مطرب عربي شعبي اشتهر بسرعة الصاروخ لأنه غنى (أحبك يا حمار)
| وكان لشهرته ضجيج يشبه قرع الأواني الفارغة، غير أنه صاحب صوت عريض وحنجرة قوية.. وأداء مثير، هذا الشهير أحيا عرسا في بلد عربي مجاور وعند آذان الفجر أوقف الغناء والرقص.. ثم اصطف مع فرقته يؤدون الصلاة. هل في ذلك ما يريب؟ | عند العقلاء «لا»، فالصلاة لله وحده لا شريك له وهو وحده جل وعلا من يكافئ عبده بما يشاء، لكن الشداد الغلاظ أصحاب الجماعات المتشددة لم يتركوا ما هو لله له وحده لا شريك له وتدخلوا يقولون في المواقع المسماة إسلامية على شبكة الإنترنت.. إن صلاة المطرب غير جائزة... ومنهم من يقول كيف من يغني له صلاة،
وآخرون يقولون ألا يستحي يغني ثم يصلي | | | يعني قمة الحياء عندهم أن يغني ثم لا يصلي | | أما آخرون فقالوا إنها إساءة للدين أن يصلي من يغني | أما البعض فقد طالبوا بمعاقبة الذين صلوا لأنهم صلوا وقد كانوا يغنون | على اعتبار أن الجمع بين الاثنين فيه كفر كما يقولون ونفاق | هكذا تصاعد الهجوم الحاد على المطرب وأنكروا عليه أنه أدى صلاته في وقتها وما كان عليه أن يجمع بين الصلاة والغناء | وبذلك كأنهم يقولون من يغني تسقط عنه الصلاة أي يستحدثون في الدين ما ليس فيه، فالصلاة ركن واجب على كل مسلم عاقل بالغ راشد لا نقاش في ذلك بين الأئمة ولا خلاف... العجيب في المسألة أن بعض المنظرين الذين يقودون الجماعات المتطرفة ويسعون إلى التأثير في الناس ينظرون إلى «الدين» بطريقة حصرية تقوم على الاحتكار فلا يحق في نظرهم أن يكون الإنسان متدنيا إلا حسب مواصفات معينة هي اليوم من تأليف وإعداد الجماعات المتطرفة التي أعطت لنفسها حق الوصاية على الإسلام في الأرض وعلى المسلمين في كل أنحاء المعمورة... وهذا هو البلاء الذي أصاب الأمة الإسلامية وأوهنها
وأضعف قوتها وشتت شملها وفرق بين مسلميها | والمؤسف أن احتكار الجماعات المتطرفة لمفهوم التدين انتشر في مختلف البلاد الإسلامية وأصبح لهذا الاحتكار قوانين تتشدد في التطبيق على الناس والتضييق عليهم لا فرق في ذلك بين بلد وآخر، منذ فترة طويلة كان قد انتشر جدال بين جماعات متطرفة أصدرت قرارها أن الصلاة في مسجد يبنيه مطرب لا تجوز وأن من كان مطربا لايحق له بناء المساجد مما أثر في بعض المصلين وجعلهم يتجنبون هذه المساجد التي للمطربين واعتبارها مساجد مشبوهة | | وبعد أن هوى نجم التطرف وخفت وتيرة التشدد بعد مطاردته وإغلاق الأبواب في وجهه تحول بعض الدعاة إلى شعراء وصاروا يطلبون من المطربين الممنوع الصلاة في مساجدهم أن ينشدوا قصائدهم | إن اختطاف الدين وإغلاق أبواب التوبة والحجر على الناس حتى في صلاتهم وتوزيع التهم على المشهورين يجعل الجيل الناشئ في حيرة هائما على وجهه، والمؤسف أن العلماء الحقيقيين لا يتكلمون في مثل هذه المواقف مما جعل الزمام في أيادي الصغار بعيدا عن الكبار | | .
Modified by: Ayoub Younis
المراجع
صحيفة نسيج الإلكترونية
التصانيف
إسلام
|