حلم آخر للسواد

هب

أن الحلم بياض
يسوِّد جسد الليل

أو رغبة عطشى

تحاول أن تستيقظ
فيّ

أو شهادة سبحانها
من سحَر..

/يقول فيها النهر/

هب

أني حلم سمكة

تبتهل استسقاءا
للفيضان”

– عبد النور إدريس-

باحث وقاص مغربي

من مواليد مدينة مكناس،
المغرب

صدر له:

” الكتابة النسائية “
2004

– حفرية في الأنساق
الدالة:الأنوثة ،الجسدوالهوية –

” الرواية النسائية والواقع بين سوسيولوجية الأدب ونظرية التلقي ” 2005

” ميثولوجيا المحظور وآليات الخطاب الديني ” 2005

– المرأة بين السياق
والتأويل –

له قيد الاعداد للطبع:

“تانيث الفحولة”

-مجموعة قصصية-

للحفرة عمق المتاهة .. الثوب يحكي سجن الجسد .. وضع البذرة باسمه ذكرا ،
وكان لا يتقن سوى إنجاب البنات، كانت كل البطون الجديدة تحمل له أملا في
نهاية هذا البستان ..

راية الفتح لا تحملها
أقدام تعشق الهاوية، إنه زمن اللهب الذي يسيطر على المشاهد التسع التي رقصت
في فراغ البطن وبطن الفراغ..

إنها النهايات التي يحسها
عميقة تمشي في عروقه أخاديدا ناشفة تجيء من الغيب لتحمل أقنعة يشدها ”
العار”

” ملعون أبو
البنات”….

اللعنة حيلته لتبرير
العجز لقد أصبحت المساحيق رسالتهن إلى جيبه.. لقد أصبحت الأرغفة التي تخرج
من الفرن كثيرة.. الفقر لا يقتل، إنه يصرع، يشل، يعبق الجو طاقة من فيض
الانتحار والتلاشي…

يبدو أن استهلاك هذا
الموضوع داخل حياته اليومية يضع بين يديه لحظات قاسية تزكي تلك السباحة
الكلامية التي تتناسل في تساؤلاته التي لا تنتهي…

” ملعون أبو
البنات”….

ذاك ما كان يردده كلما
فاضت همومه وجراحه المحشوة بالملح، من أطول طريق مر به نحو أعشاب الشعوذة
والتعاويذ…

لطفولته ماض لا يفهمه ولا
يتذوق شقاوته إلا هو .. إنه ماضي حاطب الليل..

كان أكثر الصبيان حبّا
وتعلقا بالدُّمى، كان يجد في اهتماماته فرحا ولذة.. كل الدمى بيده لا تمل
السقوط على الأرض.. تنتهي الأحزان لتفتح الذكريات أفقا على الماضي، إن الحي
لم يتغير.. ما زالت ملامح الذكرى واقفة ضد التبدل… الظلام والوحل هي
الميزة الشاعرية التي ما زالت حاضرة في ابتهالات أطفال اليوم الذين يعبثون
بالزوايا والأضلاع…

إنه ينغرس ولا ينهض إلا
فراشة… له حكاية مجنونة مع الأنثى تبتدئ من عشق الدمى إلى عبادتها.. كان
صاحيا فأسكرته تأوهات الأقداح.. بدت نظراته غير مستقرة.. شاردة..هشة..عابثة
برياح أغنيته نحو عقم الهمس ومآقي الصراخ.. نحو سن اليأس الذي اقتات من رحم
زوجته… إنه قانون الأنوثة…

..لم يوزع في حياته
التحيات ” المستوردة” كما فعل يومها… ذاكرته واضحة التقليد.. ملأى
بالوصف.. إنها أوسع بقعة للنوم… نوم الفُزَّاعة.

” ملعون أبو
البنات”….

قافلة فريدة للضياع
والهجر.. إنها متاهة الأنثى، لا وجود للذكر الذي يؤسس للخروج من هذه الذكرى
– المتاهة.

قافلة فريدة للضياع
والهجر..إنها متاهة الأنثى، لا وجود للذي يؤسس للخروج من هذه الذكرى-
المتاهة..

ضاع في حنايا
الشفاه..يعتصر أحلامه متجها بحماس نحو طبيبه الخاص.. إنه يستعجل قناعته في
أن يحتفل بالدمى متألقة يغص بها ريقه ليعيش لحظات ممزقة فاضت بها ذكريات
النساء..

قصة قصيرة بقلم الباحث والقاص المغربي محمد
سعيد الريحاني

 
<-- -->

المراجع

al-hakawati.la.utexas.edu

التصانيف

تصنيف :قصص   مجتمع   قصة