يحكي أن فتاة اسمها جميلة كانت تعيش مع جدتها بعد وفاة والديها، فكانت جدتها تحبها كثيرًا وتخشى دائمًا أن يصيبها مكروه، ولم تكن تسمح لها بالخروج مع الفتيات، وكانت جميلة فتاة في غاية الجمال وعندما كبرت خطبها جميل ابن عمها.
وكان في نفس القرية ست فتيات لم يكن جميلات مثلها، ولم تكن واحدة منهم تحب جميلة ولم يتقدم أحد لخطبتهم، ولكن يتصورن أن جميلة فتاة متكبرة لأنها لم تكن تلعب معهن، وتحت تأثير الغيرة والحسد ذهبت البنات الست إلى جدة جميلة، وقلن لها: اسمحي لجميلة أن تخرج معنا اليوم للغابة لجمع الحطب.
فقالت الجدة لا بد أن استأذن جد جميلة أولًا ؟ قال الجد إنهن لسن صغيرات، ويستطعن رعاية جميلة والعناية بها دعيها تذهب معهن، لكن قلوب الفتيات الست لم تكن تحمل أي حب لجميلة، سارت الفتيات إلى الغابة وبدؤوا في جمع الحطب، وفي أثناء الطريق توقفن عند نخلة عالية محملة بكثير من التمر.
وقالت إحدى الفتيات : انظرن إلى ثمار هذه النخلة يا له من تمر حلو
، كم أتمنى لو كان باستطاعتي تسلق هذه النخلة ، وعندئذ قالت جميلة أنا أستطيع أن أتسلق النخلة ، وبالفعل بدأت تلقي لهن التمر فيضعوه في سلالهن، ويضعوا التمر الأخضر الذي لا يؤكل في سلة جميلة، ثم نزلت جميلة وواصلوا السير حتى وصلوا إلى بئر ماء .
وقالت أحداهن إن هذه البئر تجلب الحظ الحسن، إن أي فتاة ترمي حليها بالبئر تسعد في زواجها، فتظاهر الفتيات الست بإلقاء حليهم وألقوا حجارة، وألقت جميلة حليها في البئر ، وواصلت الفتيات طريقهم وقالت إحداهن: هيا بنا نستريح ونأكل بعض التمر ، وعندما فتحت جميلة سلتها وجدت تمر أخضر لا يؤكل |
فعرفت أن الفتيات لا يحبونها ولا يرحبن بها، وقالت لهم : لماذا وضعتوا لي الثمار التي لا تؤكل ؟، قالوا أنت عندك نخل بالبيت وليس عندنا منه، ثم قالت فتاة أخرى هيا بنا نضع حلينا ونتزين بها وبالفعل تزينوا بحليهم ، فقالت جميلة لهم: لماذا جعلتموني القي بحلي في البئر ؟ قالوا لها أنك غنية ولديك خطيب وبعد الزواج سيقدم لكي حلي أخر .
وقالت فتاة أخرى لجميلة : لما لا تعودي إلى البئر وتحضري حليك ؟ وكانت تعرف تلك الفتاة أن هناك غولًا يظهر ليلًا ، وإذا شاهد أحدًا أخذه وحوله إلى غول ، كان الليل قد أقبل وذهبت جميلة إلى البئر ولم تستطيع أن تحضر حليها من البئر ، وأحست بالخوف.
وفجأة ظهر الغول من خلفها فقالت له: لا تأكلنني يا عم الغول ، قال لها الغول : لما جئت إلى هنا ؟ قالت لأحضر حلي لي، فقال لها أحضر لكي ذهبك مقابل أن تأتى معي غدًا في نزهه علي ظهر الحصان ، فقالت له: حسنًا سأفعل .
فشرب الغول الماء وأحضر لها الذهب خاصتها ، وفي اليوم الثاني ظهر في صورة أمير وأخذها في نزهة علي حصانه ، وكان هو يوم عرس جميلة علي جميل ، وكان جميل يدعو أصدقائه وأحبابه إلى العرس ، ولكنهم اكتشفوا غيابها الطويل ، وذهب جميل يبحث عنها في كل مكان وذهب إلى الغابة يبحث عنها.
وسافر جميل إلى بلاد كثيرة يبحث من أرض إلى أخرى علي جميلة بدون جدوى ، وأرهقه التعب فنام في الغابة وعندما استيقظ وجد امرأة عجوز وسألها عن جميلة : فقالت له العجوز : أن هناك في هذا القصر غول ومعه فتاة جميلة لعلها تكون جميلة ، وهو يستيقظ شهرًا ثم ينام شهرًا كاملًا.
وهي تنام نومًا غير طبيعي مسحورة ، وعندما تستيقظ ستصبح غولًا لكن إذا ذهبت إليها وقصصت شعرها وأظافرها ، وعندما ترى وجهك سيزول السحر وتعود إليك ونصحته العجوز قائلة له : إن الغول لا يكف عن الأكل طالمًا هو مستيقظ وإذا نام لن يحس بك ، ولكن يجب أن تقتل كلبه أولًا .
وأعطت العجوز لجميل قطعة صغيرة من الخشب وقطعة من الحجر ووعاء ماء ، وقالت له : إذا تبعك الغول اقذف قطعة الخشب بينك وبينة ، ثم قطعة الحجر ثم أنية الماء ، بعد ثلاث أيام ركب جميل حصانه وصعد إلى قمة التل ودخل بيت الغول ووجد جميلة نائمة .
فقص شعرها وأظافرها وفي الحال استيقظت جميلة وفرحت بجميل ، وقالت أخيرًا جئت لتنقذني ونسى جميل أن يقتل الكلب ، ثم أخذ جميلة وفر مسرعًا ولكن الكلب اكتشف ذلك ، فانقض الكلب وعض الغول وأخبره بهروب جميلة .
وظل يطارد الغول جميلة وجميل ، فألقي جميل بالعصا فأصبحت غابة تفرق بينة وبين الغول ، ولكن تخطاها الغول وبعد ذلك ألقي جميل الحصى ، فأصبحت جبلًا بينهم فتسلقه أيضًا الغول ، وأخيرًا ألقى جميل أنية الماء فأصبحت بحرًا كبيرًا من الماء.
فقال الغول سأشربه أنا والكلب ، وظل يشربه هو وكلبه ، وكلما شرب الماء زاد الماء مرة أخرى في البحر ، دون أن ينتبه الغول لذلك وانتفخت بطن الكلب حتى انفجرت ، ثم دوى صوت أخر فقد انفجر بطن الغول ، وعادت جميلة لجميل سالمين ، وعرف الجميع ما فعلته الفتيات الست فلم يتقدم أحد للزواج منهن ، أما جميلة فقد تزوجت جميلًا وظلت تزداد جمالًا علي جمالها.
المراجع
qssas.com
التصانيف
قصص أطفال مجتمع الآداب قصة
|