صائب بك بن عبد القادر بك بن أحمد مؤيد باشا العظم ولد في سنة 1886-1961 ميلادية بقصر آل العظم في مدينة (حماة) السورية وتربى في كنف والده العلامة المغفور له عبد القادر المؤيد العظم، وفي العام 1903 سافر إلى مدينة (بندرما) القريبة من مدينة أزمير بتركيا حيث تتلمذ على يد بطل العالم (الكوج محمد) بالمصارعة الحرة والرومانية مدة سنة ثم إصطحب معه البطل المذكور إلى دولة سوريا لإتمام تدريبه بدمشق وذلك بناء على طلب والده سنة 1904، وفي سنة 1905 سافر إلى باريس بفرنسا حيث دخل مدرسة (دوبونيه) للرياضة والمصارعة لإتمام تدريبه وتقوية عضلات جسمه وهي على اسم بطل العالم (دوبونيه) ثم عاد في العام 1906 إلى سوريا وبدأ في تدريب نفسه وتفنن في المصارعة الحرة والرومانية وفي العام 1907 وصل إلى دمشق متحديا بطلها (اللسندر دوبروج) وكان هذا البطل يرفع بين أسنانه خمسة براميل مليئة بالرمل وزنها 500 كيلوغرام وكان يضع في كف يده مسمارا طوله 25 سم ويضربه في دفة من خشب السنديان بسماكة 10 سم فتخرج من الناحية الأخرى ثم يسحبها بين أصابعه ,وحدد يوم 25 مايس (أيار) 1907 في جنينة الأفندي بباب توما بالقصاع بدمشق وفي الوقت المحدد ذهب بطلنا لمكان الحفل ومعه أهالي دمشق من أعيان وتجاروعلماء والوالي ورئيس البلدية والشرطة وبعد ثلاث جولات أعلن الحكم فوز بطلنا العظيم على منافسه وكان ذلك أول انتصار له.
بعد ذلك وفي كل ستة شهور من كل عام يظهر بطلنا بكل من أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وانكلترا وفرنسا والنروج وتركيا وينازل أبطالها ويحمل لقب بطل تلك البلاد وفي العام 1911 تغلب على بطل أبطال العالم بالمصارعة الرومانية (ديبونيه) وفي العام 1913 تغلب على بطل ابطال العالم بالمصارعة الحرة والرومانية (هنكشميد) وسمي بطلنا بعدها ببطل ابطال العالم في المصارعة الحرة والرومانية وكان ذلك أعظم انتصاراته. وفي العام 1924 اسس النادي الرياضي الأولمبي السوري بدمشق وكان من بين أعضائه المحامي فوزي المفتي والاستاذ واصل الحلواني والبطل السوري شفيق البغدادي والسيد عمر المفتي ونجل بطلنا فؤاد بك العظم وكان بطلنا رئيسا لهذا النادي.
وفي سنة 1953 أقيم حفل كبير في المرج الأخضر تكريما للرياضيين والأبطال وعلى رأسهم بطلنا العظيم صائب المؤيد العظم وكان الحفل برعاية الوزير السوري الاستاذ علي بوظو وقد قدم الاستاذ بوظو العلم السوري قائلا له (إن الشعب السوري عاجز عن تقديرك لما قدمت للوطن العربي عامة والوطن السوري خاصة من انتصارات وبطولات نادرة وفريد يذكرها التاريخ بحروف من ذهب وها انا أقدم لك العلم السوري وهو أعز شيء على الشعب السوري فلك الشكر الجزيل والتقدير على مر الايام) انكب بطلنا الراحل في أواخر حياته على كتابة المقالات الرياضية العديدة التي صدرت في المجلات العربية ومنها المصور والكواكب والرياضة وغيرها علاوة على اللغة العربية كان يتقن اللغة التركية والفرنسية والإنكليزية والأسبانية والفارسية وكان بطلنا الراحل يأخذ مصاريف كل هذه الرحلات من والده العلامه المغفور له عبد القادر المؤيد العظم وجميع سفرياته ورحلاته وانتصاراته العالمية لم يتقاضى عنها أي مبلغ الا انها كانت لرفع اسم بلاده دون مقابل ولتعريف العالم عن قوة العرب الخارقة.
كان للمرحوم البطل عجائب كثيرة يعرفها من عاصره من اهالي دمشق ومنها أنه كان يرفع بيده الواحدة المائة كيلوغرام ويضربها في الهواء فتعلوا خمسة وعشرون مترا فيرجع ويأخذها بيده مرة ثانية. لقد رحل بطلنا بعد أن قضى عمرا مديدا بلغ الثمانين عاما قضاها في الجهد الرياضي والتربوي بلا كلل أو ملل حتى بعد أن تقاعد ورغم ما اصابه في سنواته الأخيرة من تعب الشيخوخة واسقام الجسد. رحل عنا في سنة 1961 في مدينة دمشق حيث دفن فيها... حيث ترك لبلده وللبلاد العربية مجد لم يتركه أحد لا في البطولات ولا في الانتصارات العالمية ويعد الفقيد الرياضي الأول والمؤسس الوحيد للرياضة البدنية والمصارعة والملاكمة في الشرق وخاصة سوريا.
المراجع
الموسوعة الرقمية العربية
التصانيف
آل العظم العلوم الاجتماعية