إيليا بتروف Ilya Petrov مصور بلغاري ولد في مدينة رازغراد في بلغارية، وتوفي في صوفية، وهو ينتمي إلى جيل الفنانين البلغار الذين ظهروا غداة الحرب العالمية الأولى، وقد درس الفن في أكاديمية الفنون الجميلة في صوفية في محترف الأستاذ نيقولا مارينوف وتخرج سنة 1926، وحصل من ثم على منحة اطلاعية في مونيخ في ألمانية لمدة سنة.
اختط بتروف طريقه الإبداعي باستلهام الواقع المرئي، واستطاع التعبير بإنتاجه الفني عن قضايا المجتمع البلغاري في زمنه، وعن التطلعات المستقبلية للطليعة المتنورة في مجتمعه.
استرعت لوحة «المُجذِّف» التي عرضها هذا الفنان سنة 1926 بعيد تخرجه انتباه نقاد الفن آنذاك لما فيها من تركيز على الجهد الإنساني، إذ استغل حركة مجدافي القارب في تأليف هرمي أخاذ؛ وقد أهله إنتاجه الغزير والمتميز لأن يصير أستاذاً في أكاديمية الفنون الجميلة في صوفية سنة 1940.
لم تلبث الواقعية الشاعرية التي طبعت لوحات إيليا بتروف في عشرينيات القرن العشرين مثل لوحة «في الحقل» ولوحة «مروض الدببة» ولوحة «عازف الربابة»، التي اعتمد فيها على الرسم المحكم والشكل المجسم إلى جانب استخدام مادتي الشمع والألوان الزيتية بتقنية متداخلة، أن تحولت إلى واقعية رمزية في الثلاثينيات عالج فيها مجموعة من اللوحات تمثل موضوعات إنسانية باستعارة تسميات دينية مثل لوحتي «الجلجلة» و«البشارة» سنة 1932، ثم تحول أسلوبه الى واقعية تقريرية كما يلاحظ في لوحتي «موقعة شيبكا» سنة 1935 و«فرسان أسباروخ» سنة 1936، وموضوعات العري الأنثوي.
بدأ أسلوب إيليا بتروف في أربعينات القرن الماضي بالتحول إلى التزام الواقعية التقريرية، وقد حصل ذلك تلقائياً بسبب التحولات الاجتماعية والسياسية في بلغارية إبان الحرب العالمية الثانية والثورة الاشتراكية في بلغارية في التاسع من أيلول سنة 1944، وكأن بتروف قد وجد في هذا النهج ضالته المنشودة، فتميز بأسلوب واقعي خاص به مستفيداً من براعته الفائقة في الرسم، ومن قدرته على تجسيم الشكل برؤية لونية ماهرة في تآلف القيم الحارة والباردة، إضافة إلى إحكام تأليف عناصر اللوحة والتعمق في الدراسة النفسية للأشخاص الممثلين فيها.
عالج بتروف الصور الشخصية لنماذج من الناس العاديين أو المتفوقين والمناظر الطبيعية، وصور بعض مشاهير رجالات التاريخ البلغاري القديم مثل أسباروخ وباييسي، والمعاصر مثل خريستو بوتف وجيورجي ديمتروف، ومثل كثيراً من مشاهد التاريخ البلغاري بلوحات زيتية مثل: لوحة «الأنصار في حركة» سنة 1947 ولوحة «إيفالو» سنة 1955 ولوحة «انتفاضة دوبرو بوله» سنة 1956، ولوحات جدارية مثل لوحة «9 أيلول» في مدخل إحدى صالات السينما في صوفية سنة 1946 ولوحة «ظهور إيفايلو أمام أسوار ترنوفو» سنة 1963، كما عالج موضوعات العمل والصيد البحري في لوحات تمثل تجمعات إنسانية متآلفة. وتعد لوحتا «الإعدام» سنة 1954 و«أغنية الأنصار» سنة 1959 في أعمال الفنان المهمة لما اشتملت عليه من عناصر مميزة لأسلوبه في التصوير.
وقد تعدى إنتاج بتروف التصوير الزيتي والمائي والجداري فبرع في مجالات فنون الحفر والنحت وتزيين الكتب: مجموعة من الرسوم المحفورة والمطبوعة أهمها مااستوحاه من مآسي الحرب العالمية الثانية والحرب الأهلية الإسبانية، ومجموعة من المنحوتات الخشبية، ومجموعة من رسوم تزيين كتب عن التاريخ البلغاري.
إن أعمال بتروف موزعة في كل متاحف بلغارية وفي متحف بوشكين في موسكو وفي مجموعات خاصة.
كُلِّف بتروف تمثيل اتحاد الفنانين البلغار في بلاد مختلفة، وكان يعود من كل مهمة بمجموعة من الرسوم التوثيقية أهمها مجموعة الرسوم واللوحات التي عاد بها من الهند وإندونيسية سنة 1961.
حصل إيليا بتروف على عدد من الأوسمة والألقاب البلغارية الرفيعة المستوى، وكتب عدداً من المقالات شرح فيها مفهومه للفن الواقعي الاشتراكي ودوره في الحياة. وقد تخرج من محترفه في أكاديمية الفنون الجميلة في صوفية عدد من الطلاب البلغار والأجانب.

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية   التربية والفنون   الفنون