تهتم الأمم على مر السنين بتربية أبنائها على القيم والمبادئ التي تعتنقها، لتخرج جيلا واعدا قادرا على حمل رسالتها والنهوض بها إلى أرقى المستويات، ولما كانت التربية تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، فمن اللازم كذلك التدرج فيها وتحين الأوقات المناسبة للبدء بها، لذلك كان من المهم تربية وتعويد الأبناء على أداء فرائض دينهم منذ نعومة أظفارهم حتى لا تستصعب الأمور وتختلط عليهم مستقبلا.

ومن أهم هذه العبادات الصوم، فشهر رمضان فرصة عظيمة يستطيع الأهل من خلاله تعويد أبنائهم على الصوم خاصة وعلى مختلف العبادات والسلوكيات الصحيحة الأخرى عامة، إذ أن لرمضان وقعه ووقته الخاص ما يساعد على تعلم الكثير من الإيجابيات.

ويختلف السن الذي يبدأ معه الطفل بالصوم باختلاف قدرته الجسمانية، لكن بعض العلماء حدده بـ 10 سنوات، مع أن البعض يستطيع الصوم من السادسة.

لذلك فمن الأهمية تعويد الأطفال على الصيام منذ الصغر وإليكم بعض النقاط التي تجعل من الصيام متعة يحبها الطفل ويترقبها عاما بعد عام:

· تعليم الطفل معنى الصوم؛ فرمضان فيه الكثير من الحكم التي يجب أن تنقل للطفل، فالصوم لا يعني الجوع فقط بل يعلمنا الإحساس بالفقراء.

· التشجيع المستمر فهو الحافز الذي يدفع الطفل للاستمرار، من مثل منح الطفل الصائم الهدايا التشجيعية، ومدحه أمام الآخرين، أو إعداد الأطعمة التي يحبها لأنه صائم.

· بث روح التنافس بين الأخوة، إذا كان في البيت أكثر من طفل

· إعطاء الطفل الثقة بنفسه وأنه يستطيع الصبر على الجوع مثل الكبار تماما

· ضرورة إشغال الأطفال الصائمين بما ينسيهم الجوع والعطش، مثل الألعاب المحببة إليهم أو متابعة البرامج المعدة للأطفال

· تعويد الطفل على الصيام مبكرا وبشكل متدرج كالبدء بـ3 ساعات يوميا، أو صيام يوم في الأسبوع..، وذلك لجعل أجهزة الطفل تتأقلم عند حرمانها من الطعام والشراب

· الإقلال من المجهود البدني الذي يبذله الطفل أثناء ساعات الصوم

· ضرورة الاهتمام بنوعية الغذاء المقدم للطفل، وضرورة احتوائه على كمية كافية من العناصر الغذائية الكافية لتعويض النقص الحاصل خلال الصوم

· الاهتمام بتناول الطفل لوجبة السحور وتأخيرها قدر الإمكان، مع ضرورة احتوائها على الأغذية التي تحتاج مدة طويلة في الهضم والامتصاص حتى نؤخر من إحساس الطفل بالجوع‏

ومن الضروري أن يقترن الصوم في حياة الناشئة بذكريات مفرحة وسارة تجعل الطفل ينتظره بلهفة وتشوق، وفي هذا المقام ينبغي التنويه إلا أن هناك صنفين من الأهل في كيفية تعاملهم مع صوم أبنائهم: صنف يمنعون أبناءهم الصغار من الصوم بحجة الخوف على صحتهم، أو أنهم لم يبلغوا السن التي يجب عليهم فيها الصوم فلا حساب عليهم، وصنف يصر على صوم ابنه ويجبره عليه.

وكلا السلوكيين خطأ واضح وفيه إساءة للأبناء من حيث إرادة الإحسان إليهم؛ إذ يجب على الأهل تشجيع طفلهم إذا أراد الصوم، بل ومكافأته عليه، كذلك فإن الشفقة الزائدة تحرم الطفل من فوائد تربوية عديدة، فهي تحرمه من الثقة بنفسه، كما أنها تقتل في نفسه روح المبادرة والمغامرة.

أيضا لا يجوز الإصرار على صوم الطفل، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل تربوية أو صحية بسبب ضعف بنيتهم أو مرضهم مثلا، كذلك فإن الطفل قد يلجأ إلى العناد مما يؤدي إلى عدم الالتزام بالصوم حين يكبر.

وختاما نؤكد على أهمية الرفق والتدرج والتشجيع عند البدء بتعويد أطفالنا على الصوم.


المراجع

موسوعة بوابة صحتنا

التصانيف

تصنيف :حياة    أطفال   طب أطفال