موريس أتريو Maurice Utrillo مصور فرنسي ولد في باريس وتوفي في داكس، وهو ابن لفنانة تعرف باسم سوزان فالادون Suzanne valadon، كانت تمارس التصوير وتعمل في الوقت نفسه نموذجاً في محترفات الفنانين. ولم يُعرف أبوه، ومنحه اسمه صديق لأمه هو الناقد الإسباني ميغيل أتريو Miguel Utrillo Y Moline، الذي كان شخصية مرموقة في برشلونة.20060510-054940.jpg تعود أتريو الشراب منذ حداثته وأدمنه، وعمل في أحد المصارف زمناً قصيراً وطرد لمجونه، وأدى إدمانه إلى إدخاله المستشفى عام 1902. وقد نصح الطبيب المعالج والدته بأن تشغله بالتصوير. واتجه أتريو نحو التصوير وراح ما بين 1903و1906 يصور مناظر الطبيعة في ضواحي باريس، ولكن أسلوبه كان قاتماً وتغلب عليه الطبقات اللونية الكثيفة، ومع ذلك لفت عمله نظر أصحاب صالات العرض. وفي عام 1907 تحول إلى الألوان المشرقة وأخذ يكثر من اللون الأبيض في رسومه. وقد أطلق على هذه المرحلة التي امتدت حتى مطلع 1915 من حياته الفنية اسم «المرحلة البيضاء» وقدم فيها بعض أفضل إنتاجه مما جلب له الثروة والشهرة، وبدأت لوحاته تدخل المعارض منذ 1909. لم يكن أتريو يميل كثيراً إلى الاختلاط في الأوساط الفنية، وكان يمضي الكثير من وقته في دور الشراب واللهو، وأدخل أحد المصحات عام 1912. وخرج بعد شهرين، ثم سافر إلى مقاطعة بريتاني وبعدها إلى كورسيكا حيث أنتج مجموعة كبيرة من الرسوم، وأقيم له عام 1913 معرض ضم أعماله الفنية. وتطور أسلوبه بعد ذلك بتأثير من والدته، واتجه نحو الألوان المشرقة والمساحات المغلقة. وقد لاقى معرضه عام 1919 نجاحاً كبيراً زاد في شهرته وغدا نجماً لامعاً في المحافل الفرنسية وفي خارجها. وكان بين أعماله، بعد ذلك، تصميم زخرفة مشاهد الباليه الروسية التي كان يخرجها دياغيليف Diaghilev [ر]. وقد منحته الحكومة الفرنسية وسام جوقة الشرف عام 1928. وأقيم في نيويورك عام 1939 معرض لأعماله كان إقبال الجمهور عليه كبيراً، وأفردت له عام 1950 قاعة خاصة في معرض السنتين (بينيالي) في البندقية. ورافق شهرته هذه تداول عدد كبير من اللوحات المزورة التي نسبت إليه وقد جرت معها فضائح كثيرة. استمر أتريو في حياة المجون والشراب والفوضى، وحاول الانتحار. وقد بدأت موهبته بالتراجع تدريجياً وفقدت أعماله أصالتها وشهرتها ولاسيما عندما أمسى يقتصر في أواخر أيامه على تنفيذ البطاقات البريدية. لا يمكن تصنيف فن أتريو في أي من النزعات الفنية التي عاصرها، وقد حاول بعض النقاد ربطه بالفن الساذج [ر] لاهتمامه البالغ بالتفاصيل واختياره أشكالاً شعبية، ولكن تعليل هذا الربط لم يكن مقنعاً. والواقع أن أتريو كان عصامياً ولم يتلق تعليماً منتظماً ولكنه تأثر بنصائح والدته وتوجيهاتها وصديقه المصور كيزيه Quizet الذي كان يشاركه وحدته ويرسم معه في الشوارع في السنوات الأولى من إنتاجه. وقد اقترب من الانطباعية[ر]، وكان يحب أن ينسب فنه إلى سيسلي Sisley[ر]، إلا أنه تميز بأسلوب شخصي فيه مفهوم واضح للحيز، وللمنظور الصاعد تارة والهابط تارة أخرى، ولانحناءات الطرق وكتل المنازل مبتكراً على هذا النحو أسلوباً فنياً رائعاً يتوازى مع التكعيبية[ر]. ومن جهة أخرى، اتسمت موهبته بالقدرة البالغة على التعبير الذي كان يضفيه على جدران المنازل وبولعه بتكرار النوافذ السوداء والطرقات والأرصفة المقفرة وزوايا الشوارع المهجورة في الضواحي. ويذكر له توصله إلى حس شاعري عميق من شكل تافه لبناء عادي هو بناء مطعم الأرنب الرشيق Le Lapin Agile (1910) وتوصله إلى التعبير عن العظمة الكامنة في بناء كنيسة نوتردام دو شاتر Notre- Dame de Chartre وتتوزع أعمال أتريو حالياً بين عدد من متاحف أوربة والولايات المتحدة الأمريكية. وفي المتحف الوطني للفن الحديث في باريس مجموعة كبيرة من هذه الأعمال.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
التربية والفنون العمارة فنون