مدينة مصرية على الضفة الغربية من قناة السويس عند الساحل الشمالي الغربي لبحيرة التمساح. وتبعد الإسماعيلية نحو 122 كم عن القاهرة من جهة الشمال الشرقي. أقامها في البداية عام 1862 المفتش العام لشركة قناة السويس لإيواء العمال والمهندسين والمشرفين العاملين في شق قناة السويس وأطلق عليها اسم «بلدة التمساح»، ثم سميت «الإسماعيلية» نسبة إلى الخديوي إسماعيل باشا، عندما رقي العرش في كانون الثاني عام 1863 وأولاها اهتماماً زائداً، فأنشأ ميدانها ودار حكومتها ونظم حدائقها. وقد ربطت المدينة عام 1868 بشبكة الخطوط الحديدية التي تصل بين القاهرة والاسكندرية ومدينتي السويس والزقازيق. وتعد الإسماعيلية اليوم محطة مهمة للسكك الحديدية بين مصر وفلسطين وعقدة مواصلات برية في منطقة قناة السويس.خططت مدينة الإسماعيلية في البدء لاستيعاب 15000 نسمة وظلت عقدين متتاليين من إنشائها من دون أن يطرأ تبدل كبير على عدد سكانها (بين 3000 - 6000 نسمة)، إلا أن عدد السكان أخذ يتزايد تدريجياً مع بداية عام 1890 إلى أن أصبح 15000 نسمة بعيد الحرب العالمية الأولى وارتفع إلى أكثر من 50.000 نسمة بعيد الحرب العالمية الثانية، وتجاوز إلى 212568 نسمة عام 1991.ولأهمية موقع المدينة أقام البريطانيون فيها منذ الحرب العالمية الأولى ثكنة عسكرية كبيرة وقاعدة جوية حربية، وغدت الإسماعيلية  منذ ذلك الحين مركزاً أساسياً من مراكز المقاومة الوطنية المصرية في وجه الاحتلال البريطاني، وشهدت عمليات فدائية وعسكرية نفذها الوطنيون المصريون لضرب قوات الاحتلال. وكان من أبرز ردود فعل البريطانيين على هذه العمليات عدوانهم على مركز للشرطة المصرية في الإسماعيلية  في 25 كانون الثاني 1952 الذي أسفر عن استشهاد الكثير من رجال الشرطة المصرية وكان من نتائجه ما عرف بحريق القاهرة.وللتطور الكبير الذي شهدته المدينة بعد جلاء البريطانيين عن مصر صدر قرار بإحداث محافظة الإسماعيلية عام 1960. وقد شملت هذه المحافظة مدن الإسماعيلية  والقنطرة في الشمال والتل الكبير في الغرب. وبعد عدوان الخامس من حزيران 1967 وحرصاً من القيادة المصرية على تجنيب المدينة أخطار الاعتداءات الإسرائيلية التي كانت تستهدف المراكز السكانية والصناعية، ولاسيما بعد تصاعد حرب الاستنزاف التي خاضتها القوات المصرية بين عامي 1969 و1970 ضد القوات الإسرائيلية المحتلة، تم إجلاء سكان منطقة القناة، ومنها الإسماعيلية، إلى مناطق بعيدة عن خطوط المواجهة. وأعيد هؤلاء إلى منازلهم بعد حرب تشرين وجلاء القوات الإسرائيلية عن سيناء.وكانت قد أنشئت عام 1860 ترعة الإسماعيلية لتزويد منطقة قناة السويس بمياه الشرب. وهي تأخذ مياهها من نهر النيل من ناحية شبرا شمالي القاهرة، ويبلغ طول هذه الترعة 136كم، وتتفرع عند مدينة الإسماعيلية إلى ترعة السويس وطولها 89كم، وترعة بور سعيد وطولها 80كم. ولقد أنشئ بالقرب من الإسماعيلية جسر (كوبري) الفردان الجديد عام 1999 على قناة السويس بطول 600م وارتفاعه فوق القناة 70م ويعد أطول جسر معدني متحرك في العالم ويختصر ربط آسيا بإفريقية إلى ثلاث دقائق.والإسماعيلية اليوم من المراكز السياحية والصناعية المهمة في مصر نظراً لشواطئها الممتدة على سواحل بحيرة المرَّة وإطلالة سواحلها على مناطق مثل أبو سلطان وبحيرة التمساح، إضافة إلى الآثار المكتشفة غرب المدينة على بعد 16كم، ويعدّ بروز الصناعات الإلكترونية والغذائية فيها من المؤشرات الدالة على تطور الصناعة الحديثة فيها وازدهارها.

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

العلوم الإنسانية   التاريخ   جغرافيا