طريق الفيل
تزدان المملكة العربية السعودية هذه الأرض الطيبة المباركة بمجموعة من ابرز المعالم التاريخية التي شهدت على مولد الرسول عليه الصلاة والسلام، وكانت خير شاهد على انطلاق الدعوة الإسلامية، فهذه الأراضي الطاهرة شهدت على أهم حدث في التاريخ وهو قيام أبرهه الأشرم بالشروع في هدم الكعبة المشرفة ، ومن أهم هذه المعالم هو طريق الفيل ذلك الطريق الذي عبر من خلاله أبرهه الأشرم بجيشه الضخم وتوجه بهم إلى مكة المكرمة في القرن الأول قبل الهجرة ، ليصير هذا الطريق من أهم الآثار الباقية من حقبة ما قبل الإسلام في الجزيرة العربية في العصور القديمة، ويعود تاريخه إلى ما قبل عان الفيل ولكن ارتبط تاريخه بتاريخ عام الفيل نظرا لمرور الفيلة من عليه مع أبرهه الأشرم خلال قدومه إلى مكة لهدم الكعبة.
الموقع الجغرافي
يوجد طريق الفيل في جهة الشمال الشرقي من منطقة الباحة وعلى بعد مسافة تصل الى 24 كلم ، وتصل المسافة بين منطقة الباحة والطريق قرابة 70 كلم ، ويصل عرض الطريق 4 أمتار، ويبرز هذا الطريق بوضوح تام من المناطق الجبلية ويتخلله جبال السراة بشكل يعكس دقة اختيار مسار الطريق في شكل شبه مستقيم.
طريق الفيل
يعد طريق الفيل من أهم المواقع الآثرية في المملكة العربية السعودية والذي يوجد تحديدا في منطقة البقوم ، ويمر طريق الفيل ما بين منطقة الباحة ومحافظة تربة ومنطقة أبو راكة ويمر بقرية الخيالة، وتميز هذا الطريق بالقوة فقد رصف بالحجارة وامتد لمسافات شاسعة لتسهيل مرور الفيلة والخيول عبر الصخور الصلبة، ويقطع هذا الطريق جزءا من الجهة الشرقية من منطقة الباحة ومتجها إلى الحجاز ، ويختفي هذا الطريق بشكل تام في المناطق الصحراوية ويظهر بشكل واضح في الشرق من ديار غامد حاليا وحرة البقوم.
من أكثر ما ينفرد به هذا الطريق أنه مرصوف من المنتصف بصورة دقيقة جدا كما يوجد به عتبات تقطع الطريق بالعرض والهدف منها هو تصريف مياة السيول حتى لا تؤثر على الطريق، وتوجد على هذا الطريق آثار للمحطات بها المبيت والراحة وهي في الأصل عبارة عن ركامات من الحجر بنيت بشكل بسيط جدا وتتفاوت من حيث الشكل والمساحة
أهم معالم طريق الفيل
وقد رصف هذا الطريق بطريقة فنيو لا تزال على حالها إلى وقتنا هذا مع الاختلاف البسيط عبر الاعوام الماضية، وتميز هذا الطريق بكثرة الرسومات والكتابات به مع وجود أرقام ترجع إلى ازمنة قديمة في زمن الكتابة، كما نحتت أشكال الفيل بدقة كبيرة جدا وتميز بأشكالها البديعة والتي تجذب أنظار كل من يسير عليها، وقد ظهر أرقام بهذا الطريق تحدد مسافاته والتي تظهر على جنبات الطريق، وتم رصف الطريق بنوع حجارة معين وبشكل متساوي، ومن الجانبين وضعت الحواجز الصخرية ، والطريق بني بأسلوب مختلف يشبه الجص في ممرات الأودية مما يجرف مياة السيول والأودية عن الطريق.
ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من ملامح هذا الطريق قد اندثرت نتيجة العوامل الطبيعية عبر هذه القرون، وهناك أجزاء من الطريق قد نبتت فيه الأشجار الكثيفة، مع وجود مبان مهدمة تقع على مسافات مختلفة على طول الطريق، وبالطريق أيضا استراحات تستريح بها القوافل المسافرة والتي بنيت من صخور الجبال.
قصة أصحاب الفيل
أبرهه الأشرم هو نصراني من الحبشة قام باحتلال اليمن ورفب في أن يصرف العرب عن الحج إلى بيت الله الحرام في مكة فقام ببناء كنيسة ضخمة في اليمن وناشد من الناس أن يحجوا إليها، ولكن لا أحد من الناس ذهب إلى هذه الكنيسة مما أغصب أبرهه الأشرم الذي قرر الذهاب بذاته إلى مكة مه جيشه العظيم من الفيلة والخيول والإبل ليهدمها، ولما علمت قريش دارت حرب في الطريق قبل دخول أبرهه إلى مكة ولكن أبرهه انتصر وهزمهم وتابع السير إلى مكة.
وعندما وصل إلى مكة أغار جيشه على قطعان الإبل وأخذوا مئتي بعير لعبد المطلب زعيم مكة مما جعل عبد المطلب يذهب لأبرهه ليرد بعيره، فتعجب أبرهه من طلب عبد المطلب فقد كان متوقعا أن يكون سبب مجيئه ليثنيه عن عزمه في هدم الكعبة ولكن عبد المطلب قال له أنا رب هذه الإبل وإن للبيت رب يحميه.
وقد استعد أبرهه لدخول مكة وطلب من جيشه توجيه الفيل الكبير باتجاه الكعبة لهدمها وحتى تتبعه الفيلة الصغيرة ولكن الفيل برك ولم يقم حتى مع ضربة وعند توجيهه للرجوع إلى اليمن هرول مما جعل أبرهه ينسحب هو وجيشه وفي خلال انسحابه أرسل الله عليهم طيرا أبابيل هذه الطيور تماثل الخطاطيف وكان كل طير يحمل أحجارا ثلاثة في منقاره وحجرين في رجلية وأخذوا يقذوفنهم بهذه الحجارة وقد هلك من هلك وأصيب من أصيب ورد الله الكافرين بغيظهم ورب الكعبة حماها من هؤلاء الكافرون .
قال تعالى” الم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل- الم يجعل كيدهم في تضليل -وأرسل عليهم طيرا أبابيل - ترميهم بحجارة من سجيل - فجعلهم كعصف مأكول” الفيل
المراجع
almrsal.com
التصانيف
منطقة الباحة منطقة مكة المكرمة الجغرافيا السعودية