البَرْمَائِـيَّـات حيوانات ذوات جلد لا يحتوي على حراشف، باستثناء أنواع قليلة منها، وتجمع بين العيش في الماء وعلى اليابسة. ويوجد ما يقرب من 3,200 نوع من البرمائيات التي تُشكل إحدى رتب الفقاريات (حيوانات ذوات أعمدة فقارية). وتضم البرمائيات: الضفادع، والعلاجيم، والسمندرات، والسيسليان أو البرمائيات السحلية (أو عديمة الأرجل). تُفقس معظم البرمائيات من البيض الذي يوضع في الماء أو الأرض الرطبة. وتبدأ دورة حياتها على هيئة يرقات تعيش في الماء. ومن خلال عملية تدريجية تُعرف بالتَّشَكُّل تتحول هذه اليرقات إلى الأطوار اليافعة التي تختلف كثيراً في الشكل عن اليرقات، وتستمر بعض البرمائيات اليافعة في العيش في المياه، ولكن معظمها يقضي حياته على اليابسة، ويعود معظمها تقريبا إلى المياه للتزاوج والتكاثر. البرمائيات بصفة عامة أصغر حجما من بقية الفقاريات الأخرى كالأسماك، والطيور، والثدييات. ولا يزيد طول معظم البرمائيات على 15 سم ووزنها على60جم. وبإمكان أصغر الضفادع في العالم أن تجلس على إبهام الإنسان. ويُعد السمندر الياباني العملاق من أكبر البرمائيات حيث يصل طول الحيوان المكتمل النموّ منه إلى أكثر من 1,5م. البرمائيات من ذوات الدم البارد، وتكون حرارة جسمها ـ تقريبا ـ مساوية لحرارة البيئة التي تحيط بها. كما تدخل البرمائيات ـ التي تعيش في المناطق ذات الشتاء القارس ـ في بيات شتوي خلال الفترات شديدة البرودة. وكثير من البرمائيات التي تعيش في المناطق الحارة الجافة، تدخل في بيات صيفي، وتصبح خاملة خلال فترات الصيف. تعيش البرمائيات في جميع قارات العالم ما عدا القارة المتجمدة الجنوبية (أنتاركتيكا). وهي تفضل العيش في البيئات الرطبة، بالقرب من المستنقعات، والبحيرات، والجداول، كما تبقى بعض الأنواع من ضفادع الأشجار في المناطق المدارية على الأشجار لا تبرحها، وتضع بيضها في مياه الأمطار التي تتجمع على قواعد أوراق الأشجار. وتعيش بعض البرمائيات في المناطق الجافة، حيث تقضي أسابيع، أو أشهرًا تحت الأرض حتى تهطل الأمطار. وبعد تكوين المستنقعات تتجمع هذه البرمائيات حولها للتزاوج ووضع البيض، ثم يفقس البيض بعد ذلك، و تنمو اليرقات بسرعة قبل جفاف تلك المستنقعات. تتغذى معظم البرمائيات على الحشرات. وتكون كثيرة العدد في بعض مناطق العالم، حيث تؤدِّي دورا كبيراً في المحافظة على توازن البيئة. وتساعد البرمائيات الإنسان لأنها تأكل يرقات الحشرات التي تُتلف المحاصيل وتنقل الأمراض. ويستخدم الناس لحوم البرمائيات غذاءً في بعض المناطق من العالم. أنواع البرمائيات البرمائيات تقســم إلى ثلاث مجموعات رئيســية 1- السيسليان 2- السمندر 3- الضفادع والعلاجيم. تظهر الرسوم أعلاه نماذج لكل من هذه المجموعات الثلاث. يُصنِّف علماء الحيوان البرمائيات إلى ثلاث مجموعات: 1- الضفادع والعلاجيم 2- السمندرات 3- البرمائيات السحلية (السيسليان). الضفادع والعلاجيم. برمائيات من ذوات الأرجل الأربع وليس لها ذيل. وأرجلها الخلفية طويلة وتُستخدم للقفز. وأرجل الضفادع عادة أطول من أرجل العلاجيم. ويوجد مايقرب من 2,700 نوع من الضفادع والعلاجيم، ويعيش معظمها في المناطق المدارية. وهناك نوعان يعيشان في أقصى شمال الدائرة القطبية، بينما توجد أنواع أخرى جنوبًا حتى ثيرا ديل فيوجو في أطراف أمريكا الجنوبية. السمندرات. السمندرات من ذوات الذيول الطويلة والأرجل الأربع ـ وفي قليل من أنواعها رجلان ـ وهي أرجل قصيرة وضعيفة. ويوجد ما يقرب من 370 نوعًا من السمندرات يعيش معظمها في المناطق المعتدلة من العالم، والتي تشهد تغييرات فصلية بالنسبة للحرارة. وهذه الكائنات شائعة، وبخاصة في المناطق الحارة الرطبة في كل من أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية. البرمائيات السحلية (السيسليان).وهي عديمة الأرجل، وتشبه كثيراً ديدان الأرض كبيرة الحجم. ويوجد منها ما يقرب من 150 نوعًا تعيش كلها في المناطق المدارية فقط. ويعيش معظمها في مخابئ تحت الأرض، ويعيش بعضها في الماء. أجسام البرمائيات ضفدع الأشجار الخضراء تعيش في أستراليا وغينيا الجديدة. الجلد. لا تغطي جلود البرمائيات حراشف أو شعر أو ريش، ومعظمها ذات جلد ناعم، ولكن بعض العلاجيم لها جلود سميكة. وتُعرف الطبقة الخارجية من الجلد بالبشرة، وتقوم هذه البشرة بحماية أنسجة الحيوان الداخلية. وتسلخ البرمائيات الجزء الخارجي من بشرتها عدة مرات في السنة. وتعرف الطبقة الداخلية من الجلد بالأدمة، وهي تحتوي على عدد كبير من الأعصاب والأوعية الدموية، وبها كثير من الغدد التي لها فتحات في سطح الجلد. ينتج كثير من الغدد المخاط، وهو مادة كثيفة لزجة، تقوم بترطيب الجلد وحمايته. وتنتج غدد أخرى مواد سامة قد تضر أو تقتل العدو. ويُمَيِّز الكثير من الضفادع و السمندرات الجلد اللامع الملون ويرجع ذلك إلى وجود الخضاب (مادة ملونة) داخل خلايا خاصة تلي طبقة البشرة. وتمنح حركة الخضاب في خلايا بعض الأنواع القدرة على تغيير لونها، عندما يحدث ارتفاع أو انخفاض في درجة الحرارة. التنفس. تتنفس معظم البرمائيات التي تعيش على اليابسة عن طريق الرئتين، بينما تتنفس الأطوار المكتملة النموّ ـ التي تعيش في المياه، واليرقات عن طريق الخياشيم ـ مثلما تفعل الأسماك تماما. وبالإضافة إلى ذلك تتحصل جميع البرمائيات على الأكسجين عن طريق الجلد، ومن خلال غشاء بطانة الفم والحلق. وبعض أنواع السمندرات الصغيرة الحجم لارئة لها؛ لأنها تتنفس عن طريق الجلد أو الفم. الجهاز الهضمي. يشتمل الجهاز الهضمي في البرمائيات على الفم، والمريء (أنبوب يؤدي إلى المعدة)، والمعدة، والأمعاء. ويخلط الغذاء ويُهضم جزئيًا في المعدة، بينما يتم معظم الهضم في الأمعاء الدقيقة. وتحتوي أنسجة كل من المعدة والأمعاء الدقيقة، على غدد عديدة تفرز العصارة الهضمية التي تفتت الغذاء إلى مواد يمكن امتصاصها والاستفادة منها، من قِبَل جسم الحيوان. وتوجد غدتان كبيرتان هما، الكبد والبنكرياس تصبان العصارة الهضمية في الأمعاء الدقيقة. ويتم امتصاص الغذاء المهضوم عبر جدران الأمعاء الدقيقة، ثم تتحرك بعد ذلك بقايا الفضلات إلى الأمعاء الغليظة، ومن ثم إلى المذْرق وهو غرفة تُفتح خارج الجسم، تمر خلالها الفضلات والبيض والنطاف (خلايا الجنس الذكرية) إلى الخارج. أعضاء الحس. لمعظم الضفادع والعلاجيم والسمندرات نظر قوي يساعدها على الإمساك بالحشرات، بينما عيون البرمائيات السحلية صغيرة، أو غير موجودة، لأن حاجتها إلى العيون قليلة، بسبب عيشها في مخابئها تحت الأرض. وتمتلك البرمائيات التي تعيش في المياه جهاز خط جانبي وهو مجموعة من الأعضاء الحسَّاسة على طول جوانب الجسم. ويساعد هذا الجهاز الحيوان على تحسّس الحركة في المياه المجاورة. وبإمكان كل من الضفادع والعلاجيم سماع الأصوات من مسافة بعيدة،على العكس من السمندرات. وتمتلك الضفادع والعلاجيم أصواتًا متطورة جدًا وذات أهمية، وبخاصة، للنداء من أجل التزاوج، بينما لا تصدر معظم السمندرات أية أصوات. ومعظم البرمائيات تشمّ وتتذوق بوساطة عضو جاكبسون وهو زوج من تجاويف دقيقة يوجد في سقف الفم، حيث تستجيب الأنسجة التي تبطن هذه التجاويف للتغيرات الكيميائية في الفم والأنف. طرق الحياة التكاثر. تتكاثر البرمائيات عادة خلال أوقات المطر، حيث تتجمع بالليل في مجموعات كبيرة فيسهل على كل منها أن يجد شريكه. ويحدث الإخصاب، وهو التحام البيوض مع النطاف في الضفادع والعلاجيم، خارج جسم الأنثى، بينما يتم الإخصاب بداخل جسم الأنثى قبل وضع البيض في السمندرات والبرمائيات السحلية. وفي كثير من البرمائيات تضع الإناث عددًا كبيرًا من البيض مرة واحدة، حيث تنمو بداخلها، وتفقس اليرقات في العادة في المياه، أو في مكان رطب. وبيض البرمائيات غير مغلف بقشور، ولكن تغطيه مادة هلامية شبيهة بالجلاتين. ويترك الأبوان البيض عادة دون حراسة، وإن كان بعض الضفادع والعلاجيم يحمل البيض حتى يفقس، بينما تلف البرمائيات السحلية نفسها حول بيضها. ويفقس البيض يرقات ذوات خياشيم وذيل مفلطح، وقد يكون لها أرجل أمامية صغيرة. وتُسمى يرقات الضفادع والعلاجيم أبو ذنيبة أو الرأس المتحرقص. ويستغرق تَشَكُّل هذه اليرقات حتى تصبح مكتملة النموّ مدة تتراوح بين أسبوعين وعدة أشهر، حيث تفقد هذه اليرقات خياشيمها تدريجيًا، وتنمو معها الرئتان. وتظهر في طور أبي ذنيبة الأرجل الخلفية قبل الأرجل الأمامية. كذلك تحدث تغييرات في كل من العيون، والجهاز الهضمي والأعضاء الأخرى، لتجعل الحيوان البرمائي قادرًا على الحياة على اليابسة. الغذاء والأعداء تتغذى معظم يرقات البرمائيات بالطحالب، ومواد نباتية أخرى، بينما تتغذى يرقات السمندر بحيوانات مائية صغيرة. وتفترس البرمائيات الحشرات، وعدة أنواع من حيوانات صغيرة أخرى، بينما تتغذى ضفادع العجل (ضفدع أمريكي كبير الحجم)، وكذلك البرمائيات الكبيرة الأخرى، على الثعابين والطيور والثدييات الصغيرة. كما تتغذى مجموعة من الضفادع في أمريكا الجنوبية ـ بصفة خاصة ـ بضفادع أخرى. وتستخدم معظم البرمائيات ألسنتها للإمساك بالفريسة. للبرمائيات المكتملة النموّ كثير من الأعداء، ومن أهمها الثعابين والطيور والثدييات. كما تفترس بعض أنواع الأسماك والحيوانات المائية الصغيرة يرقات البرمائيات. وتستخدم البرمائيات الكثير من الوسائل لحماية نفسها. فمثلاً يصعب رؤية بعض البرمائيات لأنها تتلون بلون البيئة المحيطة بها، بينما تتجنب حيوانات السمندر والبرمائيات السحلية أعداءها عن طريق الاختباء. كذلك تلهب السموم التي تُفْرَزُ من بعض غُدد جلد الضفادع والسمندرات أفواه أعدائها المهاجمين. تاريخ البرمائيات يعتقد علماء الأحافير (وهم علماء يدرسون حياة ما قبل التاريخ) أن أقدم أحافير البرمائيات يعود إلى نهاية العصر الديفوني، أي قبل ما يقرب من 360 مليون سنة. ويُعتقد بأن البرمائيات، أول مجموعة من الفقاريات غادرت المياه لتعيش على اليابسة. وقد كانت البرمائيات من أكثر الفقاريات أهمية على اليابسة خلال العصر الكربوني الذي استمر ما يقرب من 360 إلى 290 مليون سنة مضت، حيث فاق عدد أنواع البرمائيات التي كانت موجودة آنذاك، عدد أنواع البرمائيات الموجودة اليوم. لم تظهر المجموعات التي تنتمي لها البرمائيات الحديثة إلا خلال حُقب الحياة المتوسطة التي استمرت ما يقرب من 225 - 65 مليون سنة مضت، حيث انقرضت معظم البرمائيات الأخرى، ولم يتمكن العلماء من معرفة جميع الأسباب التي كانت وراء ذلك، وإن كان يُعتقد أن من أسباب انحسار عدد البرمائيات، الجفاف الذي أدى إلى اختفاء كثير من المستنقعات والبحيرات التي تحتاجها البرمائيات، إضافة إلى سيادة الزواحف التي ظهرت خلال العصر البنسلفاني وأصبحت ذات أهمية، حيث لا تعتمد كثيرًا على الماء، ولبيضها قشور صلبة لا تجف على اليابسة. وهناك احتمال بأن تكون هذه الزواحف قد نافست البرمائيات في غذائها، بل ربما كانت تتغذى على البرمائيات نفسها. وفي الوقت الحاضر تُعدُّ أنواع البرمائيات أقل من أنواع أية طائفة أخرى من طوائف الفقاريات. وتمثل أنشطة الإنسان أكبر خطر يهدد البرمائيات، حيث تتعرض البيئات الرطبة على مستوى العالم، والتي تعيش فيها هذه الكائنات بكثرة، إلى انحسار مستمر، بسبب إنشاء الطرق والمدن واتساع المساحات الزراعية.

المراجع

www.mawsoah.net/maogen.asp?th=0$$main&fileid=startموسوعه العربية

التصانيف

حيوانات مائية