يعد طائر حفار الخشب او ما يسمى بنقار الخشب من اشهر فصائل الطيور حيث يتميز بمجموعة من الخصائص ، حيث ان له عادات يؤديها بانتظام وإصرار غريبين ويمتاز ايضا بمحفاره المديب الذي يستعمله في نقب الاشجار بواسطة النقر السريع المتواصل كما يملك هذا الطائر ذيلا صلبا يستخدمه مع قدميه في تثبيت نفسه على الاشجار ويتغذى نقار الخشب على الديدان والخنافس ويبني عشه بطريقة غريبة إذ يحفر ثقبا في الشجرة.
ثم يحفر ممرا طويلا عموديا على مدخل الثقب داخل جذع الشجرة ويبلغ طوله 30سم وفي اسفل هذا الممر تضع انثى حفار الخشب بيضها من 4-7 بيضات صغيرة ، وتعد الغابات ذات الاشجار القديمة او الميتة البيئة الانسب لحفار الخشب حيث يجد فيها ضالته من الحشرات والديدان والتي تنتشر بكثرة في تلك الاشجار ، وهناك احجام متباينة من طيور حفار الخشب تبدا بعضها بطول يصل إلى 7 بوصات وتتميز ذكور نقار الخشب بانتشار الريش الاحمر في رؤوسها بكثرة عن الإناث.
خصائص التي يتميز بها حفار الخشب ،محفار قوي متين ، يعمل تماما كاداة خرق الخشب ،عضلات رقبة قوية شديدة ،ضرورية لتامين ضربات إيقاعية قوية للمحفار الذي يعمل كإزميل ،جمجمة سميكة ، ولكنها اعطيت مرونة باربطة دقيقة متعامدة ،مخمد للصدمات يمتص الاهتزازات وهو من نسيج ثخين بين المحفار والجمجمة وهذا النسيج غير موجود عندبقية الطيور طبعا ،لسان طويل رفيع ، على شكل سلك شائك ومغطى بمادة لزجة ، يلتقط به الحشرات ، ارجل قصيرة قوية لا تشبه الارجل النحيلة لمعظم الطيور ،اصابع ارجل كالملزمة ، اثنتان في المقدمة واثنتان في المؤخرة فهي كمّاشة كاملة للتعلق المتين بلحاء الشجر ، ريش الذنب القاسي ، ينتهي برؤوس حادة وهي ضرورية لدعم نقّار الخشب وهو يحفر موقع عشه
جمجمة حفار الخشب ،يتغذى حفار الخشب على الحشرات واليرقات التي تختفي في جذوع الاشجار ويستخرجها عن طريق النقر. تقوم هذه الطيور بحفر اعشاشها في الاشجار الصحيحة بمهارة تضاهي مهارة اعظم فناني الحفر. يستطيع حفار الخشب المرقش ان ينقر ما بين تسع إلى عشر نقرات في الثانية الواحدة ويزداد هذا العدد ليصل إلى ما بين 15 ، 20 عند الانواع الاصغر حجماً ومنها حفار الخشب الاخضر.
يتعرض حفار الخشب اثناء نقره للشجر بمحفاره العلوي إلى صدمة كبيرة ومع ذلك توجد لديه اليتان لامتصاص هذه الصدمة الاولى هي الانسجة الليفية الواصلة بين الجمجمة والمحفار والتي تخفف من حدة الصدمة الثانية هي لسان الطائر يدور اللسان داخل الجمجمة ليتصل مع مقدمة الطائر ، تشبه الميكانيكية التي تعمل وفقها عضلة اللسان المقلاع وهو يساهم في تخفيف الصدمة الناتجة عن كل نقرة وهكذا تتناقص الصدمة التي تمتصها الخلايا الإسفنجية إلى ان تتلاشى في النهاية
عندما يقوم حفار الخشب الاخضر بحفر عشه فإن سرعة عمله تصل إلى 100 كم ،سا هذه السرعة لا تؤثر على دماغه الذي يبلغ حجمه حبة الكرز ، اما الزمن الفاصل بين النقرة والاخرى فهو اقل من 1،1000 من الثانية ، عندما يبدا الطائر في النقر ينتظم الراس والمحفار في خط مستقيم تماما فاي انحراف بسيط سيؤدي إلى تمزق في الدماغ ،إن الصدمة التي تنتج عن هذه الطرقات المتتالية لا تختلف عن تلك التي يسببها ضرب الراس في حائط إسمنتي إلا ان التصميم المعجز لدماغ حفار الخشب يجنبه التعرض لاي نوع من الإصابة.
تتصل عظام الجمجمة عند معظم الطيور ببعضها ويعمل المحفار مع حركة الفك السفلي. إلا ان محفار وجمجمة طائر حفار الخشب منفصلان عن بعضهما بانسجة إسفنجية تمتص الصدمات الناتجة عن عملية النقر ، وتؤدي هذه المادة المرنة عملها بشكل افضل من ماص الصدمات في السيارات ، إن جودة هذه المادة تاتي من قدرتها على امتصاص الصدمات المتتالية بفواصل قصيرة جدا واستعادتها لحالتها الطبيعية على الفور وهي تفوق بجودتها المواد التي افرزتها التكنولوجيا الحديثة باشواط ، تكتمل هذه العملية حتى في حالات اداء الطائر عشر طرقات في الثانية ، إن فصل المحفار عن الجمجمة بهذه الطريقة الخارقة تسمح للحجرة التي تحمل دماغ الطائر بالحركة بعيداً عن المحفار العلوي اثناء عملية النقر وهكذا تكون وتتشكل آلية ثانية في امتصاص الصدمات.