرقيون كان ممن لقي بعض تلامذة المسيح وأخذ عنهم، وتدرج المصادر المسيحية مرقيون في عداد المبتدعين الهراطقة.

الديصانية

وهم اسياد ابن ديصان (ويخط بالسريانية برديصان). ولد سنة 154م في مدينة الرها التي يمر فيها نهر ديصان، لأبوين فارسيين وثنيين، وكان شاعراً فيلسوفاً، عهد المسيحية فهم جيدة وتتلمذ على الأسقف الذي عمده، وصار مسيحياً متحمساً وألّف خطاً كثيرة، وينطق إنَّه تحاور مع مرقيون الذي ظهر قبله، وتوفي ابن ديصان سنة 222م. والممضى الذي تدعو إليه الديصانية ثنوي في أساسه فهي تقول: إذا الأمور من أصلين قديمين، النور والظلمة، والنور حي ومنهقد يكون العمل والحركة، والظلمة موات عاجزة جاهلة راكدة لا عمل لها ولا تمييز معها والنور مبصر. ونطقوا: إذا النور لم يزل يلقى الظلمة بأسفل صفحة فيه والظلمة لم تزل تلقاه بأعلى صفحة فيها، واختلفوا في المزج بين النور والظلمة، فنطق بعضهم: إذا النور داخل الظلمة لأنها كانت تلقاه بخشونة وغلظة يتأذى بها، فأحب حتى يلينّها ثم يتخلص منها، والنور ولج في الظلمة اختياراً، قصد إصلاحها فخالطها، وعزّ عليه بعد هذا حتى يخرج عنها، فلما ولج فيها صار يعمل الشر والقبيح مضطراً، ولوانفرد لم يعمل ذلك، وأن الظلمة أوإله الشر يعمل الشر عن طبع . وقد اقترب ابن ديصان بذلك من التفسير الأحادي بأن جعل النور في النهاية أصل الوجود بالعمل.

المانوية

وتدعى كذلك «المنانية» وهي تنسب إلى صاحبها ماني بن فتك بن أبي برزام الثنوي، ولد ماني سنة 216م في بابل التي كانت آنئذٍ مركزاً جامعاً للشعوب والديانات المتنوعة، وكان أبوه فارسياً من همذان. قرأ ماني الأسفار الدينية المتنوعة، ولما بلغ سن الرابعة والعشرين ادعى النبوة، وزعم أنَّ مَلَكاً اسمه ألتوم اتىه وأبلغه حتى الربّ اختاره، وشرع يعظ، وتنقّل في البلدان إلى حتى وصل إلى الهند.وجمع في ديانته عناصر المسيحية والبوذية Bhudhism والزرادشتية، ويعدّ ممضى ابن ديصان أصلاً للمانوية، إذ أخذ ماني عنه كثيراً من الأصول الثنوية.كان ماني في بداية أمره قسيساً نصرانياً، ثم ابتدع في دينه وزعم أنه المسيح أوالفارقليط (المخلِّص) الذي بشَّر به عيسى عليه السلام. ومجَّد النَّار وعظَّمها، وأكَّد ذلك بالحجج والدلائل، وحينئذٍ أذن له كسرى فارس سابور Shabor حتى يبشِّر بديانته في أراتى المملكة، ثم خرج على الزرادشتية وأعرب حتى ديانته عالمية، واتبعه كثير من الناس، وغدا خطراً سياسياً على الدولة فأعدمه كسرى سنة 272م، فخلفه في إمامة المانوية سيس. وقد انتشرت هذه الديانة واستمرت إلى مجيء الإسلام، ودخل كثير من أتباعها في الدين الإسلامي.وأهمُّ ما مضىت إليه المانوية أنَّ العالم مركَّب من أمرين: نور وظلمة،

وأنَّهما أزليان أبديان، والنور والظلمة متفقان في الإحساس والقوة والإدراك، ومختلفان في النفس والصورة ومتضادان في العمل والتدبير، فجوهر النور فاضل حسن، مختص بالصفاء والنقاء ونفسه خيّره كريمة نفّاعة، وكل خير وصلاح وسرور من عملها، ليس فيها شيء من الشر أوالضرر، أما جوهر الظلمة فضدّ ذلك كله، وقد كان النور والظلمة متباينين ثم وقع الامتزاج بينهما، وعالم النور وعالم الظلمة غير متناهيين من جميع الجهات إلا من جهة تلاقيهما.وفرض ماني على أتباعه عشر فرائض وهي: الإيمان بالعظائم الأربع: الله ونوره وقوته وحكمته، فالله ملك جنان النور ونوره الشمس والقمر وقوته النسيم والريح والنور والغار والماء وحكمته الدين المقدس، كما فرض على أصحابه الزكاة في الأموال وألا يقتني الإنسان إلا لباس نفسه، والقيام بأربع صلوات في اليوم وصيام سبعة أيام في جميع شهر، والدعوة إلى الحق وهجر الكذب والبخل والزنا والسرقة والقتل والسحر وعبادة الأوثان، وألا يعمل الإنسان بذي روح ما يكره حتى يُعمل له.ويرى المانويون حتى أول من بعث هوآدم ثم شيت ثم نوح ثم زرادشت إلى فارس ثم عيسى إلى بلاد المغرب، وأجمعوا حتى ماني هوخاتم الأنبياء، وأنه نور خالص ولم يكن له ظلّ في الشمس، وأن الملائكة تحمله إلى الشمس فيصير فيها وأصحابه يشاهدونه.ومن مبادئهم حتى كلّ شيء في الوجود حيّ مدرك حسّاس عاقل مميز،

وقد ربط فهماء المسلمين بين قولهم هذا وقول بعض الفلاسفة اليونانيين بذلك، وقد قارن القاضي عبد الجبار المعتزلي بين دور ماني في أصحابه ودور بولس الرسول Saint Paul فذكر أنَّ ماني اتَّخذ طريقة بولس الرسول، مؤسِّس المسيحية الجديدة، ومنهجه في الدعوة إلى ممضىه، فادّعى حتى النور قد اختاره، وأوفده إلى المشرق وأوفد المسيح إلى المغرب، وذمّ إبراهيم وإسماعيل والأنبياء الذين صدَّقهم المسيح، وتقرّب إلى المجوس، ومدح الأنوار وذمَّ الظلام ومدح زرادشت وأخذ عنه كتاب الأبستاق «زندفستا» (السفر الذي يقدّسه)، وكان ماني يتشبه ببولس ويقفوأثره فأطاعه أصحابه ووضعوا له المعجزات والآيات. ولما خيف من خطره قتل، أما بولس فقد صار رسولاً لدى المسيحيين، واحتل مكاناً خطيراً لديهم في حين دعي ماني مبتنادىً مهرطقاً. وجذبت الديانة المانوية بعض الشخصيات المهمة في التاريخ المسيحي مثل الفيلسوف القديس أوغسطين Augestine الذي نشأ مانوياً ثم تحوّل إلى المسيحية، لكن لم يتخل عن مانويته تخلياً تاماً، حسبما تذكر المصادر الغربية المسيحية الحديثة.

المزدكية

وهم متبنين مزدق أومزدك، ظهر مزدك هذا في أيام قباذ والد أنوشروان، ونادىه إلى ممضىه، فأجابه، ولكن كسرى أنوشروان قتله بعد ذلك، وكان مزدك قد وضع أصول ممضىه في أواخر القرن الخامس الميلادي، ومما يلاحظ هنا أنّ أقدم مرجع أورد تفاصيل مهمة عن المزدكية هومنطقات أبي عيسى الورّاق المتوفى في القرن الثالث الهجري، وعنه أخذ كثير ممن أرّخ للمذاهب الثنوية بعده.وقول المزدكية في العقائد كقول كثير من المانوية، فهم يثبتون أصلين قديمين للعالم، لكنهم خالفوا المانوية فنطقوا: إذا النور يعمل على القصد والظلمة تعمل بالخبط، ومضى مزدك إلى حتى النور عالم حسّاس والظلمة جاهلة عمياء، والمزاج بينهما على الخبط لا بالقصد.وكان مزدك يبيح الأموال والنساء، وزعم أنه يعمل ذلك ليتخلص الناس من التباغض والقتال، لأن ذلك يقع بسبب الأموال والنساء،

فأحلّهما وجعل الناس شركة فيهما، كاشتراكهم في الماء والكلأ والنار.وواضح حتى ممضى مزدك هذا ممضى فوضوي مخرّب بناه صاحبه على دعوى نشر المحبة بين الناس، ولما كان فيه تنكر لكل القيم الأخلاقية والفضائل ونادى للانسياق وراء النزعة البهيمية وانطلاق الشهوات فقد اندفعت جموع لمناصرته، ولما كان نتيجة ذلك الخراب والفساد فقد حاربهم ملوك الفرس من بعد قباذ، وقد ولج كثير من أتباع المزدكية في الإسلام، وكان بعضهم يحمل بعض أفكاره القديمة، فبثوها في مؤلفاتهم.وهناك فرق أخرى من الثنوية لم يكن لها من التأثير ما للفرق السابقة، منها:

الماهاثية

وهم يتوافقون معاراء  المرقونية، ولكنهم يقولون بإجازة النكاح والذبائح ويقولون: إذا الثالث المعدل الذي بين النور والظلمة هوالمسيح.

 الصيامية

يمضىون ممضى أهل الدهر والثنوية معاً، ويبدوأنَّ لهم من اسمهم نصيب، فقيل إنهم أهل زهد وورع وتقلل وصوم ونسك وإمساك عن النكاح والذبائح، وهم يتدينون بكل ذلك ويتوجهون إلى النيران تعظيماً.

المقلاصية

حيث وافقوا المانوية في القول بالأصلين القديمين وخالفوها في المزاج، فنطقوا: لابد حتى يبقى في المزاج شيء من جوهر النور لا يقدر النور على تخليصه، فإن طال مكثه في المزاج استحال فصار ظلمة. واختلفوا في المكان والهواء والعفووالقصاص.وتذكر المصادر الإسلامية بعض أعلام الفكر الثنوي أورؤساء مذاهبهم إبّان الحقبة الإسلامية مثل عبد الكريم بن أبي العواتى والنعمان الثنوي وأبي شاكر الديصاني وابن المقفع وبشار بن برد وغسان الرهاوي وابن طالوت وحماد عجرد، وصالح بن عبد القدوس، وظهر بعد هؤلاء أبوعيسى الوراق وأبوالعباس الناشىء ومحمد بن أحمد الجيهاني، وأطلق على هؤلاء اسم الزنادقة، واتىت هذه التسمية من كتاب زرادشت «زَنْدَ فَسْتا» وتفاقمت هذه الفكرة الثنوية في العصر العباسي الأول أيام المهدي والهادي، ويبدوحتى المتَّهمين بالزندقة كانوا غالباً من المانويين الذين كانوا يقولون بأن للعالم أصلين قديمين هما النور والظلمة ويحرمون ذبح الحيوان واللحم إلى آخر هذه المبادئ التي أعربها ماني، ويمكن حتى تحصر فئات هؤلاء الزنادقة في الشعوبيين من الموالي والفرس،

وفي طائفة من الزنادقة كانت تتخذ من الزندقة وسيلة من وسائل العبث الفكري التي يلجأ إليها الشكاك من الأدباء ذوي النزعة الشعوبية، وقد قاومها الخلفاء العباسيون وخاصة المهدي والهادي، وكانت حملتهم على من اتّهم بالزندقة عنيفة.وممَّا يُشار إليه بهذا الصدد حتى المفكرين المسلمين الذين أرّخوا للمذاهب الثنوية تاريخاً دقيقاً قد ناقشوا أفكار تلك الفرق، ودحضوا الأصل الذي تأسَّست عليه وهوإثبات إلهين أوأصلين قديمين، عنهما كان أصل العالم وكل الأمور، كما ناقشوا قولهم عن الامتزاج، فالثنوية يقولون إذا هذين الأصلين كانا متباينين ثم وقع الامتزاج بينهما، وكان من نتيجة هذا المزج حدوث الأكوان والعالم كما ذكر.ردَّ فهماء المسلمين على الثنوية الذين نطقوا: ألم يقل الله في القرآن الله نور السماوات والأرض{[النور35]

وهذا هومُرادنا، فردَّ عليهم فهماء المسلمين بأنَّه لا يمكن للثنوية التعلُّق بالقرآن الكريم والاستدلال به لأنَّ ذلك يقتضي الإيمان بتوحيد الله وعدله أولاً، كما أنَّ المراد بقوله تعالى الَّله نورُ السَّماواتِ والأَرْضِ{ أي منوِّرهما فذكر الاسم وأراد به الفاعل، وهوبابٌ استخدامه كثير في لغة العرب، والذي يؤكِّده أنَّه سبحانه أضاف النور إلى نفسه فنطق: مثل نوره{[النور35] وهذا يقتضي حتىقد يكون النور غيره.ومن المعلوم لدى فهماء الأديان اليوم أنَّ الثُّنوية بمفهومها التقليدي وفرقها التي أشرنا إليها فيما تجاوز قد انقرضت، ولم يعد لها وجود على خريطة العقائد والأديان للعالم المعاصر باستثناء قلّة من الثنوية المجوس الزرادشتية التي تقطن الهند وهونغ كونغ وبعض الدول الغربية ويطلقون على أنفسهم اسم بارسيس Parsis.


المراجع

kachaf.com

التصانيف

فلسفة  مصطلحات فلسفية   علم النّفس   الفلسفة   معتقدات