عنزة (قرية)

لمحة عامة

عنزا (بالإنجليزية: Anza ، 'Anza ، 'Anzah ، 'Anzah) : سميت بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة عنزه وهم بطن من اسد بن ربيعة العدنانية ، وكلمة العنز تعني باللغة اي الموقع المرتفع وتعني ايضا قبضة الرمح وتكتب بلفظين عنزا او عنزة ، يقال إن مجموعة من أبناء قبيلة عنزه حطوا بهذه المنطقة وخلدوا اسم قبيلتهم فيها .

توجد القرية جنوب مدينة جنين بانحراف قليلا للغرب وعلى بعد حوالي 16 كم منها. كانت مساحة الاراضي المقام عليها مباني القرية سنة 1945 لاتزيد عن 16 دونماً ولكنها اخذت تتسع مع النمو السكاني باتجاه الشمال والجنوب متخذة شكلا مستطيلا. تبلغ مساحة اراضيها 4750 دونماً تحيط بها اربعة قرى الزاوية و عجة و جبع و صانور.

تزرع في اراضيها الحبوب وخاصة العدس الذي تعرف به من بين قرى نابلس وجنين لجودته . .ويزرع فيها الخضار والاشجار المثمرة مثل اللوز و المشمش و الزيتون و التين اضافة إلى ما تخرج الارض من نباتات طبيعية مثل الزعتر و الصبر و الشومر و الخبيزة و اللوف و القريس و العكوب و الميرمية او المريمية. في القرية مسجدان: مسجد قديم (( المسجد العمري )) ومسجد جديد بني في عام 2006 م على نفقة محسن خليجي . أسس فيها مدرسة في العهد العثماني ولكنها لم تستمر في اداء رسالتها في عهد الانتداب البريطاني . بعد نكبة فلسطين أسست فيها مدرسة إبتدائية - إعدادية للبنين واخرى ابتدائية للبنات وفي هذه الايام اصبحت بالمدرستان مراحل ثانوية، وفيها معصرتان للزيتون ومركز طبي وجمعية خيرية، وفي عام 2007 تم الانتهاء من مشروع حاووز المياه الذي يمد القرية بالمياه بشكل مستمر. يسكن في القرية حاليا أكثر من 2000 نسمة اضافة إلى عدد أكبر من الاهالي يعيشون خارج الوطن خاصة في المملكة الاردنية الهاشمية ، ويتالف سكان القرية من سبعة حمائل (عبيد، عمور، براهمه، خضر، صدقة، عطايا وخلف).

الموقع الجغرافي

توجد قرية عنزه جغرافيا بين درجتي 351322.61 E و322149.13 N وفي موقع شبه متوسط بين مدينتي  جنين التي تتبع اداريا لها وتبعد عنها 16 كم إلى الشمال ومدينة نابلس التي تبعد عنها حوالي 25 كم إلى الجنوب ، وتوجد القرية على تلتين ترتفعان عن سطح البحر قرابة 400 متر. وتبعد القرية عن شاطيء البحر الابيض المتوسط هوائيا حوالي 33 كم باتجاه الغرب.

كما تبعد عن اقرب نقطة لخطوط الهدنة لسنة 1949 هوائيا حوالي 15 كم. يحد القرية من الشرق قرية صانور ومن الغرب قرية عجة ومن جهة الشمال قرية الزاوية ومن الجنوب قرية جبع وجميعها تتبع اداريا لمدينة جنين. وتشرف عنزا من موقعها على جبال نابلس إلى الجنوب الشرقي وجبال طولكرم ومدن ساحل البحر الابيض المتوسط غربا، كذلك تشرف من الشمال والشمال الغربي على منطقة جبال الناصرة ومدينة العفولة وجبال الجلبوع ومرج ابن عامر، فيما تشرف من جهة الشرق على منطقة جبال طوباس والاغوار.

اهمية الموقع الجغرافي

من المتعارف عليه عند باحثي الجغرافيا السكانية إن اهمية أي موقع جغرافي كمستقر للمجموعات البشرية تبرز عن طريق  ثلاثة عوامل مهمة وهي:-

  • العامل الاول: تواجد الامكانيات الطبيعية للاستقرار البشري من حيث وفرة الماء والغذاء وسهولة الحصول عليهما سواء لاغراض الشرب او للاستعمالات المنزلية والزراعية.
  • العامل الثاني: القرب من المراكز الحضرية والموانيء وسهولة المواصلات بين الموقع الجغرافي المقصود وهذه المراكز لتحقيق التواصل معها.
  • العامل الثالث: الامكانية على الدفاع عن هذا الموقع عسكريا إما من خلال طبيعته الطبوغرافية التي توفر الحماية بحكم الطبيعة او من خلال القدرة على استجلاب الدعم من مناطق اخرى للنجدة اضافة إلى اللجوء إلى المدن والمراكز المحصنة في حال الخطر.

اولا: توفر الماء والغذاء

وجد في هذه المنطقة قديما عدد من الينابيع التي زودت المجموعات البشرية التي استقرت فيها بحاجتها من المياه العذبة النظيفة، حيث انتشرت الينابيع في عده انحاء من موقع القرية الحالية وهي على النحو التالي:-

1. عين البشم او عين ام البشم: وتوجد جنوب القرية في واد يطلق عليه الاسم ذاته.

2. عين ام الدرج: وتوجد شمال القرية وهي عين مبنية بالحجر الجيري جيد التشذيب وهي الان مطمورة(2008).

3. عين ام الزقزاق: وتوجد في منطقة تحمل الاسم ذاته، وهي ايضا لحقها الاهمال.

4. بير (بئر) الخارجة ويوجد شمال القرية.5. نبعة (نبع) عنزه ويقع بالقرب من عين ام البشم واصبحت نادرة التدفق هذه الايام (2008) .

6. نبعة المخبة.

7. عين خير الله الفوقا.

8.عين خير الله التحتا..

ثانيا: القرب من المراكز التجارية والحضرية:

ان الموقع الذي تتمتع بها عنزا من ناحية التوسط بين عدة مدن وموانيء تجارية قد ساهم على الاتصال الدائم مع العالم والمجتمع المحيط حولها فمثلا يبعد عنها ميناء حيفا التجاري 52 كم ، ويبعد ميناء يافا 50 كم، ولكن ما اعاق تطور القرية في القرن الثامن عشر هو وقوعها بين قريتين متنافستسن وذات سلطة ونفوذ وهما صانور بوصفها معقلا لعائلة الجرار و عرابة بوصفها مركز لعائلة عبدالهادي وكلا العائلتين دخلتا في صراع على النفوذ في المنطقة التي اصطلح عليها تاريخيا( جبل نابلس)، وهذا بالطبع اضعف القرية وجعلها تارة تصبح جزءا من نفوذ آل جرار وتارة اخرى تصبح من ضمن نفوذ آل عبدالهادي.

وعلينا ان نذكر امرا مهما في هذا البند ألا وهو مرور خط سكة الحديد الحجازية بالقرب من عنزا زمن الدولة العثمانية، وهذا الامر زاد في ارتباط العاصمة العثمانية الاستانة بفلسطين ، حيث بنيت محطة قطار قرب قرية جبع المجاورة ولا تزال قائمة إلى يومنا هذا(2008)، إلا ان سكة الحديد نفسها قد جرى انتزاعها والاستعانة بأجزائها لتدعيم بناء خط بارليف على قناة السويس في أواخر الستينيات من القرن الماضي.

ثالثا:القدرة على الدفاع عن هذا الموقع عسكريا

لا يوجد اي ادلة تاريخية تدل إلى اهمية عسكرية كبيرة لقرية عنزه قديما، غير ان هناك اشارات اثرية تفيد بوجود عدة آبار عميقة في منطقة وسط البلد (حول الجامع القديم)، قيل انها كانت تستعمل لسقاية الجنود البيزنطيين ودوابهم الذين كانوا يستخدمون منطقة الجامع كمعسكر لهم. أما حديثا وتحديدا في ثورة واضراب فلسطين الكبير عام 1936 فقد كانت عنزا تعتبر من قرى خط الدفاع الثاني الذي صمد وافشل الهجوم الانجليزي بعد ان نجح الاخير في اختراق خط الدفاع الاول، ومنع وصول الهجوم إلى مركز الثورة آنذاك وهو قرية ياصيد.

اثناء نكبة فلسطين سنة 1948 وتحديدا في شهر حزيران من عام 1948 كانت قرية عنزا معبرا مرت منه ارتال الاليات العراقية التي دخلت إلى جنين لتحريرها من القوات الاسرائيلية التي احتلتها، حيث ان ارتال الدبابات القادمة من نابلس امتدت آنذاك من بئر جنزور بالقرب من قرية عرابة وحتى وادي التفاح في نابلس وهي مسافة تزيد عن 23 كم.

أما في حرب سنة 1967 فقد استعملت اودية القرية وشعابها مخابىء للدبابات والاليات الاردنية خلال تصديها للهجوم الاسرائيلي المباغت حينذاك، حيث تعرضت القوات الاسرائيلية الغازية لاطلاق نار متقطع لدى عبورها شارع جنين باتجاه نابلس، وإثر ذلك تعرضت القرية لوابل من قذائف المدفعية والطائرات، ادى إلى استشهاد عدد من اهالي القرية.

التضاريس والاراضي

توجد قرية عنزه الحالية على ثلاثة تلال متلاصقة اعلاها (الراس)الذي يرتفع قرابة 550 متر عن سطح البحر وهو جبل اجرد في اغلبه ، كما ترسبت اغلب تربته في السهل الضيق الذي يمتد (شمال-جنوب)، فيما تحيط الاودية من الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية، والوديان هي: وادي البشم، وادي الصيفي، وادي الشرموطي، وادي أبو سالم اضافة إلى بعض الوديان الصغيرة التي تنتشر في مختلف مناطق القرية وهي: وادي إعمر، واد الخلة، وادي النبعة، باب الواد أي باب وادي البشم وهي امتداد لوادي البشم، ولا ننسى ان نذكر بأن مصطلح الخلّة بتشديد اللام ؛اسم يطلق على المنطقة المنخفضة التي تكون بداية للوادي او في منتصفه ولكنها منبسطة، ومنها خلة خلف، خلة رزيق، خلة ذياب واسمها ايضا ابوالزعتر ، خلة الخوصلان، خلة الهدور، خلة السبيل، خلة البلد، خلة صالحة، خلة كبرت - بكاف الفلاحين ، كما ان مصطلح الجوره تسمية كثيرة الشبه بمصطلح الخلّة طبوغرافيا، ومن الامثلة على ذلك جورة البلد ، جورة البير (البئر)، جورة الخشبة.

يرتبط سهل عنزه الضيق من جهة الجنوب بسهول عجة ، سيلة الظهر ، راما و جبع ، وسهول هذه القرى أكثر اتساعا واكثر خصوبة من سهل عنزا. اما من الشمال فسهل عنزا ينتهي على مفترق قرية الزاوية. وتتقاسم ثلاث قرى هذا السهل من مفترق قرية الزاوية شمالا وحتى مفترق قرية عجة جنوبا وهي عنزا، الزاوية وعجة.وتختلف التسميات من منطقة لأخرى في هذا السهل، فشمالا يطلق عليه المخنق ، (سهل مغاره)، (وطاة الشيخ) أي ارض الشيخ بالعامية، مارس حمّاد ، القرطة، سهل العبهرة اما جنوبا فهي: القرطات، موارس باب الواد، موارس الجوره، موارس السلمونه، موارس السواقع او الساقعة، موارس الكسّيرة - بالكاف الفلاحية، وموارس جمع مارس بالراء المكسورة: وهو لفظ يطلق على الارض السهلية التي تستعمل للزراعة ويستخدم هذا المصطلح عادة على الاراضي السهلية الضيقة .

وقد اصطلح الفلاحون منذ وقت طويل على تسمية المواقع التي يتم استصلاحها في الجبال باسم قطاين ومنها: قطاين زبيد، قطاين ابسيس، قطاين عقبة، قطاين دبوس ، قطاين العين ، قطاين برغش ، قطان الديك ، قطان الحنّون ، وهذه القطاين منتشرة في مختلف انحاء اراضي القرية.

كما ان المناطق المستصلحة في اعالي الجبال يطلق عليها مسمى الظهرات، او الظهرة اي المناطق المشرفة او المناطق التي تكون في ظهر الجبل اي اعلاه ومنها ظهرة محمود و منطقة ظهرات أبو عفيف ومنطقة ظهرة ابوزياد بفتح الزاي وتشديد الياء، ايضا هناك من الاراضي ما يطلق عليه اسم مراح: وهي المنطقة المنخفضة التي تتجمع فيها المياه ومنها ارض المراح ، ومراح ردّاد، اما مصطلح القرطة: فهي الارض السهلية صغيرة المساحة ومنها قرطة الدبّة. وهناك تسمية القطعة بفتح القاف وتشديد الطاء ومنها قطعة ابوعجل ، ومن اسماء الاراضي ايضا المخبة ، المسارب ، المسرب ، المنازل ، الكم وهي تحريف لكلمة كمب camp اي المعسكر ، الحريقة ، الحرايق ، الحريقة القبلية او الحاكورة القبلية ، عقدة المدينة ، الكوع ، الخوارج ، وطاة الخورة ، الخربة ، الحاكورة ، البستان ، الشركة، زيتونات سليمان ، المشحادة ، السكال ، العجوز ، البيادر ، شهلة ، تينات عودة ، ام الواويات ، مرج اللسان واسمه ايضا أبو السوّيد ، القعدة او قعدة مرج اللسان ، المجاحر ، المدرسة ، اللحف ، باب العين ، الصفحة ، الحبايل ، حبلة عنزا ، غرس السهل ، بين الدرب ، الدغمات ، ابوحيدرية ، القوس ، الزلاّقة ، القرّامة ، المهدافة ، ام البلاط ، الحمرة اي الحمراء ، الشقرا اي الشقراء ، المندسّة ، فتيان ، خير الله ، وطاة عرابة ، العريديه ، بصيلة ، أبو العلّيق بضم العين وتشديد اللام.

التربة و الصخور

تقوم عنزا على ارضية من الصخور الرسوبية ، فيما تتشكل التربه بحسب مناطق التواجد ولكنها بشكل عام تقسم إلى ثلاثة اقسام:-

1. التربة الجيرية 

وهذا النوع من التربه والصخور متوفر في المناطق الجبلية التي تعرضت للتعرية نتيجة العوامل الجوية ، وقد استعملت من قبل السكان وحتى وقت قريب - الستينات من القرن الماضي - في صناعة الشيد او الجير المطفأ: وهي مادة تستخرج من عملية تعريض هذه الصخور لضغط شديد و درجة حرارة عالية جدا يحولها إلى مسحوق ابيض ، استخدمها الناس لطلاء بيوتهم، ولتدعيم ابنيتهم الحجرية بديلا عن مادة الاسمنت. كذلك استخدمت مادة الشيد لقصارة آبار جمع المياه وآبار الينابيع بعد خلطها بالفخار المجروش الذي كان السكان يقومون بجمعه من الخرب والمناطق الاثرية القديمة ويطلقون عليه (الشكف)، وقد اطلق السكان في فلسطين على عملية صنع الشيد مسمى (كبارة) بكاف الفلاحين وتلفظ (إتش). كذلك استخدمت التربة الجيرية في صناعة الطوابين.

2. التربة الطينية الحمراء 

وهذا النوع يتوافر بكثرة في المناطق السهلية وبطون الاودية، ويتباين عمقها بين 0.5 متر إلى 100 متر، وهذه التربة خصبة نوعا ما مقارنة مع غيرها من النوعين الاخريين، وتزرع في هذا النوع من التربة المحاصيل الزراعية: القمح ، الشعير ، الكرسنة ، البيكيا و البرسيم؛ والاخيرتان هما زراعتان حديثتان نسبيا لدى السكان. ولعل أشهر المحاصيل هو العدس الذي اشتهرت القرية بزراعته في السابق نظرا لجودته العالية وسرعة نضجه.

3. التربة الصلصالية

 وهي تنتشر في الاراضي والحواكير الملتفة بالقرية مباشرة، واستعملت لبناء البيوت الطينية والحجرية القديمة.

المناخ و الامطار

يميل طقس عنزا إلى الحرارة في فصل الصيف والدفء في موسم الشتاء حيث يكون معدل الحرارة في فصل الصيف 32 درجة مئوية و 3 درجات مئوية شتاءا ، فيما يبلغ المعدل السنوي لسقوط المطر حوالي 370ملم.

الثروة النباتية والحيوانية

اولا: الثروة النباتية

1. الاشجار المثمرة

 تسود في عنزا اسوة بمناطق عديدة في فلسطين شجرة الزيتون كشجرة اساسيى يرتكز عليها الفلاح الفلسطيني في تلبية حاجته من زيت الطعام ، وقد انتشرت في عنزا منذ القدم زراعة الزيتون ، حيث ان هنالك ما يطلق عليه الزيتون الرومي: وهو زيتون قديم منذ العهد البيزنطي او ما يزيد ، وينتشر في غرب القرية. وقد توسعت المساحة المزروعة بالزيتون عبر السنين. كما زرعت انواع اخرى من الاشجار المثمرة مثل التين ويؤكل ثمره طازجا او بعد تنشيفه في الشمس ويطلقون على هذا النوع اسم القطّين .

كذلك زرع سكان القرية اللوز وايضا زرعوا الحمضيات بأنواعها في حواكيرهم وإن كانت على على نطاق ضيق ،و كذلك زرعوا كرمة العنب او الدوالي ويأكلون ثمره طازجا او يتم تجفيف ثماره ويسمونه الزبيب او يعصرونه ويصنعون منه مربى العنب ويسمونه الططلة، ايضا استغل الناس في عنزا اوراق كرمة العنب لطبخه بعد لفه بالارز واللحم المفروم والتوابل . على نطاق اضيق زرع السكان الرمان وصنعوا منه دبس الرمان كذلك المشمش و الجرانق و الزعرور و الخرّوب.

2. الاشجار الحرجية

كانت اراضي القرية قديما معظمها  مكسوة بأشجار الخروع و السوّيد و البلوط حسب رواية الاهالي ، ولم يتبقى من هذه الاشجار إلا النزر اليسير . وفي الستينات من القرن الماضي وبتشجيع من وزارة التربية والتعليم الاردنية آنذاك قام تلاميذ القرية بحملة تشجير حول المدرسة حيث زرعوا الصنوبر و السرو و العرعر ، فيما ما اصبح يطلق عليه لاحقا احراش المدرسة.

ايضا زرع الفلاحون الفلسطينيون في القرية اشجارا شوكية مثل الصبر او الصبار ، السوّيد و العلّيق وذلك لتكون سياجا طبيعيا يحمي اراضيهم من دخول الرعاة و اغنامهم إلى مزارعهم اضافة إلى الانتفاع من ثمار الصبر كفاكهة صيفية للمزارعين وطعاما لجمالهم. وقد استغل الاهالي حطب الاشجار عبر السنين وحتى وقت قريب لاغراض التدفئة والطبخ إضافة إلى صنع الفحم النباتي وصنع الجير المطفأ (الشيد).

3. المحاصيل الحقلية

توزعت في القرية زراعات مختلفة منها ما هو شتوي ومنها ما هو صيفي ؛ من هذه الزراعات :القمح ، الشعير ، الكرسنة ،البيكيا ،الحلبة ، حبة البركة او (القزحة) ، العدس ،الفول و البرسيم. ومنها كذلك : السمسم ،  الحمص ، الملفوف او (اللخنة) ، و القرنبيط او (القنبيط) ، ذرة المكانس اضافة إلى البطيخ ، الفقوس ، الحروش ، البامية ، البقدونس، اليقطين ، الكوسا ، الخيار ، البندورة و البطاطا، وان كانت الكثير من هذه الزراعات على نطاق ضيق ، اذ ان غالبية الاراضي المستغلة للزراعة كانت تنتج محاصيلا رئيسية كالقمح والشعير والتي يحتاجها الفلاح لإطعام عائلته و اطعام حيواناته. بقي ان نشير إلى ان التبغ قد زرعه الاهالي سابقا على نطاق ضيق للتجارة والاستعمال المنزلي.

4. النباتات والحشائش الطبيعية

الغطاء النباتي الطبيعي في القرية هو جزء من الغطاء النباتي الطبيعي لبيئة حوض البحر الابيض والمتوسط ، حيث توزعت نباتات زهرية مثل الدحنون او كما يسميه الفلاحون الحنّون ، قرن الغزال ، الاقحوان و البابونج ، كما استفاد الفلاحون في عنزا من وجود نباتات طبيعية في طعامهم مثل الزعتر الذي ينمو في البرية والذي يجمعه الاهالي ويقومون بتنشيف اوراقه في الشمس ثم طحنه بواسطة حجر املس كبير يدعى المدرسة ويخلطونه ببذور السمسم والملح وملح الليمون والقليل من زيت الزيتون ويطلقون على هذا الخليط اسم الدقّة ويأكلونه بشكله الحالي مع زيت الزيتون او من خلال رشه على خبز الطابون ووضعه في الطابون ويطلق على هذه الأكله خبز مسخن او خبز مناقيش. اما الخبيزة فهي نبات طبيعي آخر ينمو في اطراف احواش البيوت والحواكير ويطبخ في المنازل او يستعمله الناس كطعام لمواشيهم. هناك ايضا العكوب و القرّيس و الخرفيش و اللّوف و الشومر و الزعمطوط و السلك واللسيّنة و المرّار وغالبتها تؤكل إما نيئة او مطبوخة. من النباتات الطبيعية ايضا الميرمية أو المريمية ويطلق عليها ايضا الشجّيرة وتوضع على الشاي بالاضافة إلى استعمال شرابها كدواء مسكن للاضطرابات الهضمية، وهناك الزعيتمان الذي يوضع ايضا على الشاي لإعطاءه نكهة ورائحة طيبة ومثله كذلك النعناع.

كذلك من الحشائش التي تنمو طبيعيا في عنزا: الشوفان ويسمونه الخافور و خبيزة الجمال و قرّيس الحية و المدّاد و القبّار و الخوصلان و النجيل و الدحيرجة و الرباط و الشوقران و الزعتر الفارسي.

ثانيا : الثروة الحيوانية.

1. الحيوانات الداجنة: 

من الحيوانات التي رباها سكان فلسطين منذ زمن الكنعانين وحتى اليوم الحمير، حيث استخدمها الناس لحمل متاعهم وحراثة اراضيهم والتنقل بين المناطق. ومن الحيوانات التي انتشرت تربيتها بكثرة قي القرون الماضية الابقار البلدية ، وهي نوع من الابقار تتميز بكونها أكثر قدرة على تحمل تقلبات الطقس واكثر مناعة من ناحية صحية من الابقار الاوروبية الحالية ، وإن كانت اقل بكثير من حيث انتاج الحليب واللحوم.

وربت كل اسرة تقريبا بقرة واحدة على الاقل حيث اعتبرت في السابق أحد مقاييس المكانة الاجتماعية للعائلة ، وكان يتم اطلاقها للمراعي بشكل جماعي بعهدة راع يتولى جمعها من البيوت فجرا وتوزيعها مساءا بعد العودة من المرعى وكانوا يسمون مجموعة الابقار الذاهبة للمرعى العجّال. ايضا ربى اهالي عنزا الماعز او كما يسمونه الغنم السمار ، و الاغنام ويسمونها الغنم البياض، و الارانب و الدجاج و البط و الأوز و الديك الرومي ويسمونه ديك الحبش و الحمام و القطط ، اضافة إلى الكلاب لحراسة منازلهم ومواشيهم. واقتنى اهالي عنزا الخيول و البغال و الجمال بأعداد اقل من سابقاتها من الحيوانات الداجنة واستخدمت لاغراض الحراثة ونقل المحاصيل ، ونقل الاشخاص و الامتعة والبضائع بين المدن والمناطق المختلفة. ودخلت تربية الابقار الاوروبية إلى القرية بعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية في عام 1967 فيما دخلت تربية الدجاج البيّاض واللاحم على القرية في اواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي.

2. الحيوانات البرية:

 ابرز الحيوانات البرية التي قطنت حول القرية ونسجت حولها القصص الضبع وهو حيوان مفترس يسكن على الرمم وما يصطاده من صغار الحيوانات. وخافه الاشخاص كثيرا فنسجوا اساطيرا حول قدراته على تخدير ضحاياه من البشر وقيادتهم إلى وكره. و

من الحيوانات الاخرى كذلك الغزال و السالول: وهو حيوان يشبه القط ولكنه أكبر حجما ويعتاش على ما يصطاده من الطيور البرية ودجاج المنازل ، و السلعوّة: وهو ايضا حيوان شبيه بالسالول ،[والنسناس و النيص وهو حيوان ذو اشواك حاده و الارنب البري و القنفذو الخلد ويسمونه الخلند. و لعل اكثرها انتشارا في السابق هو ابن آوى ويسمونه الواوي . من الطيور البرية التي عاشت في القرية والبرّية المحيطة بها الحجل ويسمونه الشنار و السكيرية أو الصقرية وهو طائر من من فصيلة الصقريات، ومثله الباشق. ومن الطيور البرية ايضا الهدهد و الزريقي و ديك السمّن و ابو حمار و الطقطقة و الفسفسة و عصفور الدويري و ابو سعد او اللقلق.

اما عن  الزواحف فلعل ابرزها الثعبان او الحية والحنش او الحنيش وابوقرع وهو نوع من السحالي الشبيهة بالافاعي والسحالي بانواعها:ام بريص والحرذون و الرظّعة وام اربعة واربعين او الاربعينية و العقرب و عصا موسى و دودة الارض، ومن الحشرات ام عيد او صندوق العيد و الجنادب و صرصور الليل و فرس النبي وغير ذلك الكثير. ما نود ذكره في هذا السياق ان كثير من الحيوانات الداجنة قد توقف الناس حاليا (2008)عن تربيتها او قلّت تربيتها بشكل كبير جدا.اما الحيوانات والطيور البرية فهي اما رحلت بعيدا عن خطر الانسان إلى براري أكثر امانا او ابيدت على يد الانسان بفعل الصيد الجائر ، ولم يتبق منها سوى القليل.

الاحصائيات السكانية

استنادا لكتاب بلادنا فلسطين للدباغ وصل تعداد السكان في عنزه لعام 1922 / 537 نسمة، وفي عام 1931 / 642 نسمة، وفي سنة 1945 / 880 نسمة، في عام 1961 / 1011 نسمة، وفي احصائيات غير رسمية وصل عدد السكان عام 1982 / 807 نسمة، وفي عام 1987 / 1300 نسمة، وفي احصائيات رسمية نفذها مركز الاحصاء الفلسطيني عام 1997 بلغ عدد السكان 1496 نسمة، وفي عام 2005 وصل عددهم إلى 1949 نسمة، اما آخر احصاء رسمي فكان عام 2007 حيث بلغ عدد السكان 2063 نسمة، ويقدر عددهم حاليا - عام 2008 - بحوالي 2548 نسمة.


المراجع

mawsoati.com

التصانيف

قوالب قرى جنين  محافظة جنين  قرى جنين   الجغرافيا   قرى   فلسطين   قرى فلسطين