هل الأخلاق تحدد وتقيد حرية الإنسان؟ وهل أن هذا التقييد هو في صالح الإنسان أم لا؟
إن مصادر الإلزام الأخلاقي هي الوحي والعقل والضمير، وكل هذه المصادر تقرر حرية الإنسان وتؤكدها، لأن أفعاله لن تكون أخلاقية إلا إذا انبثقت من أعماقه، وكانت ثمرة يانعة لنيته وإرادته بلا تكلف ولولا الحرية لم يكن للإنسانية أثر.
ثم إن الحرية ليست ملكة موروثة عن الآباء والأجداد، ولا صفة مكتسبة من التربية والبيئة، ولا هي ثمرة من ثمرات التطور التاريخي، وإنما هي صفة ذاتية للإنسان لا يمكنه التحرر منها
ويرى بعض الباحثين أن أية عقيدة يدين بها الإنسان أو أية سيئة يقترفها متأثراً بالوسط الذي يعيش فيه وتبعاً لتقاليد المجتمع وعاداته فهي مقدرة عليه لأنها من صنع المجتمع وهو الذي فرضها عليه لأن الفرد جزء من مجتمعه وبيئته التي نشأ فيها، وهذه السيئة الاجتماعية صارت بمرور الزمن نظاماً عاماً وطبيعة ثانية ثابتة لأفراد المجتمع.
والأمر يختلف بين إنسان وأخر فإن كان من الذين يملكون الوعي والاستعداد وقد التفت وفكر فيما عليه مجتمعه فعليه أن يبحث بحثاً جاداً عن الحقيقة ويسأل من يثق به من أهل الفكر والعلم وبعد ذالك عليه إن يختار وإن يمضى على سنة الآخرين إما تعصباً وإما لأنه لا يريد أن يكتشف خطاً آمن بصحته عشرات السنين وإما لأنه انساب غبي لا يميز بين الحق والباطل فالكل عنده سواء
وان كان عاجزاً لا يملك الاستعداد والوعي، أو لم يلتفت ويفكر في صحة ما يتجه إليه ويعتقد به لأنه منذ البداية آمن به إيمان العجائز فهو معذور وغير مسئول تماماً كالحيوان من حيث العجز والقصور، ولذا يسميه الفقهاء بالقاصر والعاجز.
المراجع
موقع " الخيمة العربية "
التصانيف
سياسة العلوم الاجتماعية