يصل الإنتاج العالمي من مزارع ثعبان السمك (Eel) إلى 130 ألف طن، وهناك اتجاه لزيادة هذا الإنتاج لمواجهة زيادة الطلب عليه، حيث يصل استهلاك اليابان منه إلى 100 ألف طن سنوياً بينما يصل استهلاك أوروبا منه إلى 25 ألف طن وفقاً لبيانات عام 1996موتمثل الصين أكبر منتج لثعبان السمك في العالم حيث تصدر لليابان 70 ألف طن سنوياً ويتراوح متوسط سعر تصدير ثعبان السمك الحي ما بين 10 إلى 15 دولاراً/كجم.هناك أربعة أنواع من ثعبان السمك هي: الأوروبي والياباني والأمريكي والأسترالي، وتشترك جميع هذه الأنواع بأنها تقضي فترة حياتها الأولى في الأنهار، حتى إذا ما وصلت إلى مرحلة النضج تهاجر إلى البحار والمحيطات حيث يتم التكاثر.رحلة الـ 5000 كيلو متر.. واللاعودةيبدأ ثعبان السمك الأوروبي رحلته بعد النضج شاقاً طريقه عبر مصبات الأنهار في البحر المتوسط ويتجه إلى بحر سراجوس شمال برمودا بنحو 300 كيلو متر في رحلة طولها 700 إلى 5000 كيلو متر حيث تقع منطقة التزاوج على عمق 200 إلى 300 متر. وفي موسم التزاوج هذا يختفي الآباء والأمهات وتبدأ يرقات ثعبان السمك في الظهور والعودة مرة أخرى في هجرة معاكسة إلى مصبات الأنهار التي أتى منها الآباء وتستغرق رحلة العودة هذه 2 إلى 3 سنوات.تستغرق دورة حياة ثعبان السمك من 12 إلى 15 عاماً وقد يعمر أكثر من ذلك حيث تم تربية أحدها بالحوض في السويد لعمر يناهز 85 عاماً.إنه ليس ثعباناًجاء اسم ثعبان السمك من شكل هذا النوع من الأسماك الطويل النحيف وهو نوع من أنواع السمك، وهناك إقبال على أكله بصورة منقطعة النظير في دول شرق آسيا (وفي أوروبا على صورة مدخنة)بل هو سمك مفيدوهناك اليوم من يراهن بأن لهذا النوع من الأسماك مستقبل زاهر في دول العالم الأخرى بما في ذلك الشرق الأوسط والبلاد العربية. ويعود مثل هذا القول إلى أن لهذا النوع من السمك قيمة غذائية جيدة وأسراراً أخرى، أما قيمته الغذائية فإنه يصنف ضمن الأسماك ذات المحتوى الدهني العالي إذ تصل نسبة الدهون فيه إلى 18% (سمك الماكرل والساردين نسبة الدهن بهما 4% و6% فقط). كما أن نسبة البروتين في ثعبان السمك تعتبر جيدة وأعلى من بعض أنواع السمك الأخرى (إذ تصل إلى 20%). أما أسراره الأخرى فهما سرّان الأول:سر إقبال فتيات اليابان على استهلاك ثعبان السمكيتجه استهلاك ثعبان السمك في اليابان إلى إعداد الوجبة الشهيرة المعروفة باسم كباياكي، ويتم إعداد هذه الوجبة باستخدام الأوزان 150 إلى 200 جرام فقط للوجبة. ويتزايد الطلب على استهلاك ثعبان السمك في اليابان وفقاً للاعتقاد السائد منذ زمن طويل بأهمية القيمة الغذائية، إذ يحتوي ثعبان السمك على دهن، وللدهن أهمية وخصوصاً للفتيات الصغيرات حيث يزيد معدل الخصوبة لديهن إضافة إلى إكساب جلدهن جمالاً خاصاً من حيث اللون والملمس.وسِرُّهُ الثاني يخص التجارتجدر الإشارة إلى أن صناعة الاستزراع السمكي بالمملكة مازالت تخطو خطواتها الأولى رغم مرور أكثر من 15 عاماً، حيث وصل الإنتاج إلى 4 آلاف طن فقط، منها 3 آلاف طن من البلطي الذي يتم إنتاجه في مزارع المياه العذبة.وهنا يمكن التساؤل عن مدى إمكانية إضافة أنواع أخرى من أسماك المياه العذبة تتوفر للمملكة ميزة نسبية في إنتاجها، إضافة إلى تميزها بقيمة تصديرية عالية. وللإجابة على هذا الاستفسار نجد أن أحد أهم هذه الأنواع هو ثعبان السمك الذي يمكن إنتاجه لغرض التصدير. ويمكن إضافة نشاط إنتاج ثعبان السمك إلى نشاط مزارع إنتاج البلطي المقامة حالياً مع بعض التعديلات، كذلك يمكن إنشاء مزارع ثعبان سمك متخصصة.ويحقق إنتاج ثعبان السمك أفضل معدل نمو عندما تصل درجة حرارة المياه من 23 إلى 28 درجة مئوية، وهو ما يتوفر في بيئة المملكة مما يسمح بإنتاج الوحدة عند حجمها التسويقي (200 إلى 300 جرام) في فترة زمنية 12 شهراً، بينما تصل الدورة الإنتاجية في أوروبا من 18 إلى 24 شهراً مع استخدام التدفئة الصناعية التي ترفع من تكاليف الإنتاج.إعداد : أمانى إسماعيل
المراجع
اراضينا
التصانيف
الثروة السمكية الاستزراع السمكي تداول الأسماك