لا أعتقد أن الإنسان العاقل بحاجة ليوم مخصص للغفران، إذ يوافق اليوم 16نوفمبر، يوم التسامح العالمي..ويفترض على مستويات عدة إن كان على مستوى الصحة أو التفكير السلبي الذي يتسبب إذا ما ارتبط بحالة الحقد وحمل الكثير من العتب بالإحباط وانخفاض المعنويات، والتوتر وعدم التركيز.

الأصل فينا كمسلمين أننا متسامحون إلا في الفساد وأنانية هوامير المال والأعمال وتخليهم عن مسؤولياتهم الوطنية. كثيرة هي مظاهر انعدام التسامح بين الناس، نراها يوميا وتؤلم الأفئدة لأنها تعني مزيدا من تراكم الأفكار السلبية، وتؤدى إلى مشاعر العصبية والإحساس بالخذلان والإحباط..أتحدث هنا عن حالات الاحتكاك والتعايش العادية الخالية من العدوانية والميول التسلطية الأحادية التعنيفية، ولو تطرقنا للأمور من منظور فردي فللسؤال أهمية:من الذي صفعنا؟ من ركل شيئا ثمينا من مشاعرنا؟ من يستغل مسامحتنا ويتمادى معتبرا «التسامح» ضعفا، الفرق بين هؤلاء ومن يرتكب تجاوزات معقولة في حقنا كبير ونحتاج التمييز..لنتعلم ثقافة التسامح، ولا أقول الانبطاح لمن يظلمنا والتخلي عن مسؤولية حماية الذات من الاعتداء عليها..ولاشيء يعدل الكرامة.

  • كأفراد ومن أجل صحتنا النفسية وعلاقاتنا الاجتماعية نحتاج تكريس «معادلة التسامح الحازم»، ومن أصفهم بأنهم «الكرام، الكبار» يعفون بدون تقديم أعذار واعتذار، وربما يصلون إلى أقصى نماذج الإيجابية فيبادرون هم بالتواصل ونبذ القطيعة في مقابل ذلك أحيانا يحتاج «الصافع ..أن يلقنه المصفوع درسا حتى يعتبر»، وبالضرورة أن العبرة وحجم الاعتبار والتعلم سيكون نسبيا..المهم أن نحقق هذه المعادلة عسى ألا تتكرر الأخطاء في حقنا، ويحقق فعل التسامح قيمته الأسمى..وهي التعلم من التجارب واستثمارها لبناء الذات.
  • إذا كانت نتائج مؤتمر القمة العالمي لعام 2005، توجز من خلال الوثيقة التزام الدول الأعضاء والحكومات بالعمل على النهوض برفاه الإنسان وحريته وتقدمه في كل مكان، وتشجع التسامح والاحترام والحوار والتعاون بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب..فإن فئة من الرأسماليين غير المتحملين لمسؤولياتهم الوطنية والاجتماعية بيننا، ولا نضعهم في سلة واحدة مع الفاسدين، هناك فرق، لكن هؤلاء وهؤلاء لم يتركوا مساحة للغفران في قلوبنا، بين الأنانية ومن يسرق الناس ويتجبر عليهم مسافة يصعب اختصارها..بالتالي أدعو الجميع للتسامح في اليوم الدولي للتسامح مع وضع الاستثناء اللازم.
  • أتمنى أن يتحول هذا اليوم الدولي المخصص إلى يوم للتذكير بحجم ما تتمخض عنه أنانية الأنانيين ونفعية المتنفعين، وعلى صعيد الفساد أن يكون يوما لإحياء ذاكرتنا المثقوبة تجاههم وكلما حل هذا اليوم يتضاعف رصيد وعينا بخطورة الفساد والأنانية.

المراجع

صحيفة نسيج الإلكترونية

التصانيف

إسلام