لقد أتَوْا بحَديثٍ لا يُثَبّتُهُ |
عقل، فقلنا: عن أيّ النّاس تحكُونَهْ؟ |
فأخبَرُوا بأسانيدٍ لهم كُذُبٍ، |
لم تَخلُ من كَرّ شَيخٍ لا يزَكّونَه |
عجبتُ للأمّ، لمّا فاتَ واحدُها، |
بكَتْ، وساعدَها ناسٌ يبكّونه |
وكلَّ يومٍ تَداعَى منهُمُ نَفَرٌ، |
لبالغِ السّنّ، أو طفلٍ يذكّونَه |
ويَنصِبونَ لوَحشيٍّ حَبائلَهمْ، |
أو بالسّهامِ، على عَمدٍ، يشكّونَه |
هُمُ أسارى مناياهُمْ، فَما لهمُ، |
إذا أتاهمْ أسيرٌ، لا يفكّونَه؟ |
فلو تكلّمَ دهرٌ كانَ شاكيَهمْ، |
كما تَراهمْ، على الإحسانِ، يشكونَه |
أما تَرَوْنَ ديارَ القَومِ خاليَةً، |
بعدَ الجماعات، والأجداثَ مسكُونه |
اسم القصيدة: لقد أتَوْا بحَديثٍ لا يُثَبّتُهُ.
اسم الشاعر: أبو العلاء المعري.
المراجع
adab.club
التصانيف
قصائد الآداب