علم البديع

البديع في اللغة هو عبارة عن الشيء الجديد والحديث والغريب، وإيجاد الشيء واختراعه على غير مثال، حيث يقول الله تعالى في محكم تنزيله: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ)،  ويُعرف البديع في الاصطلاح على أنَّه فن من فنون القول الحديث، وعلم البديع هو العلم الذي يُعرف به وجوه حسن الكلام؛ وذلك بعد رعاية المطابقة ووضوح الدلالة، كما يُعرف بأنَّه النظر في تزيين الكلام وتحسينه بنوع من التنميق من خلال تفصيله بالسجع، أو استخدام الجناس، أو الترصيع، أو تورية المعنى، أو الاستعانة بالطباق، وما إلى ذلك.

ومضات تاريخية حول علم البديع

عبد القاهر الجرجاني وعلم البديع

وضع عبد القاهر الجرجاني أربعة معايير لبيان دور فن البديع في اللغة، وهي على النحو الآتي:

  • توافق فنّ البديع مع المعنى وانسجامه معه.
  • صدور هذا الفن عن الطبع، وخروجه عن السليقة، والإمساك به عن التكلّف والتصنّع.
  • استخدامه لأغراص الفهم والتوضيح.
  • تجنّب الإكثار من فنّ البديع دون هدف أو فائدة.

بدرالدين الأندلسي الدمشقي وعلم البديع

يرجع البلاغيون إلى أنَّ بدرالدين بن مالك الأندلسيّ الدمشقيّ هو أول من جعل البديع علماً مستقلاً؛ إذ أفرد هذا العلم في كتابه المعروف باسم (المصباح في علـوم المعاني والبيان والبديع)، ويُذكر أنَّه لخّص القسم الثالث من كتاب مفتاح العلوم للسكاكي، والتزم بتقسيم فنون علم البديع إلى محسنات معنوية، وأخرى لفظية.

الخطيب القزويني وعلم البديع

حيث أفرد الخطيب القزوينيّ علم البديع في كتاب الإيضاح، وفصل هذا العلم عن علوم البلاغة الأخرى فصلاً تاماً، وبهذا انقسمت البلاغة إلى ثلاثة علوم، وهي: البيان، والمعاني، والبديع، وأصبح علم البيان يُعرف ببلاغة التعبير، بينما عُرف علم المعاني ببلاغة الإقناع والتأثير، أمّا علم البديع فأصبح معروفاً ببلاغة التحسين.

فنون علم البديع

كما وضع ابن المعتز ثمانية عشر فناً لعلم البديع، وتأثّر البلاغيون من بعده فيما وضعه، وأخذوا يُطوّرون هذا العلم، فمثلاّ أولى قدامة بن جعفر علم البديع أهمية خاصة، وزاد على فنونه تسعة أنواع أخرى، ثمَّ جاء أبو هلال العسكري وسار على نهج ابن المعتز وقدامة من فنون البديع، وأضاف إليه، حتّى وصلت فنونه إلى سبعة وثلاثين، وبعد ذلك زاد ابن رشيق القيروانيّ على سابقيه تسعة أنواع جديدة، ما جعل فنون البديع تتطور شيئاً فشيئاً، حتّى وصلت في القرن الثامن الهجري إلى مئة وخمسة وأربعين محسن بديعيّ، والمحسنات البديعية نوعان، وهما:

  • المحسنات البديعية اللفظية: والتي تهدف إلى تحسين لفظ الكلام، تُفيد في تحسين المعنى؛ وذلك لأنَّ حسن المعنى مرتبط بحسن اللفظ.
  • المحسنات البديعية المعنوية: يهدف هذا النوع إلى تحسين المعنى، كما يُفيد في تحسين اللفظ.

 


المراجع

mawdoo3.com

التصانيف

لغويات  بلاغة  علم البديع   اللّغات   الآداب